منتدى السخاني منتدى كل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السخاني منتدى كل العرب


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحث
بحث مخصص
ترجمة الموقع
انت الزائر رقم
Priceline Travel


المواضيع الأخيرة
» برنامج لمعرفة باسورد الشبكات اللاسلكي 2010 Wireless WEP Key Password Spy
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 09, 2018 11:16 am من طرف al-mask

» رحله الى قلعه صلاح الدين الايوبى بمصر
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 03, 2017 11:41 pm من طرف محمد بكر11

» البومات واغانى نادره من التمانينات والتسعينات
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2015 11:02 am من طرف halem5

» زواج بنت الفنانه سميره احمد (جلجله )
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2015 9:19 pm من طرف Fawzy Abdallah

» حدد القبله بدقه مجانا من نوكيا (مصور)
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:02 pm من طرف ab.alrogi

» اسهل برنامج لتقطيع الاغاني + الشرح + برنامج لضغط الاغنية بعد التقطيع وارسالها لجوالك
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2014 1:34 pm من طرف ab.alrogi

» البرنامج القنبله Nokia Maps اخر اصدار + الاسطوره Map Loader .. بالصور ..
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2014 1:27 pm من طرف ab.alrogi

» مكتبة برامج نوكيا و التحميل مباشر E60,e65, E70, N70, N71, N72, N73, N80, N90, N91
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2014 1:23 pm من طرف ab.alrogi

» جديد في عالم النوكيا n95
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2014 1:16 pm من طرف ab.alrogi

» Titan Knight Online
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2014 8:20 am من طرف Rynath

» Titan Knight Online
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2014 8:19 am من طرف Rynath

» Titan Knight Online
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2014 7:17 am من طرف Rynath

» راااق لي جممميل
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالسبت يونيو 07, 2014 8:53 am من طرف اف طفش

» مياده الحناوى جميع البومتها واغانيها حمل فورا
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالسبت مارس 22, 2014 1:02 am من طرف الأستاذ أحمد

» حصريا لعبة ارض الظلام اون لاين النسخة العربية
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 23, 2013 4:39 pm من طرف dodz193

» موقع رائع عليه تعريفات الايبود ipod
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالسبت يناير 26, 2013 1:53 pm من طرف good2010

» تحميل أروع أغانى اعياد الميلاد اسطوانه كامله حصريا
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 05, 2012 2:32 pm من طرف امير باشا

» برنامج للاتصال بأي موبايل فى العالم مجانا اخر اصدار شغال 100 %
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 07, 2012 1:28 pm من طرف سيد صابر

» تحميل لعبة red alert 3 كاملة بروابط صاروخية
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالسبت أغسطس 11, 2012 2:51 pm من طرف hamfee

» فيلم اجنبي -Virgin.Territory 2007- رومانسى وللكبار
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يونيو 28, 2012 7:46 pm من طرف مرحبان

معلومات اتصالك بالأنترنت

معلومات اتصالك في الانترنت

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
دينا - 11860
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
rasha_k - 5159
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
احمد - 4899
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
سمو الاميرة - 3390
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
المحيط - 2354
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
ابن صويلح - 2246
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
salma200069 - 2132
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
angel 17 - 2122
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
الامـــــــ الجريح براطور - 1731
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
lovegirl - 1652
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_rcapكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Voting_barكتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Vote_lcap 
سحابة الكلمات الدلالية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى السخاني على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى السخاني منتدى كل العرب على موقع حفض الصفحات

 

 كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:54 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




لكى نقول منصفين يجب الا نتكلم عن الحرب من خلال انفسنا ولكن اليوم اعرض لكم كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الحلقه الاولى :

حرب الاستنزاف نبعت من رفض القاهرة للهزيمة،
هكذا أقنع الاسرائيليون أنفسهم باستحالة نشوب حرب أخرى بعد 1967


تأليف :ابراهام رابينوفيتش


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هناك العديد من الكتب التي تناولت حرب السادس من اكتوبر 1973، والتي حاول
مؤلفوها شرح ما حدث في غمار المعارك التي دارت خلال هذه المواجهة العسكرية
بين العرب واسرائيل،

التي تعتبر من أهم المواجهات بين الجانبين خلال القرن العشرين وأدت
الى تغيير الكثير من المفاهيم، وفي مقدمتها المفهوم الذي روجت له تل أبيب
عن القوة العسكرية الاسرائيلية التي لا تقهر.

ففي هذه الحرب انهارت الاسطورة الاسرائيلية، وتمكن المصريون من عبور قناة
السويس وتحطيم دفاعات خط بارليف ورفع العلم المصري فوق سيناء.ومن أبرز هذه
الكتب الكتاب الذي نعرض له بالمناقشة والتحليل هنا من غير ان ننسى أنه
يعبر عن وجهة النظر الاسرائيلية في الحرب وهو كتاب «حرب أكتوبر.. المواجهة
التي غيرت الشرق الاوسط» لمؤلفه الكاتب الاسرائيلي ابراهام رابينوفيتش،
الذي كان محرراً عسكرياً خلال الحرب لصحيفة «جيروزاليم بوست» وقد تخرج من
كلية بروكلين بنيويورك، ثم التحق بالجيش الأميركي ثم عمل صحافياً في
«نيوزداي» الاميركية قبل ان يلتحق بالعمل في «جيروزاليم بوست» بعد هجرته
الى اسرائيل. ويضم الكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار شوكين بوكس الاميركية 38
فصلاً على امتداد 543 صفحة من القطع المتوسط.
ينطلق رابينوفيتش في رحلته للبحث عن اسباب هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر من
النقطة التي اقنعت فيها اسرائيل نفسها باستحالة نشوب حرب جديدة بينها وبين
العرب بعد حرب 1967 والنكسة التي مني بها العرب.
والتي ادت الى ترهل القوات الاسرائيلية واسترخائها حتى على جبهات القتال
على قناة السويس وهضبة الجولان، وذلك في الوقت الذي خرج العرب من اجواء
النكسة والانكسار، وراحوا يعيدون بناء قواتهم المسلحة، ويتدربون على
اساليب القتال الحديثة، استعداداً لمواجهة جديدة يستعيدون بها شرفهم
العسكري.
يشير المؤلف الى انه في ظل هذا التقصير والاسترخاء فوجئت اسرائيل في
الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت السادس من اكتوبر 1973 باندفاع
الجيوش العربية عبر خط بارليف الذي زعم الاسرائيليون انه خط دفاعي منيع،
يصعب على اي جيش في العالم اختراقه، وعبر الدفاعات الاسرائيلية على جبهة
الجولان، حتى ان السلاح الجوي الاسرائيلي لم يتمكن من وقف تدفق هذه
القوات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وعلى جبهة الجولان وحدها دفعت سوريا بنحو 1460 دبابة لتواجه 177 دبابة
اسرائيلية فقط، وبنحو 115 بطارية مدفعية في مواجهة 11 بطارية اسرائيلية.
ويعتمد رابينوفيتش في سرد احداث الحرب على العديد من الوثائق العسكرية
الاسرائيلية التي تم رفع اطار السرية عنها، مؤخراً وعلى سلسلة من اللقاءات
والحوارات التي اجراها مع كبار المسئولين العسكريين الاسرائيليين الذين
كانوا في دائرة صنع القرار خلال الحرب.
كما يتعرض للأجواء الدولية التي سادت خلال تلك الفترة، وخاصة المواجهة بين
الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والدور الذي لعبته واشنطن في انقاذ
اسرائيل من هزيمة تاريخية عبر بناء الجسر الجوي الهائل لاعادة التوازن
للقوات الاسرائيلية التي انهارت في ساعات، وليس في أيام.
أصل الحكاية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها عصر الخامس من اكتوبر 1973
مثيرة للقلق، فعلى الضفة الغربية من قناة السويس احتشدت خمس فرق مصرية تضم
مئة ألف جندي و1350 دبابة وألفي قطعة مدفعية في تشكيل قتالي، كما رصدت
الصور العديد من معدات الجسور والقوارب المطاطية بالقرب من الحافة
المائية. وعلى الجانب الاسرائيلي، لم يكن هناك سوى نحو 450 رجلاً داخل
النقاط الحصينة على طول القناة.

وكان باستطاعة الاسرائيليين رؤية الاستعدادات المصرية على الضفة الغربية
لعبور القناة، لكن لم تظهر أي دلالات على أن هذه الاستعدادات تثير قلق
الدوائر العسكرية الاسرائيلية على الرغم من أن كل ما لديهم كان مجرد 44
قطعة مدفعية على طول الجبهة و290 دبابة في كل أرجاء سيناء. أما الصور التي
التقطت لهضبة الجولان فكانت أكثر إثارة للقلق، فقد تم نشر خمس فرق عربية
لتواجه دفاعات إسرائيلية ضعيفة.

ولكن الوضع على خط المواجهة السوري ـ الاسرائيلي كان مختلفاً، حيث لم يكن
هناك حاجزاً مائياً كما هي الحال على الجبهة المصرية، وكان عدد الدبابات
السورية يزيد بمعدل 8 الى 1 عن نظيرتها الاسرائيلية بينما كانت نسبة قوات
المشاة والمدفعية أعلى من ذلك بكثير.
وعلى الجانب السوري ايضاً كانت هناك خطوط دفاعية ثانوية بين الجبهة
الرئيسية وحتى العاصمة دمشق على بعد 40 ميلاً الى الشرق، أما على الجانب
الاسرائيلي فلم تكن هناك أي خطوط دفاعية ثانوية على الإطلاق، وكان الفارق
الكبير في عدد القوات يميل لصالح إسرائيل وليس العكس!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:55 pm

وفي
إسرائيل نفسها لم ترصد الأقمار الصناعية عصر الخامس من اكتوبر أي دلالات
تثير القلق. كانت الشوارع خالية من المارة والسيارات، وكان جميع
الاسرائيليين في منازلهم يستعدون للاحتفال بعيد الغفران المعروف باسم «يوم
كيبور». وكانت الدلالة الوحيدة على وجود نشاط غير عادي تبدو داخل مقر
وزارة الدفاع الاسرائيلية في قلب تل أبيب.

ويتحدث المؤلف عن حالة الاسترخاء التي كانت عليها القوات الاسرائيلية على
الجبهة المصرية، ويضرب مثلاً على ذلك بالقاعدة التي كان يتولى رئاستها
الكابتن موتي اشكنازي في سيناء قبل أسبوعين فقط من بداية الحرب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويقول المؤلف ان هذه القاعدة كانت تعاني من حالة اهمال شديد، فأسوار
الأسلاك الشائكة كانت قد انهارت كلها تقريبا من الرمل، وغطت الرمال
الخنادق حول الموقع، ولم تكن لدى مواقع المدفعية شكائر الرمال الكافية،
كما كانت القاعدة تعاني بصورة واضحة من نقص كبير في الذخيرة وبالاضافة الى
ذلك فإن وحدة اشكنازي كانت تمثل جزءا من لواء «جيروزاليم» الذي لم تسند
اليه من قبل أية مهام على خط بارليف.

وعلى عكس الوحدات التي عادة ما كانت تقوم بهذه المهمة، فإن لواء
«جيروزاليم» كان يمثل تشكيلا لخط ثانٍ يضم جنودا في الثلاثينيات من
أعمارهم، وبعضهم من المهاجرين الذين لم يتلقوا تدريبات أساسية كافية قبل
أن يحالوا إلى الاحتياط، بينما كان ضباط اللواء من قدامى ضباط الوحدات
المقاتلة.

ويقول المؤلف إن اسناد مهمة الدفاع عن جزء من خط بارليف لمثل هذه الوحدة
يجسد حالة الاسترخاء التي كان عليها الوضع العسكري الاسرائيلي على الجبهة
المصرية. وكانت هذه الحالة قد أصبحت هي السائدة في صفوف القوات
الاسرائيلية بعد مرور ست سنوات على وصول اسرائيل لقناة السويس خلال حرب
يونيو 1967 وبعد ثلاث سنوات من انتهاء حرب الاستنزاف على طول خط القناة
التي شهدت العديد من المناوشات العنيفة.

وبخلاف النقاط المحصنة الأخرى بخط بارليف، على طول ضفة القناة الشرقية،
فقد كان موقع أشكنازي، الذي كان يطلق عليه اسم موقع «بودابست»، يبعد نحو
عشرة أميال شرقي القناة على شريط رملي ضيق يفصل بين البحر المتوسط وبحيرة
ضحلة المياه. كان الهدف من اقامة هذه النقطة الحصينة هو منع أي هجوم من
الشريط الرملي باتجاه الطريق الساحلي. وكانت نقطة «بودابست» هي أكثر
النقاط حصانة، في خط بارليف.

وكان يضم بطارية مدفعية ووحدة اشارة بحرية، حافظت على الاتصالات مع السفن
التي تقوم بدوريات أمام الساحل. يقول المؤلف ان القوات المحدودة التي
نشرتها اسرائيل على الجبهتين السورية والمصرية في مواجهة أعداد كبيرة من
رجال الجيوش العربية، كانت تعكس حالة من الثقة المفرطة في النفس انتابت
اسرائيل بعد الانتصار السريع في حرب يونيو 1967. واعتقدت اسرائيل انها
حققت تفوقا عسكريا لا يمكن ان تتحداه دولة عربية بمفردها أو أي مجموعة من
الدول العربية مجتمعة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد أعطت النشوة التي تلت الانتصار الاسرائيلي في عام 1967 على الجيوش
المصرية والسورية والأردنية إحساساً بالتفوق وبأن قوتها العسكرية من الصعب
قهرها. وقبل نشوب حرب 1973، كانت أعداد الجيوش المصرية والسورية قد زادت
بشكل كبير عن عدد القوات الإسرائيلية، رغم أن النسبة الإجمالية قد ظلت
لصالح العرب بنسبة 3 إلى 1 وهي نسبة اعتبرتها إسرائيل مقبولة في ظل
الاعتقاد السائد بالقدرة القتالية لقوات الدفاع الإسرائيلية. بل إن هيئة
الأركان الإسرائيلية كانت تفكر في خفض مدة الخدمة العسكرية للمجندين
والبالغة 36 شهراً بمعدل ثلاثة أشهر.
رفض الهزيمة

ويقول المؤلف إن العرب رفضوا الهزيمة في عام 1967. وخلال حرب الاستنزاف
التي شنتها مصر ابتداء من مارس 1969، قتل المئات من الجنود الإسرائيليين
خلال عمليات القصف المدفعي المكثف، ويرى أن الغارات الجوية الإسرائيلية في
العمق المصري تقف وراء قبول القاهرة لوقف إطلاق النار في أغسطس 1970. ومنذ
ذلك الوقت ساد الهدوء جبهة قناة السويس أما على الجبهة السورية فقد شهدت
تبادلاً لإطلاق النار من وقت لآخر، إلا أن الكاتب يزعم أن الموقف لم يصل
إلى مستوى تحدي الهيمنة الإسرائيلية.

وهذا الشعور بالتفوق يبدو واضحاً في الكلمة التي ألقاها وزير الدفاع
الإسرائيلي موشي ديان أمام مجموعة من ضباط الجيش في أغسطس 1973، والتي قال
فيها إن قوة إسرائيل لا تنبع من الإمكانيات العسكرية الإسرائيلية فقط، بل
من حالة الضعف التي يعاني منها العرب ويقول المؤلف إن الأوضاع التي تغيرت
كثيراً داخل إسرائيل بعد حرب يونيو 1967 لاحظها مسئول بجهاز المخابرات
الإسرائيلية «الموساد» كان يتولى مهمة بالخارج وعاد إلى إسرائيل بعد خمسة
أعوام من حرب 1967 ليجد إسرائيل تعيش حالة من الثقة الزائدة في النفس
والرضا عن الذات.

وأن الإسرائيليين يعيشون في حالة من الاسترخاء، وينعمون بمباهج الحياة
وكأن هذا الوضع سيستمر إلى الأبد. كما لاحظ أن موظفي الحكومة والضباط
بالجيش اقتنوا سيارات فارهة، وبدت الرفاهية مسألة مذهلة بالنسبة لشخص
اعتاد على التعايش مع حياة التقشف في إسرائيل قبل حرب 1967. وذهب
الإسرائيليون إلى سيناء ليس للدفاع عن «الحدود» الجديدة، ولكن لقضاء
العطلات الصيفية على شواطئها الرائعة.

ولاحظ مسئول «الموساد» أن أعداد الضباط قد ازدادت بشكل كبير، وأصبحت
القيادات العسكرية تحتل مكاناً بارزاً في الحياة العامة وانهمك كبار
الضباط في توسيع مكاتبهم بما يعكس المكانة الكبيرة التي وصلوا اليها، وبدت
العجرفة على تصرفات الكثيرين منهم، بل واقام البعض منهم حفلات شاركت فيها
فرق الترفيه العسكرية، كل هذه الامور كانت مثيرة لدهشة المسئول الاسرائيلي
الذي عاد لتوه من الخارج.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقبل اشهر من نشوب حرب اكتوبر، ابلغ موتي اشكنازي صديقا له بأن الحرب
مسألة حتمية وانه يتعين ان تعرف القيادة العسكرية ذلك، وبعد يومين من تولي
اشكنازي مسئولية قاعدة «بودابست» طلب من القيادة تعزيز الدفاعات حول
القاعدة من الاسلاك الشائكة واكياس الرمل، وبعد الحاح منه وصلت كمية قليلة
فقط من هذه الدفاعات الا انه بذل جهدا لتأمين القاعدة خاصة حول البوابة
والمنطقة المفتوحة على الشاطيء.

وقبل اسبوع على قيام الحرب، وجد اشكنازي آثار اقدام على الشريط الرملي عند
مؤخرة القاعدة، اتصل بالقيادة التي ارسلت اثنين من الخبراء الذين فحصوا
آثار الاقدام ورأوا انها لاحذية جنود اسرائيليين، قال اشكنازي: «لو كنت
مكان المصريين لاستخدمت نوع احذية الجنود الاسرائيليين نفسه» ضحك الخبيران
وقالا: «اتظن انهم بهذه المهارة؟» فرد عليهم قائلا: «ولم لا؟».
يقول المؤلف انه عندما عقد ديفيد اليعازر رئيس الاركان الاسرائيلي اول
اجتماع له مع هيئة الاركان العامة بعد ان تولى منصبه في اول يناير 1971
اكد للحاضرين ان «احتمال الحرب قوي» وذلك على عكس ما كان سائدا من قبل،
واعرب اليعازر عن اعتقاده بأن الرئيس المصري انور السادات ليس امامه من
خيار آخر اذا ما اراد تحريك اية عملية سياسية.

وقال اليعازر امام الجنرالات ان اسرائيل لن تحقق اية مكاسب من نشوب حرب
اخرى، واذا ما نشبت الحرب فيجب ان تنتهي بنصر اسرائيلي سريع حتى لا تؤثر
اعباؤها على الاقتصاد وحتى يصاب العرب باحباط يجعلهم لا يحاولون مرة اخرى
شن حرب على اسرائيل.


[size=21] خط بارليف


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان خط بارليف واحدا من الموضوعات الاولى التي استعرضها اليعازر مع هيئة
الاركان، فقد تم بناء الخط خلال فترة تولي الجنرال حاييم بارليف رئاسة
هيئة الأركان ووصف الخط بأنه منيع ولا يمكن عبوره شأن خطي ماجينو
وسيجفريد، الا انه في الواقع، وكما يقول المؤلف، كان عبارة عن مجموعة نقاط
صغيرة منعزلة، كل نقطة منها تتولى حراستها حامية تضم عشرين او ثلاثين
جنديا فقط. وكانت هناك فجوات تصل الى عدة أميال بين كل نقطة وأخرى.

