المشاركة48العقل والشهوة
(( اقوى الناس من غلب هواه)) حديث شريف .يقول غاندي: لعلني
لا أعدو الحقيقة ، إذا قلت: أن قهر العالم بحد السيف، أسهل من قهر
شهوات النفس!..
أجل ..إن إكتشاف الذرة ، وغزو الفضاء ،أسهل من الغلبة، على
الهوى!.. يدل على ذلك وضع الإنسان الحاضر ، فإنه تغلب على
الذرة، والطبيعة ، والكنه لم يتغلب على الشهواته، وعلى نفسه!.
ولكي يصبح الفرد قادراً على كبح جماح الشهوة، والتغلب على الغرائز،
والنزوات ..فإنه يتحتم عليه إخضاع غرائزه ، لسلطة العقل وقوة الإرادة،
عن طريق الممارسة المستمرة لأعمال العقل ،والإستفادة من الفكر،
والوعي بالإضافة إلى استعمال الإرادة ، بحيث يسقط زمام الشهوات في
قبضة الإرادة ، ويسير تحت ضياء العقل، وإرشاداته.
إن خطر أخطر ما يصيب الإنسان هو السقوط في الشهوة!. وذلك لأن
سيادة الإنسان ، تعتمد على سيادة العقل ، بينما سقوطه يرتبط بسقوط العقل،
وانتصار الشهوة عليه !.
يقول الإمام علي عليه السلام : (( كم عقل أسير ، عند هوى أمير ......
.....وعبد الشهوة أذل من عبد الرق)).
من هنا ، كان الواجب يحتم علينا ، أن نسعى في محاولة جادة ، لاخضاع
الغريزة، للعقل وذلك عن طريق الإرادة الحرة التي يتمتع بها الإنسان.
والمثل يقول : أينما تكون الإرادة ...يكون الطريق!.
وفي النهاية يقول الإمام علي :
(( من غلب شهواته، صان قدره)) .
ويقول أيضاً : (( زوال العقل بين الشهوة ، والغضب))
المصدر كتاب اللأيديولوجية الأسلامية
تأليف عبد الحميد المهاجر