وقد بنيت هذه التحصينات لحماية القوات من قصف المدفعية خلال حرب
الاستنزاف. الا ان القيادة الاسرائيلية رأت امكانية أن يلعب الخط دورا في
حالة حدوث هجوم مصري شامل، حيث يمكن ان يلعب دورا في ابطاء الهجوم حتى يتم
توزيع قوات الاحتياط. الا ان آخرين رأوا ان هذا الخط ما هو سوى مصيدة موت.
وقد اقترح الجنرال ارييل شارون الذي تولى قيادة الجبهة الجنوبية عام 1970،
اغلاق التحصينات والابقاء على وجود اسرائيلي في منطقة القناة من خلال
دوريات واقامة مراكز مراقبة خلف الشريط المائي.

وكان الجنرال اسرائيل طال نائب اليعازر قد تبنى وجهة نظر مماثلة، اذ قال
ان التحصينات هي بمثابة أهداف ثابتة، وينبغي اخلاؤها في حالة نشوب حرب.
وابلغ اليعازر هيئة الأركان بأنه لن يعتمد على التحصينات في الدفاع عن
منطقة القناة، ولكنه سيعتمد في ذلك على سلاح الدبابات، الا انه نظرا لوجود
هذه التحصينات وامكانية قيامها بدور في وقف أي عملية عبور مصرية، فانه لا
يرى ما يدعو الى تفكيك هذه التحصينات، خاصة وأنها يمكن ان تمثل أيضا نقاطا
لمراقبة الخطوط المصرية.
ويمضي المؤلف قائلا ان المخابرات الاسرائيلية كانت تعتقد انه اذا ما نشبت
حرب، فانه من المحتمل أن تكون تكرارا لحرب الاستنزاف أي ستشتمل على قصف
مدفعي وغارات على نطاق محدود، بينما كان هناك سيناريو محتمل اخر وهو أن
تحاول مصر الوصول الى موطئ قدم محدود في سيناء والتمسك به الى أن يتم
تنفيذ وقف لاطلاق النار.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولمواجهة هذه الاحتمالات، وضعت اسرائيل خطة دفاعية اطلق عليها اسم رمزي هو
«برج الحمام». وتعتمد هذه الخطة على فرقة سيناء المكونة من 300 دبابة، وهي
الفرقة المدرعة الوحيدة التي تنشرها اسرائيل في سيناء، وكذلك على السلاح
الجوي، ونتيجة للثقة الزائدة لدى القيادة الاسرائيلية، فان هذه الخطة لم
تركز كثيرا على المعركة الدفاعية في حد ذاتها بل على شن هجوم مضاد سريع
عبر القناة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:56 pm

ففي
حالة عبور مصري واسع النطاق للقناة، تقضي خطة اخرى، اطلق عليها اسم سيلا
«أي الصخرة»، بنشر فرقتي مدرعات من الاحتياط خلف الخطوط ويتم تعبئتها قبل
الحرب على أساس تقارير المخابرات. ولم تضع الخطتان أية تدابير مهمة للتصدي
لأية محاولة هجوم مصرية، كما لو أن تدمير القوات المصرية العابرة للقناة
مسألة ستتم بسرعة، ولا تتطلب وضع أية خطط بشأنها.
وفي حالة عدم تلقي تحذيرات من المخابرات في وقت يتيح انتشار قوات الاحتياط
قبل بدء الحرب، فانه بامكان فرقة سيناء وقف هجوم الجيش المصري، بمساعدة
سلاح الطيران الى ان تصل قوات الاحتياط. وقد وضعت القيادة الجنوبية
الاسرائيلية تصورا للحرب في اغسطس 1972 ويقوم هذا التطور الذي تم تطبيقه
في صورة مناورة على أساس عبور أربع فرق مصرية للقناة، مع وصول تحذير من
المخابرات قبل الهجوم بـ 48 ساعة.

ووفقا للسيناريو الاسرائيلي تنجح فرقة سيناء في ابادة رأس الجسر المصري في
غضون نصف يوم. وفي اليوم الثالث تصل فرقة الاحتياط الاسرائيلية الأولى الى
الجبهة وتعبر القناة من نهايتها الشمالية واعتبر المشاركون في هذه
المناورة توقيت تحذير المخابرات بأنه غير منطقي نظرا لكفاءة رجال
المخابرات العسكرية الاسرائيلية وان التوقيت المنطقي هو خمسة أو ستة أيام
ورأى شارون ان هذه المناورة اثبتت ان فرقة سيناء يمكنها التصدي لأي تهديد
مصري.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي ضوء ما حدث للجيوش العربية في حرب يونيو 67 كان من الصعب ان تتصور
القيادة الاسرائيلية أي سيناريو آخر غير ذلك في أكتوبر 1972 تم تعيين ايلي
زيرا رئيسا لجهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلية، التي تعرف بالعبرية
باسم «أمان» كان زيراً قبل ذلك ملحقاً عسكرياً في السفارة الاسرائيلية
بواشنطن، وعمل مساعداً لموشى ديان.

وبعد نحو ستة اشهر من تعيينه، تعرض جهاز «أمان» لاختبار قوي. ففي ربيع
1973 تم رصد تحركات غير مسبوقة للقوات المصرية بمدفعيتها وبمعدات لعبور
القناة وحذرت مصادر المخابرات من ان الرئيس المصري انور السادات يعتزم شن
حرب وانه تم رفع حالة الاستعداد في الجيش المصري إلى حالة الاستعداد
القصوى وحددت مصادر المخابرات موعد شن الحرب بيوم 15 مايو، وتم وضع القوات
الاسرائيلية في حالة الاستعداد.

وفي يوم 8 مايو زارت رئيسة الوزراء الاسرائيلية غولدا مائير مقر الجيش حيث
استمعت إلى العديد من الجنرالات الذين اكدوا لها ان اسرائيل ستعرف نية
المصريين قبل وقت كاف للاستعداد لاي تطورات وكان من بين المتحدثين ايلي
زيرا الذي اكد لمائير ان فرص الدخول في حرب شاملة مع مصر «منخفضة جداً»
إلا انه لم يوافق على هذا التقييم واصدر اوامره لهيئة الاركان باتخاذ
الاستعدادات اللازمة على اساس احتمال نشوب الحرب.

وتضمنت هذه الاستعدادات نقل وحدات الدبابات بالقرب من الجبهة وتسريع انشاء
وحدات جديدة وتجهيز معدات عبور قناة السويس كما لم يقتنع رئيس الموساد زفي
زامير بوجهة نظر زيرا، بل رأى ان السادات يستعد لشن الحرب كما اعرب ديان
عن اعتقاده بأن الحرب هي خيار معقول بالنسبة لمصر نظراً لأنها ستنهي حالة
الجمود السياسي وتؤدي إلى التدخل الدولي، واذا ما بدأت الحرب فإنها ستكون
شاملة.

تطورات الموقف المصري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في يوم 24 اكتوبر 1972 اعلن الرئيس المصري انور السادات امام المجلس
الاعلى للقوات المسلحة انه يعتزم اتخاذ اجراء عسكري من دون انتظار وصول
طائرات طويلة المدى وصواريخ سكود وقال انه يمكن تحقيق اهدافه العسكرية في
سيناء بما هو متوفر بالفعل.
يقول المؤلف ان السادات اتخذ هذا القرار في الوقت الذي طرد فيه المستشارين
السوفييت في يوليو 1972، واصدر اوامره لوزير الحربية الفريق محمد أحمد
صادق باعداد الجيش للحرب بحلول منتصف شهر نوفمبر وعندما طلب السادات من
صادق في اجتماع اكتوبر ان يقدم تقريراً عن استعداد الجيش، همس صادق في اذن
السادات قائلاً انه لم ينقل القرار إلى قيادات الجيش خوفاً من ان يتسرب.
بعد ذلك بيومين اقال السادات صادق وعين مكانه الفريق احمد اسماعيل.
وهنا يقول المؤلف ان الفريق صادق كان يرى ان مصر يجب ان تحقق اهدافها من
خلال حرب تجبر اسرائيل على الانسحاب من سيناء وقطاع غزة، بينما كان
السادات يعتقد ان عبور القناة وتأمين موطيء قدم في سيناء سوف يؤدي إلى
تحريك المجتمع الدولي وتدخل القوى العظمى مما يؤدي في النهاية إلى اجبار
اسرائيل على الانسحاب إلى الحدود الدولية. وهذه الرؤية كان يدعو اليها
الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان قد عينه السادات قبل عام رئيساً
للاركان.

استعرض اسماعيل مع الشاذلي خطة «جرانيت ـ 2» التي كان تقضي بعبور القناة
والتقدم حتى الوصول إلى الممرات في سيناء على بعد 40 ميلاً شرقي القناة
وهي خطة اعتبرها الشاذلي غير واقعية نظراً لانها ستجعل القوات المصرية
خارج مظلة صواريخ سام. ووضع الشاذلي خطة اخرى عرفت باسم «المآذن الشاهقة»
تحولت فيما بعد إلى خطة «بدر» التي تقضي بالتقدم خمسة او ستة اميال فقط
شرقي القناة، وهي مسافة تظل فيها القوات المصرية ضمن مجال بطاريات صواريخ
سام. ويزعم الكاتب ان الشاذلي كان يرى ان هذه الخطة هي الخيار الواقعي
الوحيد امام مصر.
وافق الوزير اسماعيل على رأي الشاذلي وطلب منه ان يواصل وضع تفاصيل الخطة
وتم بالفعل استكمال وضع الخطة بحلول يناير 1973يقول المؤلف ان مصر دأبت
على نشر خمس فرق مشاة على طول القناة منذ حرب 1967 كانت ثلاث فرق تنتشر في
الجزء الشمالي، وهي الفرق التي كانت تشكل الجيش الثاني، بينما كانت تشكل
الفرقتان المرابطتان بالجزء الجنوبي الجيش الثالث.
وكانت اي خطة مصرية تقضي بعبور القناة من نقاط على طول خط القناة البالغ
مئة ميل في وقت واحد. ويشير المؤلف الى ان المخابرات الاسرائيلية علمت
بالخطة المصرية باستخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات في الحواجز الرملية بخط
بارليف، وذلك بعد ان قامت السلطات المصرية بشراء مئات المضخات من بريطانيا
والمانيا، الا ان مسئولي المخابرات استبعدوا امكانية تنفيذ مثل هذه الخطة،
ورأوا انها غير قابلة للتطبيق.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما كانت المخابرات المصرية تعرف الخطوط العريضة لخطة «برج الحمام» وذلك
من وثائق استولت عليها خلال غارات وعمليات قامت بها عبر القناة، ومن خلال
متابعة المناورات الاسرائيلية المتكررة على طول خط القناة وكانت تقضي هذه
الخطة بأنه في غضون نصف ساعة من بدء القتال ستصل الموجة الأولى من
الدبابات الاسرائيلية الى القناة، ولن تتمكن الدبابات المصرية من التصدي
لها قبل ان يتم هدم الحواجز الرملية واقامة الجسور على القناة.

وهي مهمة قد تستغرق ساعات ولمواجهة ذلك سيتعين وقف تقدم المدرعات
الاسرائيلية من جانب جنود مشاة بأسلحة مضادة للدبابات وكان هناك سلاحان
زود بهما السوفييت مصر لهذا الغرض الأول هو «آر بي جي -7» الذي يتم حمله
على الكتف والذي أثبت فعاليته ضد الدبابات خاصة عند المسافات القريبة
والسلاح الآخر هو «ساجر» الذي يماثل في ادائه دانة الدبابة ومعنى ذلك ان
المشاة المصريين سوف يقاتلون بمفردهم خلال الساعات الأولى الحرجة من
القتال، ولكنهم سوف تغطيهم نيران من تلال بناها المصريون على الجانب
الغربي من القناة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:57 pm

كان
الاسرائيليون قد بنوا في البداية تلاً أعلى من سلسلة التلال المصرية، وكان
في كل مرة يقوم فيها المصريون بتعلية تلالهم، كان الاسرائيليون يفعلون
الشيء نفسه ولكن في 1972 نفذ المصريون مشروعاً ضخماً، بناء على أوامر
الفريق اسماعيل، اصبحت فيه سلسلة التلال المصرية اعلى مرتين عن الحاجز
الاسرائيلي يقول المؤلف ان المصريين كانوا يعتمدون على نظام سام للدفاع
الجوي الذي زودهم به الاتحاد السوفييتي، ويعد واحداً من اقوى الأنظمة في
العالم، وكانت تدعمه المئات من المدفعية المضادة للطائرات القادرة على ضرب
اية طائرات ذات ارتفاعات منخفضة لا يتمكن من ضربها نظام سام.

كان قد تم وضع كل تفاصيل خطة العبور، ولكن كانت هناك علامات استفهام كبيرة
منها متى ستعرف المخابرات الاسرائيلية بالهجوم الوشيك وما هي الخطوات التي
ستتخذها القوات الاسرائيلية لصد الهجوم ومدى قدرة القوات المصرية على تحمل
رد اسرائيل على هذا الهجوم.

الحلقه الثانيه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هكذا أغرقت المدمرة إيلات،ملامح مجهولة في ملحمة كتائب صواريخ سام
تأليف :ابراهام رابينوفيتش

وجد الجنرال بيني بيليد، قائد سلاح الجو الاسرائيلي، عندما تولى منصبه في
مايو 1973، ان الخطط الموضوعة للتعامل مع بطاريات سام معقدة وسخيفة.

فقد واجهت اسرائيل بطاريات سام ـ 2 إس خلال حرب يونيو 1967، وفقدت ثلاث
طائرات اسقطتها تلك البطاريات. لكن هذه البطاريات كانت قليلة العدد، وكان
من السهل على الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تدميرها. ولكن خلال
حرب الاستنزاف زاد عدد هذه البطاريات.
وكانت كل منصة إطلاق تضم مجموعة من ستة صواريخ، كما تم تعزيزها بصواريخ
سام ـ 3 إس الاكثر فعالية والأكثر صعوبة في تفاديها ويوضح المؤلف أنه في
يوليو 1970 اختبر سلاح الجو الاسرائيلي نظاماً ابتكره الاميركيون لمواجهة
صواريخ سام ـ 2 فوق فيتنام الشمالية.
وكان هذا النظام يقوم على اساس جيوب الكترونية تبعث باشارات تضلل رادارات
الصواريخ، إلا ان الطائرات المجهزة بمثل هذه الجيوب يتعين ان تحافظ على
تشكيل على ارتفاع محدد حتى لو اطلقت الصواريخ عليها والمشكلة هي ان
الاميركيين انفسهم لم يعرفوا مدى فعالية هذا النظام في العمل ضد صواريخ
سام ـ 3 ومع ذلك أصر القادة الاسرائيليون على تجربته وقاد الكولونيل
صامويل هيتز سرباً يضم 20 طائرة فانتوم الى منطقة الصواريخ المصرية وقامت
الطائرات بتنشيط الجيوب الموجودة تحت الاجنحة، وحلقت على ارتفاع ثابت.

ونجحت الطائرات الاسرائيلية في تدمير اربع بطاريات من البطاريات العشر
واصابة ثلاث بطاريات اخرى، الا انه تم اسقاط الطائرة وهي عائدة، وكانت
طائرة هيتز نفسه، ونجح ملاحه في القفز بالمظلة ليقع في الأسر، بينما نجح
هيتز بصعوبة في الهبوط باحدى القواعد في سيناء والخروج من الطائرة قبل
احتراقها. وتم اسقاط خمس طائرات فانتوم، والتي كانت تعد فخر سلاح الجو
الاسرائيلي، قبل سريان وقف اطلاق النار بعد ذلك بثلاثة أسابيع.

وأدركت اسرائيل انها لم تعد تتمتع بأي تفوق في السماء وان التقنية الني
نعمت بتفوقها من قبل على العرب قد انقلبت عليها بين عشية وضحاها وتفاقمت
المشكلة عندما تمكن المصريون من تحريك الصواريخ الى منطقة القناة ليتسع
مداها فوق سيناء.ووسط المحاولات الاسرائيلية لتطوير نظام لتضليل صواريخ
سام المنصوبة على الجانبين المصري والسوري، ظهر جيل جديد من هذه المنظومة
المضادة للطائرات،وهو الصاروخ سام ـ 6، الامر الذي شكل تهديدا اكبر
للطائرات الاسرائيلية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكانت التركيبة الالكترونية للصاروخ الجديد غير معروفة حتى بالنسبة
للأميركيين واستنتج سلاح الجو الاسرائيلي أنه من الممكن أن يفقد طائرة
أمام كل بطارية سام وفي ظل وجود 87 بطارية صواريخ على الجبهتين المصرية
والسورية بالاضافة الى 95 بطارية اخرى للدفاع عن المناطق الخلفية، مثل
القواعد العسكرية، فقد أدركت اسرائيل ان الثمن المدفوع من طائراتها سيكون
فادحا فالاعتماد الكبير للقوات الاسرائيلية على السلاح الجوي اصبح موضع
شك.
ولابد هنا من الاشارة الى أن سلاح الطيران الاسرائيلي يستحوذ على نصف
الميزانية العسكرية الاسرائيلية، وينظر اليه على أنه السلاح الأهم بين
مختلف الأسلحة، وتعتمد قوات المواجهة الموزعة على طول الجبهتين المصرية
والسورية على افتراض مفاده ان سلاح الطيران سوف يبطئ من تقدم القوات
المصرية والسورية الى أن تصل قوات الاحتياط الى خطوط المواجهة.

ترهل التفكير الاسرائيلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يشير المؤلف الى أنه في ظل الحياة المرفهة السائدة في القطاع المدني، فقد
تغلب ترهل التفكير على كبار القادة الاسرائيليين لتسقط اسرائيل ضحية
لانتصارها في 1967. فقد اقتنع الاسرائيليون بتفوقهم على العرب وكان من
السهل رصد هذا الشعور بالتفوق لدى معظم الاسرائيليين الذين اعتقدوا أن
فجوة التفوق بينهم وبين العرب سوف تحتاج لأجيال لسدها. والمثال على ذلك ما
قاله عام 1970 حاييم بارليف، رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية في ذلك الوقت:
«ان الجندي العربي يفتقر الى المواصفات الضرورية لخوض حرب حديثة، ومنها رد
الفعل السريع، الكفاءة الفنية ومعدل الذكاء العالي والقدرة على رؤية
الأحداث بشكل واقعي».

ويرد المؤلف الاسرائيلي على ذلك بقوله ان المصريين، اثبتوا منذ الحرب
الاسرائيلية العربية الاولى في 1948، انهم مقاتلون أكفاء. وفي حرب
الاستنزاف، التي شهدت غارات فدائية جريئة خلف الخطوط الاسرائيلية، اظهر
الجيش المصري وجها آخر غير ذلك الوجه الذي كان عليه عام 1967.
يمضي المؤلف ليوضح ان سلاح المدرعات الاسرائيلي كان بشكل خاص ضحية لحرب
يونيو 1967، فالنجاح الذي حققه هذا السلاح في اقتحام المراكز المصرية
الحصينة خلال حرب يونيو عزز التصور القائل ان «الدبابة هي الملك».وكان
مبدأ الدبابات الاسرائيلية يعتمد في جزء كبير على مفهوم طوره الجنرال طال
خلال فترة سنواته السبع كقائد لسلاح المدرعات، وهو مفهوم اطلق عليه تعبير
«شمولية الدبابة».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:58 pm

وكان
المبدأ التقليدي، النابع من تجارب كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية،
يدعو الى اسلوب اسلحة مجمعة تتقدم فيه الدبابات تساندها وحدات من المشاة
والمدفعية بحيث يحمي المشاة الدبابات من القوات البرية المعادية، بينما
تقدم المدفعية الحماية للدبابات والمشاة على حين تسبق فرق المهندسين
الجميع لتطهير المنطقة من الالغام وازالة اية عقبات اخرى.
الا ان طال اعتقد انه في معارك الصحراء بالشرق الاوسط فانه بمقدور الدبابة
ان تقوم بالمهمة بمفردها، على ان تتحرك بسرعة لتقليل تعرضها لنيران القوات
المواجهة لها، ولا تتوقف حتى تحطم الخطوط الدفاعية وعلى الرغم من ذلك فقد
كان هناك الكثير من المنتقدين لهذا الاسلوب وقال بعضهم ان حرب 1967 لا
تثبت بالضرورة امكانية تطبيقه على حروب اخرى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي 1972 عندما طلب سلاح المشاة الاسرائيلي تدبير اسلحة افضل ومن بينها
بنادق واسلحة مضادة للدبابات، قال طال الذي كان قد اصبح في ذلك الوقت
نائبا لرئيس الاركان ان البنادق البلجيكية المتوافرة لدى افراد السلاح
كافية وبالنسبة للاسلحة المضادة للدبابات، قال ان القوات الاسرائيلية
تمتلك بالفعل افضل منظومة مضادة للدبابات في العالم.

ويشير المؤلف الى ان حصول المصريين والسوريين على صواريخ «ساجر» المضادة
للدبابات لم يقلق الاسرائيليين كثيرا فقد تعاملوا مع عدد من هذه الصواريخ
خلال تبادل لاطلاق النار عبر الخطوط اثناء حرب الاستنزاف، واعتبروها مجرد
سلاح آخر مضاد للدبابات، جنبا الى جنب مع الاسلحة التقليدية الاخرى،
وبالتالي فان الامر لا يستدعي تعديلا اساسيا في العقيدة القتالية التي
يتبعونها وهو خطأ آخر ترتكبه القيادة الاسرائيلية نتيجة لترهل التفكير.

وفي الواقع فإن الصاروخ «ساجر» غير مفهوم ساحة القتال وبخلاف المدفعية
التقليدية المضادة للدبابات، فان جنديا واحدا بامكانه استخدام «ساجر» الذي
لا يحتاج الى اشجار ليختفي وراءها بل يمكن استخدامه من وراء كومة صغيرة من
الرمل او حفرة سطحية وتصويبه من مسافة قصيرة على رتل من الدبابات، كما
يمتاز بسهولة استخدامه وامكانية اصابته للدبابة من مسافات تماثل مسافات
مدفع الدبابة ذاتها.

يقول المؤلف ان من الجوانب الاخرى التي طرأت على التقدم الفني للجيوش
العربية الحصول على اجهزة الاشعة تحت الحمراء اللازمة للقتال الليلي، وهي
الاجهزة التي كانت حكرا على القوات الاسرائيلية حتى مطلع السبعينيات،
عندما تم تجهيز الدبابات السوفييتية لدى مصر وسوريا بشاشات واضواء اشعة
تحت الحمراء.

كما تم توزيع اجهزة رؤية ليلية بين وحدات المشاة، ولم تتراجع اسرائيل عن
استخدام اجهزة القتال الليلي، ولكنها فضلت عدم استخدام مثل هذه الاجهزة
التي يمكن رصدها بتلسكوبات تعمل بالاشعة تحت الحمراء، الا ان النتيجة
كانت، كما يرى المؤلف، ان الجيوش العربية اصبحت مجهزة بمعدات الرؤية
الليلية، بعكس القوات الاسرائيلية التي تخلت عن مثل هذه الاجهزة.

في البحرية الاسرائيلية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول ابراهام رابينوفيتش ان البحرية الاسرائيلية افلتت من حالة الرضا عن
الذات التي سيطرت على بقية اسلحة القوات الاسرائيلية، بعد حرب يونيو، خاصة
وان سفنها العتيقة التي يعود تاريخ انتاجها الى الحرب العالمية الثانية لم
تشارك فعليا في القتال.

وتنظر المؤسسة العسكرية الاسرائيلية الى سلاح البحرية على انه مجرد حرس
سواحل، ورأت انها غير مستعدة لانفاق أموال طائلة لبناء اسطول حديث. وكان
واضحا للجميع ان مصير اسرائيل يعتمد على القوات البرية والسلاح الجوي، وان
ما يحدث في البحر لن يؤثر بشكل أو آخر على سير المعارك. إلا انه خلال
الستينيات استثمر سلاح البحرية الاسرائيلي الكثير من المال والجهد
لاستحداث نظام صاروخي بحري وزوارق لاطلاق النظام.

واستغرق الامر 13 عاما من العمل لتطوير الصاروخ ـ الذي أطلق عليه اسم
«جابرييل». وخلال العمل على المشروع علمت اسرائيل ان السوفييت طوروا زوارق
صاروخية وزودوا بها قوات البحرية المصرية والسورية. وبعد أشهر من حرب
يونيو ظهرت الزوارق الصاروخية المصرية في ميناء بور سعيد،

ونجحت هذه الصواريخ المحمولة بحرا في اغراق المدمرة الاسرائيلية
«ايلات».يقول المؤلف ان العرب استفادوا كثيرا من هزيمة 1967، بعكس اسرائيل
التي غرقت في الاحساس بالرضا والتفوق.

وراح العرب بعد يونيو 1967 يجتهدون في الاجابة على الأسئلة المتعلقة
بأسباب التفوق الاسرائيلي في الجو وعلى الارض، وتم ايفاد ألوف الضباط
العرب لتلقي دورات عسكرية متقدمة في الاتحاد السوفييتي، كما تم تدريب ضباط
المخابرات على أساليب عمل المخابرات الحديثة واعطائهم دورات مكثفة في تعلم
اللغة العبرية، مما سمح لهم برصد الاتصالات الاسرائيلية.

وبذلك نجد ان الانتصار أدى الى جمود التفكير الاسرائيلي في الوقت الذي أدت
النكسة الى تنشيط التفكير العربي. وتخلص العرب من الشعارات الطنانة التي
سادت الحروب السابقة وراحوا يستعدون للحرب المقبلة بكل هدوء ونشاط.ويرى
المؤلف ان حالة الاسترخاء على الجانب الاسرائيلي كانت واضحة للغاية، خاصة
وان القيادة الاسرائيلية شعرت بالثقة في انها ستتلقى من جهاز المخابرات
انذارا بتحرك القوات العربية قبل فترة تكفي لتعبئة الاحتياطي، الذي يشكل
ثلثي القوة القتالية الاسرائيلية، بل واعتقدت انه في أسوأ الأحوال فإن
سلاح الجو سوف يمنع تقدم أي هجوم عربي في حالة عدم تلقي انذار من
المخابرات في الوقت المناسب.

وهذا الاعتقاد كان سائدا على الرغم من ان حرب الاستنزاف انتهت من دون
معرفة كيفية مواجهة أو تحييد صواريخ سام المضادة للطائرات. بل ان هيئة
الاركان الاسرائيلية لم تضع أية خطة طوارئ في حالة تعرض فرقة سيناء
الاسرائيلية لهجوم مفاجئ من جانب خمس فرق مصرية بدون وصول قوات الاحتياط
ودعم السلاح الجوي.

وثمة سيناريو أسوأ لم تضعه القيادة الاسرائيلية العليا في اعتبارها، وهو
التكتيكات المصرية المبتكرة لاصابة سلاح المدرعات الاسرائيلي بالشلل. وفي
حالة حدوث واحد من هذه السيناريوهات الثلاثة فسوف تتعرض القوات
الاسرائيلية لتحد كبير، أما اذا حدثت السيناريوهات الثلاثة كلها ـ وهي
تحييد المخابرات والسلاح الجوي والمدرعات ـ فإن اسرائيل ستواجه كارثة لا
محالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 7:59 pm

ديان لا يتوقع حربا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على الرغم من كل ذلك، فإن أحدا داخل القيادة الاسرائيلية لم يكن مقتنعا
بامكانية نشوب حرب، بل ان وزير الدفاع الاسرائيلي موشى ديان قال في مقابلة
مع مجلة «تايم» انه لا يتوقع نشوب حرب خلال السنوات العشر المقبلة.

وفي واشنطن، قال محلل شاب في مكتب المخابرات والابحاث التابع لوزارة
الخارجية الاميركية في مذكرة قدمها في مايو 1973 ان الرئيس المصري أنور
السادات قد استنفد بدائله السياسية، وان امكانية نشوب حرب اسرائيلية ـ
مصرية في غضون ستة أشهر تزيد على 50%.

وفي اسرائيل، ساد الاعتقاد بأنه اذا نشبت الحرب فسوف يلقى العرب هزيمة
اخرى، قد يقبلون بعدها بشروط اسرائيل. وقال الجنرال اليعازر خلال اجتماع
في منزل جولدا مائير يوم 18 ابريل «اذا ما نشبت الحرب، فسوف نحقق انتصاراً
في غضون اسبوع او عشرة ايام تجعل العرب يحتاجون الى خمس سنوات ليرفعوا
رؤوسهم مرة أخرى».

كانت جولدا مائير لا تعتبر الحرب فرصة استراتيجية، ولكنها خيار يتعين
تجنبه. وقالت خلال الاجتماع نفسه انه اذا ما تزايد احتمال نشوب الحرب،
فينبغي احاطة الاميركيين علماً حتى يتدخلوا وينزعوا فتيلها. وقال مستشارها
السياسي اسرائيل جاليلي ان خطر نشوب الحرب سببه عدم رغبة اسرائيل في
الانسحاب الى حدود 1967، واشار الى الاجتماع الذي عقد بين حافظ اسماعيل
مستشار الرئيس المصري وهنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي في فبراير
قائلاً: «اذا اعتبرتم ما قاله حافظ كنقطة انطلاق، فإن المصريين على
استعداد للسلام، اذا وافقت اسرائيل على الانسحاب الكامل الى الحدود
السابقة».

ومرت الأسابيع ولم ترصد المخابرات الاسرائيلية أية دلالات خطيرة على الرغم
من التقرير الذي قدمته يوم 24 أغسطس بحصول مصر على سلاح الردع الذي كان
يسعى اليه السادات منذ فترة وهو صواريخ سكود أرض ـ أرض التي يبلغ مداها
200 ميل الأمر الذي يعني امكانية ضربها لتل ابيب من دلتا النيل وسيستغرق
الأمر أربعة اشهر على الأقل من التدريب قبل ان يسلمها السوفييت للأطقم
المصرية وعلى طول جبهة القناة، لم يتغير اي شيء، وبدا الجنود المصريون في
حالة استرخاء، بل شوهد البعض منهم يصطاد السمك من مياه القناة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويقول مؤلف الكتاب ان الرئيس المصري سعى في خطبه السياسية الى التلميح الى
ان خيار الحرب قد تم تأجيله للمستقبل المنظور، وذلك في اطار استراتيجية
مصرية تم الشروع فيها في مايو مع انشاء لجنة وزارية للخداع وتم عمداً نشر
شائعات بشأن الصيانة الرديئة لمنظومات الأسلحة المصرية، وهي الشائعات التي
رددتها الصحف الاجنبية.

وكذلك عدم قدرة الأطقم المصرية على تشغيل صواريخ سام بل ان وزير الحربية
المصرية أعلن خلال زيارة لرومانيا ان القوة العسكرية المصرية ليست كافية
للدخول في مواجهة مع اسرائيل وكان العنصر المحوري في سياسة الخداع المصرية
هو قدرة السادات على قصر المعلومات الخاصة بالحرب المقبلة على عدد محدود
من المسئولين المدنيين والعسكريين.

وعن خطة حرب اكتوبر يمضي المؤلف الاسرائيلي قائلاً انه تحت قيادة الفريق
عبدالغني الجمسي قامت هيئة عمليات الجيش المصري بدراسة مواعيد المد في
القناة والتقويم اليهودي من اجل اختيار موعد دقيق لشن الهجوم كان المخططون
يريدون شن الهجوم اثناء ليلة طويلة لعبور القناة نصفها تحت ضوء القمر
والنصف الآخر في الظلام بحيث يتم تجميع الجسور تحت ضوء القمر، بينما تعبر
الدبابات تحت جنح الظلام، حتى لا ترصدها الطائرات الاسرائيلية.

وكان احد الأيام المناسبة للعبور خلال شهر اكتوبر هو اليوم الموافق لعيد
الغفران الاسرائيلي، وضع المخططون دائرة حول يوم 6 اكتوبر، واشاروا الى ان
هذا اليوم سيحقق الكثير من الفوائد، أهمها ان الاذاعة والتلفزيون ستتوقفان
عن البث، وهما الاداة الأساسية لتعبئة قوات الاحتياط الا ان المؤلف يرى ان
«يوم كيبور» كان يمكن في الوقت نفسه ان يكون أسوأ موعد بالنسبة للعرب.

اذ انه بخلاف اي يوم آخر في السنة فإنه من السهل العثور على افراد
الاحتياط اما في منازلهم او في اي معبد قريب من محل اقامتهم كما انه في ظل
عدم وجود اية حركة مرور في الشوارع الاسرائيلية فإنه يصبح من السهل على
افراد الاحتياط الالتحاق بوحداتهم بسرعة.كما يوافق اكتوبر شهر رمضان، وهو
ما اعتبره المخططون المصريون ميزة أخرى، إذ ان الاسرائيليين سوف يستبعدون
إمكانية شن الهجوم خلال هذا الشهر.

على الجبهة السورية

يوضح المؤلف أن السوريين كانوا ينشرون في العادة ثلاث فرق على طول جبهة
الجولان. وفي ابريل 1973 تم سحب هذه الفرق في عملية تدريب سنوية لتعود مرة
أخرى في منتصف الصيف. وبحلول منتصف سبتمبر تزايد عدد الدبابات وقطع
المدفعية بصورة أكبر من أي وقت مضى. كان أكثر ما يقلق الاسرائيليين، وخاصة
الميجور جنرال اسحاق هوفي قائد القيادة الشمالية وهو وجود بطاريات صواريخ
«سام 6» منذ شهر أغسطس، الأمر الذي يعني عدم قدرة سلاح الطيران الاسرائيلي
على التعامل مع القوات البرية السورية.

وكانت الطائرات الاسرائيلية قد أوقفت بالفعل طلعاتها فوق الجولان حاول
الجنرال زيرا رئيس المخابرات تهدئة هوفي وطمأنته بأن الوضع تحت السيطرة
وعلى الرغم من التعزيزات السورية فقد قال زيرا إن العرب يدركون انه ليست
أمامهم فرصة للانتصار في حرب ضد إسرائيل، وان الأمر سيتطلب عامين آخرين
قبل أن يكون لدى مصر طائرات وصواريخ سكود بعيدة المدى تكفي لمجرد التفكير
في شن حرب، أما بالنسبة لسوريا فإنها لن تخوض حرباً بدون مصر.

إلا أن هوفي لم يشعر بالاطمئنان، فالانتشار السوري يتزايد يوماً بعد آخر
وقد تحركت المدفعية التي عادة ما تتمركز في المؤخرة الى مواقع أمامية وليس
لهذا معنى سوى أن السوريين يعتزمون استخدامها لدعم القوات التي ستتقدم نحو
الجولان وبلغ عدد الدبابات السورية في مواجهة الخطوط الاسرائيلية 800
دبابة بينما كان كل ما لدى هوفي هو لواء مدرع ضعيف يضم 77 دبابة فقط ومئتي
جندي مشاة موزعين على عشر مراكز صغيرة منتشرة على طول خط المواجهة.

ولا يفصل بين الجيشين سوى 200 إلى 400 ياردة. وعلى الرغم من ذلك كان هوفي
مقتنعاً بأن سلاح الطيران يمكن أن يعوض التفوق السوري في مجال القوات
البرية، وأن الطائرات الاسرائيلية ستتمكن من وقف الهجوم السوري إلى أن تصل
قوات الاحتياط إلا أنه مع نشر بطاريات «سام 6» في مواقع متقدمة، فإن سلاح
الطيران أصبح الآن خارج الصورة، خاصة في لحظات بدء الهجوم الحرجة.

وقرر الجنرال هوفي نقل قلقه إلى زملائه في الاجتماع الأسبوعي لهيئة
الأركان يوم 24 سبتمبر الذي تصادف أن حضره ديان. وكان الموضوع الرئيسي
المطروح على جدول أعمال الاجتماع هو اقتراح الحصول على طائرات «اف 15»
الأميركية كان هوفي أول المشاركين الذين تقرر أن يعلقوا على هذا الاقتراح.
قال هوفي «قبل أن أعبر عن رأيي بشأن الحصول على الطائرات أو عدم الحصول
عليها، فإنني أود التحدث عن أمر آخر.

إن الموقف على الجولان خطير للغاية. لقد أصبح السوريون مستعدين للهجوم في
أي لحظة بدون سابق إنذار وليس هناك عمق يسمح لقواتنا بالتصدي للهجوم إن
نشر صواريخ «سام 6» يعني حرماننا من الدعم الجوي، وأعتقد أن السوريين أكثر
خطراً على إسرائيل من المصريين»لا أن المناقشات حول الطائرات وقضايا
استراتيجية أخرى استمرت من دون التعليق على ملاحظات هوفي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول المؤلف إن وجهة نظر هوفي بشأن خطورة الجيش السوري صحيحة تماماً، على
الرغم من أن هذا الجيش ليس في قوة الجيش المصري الذي سيتعين عليه عبور
القناة وتجاوز خط بارليف أما السوريون فإنهم على بعد 20 ميلاً فقط من قرى
وبلدات في الجليل وأكثر قرباً إلى مستوطنات في هضبة الجولان نفسها وليس
هناك حاجز مائي يبطئ تقدمهم وبالتالي فإن بمقدورهم اذا قاموا بهجوم مفاجئ
ان يكونوا داخل الاراضي الاسرائيلية في غضون ساعات.

وقلل اليعازر من خطورة تعليقات هوفي وقال: «انني لا اوافق على احتمال ان
يقوم السوريون بغزو الجولان، كما ان القوات المرابطة في الهضبة كافية
للتصدي لأي هجوم محدود اما اذا شن هجوم شامل، فإنه من المؤكد ان ترصد
أجهزة المخابرات ذلك، وترسل باشارات في الوقت المناسب الذي يسمح بوصول
تعزيزات الى الجبهة مع سوريا».

وفي صباح يوم 26 سبتمبر اجتمع اليعازر مع هيئة الاركان لبحث ما يمكن
القيام به لتعزيز الجبهة مع سوريا وقال اليعازر للجنرالات «لقد تلقينا
معلومات من مصدر واسع الاطلاع تفيد بأن الجيش السوري يستعد لشن حرب في اية
لحظة ولا نعرف ما اذا كان هناك اي نوع من التنسيق مع مصر».
الا ان هوفي نفسه استبعد احتمال قيام السوريين بشن حرب شاملة ورد اليعازر
قائلاً: «من غير المعقول التفكير بأن السوريين سوف يقومون بهجوم بدون مصر،
الا انه من غير المستبعد ان يقوموا بهجوم محدود ولذلك فقد قررنا ارسال
سريتين من اللواء المدرع السابع المتمركز في الجنوب الى الجولان، ليرتفع
عدد الدبابات على الجولان الى مئة دبابة في مقابل 800 دبابة سورية واعتقد
ان هذا يكفي!» كما تم ارسال بطارية مدفعية الى الجولان، وصدرت اوامر
الاستعداد للقوات الجوية وعدد من الوحدات البرية.

وفي الساعة التاسعة صباحاً انضم ديان الى الاجتماع، ولخص اليعازر الخطوات
التي تم اتخاذها قائلاً: «اعتقد ان السوريين سوف يشنون هجوماً بمفردهم،
ولن تكون هناك حرب على الجبهتين المصرية والسورية واعتقد ان كل الدلالات
تشير الى ذلك، وبالتالي فإننا لن نقوم باستعدادات لمواجهة حرب شاملة من
اجل منع حرب على جبهة الجولان».

ووافق ديان على ان نشوب حرب شاملة امر غير محتمل، لكنه اشار الى ان
السوريين لن يواجهوا حاجزاً كبيراً للوصول الى الخطوط السورية، وعلينا ان
ندرك ان هناك بعض الروس الذي يقدمون لهم الاستشارات الفنية».وابلغ وزير
الدفاع اليعازر بأنه يعتزم بعد الاجتماع التوجه الى الجولان وينقل رسالة
الى السوريين من خلال الصحافيين الذين يقومون بتغطية الزيارة كما قال انه
يرغب ايضاً في اعداد الرأي العام الاسرائيلي لمثل هذا الاحتمال حتى لو كان
مستبعداً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:00 pm

حاول
رئيس الاركان إثناء ديان عن القيام بهذه المرحلة على اساس انه سيصيب
الاسرائيليين بالذعر خلال فترة الاعياد والاجازات، لكن ديان اصر
قائلاً:«يجب ان يكونوا مستعدين لكل الاحتمالات» ولدى وصول ديان إلى
الجولان صرح للصحافيين قائلاً: «إذا اراد السوريون شن هجوم على اسرائيل،
فعليهم ان يعرفوا ان ضرراً سيلحق بهم اكثر من الضرر الذي سيلحق بنا».

مرت اجازة عيد «روش هاشان» من دون وقوع اي احداث خطيرة، بينما ظل رجال
المخابرات منهمكين في متابعة التطورات على الجبهة المصرية الهادئة حتى ذلك
الوقت وفي يوم 25 سبتمبر نقلت المخابرات إلى القوات الاسرائيلية ان القوات
المصرية تتحرك باتجاه قناة السويس وفي 28 سبتمبر تم رفع حالة الاستعداد
بين صفوف القوات الجوية والبحرية وبعض الوحدات البرية المصرية.
وارجعت المخابرات الاسرائيلية في بداية الامر هذه التحركات إلى الخوف من
هجوم اسرائيلي له علاقة بمعركة جوية مع السوريين إلا ان المخابرات تراجعت
وقدمت تفسيراً آخر للتحركات وقالت ان المصريين يخططون لمناورة كبرى في
منطقة القناة خلال الفترة من 1 ـ 7 اكتوبر اطلقت عليها اسم «تحرير 41».

وفي 28 سبتمبر ألقى الرئيس السادات خطاباً في ذكرى وفاة عبدالناصر، وفسرت
المخابرات الاسرائيلية بعض عباراته على انها اشارة إلى ان الرئيس المصري
يريد ان يقول لمواطنيه ان الوقت ليس مناسباً لمواجهة اسرائيل الا ان
الحقيقة هي، كما يقول المؤلف الاسرائيلي، ان السادات التزم الصمت تجاه
التطورات على الجبهة، ولم يشر في خطابه إلى ضرورة الحرب او النضال من اجل
استعادة الاراضي المغتصبة، كما كان يردد من قبل في معظم خطاباته، وهو
الامر الذي يصب في سياسة التضليل التي انتهجتها القيادة المصرية.

الحلقه الثالثه


11 إنذاراً تربك تل أبيب، إجلاء العائلات السوفييتية يفتح عيون الاسرائيليين على خطورة الموقف
تأليف :ابراهام رابينوفيتش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول إبراهام رابينوفيتش، مؤلف الكتاب الذي نناقشه هنا، إن الفريق سعد
الدين الشاذلي رئيس الأركان المصري طلب من القيادة السياسية المصرية
ابلاغه بموعد الحرب قبل 15 يوماً للقيام بالاستعدادات الاخيرة،

لكنه حصل على 14 ليلة، وهو الأمر الأهم، إذ يتم خلال الليل تحريك
أرتال العربات المدرعة من القاهرة عبر الصحراء إلى مناطق القتال على طول
قناة السويس.

ويضيف المؤلف ان الرئيسين الاسد والسادات اجتمعا سراً في دمشق في 22
سبتمبر، واتفقا على شن الحرب يوم 6 أكتوبر، لكنهما لم يتفقا في البداية
على ساعة الصفر، فقد كان الأسد يريد أن تكون الساعة هي السابعة صباحاً حتى
تكون الشمس في مواجهة القوات الاسرائيلية فتعوق الرؤية، بينما أراد
السادات شن الهجوم قبل الغروب حتى يتمكن المهندسون من مد الجسور على
القناة والعبور في الظلام.

كانت تحت قيادة الشاذلي 650 ألف جندي، بينما كان قوام الجيش السوري 150
ألف جندي وسوف تضيف وحدات من العراق والأردن ودول عربية أخرى مئة الف جندي
مقابل 375 ألف جندي اسرائيلي من بينهم 240 ألفاً من افراد الاحتياط.

ويشير المؤلف إلى ان عدد الدبابات الاسرائيلية كان يبلغ 2100 دبابة، وهو
مايعادل نحو نصف عدد الدبابات المصرية (2200) والسورية (1650). وتم
الاتفاق على أن ترسل العراق والاردن 650 دبابة أخرى بعد بدء الحرب. وكان
لدى اسرائيل 359 طائرة حربية على خطوط الجبهة في مقابل 680 طائرة من بينها
400 طائرة لدى مصر و280 لدى سوريا.

وإذا لم تقم اسرائيل بتعبئة الاحتياطي، فإن الوضع في بداية الحرب سوف يكون
لصالح العرب تماماً. فالمئة ألف جندي مصري والـ 1350 دبابة المرابطون غربي
القناة سيكونون في مواجهة 450 جندياً اسرائيليا موزعين على حصون خط بارليف
و91 دبابة اسرائيلية في منطقة القناة، بالاضافة إلى 200 دبابة اخرى في
اعماق سيناء.

وبالنسبة للمدفعية الثقيلة فان المصريين يتفوقون على الاسرائيليين على طول
خط القناة بنسبة تصل إلى 40 إلى 01 وعلى الجبهة الشمالية يتمتع السوريون
بتفوق في عدد الدبابات تبلغ نسبته 8 إلى 1 بينما تزداد النسبة كثيراً في
سلاحي المشاة والمدفعية، لكن هذه النسبة ستتراجع كثيراً مع وصول أفراد
الاحتياط إلى خطوط الجبهة.

وخلال شهر سبتمبر قامت مصر بتعبئة الاحتياطي بصورة متكررة، حتى تعتاد
المخابرات الاسرائيلية على هذه النداءات، وحتى يتم اتقان مهمة الاستدعاء.
وفي الاسبوع الأخير من سبتمبر تم استدعاء نحو 120 فرداً بالاحتياط، وفي
يوم الرابع من اكتوبر تمت اعادة 20 الفاً الى منازلهم في خطوة كان هدفها
تضليل الاسرائيليين. كما ابلغ المصريون الخبراء السوفييت بأنهم يتخذون
اجراءات وقائية تحسباً لهجوم اسرائيلي محتمل علمت به المخابرات المصرية.
يقول المؤلف ان المخابرات الاسرائيلية رصدت أول تحركات كبرى للقوات
المصرية ليلة 24 ـ 25 سبتمبر. شملت التحركات فرقة بكاملها كانت تنتقل الى
خارج القاهرة ترافقها قوات كثيفة من الشرطة العسكرية. وتم رصد تحركات
مماثلة على مدى الليالي التالية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:01 pm

الانذارات المحيرة

واصلت المخابرات العسكرية الاسرائيلية تزويد القيادة العسكرية والسياسية
الاسرائيلية بالتطورات المتلاحقة من خلال نشرات كانت تصدر عدة مرات في
اليوم الواحد. وفي 30 سبتمبر ذكر تقرير للمخابرات ان مناورة عسكرية مصرية
واسعة النطاق سوف تبدأ في اليوم التالي، وتنتهي في 7 اكتوبر. وسوف تشمل
المناورة تعبئة الاحتياطي وبناء التحصينات وتحريك القوات وتعبئة قوارب
الصيد المدنية لتكون وسائل لنقل الجنود.

وبالتالي نرى ان كل التحركات غير العادية للجيش المصري وضعتها المخابرات
العسكرية والقيادة العليا في اسرائيل ضمن اطار المناورات، ومن بينها الغاء
الاجازات وتشديد الحراسة على مراكز القيادة الامامية وهكذا فإنه بتفسير
التحركات غير العادية للجيش المصري على انها جزء من مناورة عسكرية يكون
نظام الانذار المبكر الاسرائيلي قد توقف عن العمل وانهار.

وخلال شهر سبتمبر، تلقت اسرائيل 11 انذاراً من مصادر رفيعة. إلا ان ايلي
زيرا رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية واصل اصراره على ان الحرب ليست
خيار العرب. وايد زيرا في موقفه نائبه البريجادير جنرال آري شاليف ورئيس
القسم المصري بالمخابرات اللفتنانت كولونيل يونا باندمان.
وبصورة عامة فقد اعتقد كبار رجال المخابرات الاسرائيلية انهم يعرفون
الامور على حقيقتها، وهو الاعتقاد الذي جعلهم يرفضون كل الانذارات التي
وصلت اليهم من مصادر مهمة واظهر زيرا ورجاله مقدرة على ابداء مدى براعتهم
في الالتزام بالصورة القديمة التي رسموها عن القوات المصرية والسورية، على
الرغم من الكم الهائل من الاشارات التي تشير الى عكس ذلك.

وكانوا يفندون كل معلومة تتعارض مع نظريتهم، ويدافعون عن كل رأي يؤكد هذه
النظرية. ويتضمن ذلك المعلومات الخاطئة التي سربتها مصر والتي كان يتعين
الشك فيها نظراً لانها تأتي من قنوات يدرك المصريون بوضوح ان المخابرات
الاسرائيلية ترصدها مثل الصحف العربية وقد تشبث زيرا ومساعدوه بوجهة نظرهم
على الرغم من تعارض سياسة الخداع المصرية مع الأدلة الدامغة على
الاستعدادات لشن الحرب والتي كانت تجمعها المخابرات العسكرية الاسرائيلية
بشكل يومي.

ويقول المؤلف ان سياسة الخداع نجحت بشكل يفوق التوقعات المصرية لان قيادة
المخابرات العسكرية الاسرائيلية كانت مستعدة للتعايش مع خداع الذات. وقد
قال زفي زامير رئيس الموساد امام لجنة التحقيق بعد انتهاء الحرب «اننا لم
نشعر بقدرتهم على شن حرب».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وتصاعدت وتيرة الاستعدادات وتزايدت دقات طبول الحرب خلال الايام الاخيرة
من شهر سبتمبر، ومررت المخابرات الاميركية تقريراً من مصدر اعتبرته واسع
الاطلاع جاء فيه ان السوريين يستعدون لاستعادة هضبة الجولان عبر هجوم وشيك
للغاية وفي صباح اليوم التالي، عقد اليعازر اجتماعاً مع كبار مسئولي هيئة
الاركان لبحث التقرير، الذي لم يلق اهتمام معظم الضباط، وظل الاجماع
السائد أن سوريا لن تخوض حرباً بدون مصر، وان المخابرات العسكرية
الاسرائيلية تؤكد ان مصر لن تخوض حرباً.

وان اكثر ما يمكن توقعه من سوريا هو ضربة محدودة، رداً على معركة جوية جرت
يوم 13 سبتمبر. ولم تكن هناك أصوات تعارض تلك النظرية سوى صوت الجنرال طال
نائب رئيس الاركان الذي قال ان كل الدلالات تشير الى ان الحرب سوف تنشب
على هضبة الجولان، ومن هذه الدلالات الانتشار الكثيف للدبابات السورية
الامر الذي سيعني امكانية نشوب الحرب دون أي انذار آخر، كما تغطي صواريخ
سام كل الجبهة، لقد تغير توازن القوى على الارض والشيء الوحيد الذي يمكن
ان يعوق سوريا من الهجوم هو السلاح الجوي. وقد اعتقد طال، مثال اليعازر،
ان السلاح الجوي يمكن ان يعالج مشكلة صواريخ سام.

كانت الاحوال الجوية مشكلة أخرى، خاصة مع بدء فصل سقوط الامطار. وقال طال
«انه اذا ما تم تحييد السلاح الجوي، فإنه سيكون بمقدور السوريين التقدم
داخل الجولان ولن تكون امامنا اية فرصة» ودعا طال الى تعزيز جبهة الجولان
ببقية اللواء السابع وبكتيبة مدفعية لم يتفق اليعازر مع تقويم نائبه، لكنه
وافق على إرسال المزيد من سرايا الدبابات والمدفعية.

لم يشعر طال بالارتياح بعد اجتماع هيئة الاركان واتصل هاتفياً بزيرا، وطلب
منه ان يواصل معه ومع شاليف مناقشة الموضوع في مكتب رئيس المخابرات وعندما
تم اللقاء قال طال ان الامر الوحيد الذي يمنع اليعازر من اصدار امر
التعبئة هو تقويم المخابرات العسكرية لاحتمال نشوب الحرب بأنه «احتمال
ضئيل».

رفض زيرا طلب طال باعادة النظر في هذا التقويم وقال له انه فيما يتعلق
بفهم نوايا العدو فإنه وليس تال الخبير في هذا الصدد رد طال قائلاً انه
خبير في حرب المدرعات واذا ما شن السوريون هجوماً مفاجئاً فإنه لن تكون
أمام القوات الاسرائيلية على الجولان فرصة لوقف الهجوم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي الساعة الثانية من صباح الاول من اكتوبر، تلقت المخابرات العسكرية
الاسرائيلية تقريراً من مصدر موثوق فيه، يفيد بأن الحرب ستنشب اليوم على
الجبهتين المصرية والسورية
واشار التقرير الى ان المناورة المصرية التي ستبدأ عند الفجر سوف تتطور
الى عبور فعلي للقناة لم يجد زيرا في التقرير ما يدعو الى ايقاظ اليعازر
أو ديان وفي الاجتماع الصباحي لهيئة الاركان قال زيرا «لقد أرحتك من
الاستيقاظ بعد منتصف الليل» لم يرد اليعازر، لكن ديان بعث بمذكرة الى زيرا
خلال الاجتماع يحمله مسئولة عدم نقل التحذير اليه على الفور رد زيرا
قائلاً انه قضى هو ورجاله الليل يدرسون التقرير، ووجدوا عند الصباح انه لا
اساس له من الصحة.

وقال زيرا امام المشاركين بالاجتماع ان فرق المشاة الميكانيكية المصرية تم
نقلها الى القناة وكذلك وحدات الجسور والقوات المحمولة جواً. وهناك مصادر
عديدة تقول ان المناورة سوف تتطور الى حرب وهذا الامر نرى انه غير محتمل
على الرغم من سعة اطلاع مصادرنا.لم يدرك اليعازر وديان ان التقويم الذي
قدمه زيرا وشاليف لا يلقى موافقة كل الهيكل القيادي للمخابرات العسكرية.

فقد اصر عدد من المنشقين عليهما ان الدلالات تتحدث بوضوح عن نشوب حرب
وشيكة على الجبهتين المصرية والسورية إلا ان رئيس القسم السوري اللفتنانت
كولونيل يعاري اقتنع بتقويم المخابرات العسكرية بأن مصر لن تخوض حرباً
وبالتالي سوريا وكانت المخابرات الاسرائيلية «الموساد» قد مررت تقريراً،
في الساعات الاولى من صباح اليوم الاول من اكتوبر، يحذر من حرب على
جبهتين، كما اكدت مصادر رفيعة عديدة التحذير نفسه.
وكان الكولونيل يويل بن بورات رئيس قسم الاشارة في المخابرات العسكرية،
وهو القسم الذي يلتقط الاتصالات اللاسلكية في العالم العربي، واحداً من
الذين نجح السادات في تضليلهم بكلمات خطابه الهادئة في 28 سبتمبر فقد
استمع بورات لخطاب السادات وهو مسترخ على أحد شواطيء تل أبيب وبجانبه
راديو ترانزستور وقال بورات لزملائه في اليوم التالي «لقد استمعت إلى خطاب
السادات، لقد تحدث عن الأشجار والأحجار وكل شيء ماعدا الحرب».

ولكن بعد ذلك تناول تقارير المصادر بجدية وطالب بتنشيط أجهزة الاستماع
الحساسة، وهي اجهزة لا تستعمل سوى في حالات الطواريء، الا ان شاليف قال له
ان زيرا لم يرد حتى الآن على طلبه وعندما التقى بورات بزيرا طلب منه
التصريح بتعبئة مئتي فرد من الاحتياط بجهاز المخابرات العسكرية رد عليه
زيرا بشكل قاطع: «أصغ إليّ جيداً ان مهمة المخابرات هي حماية الأعصاب، لا
اثارة ذعر الرأي العام ولا تقويض الاقتصاد.

إنني لن اسمح لك بمجرد التفكير في تعبئة فرد واحد من الاحتياط». عندئذ طلب
بورات تنشيط أجهزة الاستماع الحساسة، لكن زيرا رفض أيضاً هذا الطلب. تساءل
بورات «إذن ما سبب وجود مثل هذه الأجهزة اذا لم نستغلها في ظروف مثل تلك
التي نواجهها؟» رد زيرا قائلا: «إن الظروف التي تراها ليست هي التي أراها».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:02 pm

دلالات جديدة

في 28 سبتمبر، تلقى شابتاي بريل ضابط العمليات في قسم الاستماع بالمخابرات
العسكرية تقريراً يفيد بأن سوريا حركت سربين من القاذفات من طراز سوخوي
الى قاعدة جوية متقدمة، وهي خطوة لم يتم رصدها منذ حرب يونيو الأمر الذي
يعني أنها سوف تساند هجوماً للقوات البرية وعلى الجبهة المصرية تم رصد
تحرك قافلة تضم 300 عربة ذخيرة من القاهرة في طريقها الى منطقة القناة.
ورأى بريل أن مناورة لا تتطلب كل هذه الذخيرة.

وكانت هناك تحركات عديدة اخرى تدعو الى الذعر من بينها نقل بطاريات سام من
منطقة دمشق الى مناطق مجاورة للجولان، فإذا كان السوريون يخشون من حدوث
هجوم اسرائيلي، كما ترى قيادة المخابرات العسكرية الاسرائيلية، فما الذي
يدعو السوريين إلى اضعاف الدفاعات عن العاصمة؟ من كل هذه الدلالات، بدا
واضحاً أن الحرب وشيكة، إلا أن تحذيراته لم تلق آذاناً صاغية داخل
المخابرات العسكرية الاسرائيلية.

يقول المؤلف ان توجه جولدامائير لأوروبا أكد للقيادة العربية انه من غير
المحتمل ان تتخذ الحكومة الاسرائيلية قراراً بشأن التعبئة، طالما أن مائير
خارج اسرائيل. وأشار تقرير للمخابرات المصرية، التي تراقب بشكل مكثف
التطورات في اسرائيل وسيناء، إلى أن اسرائيل لم تتخذ أية اجراءات
احترازية. واندهش المصريون من عدم ادراك الاسرائيليين للاستعدادات الكبيرة
التي تجري على قدم وساق للحرب.

وعندما عادت غولدا مائير الى اسرائيل، عقد معها موشي ديان اجتماعاً،
احاطها خلاله بتطورات الامور، قائلا: ان هناك تقارير تشير الى ان مصر تخطط
لشن حرب، لكن الوضع على الجبهة السورية أخطر، فقد نشر السوريون أكثر
صواريخ سام تطوراً، ليس حول دمشق، ولكن على خط المواجهة في الجولان وهذه
ليست عملية انتشار دفاعية عادية. واذا عبر المصريون القناة، فسوف يجدون
أنفسهم أمام صحراء مفتوحة في مواجهة القوات الاسرائيلية، أما السوريون
فإنه بهجوم واحد سيكون بامكانهم طرد الاسرائيليين من الجولان، ثم يكونون
فوق الهضبة التي ستحميهم من أي هجوم مضاد.

كان الجنرال شاليف، نيابة عن زيرا المريض، حاضراً الاجتماع. وقال إنني
اعتقد، وفقاً للتقارير العديدة التي تم الحصول عليها خلال الأيام الأخيرة،
ان مصر ترى انها ليست مستعدة للحرب حتى الآن، وإذا لم تشن مصر حرباً، فإن
سوريا لن تستطيع خوض حرب بمفردها، وباختصار فإن احتمال الحرب يظل ضئيلاً.

واتفق الجنرال اليعازر مع تحليل شاليف، وقال إن لدى مصر وسويرا خططاً
للقيام بهجوم منسق «لكنني لا أرى أي خطر فعلي في المستقبل القريب، وإذا
حاولت سوريا القيام بهجوم واسع النطاق فإن اسرائيل ستعرف بالهجوم قبل وقت
مناسب».وعندما تساءلت مائير عن امكانية القيام بمزيد من التعزيزات، قال
اليعازر: «إن هذا سيعني إما اضعاف الجبهة الجنوبية أو تعبئة الاحتياط
لفترة طويلة».

وانتهى الاجتماع، وكانت النتيجة ان الحكومة الاسرائيلية لم تكن لديها أدنى
فكرة عن امكانية نشوب حرب خلال أيام. كما لم تتم احالة الوضع على الجبهتين
المصرية والسورية لاجتماع هيئة الاركان المقرر عقده يوم الخميس، وكان
الموضوع الوحيد على جدول اعمال هذا الاجتماع، الذي يعقد قبل يومين من عيد
الغفران هو ضرورة التشديد على الجنود بالالتزام بالزي العسكري!
يقول المؤلف إن هذا التقصير الخطير وعدم وضوح الرؤية ظل هو السائد على
الرغم من التطورات المتلاحقة وما تتلقاه المخابرات العسكرية الاسرائيلية
نفسها من تقارير تفيد بزيادة التعزيزات العسكرية المصرية على طول
القناة.ولم يقم الكولونيل ديفيد جيراليا رئيس المخابرات بالجبهة الجنوبية
بتمرير هذه التقارير الى القيادات الأعلى. وفي ظل اعتناقه لنظرية مؤسسته
بأن احتمال الحرب ضعيف فإنه اعتبر مثل هذه التقارير مجرد ضجيج يرجع الى
المناورة المصرية.

حتى التقارير التي مررها الى المكتب المصري في المخابرات العسكرية لم يتم
تمريرها الى زيرا وشاليف، اللذين بدورهما لم يمررا أية تقارير أو معلومات
تصل اليهما. أما التقارير عن الاستعدادات العربية التي وصلت الى اليعازر
وديان فكانت مرفقة بتفسيرات مطمئنة، وهي المناورة المصرية والمخاوف
السورية من هجوم اسرائيلي، مما أفقد مثل هذه التقارير أهميتها وخطورتها.

حتى خلال قيام جولدا مائير بالتشاور مع ديان وآخرين يوم الاربعاء، كان
وزير الحربية المصري الفريق أحمد اسماعيل في طريقه الى دمشق لوضع
الترتيبات الأخيرة مع السوريين.وقد رفض اسماعيل طلباً سورياً بارجاء الحرب
48 ساعة حتى يتم تفريغ خزانات الوقود في حمص خوفاً من ان تتعرض للقصف
الاسرائيلي ورأى ان أي ارجاء سيعرض سرية العملية للخطر وتخلى السوريون عن
طلبهم، لكنهم طلبوا ان يتم تغيير ساعة الصفر التي كانت قد تحددت عند
السادسة مساء، واتفق الجانبان على أن تكون الساعة الثانية من بعد ظهر
السادس من اكتوبر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يواصل المؤلف الاسرائيلي قائلا ان عملية الانتشار السورية تواصلت خاصة مع
وصول اللواء السابع والأربعين المدرع الذي أثار وصوله دهشة ضباط المخابرات
الاسرائيلية، فمغادرة هذا اللواء مركزه في حمص يعني أن سوريا مقدمة بالفعل
على شن حرب.وعلى خط بارليف أشارت التقارير الى وجود نشاط محموم عبر القناة
فقد كانت طوابير العربات تصل كل ليلة.

وتم اعداد القوارب المطاطية في عشرات المواقع، وكان المصريون يعملون في
ساعة متأخرة من كل ليلة لزيادة مستوى التلال التي تشرف على المواقع
الاسرائيلية على الجانب الآخر من القناة. بدأ الجنرال البيرت مندلر قائد
فرقة سيناء في عقد اجتماع لضباط الفرقة مرتين في اليوم لتحديث عمليات
تقييم الوضع وبدا واضحاً له أن المصريين لا يقومون بمناورة تدريبية ولكنهم
يستعدون لشن حرب وعندما مرر ملاحظاته الى القيادة الجنوبية، تم ابلاغه بأن
كل هذه الانشطة، وفقاً للمخابرات العسكرية، لا تخرج عن اطار المناورة
المصرية.

وظل الجنرال اليعازر، الذي كان يركز على الجبهة السورية، غير مدرك بحدوث
أي شيء، غير عادي في الجنوب باستثناء أن المصريين يقومون بمناورة عسكرية
مكثفة تماثل المناورات التي جرت في سنوات سابقة وكان الحال كذلك بالنسبة
للقيادة الاسرائيلية العليا التي لم تصدر أوامر بالتقاط صور من الجو
للخطوط المصرية خلال الفترة من 25 سبتمبر حتى الأول من اكتوبر، وهو اسبوع
شهد زحفاً كبيراً للقوات تجاه القناة كل ليلة.

كما لم تتم أية عمليات استطلاع جوي خوفا من صواريخ سام. وتم الغاء مهمة
تصوير كانت مقررة يوم 2 اكتوبر بسبب رداءة الاحوال الجوية وضعف الرؤية،
وتأجلت المهمة الى اليوم التالي ولكن عندما عادت الطائرة تم اكتشاف عطل
بالكاميرا حال دون الحصول على أي صور ولم يتم تنفيذ المهمة الا بعد ظهر
اليوم التالي الخميس الرابع من اكتوبر.

كما حدثت تطورات غير مواتية للقيادة الاسرائيلية خلال هذا الاسبوع الحرج
فقمر الاستطلاع الصناعي الاميركي «أجينا» الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط
والذي اطلق في مهمة روتينية يوم 27 سبتمبر، لم يتمكن من ارسال الصور من
مداره، ولم يتمكن الاميركيون من تحميض الصور الا بعد هبوطه بعد ذلك
بأسبوعين أما القمر الصناعي الاخر الاكثر تطورا وهو «بيج بيرد» الغربي
بمقدوره ارسال الصور من مداره فقد هبط على الارض يوم 28 سبتمبر وظل لعدة
أسابيع على الارض بسبب تكاليف الرحلة!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تغيير التردد اللاسلكي

امتد التعتيم ليشمل القاهرة نفسها، عندما اوقفت القيادة العسكرية المصرية
العمل بالتردد اللاسلكي الذي كانت تلتقطه المخابرات الاميركية «السي اي
ايه»، وتحولت الى خطوط ارضية لا تلتقطها المخابرات يقول المؤلف ان القيادة
المصرية قامت بنشر وحدات من صفوة عناصر الصاعقة على قواعد جديدة، كما تم
اعداد مخزون اكبر من المعتاد من الذخيرة، واستعدت فرق للمناورات بأعداد
اكبر من المعتاد وبالاضافة الى ذلك تم اعداد شبكة اتصالات اضخم بكثير من
الشبكة التي تتطلبها المناورات العادية.

ونقلت «السي اي ايه» قلقها الى اسرائيل يوم 30 سبتمبر من خلال مكتب هنري
كيسنجر الذي كان قد تم تعيينه للتو وزيرا للخارجية وكان الرد، الذي نقله
مكتب رئيسة الوزراء بالتشاور مع «الموساد»، هو ان اسرائيل مدركة للتحركات
العربية، وانها تدرس مضامينها. وبعد يومين تم ارسال تقرير اكثر شمولا الى
واشنطن، جاء فيه:

ان اسرائيل تعتقد أن سوريا لا ترى انها قادرة على استعادة الجولان بدون
اشتراك مصر في حرب على جبهتين، على الرغم من ان هناك فرصة ضئيلة لمحاولتها
القيام بهجوم محدود اما بالنسبة لمصر فان اسرائيل تعتقد ان المناورة التي
تجري الآن على طول القناة هي مجرد مناورة وليست تمويها خداعيا لشن حرب
عندئذ لم يجد الاميركيون، الذين يكنون تقديرا لأجهزة المخابرات
الاسرائيلية، ما يقولونه واذعنوا لتقويم «امان» اي وكالة المخابرات
العسكرية الاسرائيلية.

وفي الرابع من اكتوبر، وفي الوقت الذي كانت هيئة الاركان الاسرائيلية
تناقش قضية الالتزام بالزي العسكري، كان رؤساء وكالات المخابرات الأميركية
مجتمعين في واشنطن في اطار الاجتماع الاسبوعي للجنة المتابعة المنبثقة عن
هيئة المخابرات الاميركية. وردا على استفسارات كسينجر، ذكرت «السي اي ايه»
ومكتب الاستخبارات والابحاث التابع لوزارة الخارجية ان ا لحرب في الشرق
الاوسط مسألة غير محتملة، وقد توصل الجهازان الى هذه النتيجة بناء على
التقويم الاسرائيلي للوضع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:03 pm

دور القوى العظمى

بدأ الضلوع المباشر للقوى العظمى في الازمة الوشيكة في الثالث من اكتوبر،
عندما استدعى السادات السفير السوفييتي في القاهرة فينوجرادوف ليبلغه ان
مصر وسوريا قررتا الحرب ضد اسرائيل من اجل كسر الجمود في الشرق الأوسط،
وعندما سأله السفير عن الموعد، أجابه السادات أنه لم يتقرر بعد.

وفي اليوم التالي استدعى الرئيس الأسد السفير السوفييتي في دمشق نور الدين
مقتضى نوف وابلغه أن الحرب ستبدأ في غضون الايام القليلة المقبلة وقال
الاسد ان هدف سوريا هو طرد اسرائيل من الجولان واستعادة حقوق الشعب
الفلسطيني.

وفي موسكو مساء يوم الخميس، وفي الوقت الذي استمع كيسنجر الى مستشاريه
بالمخابرات عندما قالوا له ان الحرب ليست وشيكة في الشرق الأوسط، استدعى
وزير الخارجية السوفييتي اندريه جروميكو مساعديه ليبلغهم بأن مصر وسوريا
ستشنان حربا ضد اسرائيل في الساعة الثانية من بعد ظهر السبت تجدر الاشارة
هنا الى ان السادات والاسد لم يبلغا السفيرين بساعة الصفر ولكن كانت
للسوفييت مصادر اخرى يستقون منها المعلومات واثار احتمال الحرب انزعاج
جروميكو، اذ سيكون لها تأثير سلبي على سياسة الوفاق مع الولايات المتحدة
وصباح اليوم الجمعة، التقى ديان بمكتبه في تل ابيب باليعازر وطال وضباط
كبار اخرين من بينهم زيرا.

ساد التوتر اجواء الاجتماع، فعيد الغفران سوف يبدأ عند غروب الشمس وسط
اجواء من الحشود على الجبهتين المصرية والسورية، خاصة بعد ان اظهرت الصور
الجوية التي تم التقاطها اخيرا حشودا عسكرية مصرية مذهلة على طول جبهة
القناة، قال ديان للجنرالات: «انكم ستصابون بأزمة قلبية لمجرد رؤية
الاعداد ان هناك 1100 قطعة مدفعية بالمقارنة مع 802 في 25 ديسمبر، انكم
تتصرفون على نحو يخلو من الجدية».

وهنا فقط تحرر اليعازر من الالتباس والغموض، فأصدر أوامره بوضع القوات
المسلحة الاسرائيلية في حالة الاستعداد القصوى وذلك لأول مرة منذ حرب
يونيو 1967، كما امر بوضع شبكة التعبئة الطارئة تحت الاستعداد، والغى كل
اجازات الجيش، وذلك في توقيت كانت تستعد نسبة كبيرة من الجنود على الجبهة
لقضاء اجازة عيد الغفران.

لم تكن الصورة الجوية هي وحدها التي أكدت للاسرائيليين تزايد احتمال نشوب
الحرب، لكن قسم الاستماع بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية كان قد التقط
رسالة من موسكو الى رجال المخابرات السوفييتية في القاهرة ودمشق تبلغهم
فيها بقرار ترحيل العائلات السوفييتية كما عرف الاسرائيليون ان هناك 11
طائرة سوفييتية في طريقها الى الشرق الأوسط، من بينها ست طائرات انتينوف
عملاقة، تتسع كل طائرة لنحو 400 راكب، وان الاوامر قد صدرت لعائلات
الخبراء السوفييت بالتجمع في نقاط معينة بحلول منتصف الليل.

واعترف زيرا لأول مرة بعدم فهمه للنوايا العربية، واعطى مباركته لحالة
الاستعداد القصوى، ويرجع ذلك فقط الى عملية اجلاء العائلات السوفييتية.
وقال ان عملية الاجلاء اعطت بعدا جديدا للموقف، فمن غير المعقول افتراض ان
السوفييت يقومون باجلاء المدنيين خوفا من هجوم اسرائيلي. وعلى الرغم من ان
تحليل زيرا اشار الى هجوم عربي على اسرائيل باعتباره السيناريو الاكثر
ترجيحا، الا انه لم يقل ذلك صراحة.


الحلقه الرابعه


نوم إسرائيلي عميق في فجر 6 أكتوبر و ديان يرفض تعبئة الاحتياطي قبيل اندلاع القتال

تأليف :ابراهام رابينوفيتش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يشير ابراهام رابينوفيتش مؤلف الكتاب الذي نناقشه
هنا، الى ان المصريين كانوا في غاية الحرص في نقل رسائلهم، وقد صدرت
الأوامر للوحدات بعدم استخدام شبكات الاتصالات اللاسلكية الى ان تبدأ
الحرب،

لمنع معرفة الاسرائيليين لاعدادهم وأماكن انتشارهم.وفي الساعة الحادية
عشرة والنصف من ضحى يوم الجمعة الخامس من اكتوبر عقد الجنرالات اجتماعاً
مع الوزراء الاسرائيليين في تل أبيب وتقرر عدم استدعاء الوزراء المقيمين
في القدس نظراً لقرب عيد الغفران الذي سيبدأ عند غروب الشمس.

وأكد زيرا رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية، للوزراء اقتناعه بأن حالة
الاستعداد القصوى في الجيشين المصري والسوري تنبع من الخوف من هجوم
اسرائيلي، وأن احتمال نشوب الحرب هو احتمال ضئيل، وأن احتمال عبور الجيش
المصري للقناة ضئيل للغاية بدوره وقال اليعازر ان القوات الاسرائيلية لن
تتخذ قرار تعبئة الاحتياط ما لم تلح في الأفق دلالات اكبر على اقتراب نشوب
الحرب.

ويقول المؤلف ان الفريق احمد فؤاد هويدي، رئيس القسم الاسرائيلي في
المخابرات المصرية، راح يوم الجمعة يدرس كل التقارير التي تتجمع أمامه منذ
قبل ظهر اليوم عن تحركات القوات الاسرائيلية وأعد هويدي بحلول الظهر نشرة
لتوزيعها على القيادة العليا، كان ملخصها ان اسرائيل اكتشفت النوايا
بالهجوم عرفت ايضا نطاقه وعندما التقى هويدي بالفريق محمد عبدالغني
الجمسي، قال له ان الاسرائيليين بدأوا لتوهم التحرك وليست هناك فرصة لوصول
أية تعزيزات كبيرة لسيناء قبل بدء الحرب.

لكن مؤلف الكتاب يؤكد ان الحقيقة هي ان الاسرائيليين لم يتخذوا اية قرارات
بحلول ظهر يوم الجمعة وبعد الظهر بقليل عقد اليعازر وزيرا اجتماعاً مع
هيئة الاركان، قبل عطلة عيد الغفران وقال اليعازر انه اذا شن العرب هجوماً
خلال العطلة فإن القوات البرية والجوية سوف تبطيء من الهجوم الى حين تعبئة
الاحتياط.


نوم عميق مريب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بحلول عصر الجمعة ساء الهدوء معظم الشوارع
الاسرائيلية استعداداً لبدء احتفالات عيد الغفران لحظة غروب الشمس وتوقفت
حركة المرور، وباتت الشوارع خالية من المارة لكن اليعازر ظل في مكتبه يقلب
الأوراق امامه، وينتظر تقريراً جديداً يعرف منه آخر التطورات.

تلقى قسم الاستماع بالمخابرات العسكرية رسالة من احد المصادر تفيد بأن سبب
اجلاء السوفييت للمدنيين هو ان مصر وسوريا على وشك شن حرب على جهتين ضد
اسرائيل. كان هذا التطور هو ما ينتظره اليعازر دلالة مؤكدة على النوايا
العربية تبرز مع غيرها من الدلالات بدء التعبئة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:04 pm

تم
تمرير الرسالة في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة الى الضابط المناوب
في مكتب زيرا بمقر قيادة الجيش وبدلاً من ارسالها الى اليعازر والقيادات
الاخرى، استدعى ضابط المخابرات رؤساءه وراحوا يتناقشون بشأنها الى ان تحدث
في نهاية الامر الى زيرا بمنزله الذي طلب من الضابط المناوب عدم توزيعها
وفقاً للقواعد المتبعة وانتظار كلمة منه.

ويقول المؤلف ان اصرار زيرا على أن احتمال الحرب ضعيف جعله لا يريد تصديق
أي شيء وازداد عناده ورفضه لأي تفسير آخر. ففي لحظات حرجة للغاية مثل هذه
اللحظة امتنع عن توزيع معلومات حيوية فقط لأنها تتناقض مع نظريته.وقد قال
اليعازر للجنة التحقيق فيما بعد انه لو تلقى الرسالة لكان قد أصدر قراره
بتعبئة الاحتياطي على الفور. وأضاف انه كان في أمس الحاجة لمثل هذه
الدلالات الاضافية لاتخاذ القرار.

وبعد ان ظل اليعازر في مكتبه حتى الساعة التاسعة مساء اتجه الى منزله وهو
يتساءل، بدلا من ذلك، إذا كان قد بالغ في وضع الجيش في حالة استعداد
قصوى.وعلى الجبهة المصرية كان عدم ظهور أية مؤشرات على استعدادات
اسرائيلية مصدراً للقلق أكثر منه مصدراً للارتياح. فقد رأى الفريق الجمسي
أنه من غير المفهوم أن يكون الاسرائيليون قد خُدعوا إلى هذا الحد.

ولم يتأكد التقرير الذي أفاد في وقت سابق من اليوم نفسه أن اسرائيل قد
عرفت أن الهجوم أصبح وشيكاً، إذ لم يصدر أي قرار بتعبئة الاحتياطي، كما لم
يتم تعزيز خط المواجهة. تزايدت الشكوك المصرية، واعتقد البعض أن
الاسرائيليين يقومون بنقل قوات سراً إلى سيناء، وانهم يعدون لمفاجأة كبرى.
ولحسم الموقف تم ارسال فرق استطلاع مصرية عبر القناة إلى نقاط عديدة داخل
سيناء خلف التحصينات الاسرائيلية. وحملت تقارير الفرق لدى عودتها قبل
الفجر يوم السادس من اكتوبر


الرسالة نفسها: اليهود يغطون في نوم عميق.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

«لكن زفي زمير رئيس جهاز «الموساد» كان في قمة
الاستيقاظ في ذلك الوقت، حيث التقى مصدراً للمعلومات في لندن ابلغه بوضوح
تام أن مصر ستبدأ الحرب غداً قبل غروب الشمس، وأن الهجوم سوف يتم تنفيذه
وفقاً لخطة الحرب التي لدى الاسرائيليين بالفعل، الأمر الذي يعني ان عبور
القناة سيتم بخمس فرق قبل حلول الليل.

وعندما سأله زامير عن احتمال أن يكون ذلك انذاراً كاذباً، كما حدث في
ديسمبر ومايو، قال له المصدر انه ليس بامكانه استبعاد ذلك، لكن احتمال بدء
مصر الحرب تبلغ نسبته 9,99% قرر زامير نقل فحوى الرسالة إلى تل أبيب بأسرع
وقت ممكن، وبدلاً من ارسالها بالأساليب الآمنة المشفرة، اتصل هاتفياً
بالقيادة العليا الاسرائيلية مطالباً بسرعة تعبئة الاحتياطي.


الصباح الذي طال انتظاره

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استيقظ الزعماء السياسيون والعسكريون الاسرائيليون
في الساعات الأولى من صباح عيد الغفران على أجراس الهواتف، فقد تم تمرير
رسالة زامير إلى عدد محدود من القيادات العليا.يوضح المؤلف أن اجتماع
زامير مع المصدر المشار إليه انتهى بحلول منتصف الليل بتوقيت شرق المتوسط.

واستلم فريدي ايني رئيس مكتب زامير الرسالة في الساعة 2.40 صباحاً. وأيقظ
ايني الجنرال اسرائيل ليور مساعد مائير العسكري في الساعة 3.40 فجراً
بينما حصل مساعد ديان على الرسالة في الساعة 4.30 صباحاً، وعندما تلقى
اليعازر الرسالة دعا على الفور إلى اجتماع لاعضاء هيئة الاركان في
الساعة5.15 صباحاً ووصل قادة الجبهتين الشمالية والجنوبية في الساعة
السادسة صباحاً، وقبل أن يغادر اليعازر منزله اتصل بقائد السلاح الجوي
بيني بيليد وقال له: «لدينا معلومات تفيد انه ستنشب حرب مع مصر وسوريا
الليلة.

هل أنت جاهز؟ رد بيليد قائلاً:«نعم إنني جاهز»، سأله اليعازر: «ما الذي
ستفعله؟»، قال بيليد «ستكون الأولوية لمهاجمة صواريخ سام السورية» واكد ان
سلاح الطيران الاسرائيلي سيكون جاهزاً بحلول الساعة 11 صباحاً وصل اليعازر
الى مقر هيئة الاركان، وجاء بعده زيرا الذي ظل يردد أن السادات لن يحارب.

شعر اليعازر بأن المصيدة التي وقعت فيها اسرائيل تنذر بحدوث كارثة، لكنه
ظل يتعلق بالشكوك المتزايدة لدى المخابرات العسكرية الاسرائيلية وتقويمها
بأن احتمال نشوب الحرب ضعيف على الرغم من التعزيزات العربية وشعوره بحتمية
ان يشن المصريون والسوريون هجوماً شاملاً، في ظل جمود الموقف السياسي.

عندما التقى اليعازر ديان في الساعة 50,5 رفض الأخير طلب اليعازر بشن هجوم
وقائي. وعلى الرغم من التحذير الذي نقله زامير، تشكك ديان في احتمال نشوب
الحرب قال ديان اننا لن نأمر بتعبئة شاملة لمجرد تقرير من زاير، لقد
تلقينا تحذيرات مماثلة في السابق وثبت انها كاذبة.وهنا أكد زيرا نظرية
ديان، قائلاً إن اجهزة المخابرات الاميركية لم ترصد أي دلالة على احتمال
حدوث حرب وشيكة.

وقال ديان: «اننا في وضع سياسي لا يسمح لنا بالقيام بهجوم كما فعلنا في
1967، وشن هجوم في وقت يقول فيه الأميركيون ان العرب لن يشنوا حرباً سيجعل
اسرائيل في عيون العالم البادئة بالحرب».

كما عارض ديان الاقتراح بتعبئة ما يتراوح بين 200 ألف و250 ألف رجل، وقال
انه مع عدم وجود قتال فعلي، فإن تعبئة بهذا النطاق ستعتبر بمثابة إعلان
حرب، وانه يكفي في هذه المرحلة تعبئة ما يتراوح بين 20 ـ 30 ألفاً فرد،
وسوف يتم استدعاء بقية أفراد الاحتياط إذا ما نشبت الحرب فعلاً.قال
اليعازر إن الدفاع في ذاته يتطلب ما يتراوح بين 50 ـ 60 ألف فرد، عندئذ
وافق ديان على تعبئة هذا الرقم للدفاع.


سحب فوق الجولان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان بيليد جالساً الى مكتبه في الساعة السابعة
صباحاً، عندما دق باب مكتبه ليدخل عليه مساعده لشئون الارصاد، ويقول له ان
مرتفعات الجولان تغطيها السحب اتصل بيليد باليعازر ليبلغه عدم امكانية
تنفيذ عملية قصف بطاريات الصواريخ السورية، لكنه اقترح ضرب القواعد الجوية
السورية بدلاً من ذلك، فوافق اليعازر على الاقتراح.

التقى اليعازر بعد ذلك بقائدي الجبهتين الشمالية والجنوبية، ثم بقادة
الطيران والبحرية والمدرعات وأبلغهم ان الحرب ستنشب في الساعة السادسة
مساء، لم يكن المصدر قد ذكر موعداً للحرب، لكنه قال ان الهجوم سيتم وفقاً
لخطة الحرب المصرية الموجودة بالفعل لدى اسرائيل. وتدعو الخطة إلى عبور
أول موجة قبل آخر ضوء للشمس، الأمر الذي يعني الساعة السادسة بعد غروب
الشمس بنحو 40 دقيقة وقال اليعازر لجنرالاته ان فرق الاحتياط سيتم تنظيمها
لشن هجوم مضاد، بينما سيحاول أفراد الجيش وقف تقدم القوات العربية وذلك
بمساعدة السلاح الجوي.

عقد ديان واليعازر اجتماعاً مع مائير في الساعة 05,8 صباحاً، وطرح
الجنرالان على رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلافاتهما حول التعبئة والضربة
الوقائية. وبعد مناقشات مطولة، وافقت مائير على حل وسط يقضي بتعبئة ما
يتراوح بين 100 ألف و120 ألف فرد لكنها رفضت الضربة الوقائية، قائلة: «ان
اسرائيل بحاجة الى مساعدات اميركية في القرب العاجل، وإذا وجهنا الضربة
الأولى فإن أحداً لن يفكر في مساعدتنا».اتصل اليعازر فور انتهاء الاجتماع
بقائد السلاح الجوي ليبلغه باستبعاد الضربة الوقائية.

وهنا يقول مؤلف الكتاب انه حتى في حالة شن هجوم على القواعد الجوية، فإن
نتيجة الحرب ما كانت لتتغير، فبعد حرب يونيو 1967 حرصت مصر وسوريا على وضع
طائراتها في أماكن حصينة من الصعب تدميرها. والأهم من ذلك ان صواريخ سام
هي التي تشكل تهديداً للطائرات الاسرائيلية وليست القواعد الجوية.

في الساعة 30,9 صباحاً استدعت مائير السفير الأميركي لدى تل أبيب كينيث
كيتينغ لتبلغه بتطورات الموقف. بدت الحيرة على السفير، الذي حصل على
تأكيدات من الـ «سي.آي.ايه» ومن الاسرائيليين انفسهم قبل يوم واحد بأنه
ليس هناك خطر نشوب حرب.بعد ذلك التقت مائير بسيموا دنتز السفير الاسرائيلي
لدى واشنطن الذي كان قد عاد الى اسرائيل في اجازة لمدة اسبوع.

وطلبت مائير من دنتز العودة على الفور الى واشنطن، وطلبت من مساعدها ان
يجد وسيلة لسفر دنتز، خاصة مع توقف الرحلات التجارية من اسرائيل واليها
بسبب عيد الغفران ايقظت ازمة الشرق الأوسط هنري كيسنجر من نومه في فندق
والدورف استوريا بنيويورك، عندما اندفع مساعده جوسيسكو الى جناحه في
الساعة 15,6 صباحاً بتوقيت شرقي اميركا (5,12 ظهراً بتوقيت شرق المتوسط)
ليبلغه رسالة مائير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:06 pm

خطة الهجوم المصرية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



في الساعة العاشرة صباحاً، نزل اليعازر الى غرفة الحرب الواقعة تحت الارض،
ليلتقي بالقيادات العليا واستعرض زيرا خطط الحرب المصرية والسورية وقال ان
المصريين سيبدأون الحرب بهجوم مدفعي وجوي، يتبعه عبور زوارق صغيرة جبهة
القناة وقد يرسل المصريون طائرات هليكوبتر لنقل عناصر من الصاعقة الى داخل
سيناء لقطع الطرق والهجوم على مراكز القيادة.

واضاف انه ستكون هناك خمسة رؤوس جسور، ولكن ثلاثة منها فقط ـ المواجهة
للطرق الرئيسية المؤدية الى قلب سيناء ـ هي التي ستشكل نقاطاً رئيسية
للهجوم.وبغطاء من صواريخ سام يعتزم المصريون اجتياز ستة اميال داخل سيناء
ثم التمركز بعد ذلك. اما المرحلة التالية فستعتمد على نتائج المرحلة
الأولى.

اما بالنسبة للخطة السورية فقال زيرا ان ثلاث فرق سورية على خط المواجهة
سترسل جنوداً من سلاح المشاه لعبور الخنادق الاسرائيلية على اقدامهم،
وتأتي خلفهم دبابات لمد ما يشبه الجسور فوق الخنادق بعدها ستتقدم ألوية
الدبابات الملحقة بهذه الفرق.

وقال اليعازر، رداً على استفسار من ديان، ان لواء من الالوية المدرعة
التابعة لفرقة سيناء متمركز الآن في منطقة القناة، وان اللواءين الآخرين
متمركزان في المؤخرة وعندما سأله ديان عن موعد وصول قوات الاحتياط، قال
اليعازر ان 300 دبابة تصل مساء غد، تليها 300 دبابة يوم الاثنين ثم 300
دبابة اخرى يوم الثلاثاء.

واضاف ان العدد الاجمالي للجنود، سواء أكانوا مجندين ام متطوعين تصادف
انهم كانوا يؤدون خدمتهم السنوية، يبلغ مئة ألف وقد صدرت بالفعل اوامر
بتعبئة 70 ألف فرد وستصدر الاوامر بالبقية في القريب العاجل لم يكن ديان
مقتنعاً، حتى هذه اللحظة، بأن الحرب ستبدأ، وكان يشعر بالقلق ازاء استدعاء
هذا العدد الكبير من افراد الاحتياط في ظل الشكوك الحالية بشأن نشوب
الحرب.
ودعت مائير الى اجتماع لمجلس الوزراء في الساعة 12.30 من بعد ظهر يوم
الجمعة الخامس من اكتوبر دخلت مائير قاعة الاجتماعات مع ديان. كان وجهها
شاحباً، وعيناها غائرتين، وهي تسير ببطء نحو مقعدها ولأول مرة يرى الوزراء
في مائير عجوزاً اثقلت كاهلها السنون.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بدأت مائير الاجتماع بقراءة تقرير مفصل عن تطورات
الأيام الثلاثة الماضية، التعزيزات المصرية والسورية، اجلاء عائلات
الخبراء السوفييت، الصور الجوية، اصرار جهاز المخابرات العسكرية
الاسرائيلية «امان» على ان الحرب لن تنشب على الرغم من الدلائل المتزايدة
التي تفيد عكس ذلك وقالت ان القادة العسكريين انقسموا حول احتمال قيام
الحرب وحول تعبئة الاحتياط وتوجيه ضربة وقائية ولكن فجر اليوم وصل تأكيد
من مصدر واسع الاطلاع بأن الحرب ستبدأ في الساعة السادسة من مساء اليوم
على الجبهتين المصرية والسورية.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بهت الوزراء من هول الصدمة، اذ لم تصلهم اية اخبار
عن التعزيزات العربية على الحدود، وعلاوة على ذلك فقد قيل لهم انه حتى في
اسوأ الاحوال فإن القوات الاسرائيلية ستتاح لها مهلة تصل الى 48 ساعة
لاستدعاء الاحتياطي قبل بدء الحرب والآن يقال لهم ان حرباً على جبهتين
ستبدأ في اقل من ست ساعات، ولم تتم تعبئة الاحتياط حتى الآن.

بعدها طلبت من ديان شرح الموقف على الجبهتين. بدأ ديان في الحديث وكان
صوته مرتعشاً، وبدا كرجل اهتزت معتقداته بشدة وبشكل مفاجئ في الساعة 30,12
من بعد الظهر التقى اليعازر بالجنرال جونين الذي كان قد تولى قيادة الجبهة
الجنوبية قبل ثلاثة اشهر فقط لم يكن جونين يتابع تقارير المخابرات،
وبالتالي فلم يكن يعلم، على سبيل المثال، بأن خطط الحرب المصرية التي تحت
يد جهاز المخابرات العسكرية «امان» تدعو الى عبور للقوات على طول خط
القناة بالكامل، كما لم يكن يعلم ان قصف المدفعية الاولى، وفقا للخطة
سيستمر ما بين 30ـ 45 دقيقة في الوقت الذي كان يعتقد انه سيستمر عدة
ساعات.

وقد نجح نظيره على الجبهة الشمالية، الجنرال هوفي، في الحصول على تعزيزات
كبيرة خلال الايام القليلة الماضية، بعد ان اعرب عن قلقه ازاء التعزيزات
السورية، بينما اقتنع جونين بتقويم «امان» بأن احتمال الحرب ضئيل، ولم
يبذل جهدا يذكر لتعزيز دفاعاته على الرغم من وصول التعزيزات المصرية الى
مستويات غير مسبوقة، ومساء يوم الخميس وفي الوقت الذي كان القادة ينتظرون
بفارغ الصبر الصور الجوية من منطقة القناة، لم يحضر جونين الاجتماع بمقر
هيئة الاركان، وفضل زيارة صديق في حيفا.

وبدلا من ان يقوم جونين بتحريك فرقة مساعدة الجنرال منيدلر بعد الظهر الى
المواقع الامامية، كما تدعو خطة «برج الحمام» قرر جونين الانتظار حتى
الساعة الخامسة مساء، اي قبل ساعة واحدة من الهجوم المصري المتوقع، واعتقد
جونين ان اي نشر مبكر للقوات سيستغله المصريون، ويعتبرونه عملا
استفزازياً، كما انه سمع زيرا يقول صباح اليوم ان الحرب غير مؤكدة الوقوع
الى حد كبير.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يقول المؤلف ان العديد من الجنود الاسرائيليين في
تحصينات خط بارليف لم يذوقوا النوم طوال ليل الجمعة، وهم يسمعون حركة
ونشاطاً عبر القناة، وكان بمقدورهم رؤية المصريين وهم يسحبون اشياء
وينقلونها الى حافة الماء، كما كان العمل مستمرا بكثافة في مناطق التخرين
خلف الخطوط وفي الصباح رأى الاسرائيليون كميات كبيرة من اطواق النجاة
برتقالية اللون بجانب معدات مد الجسور.

وفي الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، تم ابلاغ قيادات الجبهة الشمالية
بأن الحرب ستبدأ مساء اليوم، وابدى الضباط عدم تصديقهم لهذا الخبر على
الرغم من الحشود الكبيرة للقوات السورية على خط المواجهة، وطلب من الضباط
التجمع عند الساعة الثانية من بعد الظهر لوضع اللمسات الاخيرة للاستعداد.

لم تتضمن تقارير وحدات خط المواجهة اية انشطة سورية غير عادية، وطوال ليلة
امس تناهى الى مسامع الاسرائيليين صوت تحركات دبابات سورية، كما لو ان
قوات جديدة تصل الى الجبهة.
وفي سيناء كان الجنرال منيدلر مجتمعاً مع قياداته عندما اتصل به جونين
هاتفيا في الساعة العاشرة صباحا قال منيدلر لضباطه، وهو ينقل رسالة جونين
لهم، انه من المتوقع حدوث شيء عند غروب الشمس ولكن ليس من الواضح ما اذا
كان ذلك سيكون نشوب حرب ام نهاية للمناورة المصرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:06 pm

اعتقد
منيدلر وضباطه انه اذا بدأ اطلاق النار، فانه سيكون بمثابة استئناف لحرب
الاستنزاف مع قصف مدفعي مكثف واحتمال شن غارات جوية. وفي الواقع فان
منيدلر لم يركز المناقشة على الخطوات الدفاعية، ولكن على الخيارات
الهجومية الواردة في خطة «برج الحمام» وتقضي بهجوم بلواء او لواءين عبر
القناة، بينما يحاول لواء آخر منع القوات المصرية من العبور.
وفي الساعة 12.30 ظهرا اصدر جهاز «أمان» نشرة جديدة تشير الى استعدادات
عسكرية مكثفة في مصر وسوريا واعترف مسئولو «أمان» بتلقي تقارير تفيد بأن
الحرب وشيكة ومع ذلك ذكرت النشرة: «اننا نفترض ان المستوى الاستراتيجي في
مصر واسرائيل يدرك عدم وجود اي فرص للنجاح».


تقديرات خاطئة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في قاعة مجلس الوزراء الاسرائيلي، أبلغ ديان زملاءه
انه اذا عبر المصريون القناة، فإنه سيتم تدميرهم لكنه أشار الى ان الموقف
في الجولان اكثر تعقيدا، فليس هناك على جبهة الجولان حاجز يؤدي إلى ابطاء
تقدم السوريين، كما ان القوات الاسرائيلية أقل من تلك الموجودة في سيناء.
سأل وزير العدل الاسرائيلي ياكوف شابيرا عما يمكن ان يحدث اذا ما رصد
المصريون الاستعدادات الاسرائيلية وقدموا موعد شن الهجوم؟ رد ديان قائلا
ان سلاح الطيران يقوم بالفعل بدوريات للتأكد من عدم حدوث ذلك.

وفي القاهرة، وصل وزير الحربية أحمد إسماعيل إلى منزل السادات في سيارة
جيب في الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر ليصطحبه إلى مركز العمليات،
جلس ضباط القيادة العليا في منطقة منخفضة تشرف على غرفة العمليات حيث يجلس
قادة أفرع القوات المسلحة أمام منصات اتصالات. امتلأت القاعة بخرائط
للموقف معروضة على شاشات ضخمة.

وعلى الجانب الاسرائيلي وفي الوقت نفسه صدرت الأوامر للجنود على الضفة
الشرقية للقناة باعتمار الخوذات ودخول المخابئ. ولم يبق سوى قادة
التحصينات بالخارج يرصدون التحركات من خنادق صغيرة. وصعد أحد الضباط إلى
برج المراقبة القريب من ضفة القناة لكن الشيء الوحيد الذي رآه يتحرك على
الجانب الآخر من القناة مجموعة مزارعين في حقل بعيد يعملون في الأرض وفي
هضبة الجولان في الساعة الواحدة والنصف أيضا ذكر ضابط استطلاع ان السوريين
يقومون بازالة شبكات التمويه من فوق مدفعيتهم ودباباتهم.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في ذلك الوقت كانت القدس لا تدرك طبيعة التطورات
غير العادية، لكن الاسرائيليين كانوا مندهشين من رؤيتهم لطائرات الفانتوم
المقاتلة وهي تحلق على ارتفاع منخفض في عيد الغفران بينما كانت العربات
العسكرية فقط تنطلق في الشوارع الخالية من المارة والسيارات المدنية فيما
توجه موظفو البريد حاملين أوامر التعبئة لتسليمها إلى أفراد الاحتياط في
منازلهم أو في المعابر القريبة من منازلهم. وعندئذ بدا واضحا للجميع انه
اذا كانت عملية استدعاء الاحتياط تتم يوم عيد الغفران، فإن الأمر لا يمكن
أن يعني المشاركة في مناورات، ولا بد وان حربا باتت وشيكة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي قاعة مجلس الوزراء كان ديان على وشك الانتهاء من اطلاع أعضاء المجلس
على تطورات الموقف، في الساعة الثانية بعد الظهر، عندما دخل أحد مساعديه
القاعة، وسلمه مذكرة أعلن ديان ان الطائرات المصرية بدأت الهجوم على
المواقع الاسرائيلية في سيناء وفي الوقت الذي أعلنت جولدا مائير انهاء
الاجتماع، سمع المشاركون بالاجتماع صفارات الانذار تدوي في الشارع
بالخارج.

وفي سيناء، رددت شبكات الاتصالات بدء الغارات
الجوية، وتلقى الاسرائيليون اشارات بحدوث اختراق جوي وعندما خرج الكولونيل
امنون ريشيف قائد اللواء المدرع الاسرائيلي من مقره، رأى الطائرات المصرية
تنطلق نحو معسكر كتيبة قريب منه وتبتعد عنه بعد ان تتصاعد منه أعمدة
الدخان الأسود. وبدأت أرض الصحراء تهتز تحت قدميه.

على بعد عشرين ميلا نحو الغرب، فتحت المدفعية المصرية نيرانها باتجاه خط
بارليف.كانت الطائرات المصرية تحلق في البداية على ارتفاع منخفض فوق
القناة ثم ترتفع لفترة قصيرة لتحدد الاهداف التي ستقصفها ثم تطير بعد ذلك
على ارتفاع منخفض لتلقي بقنابلها فوق الأهداف المحددة لها، وهي مراكز
القيادة الاسرائيلية وبطاريات صواريخ هوك المضادة للطائرات والمدفعية
والقواعد الجوية ومحطات الرادار ومركز المخابرات الرئيسي في سيناء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:08 pm

الحلقة الخامسة


صواريخ «ساجر» تصطاد الدبابات الإسرائيلية و 23 ألف جندي مصري يعبرون القناة بعد ساعتين من بدء الحرب
تأليف :ابراهام رابينوفيتش


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يوضح مؤلف الكتاب انه بعد الغارات الجوية المصرية على الأهداف الحيوية
الإسرائيلية في سيناء، فتحت المدفعية المصرية نيرانها وفي الدقيقة الأولى
سقطت أكثر من عشرة آلاف قذيفة على الخطوط الإسرائيلية،

معظمها على التحصينات المقامة على امتداد القناة وحولها وتطايرت أبراج المراقبة بالتحصينات الإسرائيلية خلال الدقائق الأولى.

وبعد 15 دقيقة من بدء قصف المدفعية، اندفع أربعة آلاف من رجال الصاعقة
والمشاة ضمن الموجة الأولى نحو حافة الماء على امتداد القناة، حيث كانت
بانتظارهم 720 من الزوارق المطاطية والخشبية وبدأوا في عبور القناة وهم
يهتفون «الله أكبر» ويقول المؤلف إن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس
الأركان المصري أمر بوضع مكبرات صوت عند نقاط العبور ينطلق عبرها هتاف
«الله أكبر» الذي يزيد من حماسة الجنود ويلهب مشاعرهم.

كانت في مقدمة الموجة الأولى مجموعات المهندسين العسكريين، وذلك لتفحص
منافذ فتح النار للتأكد من أن رجال الضفادع البشرية قد أغلقوها تماماً
عندما تسللوا إلى الجانب الإسرائيلي خلال الليل للقيام بهذه المهمة.وعندما
استقر الجنود على شاطئ سيناء، شقوا طريقهم بسرعة صاعدين التل الرملي،
وارتقوا السلالم المصنوعة من الحبال لتصل الى أعلى. صعدت بعدهم فرق اصطياد
الدبابات وكان بعضها يحمل عبوات صواريخ «ساجر» التي تشبه الحقيبة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


بينما حمل البعض سلاح الـ «آر.بي.جي» اما الذخيرة والمعدات التي يصعب
حملها فقد تم وضعها فوق عربات يد صغيرة يجرها الجنود، وكان الفريق الشاذلي
قد أمر بإنتاج الآلاف من هذه العربات لاستخدامها الى حين عبور سيارات
الإمداد وفي أماكن عديدة وصل الجنود إلى الحواجز الأرضية على بعد ميل داخل
أراضي سيناء، ووراء هذه الحواجز تتخذ الدبابات الإسرائيلية موقعها للتعامل
مع عناصر الهجوم المصري. واشارت سحب الغبار الممتدة الى الشرق الى سرعة
اقتراب هذه الدبابات.
وعند البحيرات المرة، بدأ لواء برمائي يتكون من عشرين دبابة طافية وثمانين
ناقلة جنود في شق الطريق باتجاه سيناء وعبرت بحيرة التمساح الى الشمال
سرية مشاة على متن عربات برمائية ولم تكن هناك دفاعات اسرائيلية قوية على
شواطئ سيناء امام البحيرات وعند الطرف الشمالي عن خط قناة السويس استعد
المصريون لشن هجوم مضلل بالدبابات وحاملات الافراد من خلال التقدم نحو
المنطقة الرملية المؤدية الى واحد من اهم التحصينات الاسرائيلية.

والى الجنوب من قناة السويس تم تجميع العشرات من زوارق الصيد داخل كهوف
على طول الشاطئ الغربي لخليج السويس لاستخدامها في نقل قوات الصاعقة الى
جنوب سيناء بعد حلول الظلام كما تنتظر وحدات صاعقة اخرى نقلها بطائرات
الهليكوبتر الى وراء الخطوط الاسرائيلية بعد الغروب ومع عبور الموجة
الأولى من قوات الهجوم، بدأت الفرق الهندسية المجهزة بالمضخات وخراطيم
المياه، في احداث فجوات في خط بارليف الاسرائيلي. وقد تم اعطاء سلاح
المهندسين فترة تتراوح بين 5 ـ 7 ساعات لاتمام المهمة.

نظام عبور نموذجي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان قد تقرر ان يتم العبور بمئة ألف جندي وفقاً لنظام نموذجي. وقامت
الموجة الأولى بنصب لوحات كبيرة تحمل ارقاماً مضيئة على شاطئ سيناء، وهذه
الارقام تساير ارقاماً على لوحات على طول الطرق التي تتخذها الوحدات
المتجهة الى حافة القناة.

وقد حرصت الشرطة العسكرية المصرية على الا تضل الوحدات طريقها او تختلط
فيما بينها وفي غضون ساعات، عبر 23 ألف جندي مصري القناة، وتم نصب خمسة
رؤوس جسور على الضفة الشرقية للقناة في ذلك الوقت راحت المدفعية تتحول لدك
اهداف في عمق سيناء

حملت عربات كبرية اجزاء من الجسور الى حافة المياه، حيث بدأ المهندسون في
تجميع هذه الاجزاء. كما بدأت وحدات اخرى في تجميع 31 عبارة مسبقة التجهيز
قادرة على حمل الدبابات. وشعر الفريق سعد الدين الشاذلي، وهو داخل مقر
القيادة بأن الخطوات تسير بشكل رائع، وبدا ان توقيت الحرب كان مفاجئاً
للاسرائيليين تماماً.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي الساعة الخامسة والنصف مساء عبرت الموجة الثانية عشرة والاخيرة لقوة
الهجوم الأولى القناة، ليصل اجمالي القوات المصرية على شاطئ سيناء الى 32
ألف جندي.

وفي الساعة 30,6 مساء فتحت خراطيم المياه أول ممر في الحاجز الرملي. وفي
غضون ساعتين كان قد تم فتح 60 ممراً من هذا النوع، وتم استكمال مد اول جسر
في الساعة الثامنة والنصف مساء، اي بعد مرور ست ساعات ونصف الساعة على
ساعة الصفر وبعد ذلك بساعتين كانت كل الجسور مفتوحة، وتتضمن ثمانية جسور
ثقيلة للدبابات واربعة جسور خفيفة للعربات الخفيفة والمشاة. أصبح الطريق
الى داخل سيناء مفتوحاً، وتدفقت المدرعات المصرية على الجسور ثم الفتحات
التي احدثتها خراطيم المياه في خط بارليف.

][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهنا يعترف المؤلف بأن مصر لم تشهد منذ بناء الأهرامات، أو على الأقل منذ
شق قناة السويس نفسها مشروعاً هائلاً تم تنفيذه على أكمل وجه مثل مشروع
العبور. كان الإسرائيليون قد رأوا الطائرات المصرية قبل أن يسمعوا أزيرها،
وهي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتتجه نحو المؤخرة الإسرائيلية، كما سمعوا
قصف المدفعية المصرية، قبل أن تدمر تحصيناتهم، كانت الارض تهتز من تحت
اقدامهم.

اعتقدوا ان ما يرونه هو شيء اشبه بمعركة نورماندي أو ستالينغراد كان من
الصعب عليهم رؤية أي شيء، بسبب أعمدة الدخان المتصاعدة نتيجة للقصف
المكثف. وعلى الرغم من ان الإسرائيليين استطاعوا اغراق بعض الزوارق
المصرية، الا ان الغالبية تمكنت من العبور، واستطاعت المدفعية تدمير
العديد من الدشم والتحصينات الإسرائيلية في مواجهة خط القناة، وتم رفع
العلم المصري على أحد المراكز الإسرائيلية التي جرى تدميرها.

يقول مؤلف الكتاب إنه بدا واضحاً، من خلال شبكة اللاسلكي الإسرائيلية، ان
المصريين عبروا القناة بكل قوتهم، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية الموزعة
على طول خط بارليف من وقف عملية الهجوم أو وقف تقدمهم إلى داخل سيناء وهنا
يؤكد المؤلف أن الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به تحصينات خط بارليف
كحاجز ضد أي هجوم شامل اثبت فشله الذريع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:10 pm

[size=21]حرب الدبابات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


في المناطق التي ستنطلق منها الدبابات على طول طريق المدفعية في سيناء،
كان قادة السرايا يصدرون التوجيهات الأخيرة، عندما سمعوا إنذاراً على شبكة
الرادار يفيد بغارة جوية مصرية قصفت القنابل تجمعات الدبابات قبل أن تتمكن
من التحرك، إلا أنها لم تصب. اسرعت الدبابات نحو القناة وقطعت المسافة في
غضون 20 ـ 30 دقيقة، لكنها خسرت السباق. فالحواجز الرملية التي كان سيتعين
على الدبابات الإسرائيلية ان تأخذ مواقعها خلفها لاطلاق النار قد وقعت تحت
سيطرة المصريين، فقد عرف المصريون من خلال رصدهم لمناورات «برج الحمام»
المكان الذي ستستقر فيه الدبابات الإسرائيلية عند إطلاق النار.

وعندما حاولت الدبابات الإسرائيلية التصدي لهذا الموقف الجديد، وجدوا ان
المصريين قد اعدوا لهم مفاجأة مختلفة فقد خرج رجال المشاة من حفر صغيرة
حاملين سلاح الـ «آر.بي.جي» على أكتافهم وشرعوا يطلقون قذائفها على
الدبابات المتقدمة فوجئ الإسرائيليون بهذا السيناريو، ولم يتوقعوا مثل هذه
المقاومة، فاضطرت بقية الدبابات التي خرجت من المعركة سليمة إلى التقهقر
بعيداً عن مدى الـ «آر.بي.جي» اي حوالي 300 ياردة، الا ان هذا المسافة لم
تكن كافية للابتعاد عن القذائف المصرية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يواصل المؤلف سرد ما دار من معارك فيقول إن قائد إحدى الفصائل الإسرائيلية
رأى ضوءاً أحمر عبر بسرعة فوقه وينفجر فوق دبابة قريبة منه اندفع قائد
الدبابة التي أصيبت إلى خارجها بفعل ضغط الهواء، كما لو أنه «فلينة» تخرج
من زجاجة، وراحت أضواء حمراء أخرى تنطلق في الهواء من الجانب المصري عبر
القناة.

لم تكن لدى قائد الفصيلة الإسرائيلية أدنى فكرة عن هذه الأضواء الحمراء،
إلى أن جاءه التفسير عبر الشبكة اللاسلكية، قال قائد السرية انها «صواريخ
ساجر» وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها قائد الفصيلة بوجود هذا
النوع من الصواريخ الذي يبلغ مداه ثلاثة آلاف متر اي عشرة إضعاف الـ
«آر.بي.جي» كما انه ذو قوة تدميرية تفوق القذائف الصاروخية بكثير.

ولأول مرة منذ دخلت الدبابات ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولى وجدت
نفسها في مواجهة هذا الخطر ففي السابق لم يكن الخطر الاكبر من المدفعية
المضادة للدبابات، ولكن من الجنود المشاة كان المشاة يستخدمون البازوكا في
الحروب السابقة ضد الدبابات، ولكن ليس بهذا الكم، وليس بسلاح الـ
«آر.بي.جي» ولا بسلاح «ساجر» الأكثر تدميراً لقد استخدم الجنود المصريون
صواريخ «ساجر» المضادة للدبابات بأعداد هائلة وبناء على اوامر الفريق سعد
الدين الشاذلي فقد تم سحب هذه الصواريخ من وحدات المؤخرة وأضيفت إلى أسلحة
قوات رأس الحربة.
ويقول المؤلف ان كل فرقة من الفرق المصرية الخمس المهاجمة كانت لديها
أفراد مشاه مسلحون بـ 72 صاروخ «ساجر» و535 صاروخ «آر.بي.جي» وذلك
بالإضافة إلى 57 مدفعا مضادا للدبابات و90 مدفعا عاديا، كما ان كل فرقة
كانت ملحقة بها 200 دبابة ولم يحدث على مدى التاريخ ان شهدت ساحة معارك
استخدام مثل هذا الكم من النيران المضادة للدبابات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وعلاوة على ذلك، فقد كان قائدو الدبابات الإسرائيلية، الذين اخرجوا رؤوسهم
من ابراج دباباتهم للحصول على مدى رؤية افضل، عرضة لنيران مدفعية مصرية
كثيفة ولنيران البنادق والرشاشات من جنود المشاة الذين طوقوهم من كل مكان
كان حجم النيران مذهلا ومثيرا لرعب الإسرائيليين، وكذلك بسالة وجرأة
المشاة المصريين في مواجهة الدبابات الإسرائيلية المواجهة لهم.

وقد أدى قرار إسرائيل القاضي بعدم تعلية التلال التي اقيمت في سيناء إلى
تفاقم الوضع، فقد هيمنت الدبابات وصواريخ «ساجر» والمدفعية المضادة
للدبابات الموجودة فوق التلال المصرية الاعلى على التحصينات الإسرائيلية
وايضا على منطقة شاسعة تصل إلى ميلين داخل سيناء، وكان لفرق الـ
«آر.بي.جي» المصرية المختبئة بخنادق في كل مكان حول القوات الإسرائيلية
دور كبير في تقويض الخطة الإسرائيلية بتحيير مسألة ارتفاع التلال من خلال
اطلاق نار من مسافات بعيدة من ملاجيء بالحواجز الرملية على بعد ميل من
القناة.

المد الكاسح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أما بالنسبة للسلاح الجوي الإسرائيلي الذي علق عليه اليعازر كل آماله، فلم
يتمكن من وقف المد المصري الكاسح وبسبب صواريخ سام، لم تتمكن الطائرات من
التحليق فوق ساحة المعارك، وقد نفذت الطائرات الإسرائيلية 120 طلعة فوق
الجبهة المصرية هذا اليوم، وسقطت منها اربع طائرات لكن بقية الطائرات لم
تحقق اي نجاح في مهماتها كان المشاه المصريون عرضة لنيران المدفعية، لكن
الإسرائيليين لم يكن لديهم سوى 50 قطعة مدفعية على طول خط الجبهة البالغ
مئة ميل.

وكانت هذه القطع تحت نيران مضادة كثيفة، كما لم تكن التحصينات تمثل اي
حاجز لاحباط اي هجوم، وكان من السهل على المصريين استغلال المساحات
الخالية بينها وتنفيذ العبور ببراعة يقول المؤلف ان مهمة الدفاع عن جبهة
القناة اوكلت بعد ظهر عيد الغفران إلى الكولونيل ريشيف الذي كانت تحت
قيادته 91 دبابة تشكل اللواء المتقدم لفرقة سيناء التي يتولى قيادتها
الجنرال ميندلر وذلك بالاضافة إلى 450 جنديا في التحصينات الستة عشر على
طول خط بارليف.

كانت التحصينات الشمالية الاربعة على القناة مبنية على طول طريق بين
القناة نفسها وبحيرة تغطي معظم القطاع وكان هناك تحصين في اقصى الشمال
يطلق عليه اسم «اوركال» ونظرا لبعده عن الجبهة فقد تمركز فيه عدد من
الدبابات طوال الوقت وعندما نشبت الحرب كانت لدى «أوركال» ثلاث دبابات تم
ارسال اثنتين منها إلى التحصينات الأخرى عبر طريق يمر من خلال البحيرة إلا
ان الدبابتين تعرضتا لكمين وتم تدميرهما.

كما تعرضت دبابات إسرائيلية أخرى لنيران الـ «آر.بي.جي» أو لصواريخ
«ساجر«، كما تعطلت دبابات أخرى نتيجة لمرورها فوق ألغام مضادة للدبابات
زرعها المصريون، بينما تعطلت دبابات عديدة بعد ان دخلت منطقة مستنقعات
عميقة.وعند اقتراب غروب الشمس صدرت الأوامر إلى قائد كتيبة الدبابات
اللفتنانت كولونيل توف تامير بارسال دبابات إلى حصن يطلق عليه اسم
«لاتزانت» الذي انقطعت الاتصالات به.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان قائد الحصن، ويدعى مولى مالهو قد قتل وأرسل تامير كل ما تبقى لديه من
دبابات مع جنود مشاه، إلا ان هذه القوة تعرضت هي الأخرى لكمين لم يكن قد
مضى على الحرب سوى أربع ساعات ليجد تامير ان كتيبته قد أبيدت بالكامل
تقريبا.يقول المؤلف إن حظ الكتيبتين الأخريين على خط المواجهة كان أفضل،
ولكن ليس أفضل كثيرا ففي القطاع الأوسط، حيث كانت تعبر معظم قوات الجيش
المصري الثاني، أفادت التقارير ان مجموعة من المشاه المصريين تم رصدهم على
بعد ثلاثة أميال شرقي القناة متجهين نحو طريق المدفعية، وتمكنت مجموعة
إسرائيلية من وقف تقدمهم.

وفي القطاع الجنوبي حيث تعبر وحدات الجيش الثالث أوقف اللفتنانت ساندروف
سرية دباباته على بعد 600 ياردة من حصن «مافزيه»، وراح يمسح بعينيه
المنطقة، لم تكن هناك أية قوات مصرية في المكان، ولم تلح أية اشارة لوجود
نشاط على التل المصري المواجه وعندما بدأت السرية تقدمها مرة أخرى، ظهر
المصريون حاملين قذائف الـ «آر.بي.جي» من وراء التل الرملي ليشعلوا النار
في الدبابة بالمقدمة.

وفي الوقت نفسه أطلقت صواريخ «ساجر» من فوق التل المصري وانطلقت قذائف
المدفعية حاولت دبابة الاقتراب لانقاذ الدبابة المحترقة، لكنها أصيبت
بصاروخ «ساجر» عاد السائق بدبابته وقد قتل ثلاثة من أفراد دبابته وأصيب
ساندروف بشظية في عينه، وتراجع وهو يطالب نائبه غور بأن يقوم بمسح المنطقة
الواقعة جنوب الحصن بنصف الدبابات، بينما اتجه ساندروف نفسه نحو الشمال
بالنصف الآخر.

عندما مر غور بالقرب من حاجز إسرائيل ظهر جندي مصري وأطلق قذيفة
«آر.بي.جي» لكنها لم تصب الدبابة التي تقهقرت مسرعة، وعندما لحق بقوة
ساندروف سبقه صاروخ منطلق من فوق تل مصري ليصيب دبابة قائد السرية اندفع
غور نحو الدبابة ليجد ساندروف ومساعده وقد لقيا مصرعيهما كما وجد غور
دبابة اخرى على بعد 50 ياردة مصابة وعندما اقترب من قائدها وجده قد قتل.

ويقول المؤلف ان العديد من الدبابات الإسرائيلية دمرها المصريون اما
بصواريخ «اجر» أو بقذائف الـ «آر.بي.جي» أو بمرورها فوق ألغام مضادة
للدبابات وقبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة تأكد الإسرائيليون على طول خط
المواجهة من ان المصريين لا يهاجمون بقوة وشراسة فقط، بل انهم يعتزمون نشر
قوات داخل سيناء.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد تأكدوا من ذلك عندما رأوا أجزاء من جسر يتم تجميعها في مياه القناة
بالقرب من حصن «بركان» حاولت مجموعة دبابات مهاجمة الجسر، إلا انها تعرضت
لنيران الـ «آر.بي.جي» و«ساجر» وأصيب العديد منها، وصدرت الأوامر بانسحاب
ما تبقى منها بعد تعرض أعداد كبيرة من الدبابات للتدمير، أدرك قادة سلاح
المدرعات الإسرائيلي وجنوده انهم يواجهون نقلة نوعية في طبيعة المعارك،
وان هناك شيئا ثوريا يحدث لا يستطيعون التصدي له، شيئا يماثل ظهور المدفع
الرشاش واختفاء سلاح الفرسان فالدبابات التي ظلت لأكثر من نصف قرن السلاح
الذي يحسم نتيجة أي معركة، أصبحت الآن صيداً سهلاً، بل اصبح بإمكان جندي
مشاة عادي ان يدمرها بسهولة.

تحييد الطيران الإسرائيلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:10 pm

تحييد الطيران الإسرائيلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول مؤلف الكتاب انه مع الغاء الضربة الوقائية، لم يقم سلاح الطيران
الإسرائيلي بأي نشاط يذكر خلال اليوم الاول من القتال وتركز دوره في حماية
الاجواء الإسرائيلية وبعد ان امضى الميكانيكيون ساعات منذ الصباح في تجهيز
الطائرات بالقنابل لشن هجوم على منصات الصواريخ السورية ثم على القواعد
الجوية السورية، فقد اصبح يتعين عليهم الآن تفريغ الطائرات من حمولاتها
واعدادها مرة اخرى للمعارك الجوية.

وقد صدرت الأوامر لبعض الطيارين بالاقلاع وتفريغ حمولاتهم في البحر حتى
يتمكنوا من القيام بسرعة بطلعات جوية. وقد قال بيليد، قائد السلاح الجوي
الإسرائيلي، أمام لجنة تحقيق بعد انتهاء الحرب، إن اجراءات روتينية
افقدتنا فرصة لتوجيه ضربة كبيرة، فقد حصل جهاز المخابرات العسكرية «أمان»
على صور جوية حيوية التقطتها طائرات استطلاع لتحركات القوات المصرية قبل
الحرب.

إلا انه لم يحصل على تكبير لهذه الصور إلا بعد اسبوعين. وتظهر الصور
لواءات مصرية مدرعة مصطفة بأعداد هائلة بانتظار التحرك نحو الجسور على
القناة. وقال لو علم سلاح الطيران الإسرائيلي بهذه الاهداف الثابتة لكان
قد الحق ضربة مدمرة بالقوات المصرية.

لم تتمكن القيادة الإسرائيلية من استيعاب الطابع الهائل للهجوم المصري،
ولم تتمكن من استيعاب ما يحدث من تدمير شامل لقواتها على امتداد خط
القناة. وقد نجح المصريون ببراعة في تحويل خطتهم الهجومية ـ التي تتلخص في
عبور القناة ـ إلى معركة دفاعية. وكانت الدبابات الإسرائيلية فريسة سهلة
لجنود المشاة المصريين. فقد حاولت الدبابات اقتحام الوحدات المصرية، إلا
انها كانت دائماً تتعرض لكمائن من المصريين الذين كانوا يتوقعون منها
القيام بهذه المحاولات.
لقد انقلب السحر على الساحر. وادت الأسلحة والتكتيكات المصرية الجديدة إلى
تحطيم مفهوم صدمة المدرعات الذي تبنته القيادة الإسرائيلية.وأصبح الموقف
خلال الساعات الأولى من الحرب هو صدمة المدرعات الإسرائيلية على ايدي
المشاة المصريين. لقد ادى الهجوم المصري المفاجئ إلى إصابة القيادات
الإسرائيلية بالشلل، والى إصابة العديد من ضباط جبهة سيناء بصدمة نفسية،
لم يتمكنوا من الخروج منها إلا بعد مرور عدة أيام على الحرب، وذلك على حد
قول احد كبار الضباط امام لجنة التحقيق الإسرائيلية في هزيمة حرب أكتوبر.

وفي ظل الخسائر الهائلة لسلاح المدرعات الإسرائيلي، أصدر اليعازر في
الساعة 30,6 مساء يوم السبت أوامره إلى جونين بإخلاء كل التحصينات على ضفة
القناة باستثناء تلك التي تقف في طريق التقدم المصري، أو التي يمكن
استخدامها كمراكز مراقبة. كان جونين يتولى قيادة العمليات من مقر المؤخرة
على بعد 150 ميلاً من الجبهة، لم يكن يدرك ان العبور المصري يجري على طول
خط القناة. وعند منتصف الليل، طلب جونين من اليعازر السماح له بشن هجوم
على موقع مصري يقع على بعد نصف ميل شمال حصن «أوركال».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم يكن جونين يدرك حقيقة ان الطريق المؤدي إلى «أوركال» قد تحول إلى مصيدة
موت وقد تم تدمير كل دبابة ذهبت إلى هناك. ولذلك لم يمنح اليعازر تصريحاً
لجونين لتنفيذ خطته.وفي الساعة 30,1 من صباح يوم الاحد، وبعد تدمير معظم
دبابات فرقة سيناء، التي يقودها الجنرال البرت ميندلر، في الوقت الذي لم
تتعرض فيه القوات المصرية لأية اصابات، اعلن جونين ان العبور المصري قد
فشل نظرا لانهم لم ينقلوا المدرعات إلى الضفة الشرقية من القناة. ولكن في
الواقع فإن عدة مئات من الدبابات المصرية كانت قد عبرت بالفعل القناة، على
الرغم من انها لن تدخل ساحة العمليات حتى الصباح.

أوهام القيادة الإسرائيلية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في هذا الصدد كتب الجنرال أفرام أدان قائد سلاح المدرعات فيما بعد يقول:
«ان جونين كان يتوصل إلى استنتاجات من دون ان يتشاور مع ضباطه في عملية
تقويم الموقف. لقد كان يعتمد على حدسه وعلى تجاربه السابقة مع المصريين،
الذين كان يكن لهم العداء والكراهية الشخصية. كما كان مساعدوه يخشون تقديم
أية تقارير له خوفاً من ردود أفعاله. ولم يتوجه جونين إلى مقر المقدمة عند
أم حصيبة على بعد 30 ميلاً من القناة إلا بحلول الساعة الثانية من صباح
يوم الأحد، أي بعد مرور 12 ساعة من بدء الحرب».

لم يشارك ميندلر قائد فرقة سيناء الجنرال جونين في أوهامه لكنه لم يتمكن
من التوصل إلى الاستنتاجات الضرورية انطلاقاً من الصورة المرسومة أمامه.
فقد جلس في مقره هادئاً، وقد تركزت عيناه على خريطة كبيرة معلقة على
الجدار يقوم ضباطه بتطوير التغيرات التي تطرأ عليها بين لحظة وأخرى وبعد
أن اصدر اوامره لقادة لواءات الفرقة، وهي أوامر للدفاع أساساً عن خط
القناة، لم يصدر بعد ذلك اية تعليمات اخرى، ونادراً ما كان يتحدث عبر شبكة
اللاسلكي. وكان ما قاله للجنرال شومرون: «افعل ما في وسعك أن تفعله» هو
آخر التعليمات التي تلقاها قائد اللواء في هذا اليوم.
كانت ترتسم على وجه ميندلر ابتسامة مريرة وهو يتطلع إلى الدوائر والأسهم
الحمراء التي رسمها مساعدوه على الخريطة والتي تشير إلى توسيع نطاق رؤوس
الجسور المصرية وذوبان الوحدات الإسرائيلية. كان ميندلر يختفي لفترات داخل
مكتبه، حتى موعد اجتماع كبار ضباط الفرقة. لم تكن لديه صلاحية اصدار أوامر
اخلاء التحصينات، لكنه لم يطلب هذه الصلاحية عن القيادة العليا.

ولم تفهم الوحدات الموجودة في التحصينات على طول خط بارليف سبب مطالبتها
بالبقاء في هذه التحصينات في الوقت الذي اصبح الموقف ميئوساً منه. وبدا
واضحاً لهم ان التحصينات اصبحت بمثابة شراك يتعين الهروب منها، وليست
نقاطاً مهمة يتعين الدفاع عنها. لكن جونين كان يعتزم استعادة شريط المياه
وعبور القناة ولم يكن راغباً في التخلي عن النقاط الواقعة تحت سيطرته.
وقد اثبت قرار عدم اجلاء التحصينات انه تحول إلى كارثة على التحصينات وعلى
الدبابات التي حاولت حمايتها وفي بعض التحصينات تم القضاء على معظم
الجنود، ولم يتبق سوى افراد الخدمة، وليس أفراداً مقاتلين. وقد ناشدوا
افراد الدبابات الذين وصلوا إليهم ان يخرجوهم من هذه المقابر، وتم نقل
طلبهم إلى القيادة، لكن الرد كان سلبياً.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأعطى الظلام غطاء لصائدي الدبابات المصريين الذين كانوا يغطون كل الطرق
المؤدية إلى التحصينات وتمكن هؤلاء من تدمير عشرات الدبابات أو تعطيلها
وإصابة كل أفرادها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:11 pm


الحلقة السادسة


استنزاف سوري للدفاعات الاسرائيلية و التخبط يسود الجهود الإسرائيلية لاستدعاء 200 ألف جندي احتياطي
تأليف :ابراهام رابينوفيتش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يقول المؤلف ابراهام رابينوفيتش انه في الوقت الذي تواصلت المعارك خلال
الليل على طول القناة، أصدر القائد البحري الاسرائيلي زيف المونج أوامره
للزوارق بالقيام بدوريات عند شرم الشيخ

توقعا لمحاولات مصرية لانزال امدادات وتعزيزات لرجال الصاعقة الذين يتم
نقلهم بطائرات الهليكوبتر عبر خليج السويس وفي الساعة العاشرة مساء التقط
زورقا دورية اشارات عبر الرادار رصدت عشرات الزوارق المصرية الصغيرة تقترب
من خليج السويس لكن الزوارق المطاطية المصرية وعلى متنها العشرات من رجال
الصاعقة نجحت في الاختفاء بمنطقة تنتشر بها سلسلة من الصخور، حيث لم تتمكن
الزوارق الاسرائيلية من دخولها.وكانت طلعات طائرات الميج المصرية خلال
الساعات الأولى من الحرب قد نجحت في قطع الاتصالات اللاسلكية بين المونج
وزورقي الدورية عند الحافة الشمالية لخليج السويس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي الساعة العاشرة مساء ذهل قائد الدورية عندما تلقى اتصالا مباشرا من
قائد سلاح البحرية الاسرائيلي الادميرال بنيامين تيليم من غرفة عمليات
البحرية في تل أبيب ليحذره من أن هناك استعدادات مصرية لنقل عناصر من
الصاعقة الى شواطئ سيناء على متن قوارب صيد. ووقعت معركة بين الاسرائيليين
والمصريين وانتهت بخسائر بين الجانبين، وفقد الاسرائيليون نصف قوتهم. في
ذلك الوقت، تعرضت التحصينات الاسرائيلية لهجمات مصرية عنيفة، وخسرت عددا
كبيرا من افراد حاميتها ومدرعاتها.

وفي ظل هذه الأوضاع تلقى ميندلر تصريحا من جونين باخلاء الحصون لكن الوقت
كان متأخرا جدا فقد كان العشرات من جنود المشاه المصريين يحاصرون
التحصينات من كل الاتجاهات.

نصر صريح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مع حلول ليل السادس من اكتوبر اصبح واضحا ان المصريين قد حققوا نصرا صريحا
في المعركة، واجتازوا بأعداد هائلة خط بارليف بأقل خسائر. وكان ذلك نتيجة
للتقصير الكبير واهمال التحصينات على طول خط بارليف وعدم وجود القوات
الكافية لصد هجوم شامل. الا انه في هذا الصدد يعترف كبار الضباط
الاسرائيليين بأنه حتى لو تم تعزيز التحصينات وزيادة عدد القوات، فان ذلك
ما كان ليوقف الهجوم المصري.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويرى المحللون أن كل افتراض من جانب القيادة الاسرائيلية بشأن طبيعة الحرب
المقبلة ثبت أنه افتراض خاطئ، فقد افترضت ان جهاز المخابرات العسكرية
«امان» سوف يزودها بانذار قبل نشوب الحرب بفترة، ولم يحدث ذلك، وافترضت ان
السلاح الجوي سينقذها في الوقت المناسب، ولم يحدث ذلك أيضا، وافترضت انه
بأعداد محدودة من المدفعية والمشاة فان «صدمة المدرعات» سوف تتمكن من وقف
الهجوم، ولكن في الحقيقة انقلبت الاوضاع وسيطر المشاة المصريون بنيران
«الار بي جيه» وصواريخ «ساجر» على مساحة القتال، وتعرض الاسرائيليون لصدمة
فعلية مع سقوط الدبابات بالعشرات.

وتراخت كل القيادات الاسرائيلية في أعقاب حرب يونيو 1967 وتزايدت ثقتها في
قوتها، وفسر أحد الضباط ذلك قائلا: «كنا نقول لأنفسنا اننا نواجه مقاتلين
عرباً وليسوا من الألمان» كما فشلت هيئة الاركان الاسرائيلية في وضع خطط
للتصدي للاعداد الهائلة من الاسلحة المضادة للدبابات الموجودة لدى المشاة
المصريين، وهي الاعداد التي كانت القيادة الاسرائيلية على علم بها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن بين كل الاخطاء القاتلة التي ارتكبتها القيادة الاسرائيلية خلال
الاستعدادات للحرب، فإن الاعتماد على الدعم الجوي كان الخطأ الأكبر فقد
عرف الاسرائيليون ان صواريخ سام تشكل تهديداً خطيراً بالنسبة لأي طلعات
جوية، الا ان اليعارز وجنرالاته تركوا أنفسهم للاعتقاد بأن السلاح الجوي
الذي تفوق خلال حرب يونيو سوف يتمكن بطريقة ما من التعامل مع صواريخ سام،
عندما يصبح هذا التعامل ضرورياً وأدى هذا الاعتماد الى نشر أعداد قليلة من
قطع المدفعية في سيناء.

وفي ظل عدم وجود ما يكفي من قطع المدفعية واختفاء الدعم الجوي، افتقر
الجيش الاسرائيلي لقوة النيران بشكل أكبر من افتقاره للقوة البشرية. وأثبت
المصريون انهم كانوا حريصين على توفير القوتين كليهما بشكل كبير.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبالنسبة لجهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلية «أمان» فإن فشله كان أكبر
من الفشل في التحذير باقتراب الحرب فالجهاز لم يؤد دوره في إعداد الجيش
الاسرائيلي لنوعية الحرب المقبلة وطبيعتها كما فشلت في التحذير من
التكتيكات المبتكرة التي سيوظفها الجيش المصري، كما لم تدرك قوة الدافع
والتدريب والتجهيز، وكلها عوامل جعلت الجندي المصري مختلفاً في حرب 1973
عن ذلك الجندي الذي واجهه الاسرائيليون في يونيو 1967. والعامل المشترك
لكل ذلك هو التراخي والتكاسل في التفكير والحركة.

يوضح المؤلف أن الهجوم العربي المفاجيء أصاب اسرائيل بصدمة نفسية ألقت
بظلال كئيبة على القيادة العسكرية الاسرائيلية التي انتهجت أسلوب الحذر
خلال بقية الحرب ولكن لابد هنا من القول ان الاستعدادات بالضعيفة هي
المسئولة عن الهزيمة في «عيد الغفران» وليس عنصر المفاجأة في شن الهجوم
فحتى لو لم تكن هناك أي مفاجأة في موعد الحرب، فإن الجيش الاسرائيلي لم
يكن مستعداً لمواجهة التكتيكات المصرية الجديدة المضادة للدبابات، كما ان
السلاح الجوي لم يكن ليصبح سلاح دعم للقوات البرية نظراً لامتلاك المصريين
لصواريخ سام المتطورة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كما ينبغي القول إن الجيش الاسرائيلي كان يضم قيادات شاخت، ولم يعد
بمقدورها وضع سيناريوهات متعددة، لكنها ظلت حبيسة أفكار قديمة عن الجيشين
المصري والسوري، والأخطر من ذلك ان هذه القيادات كانت تصدر أوامر خاطئة
إلى الوحدات، وبعض هذه الأوامر كان تأثيرها كارثياً، كما هي الحال في عدم
اصدار قرار باخلاء تحصينات خط بارليف في اليوم الأول، الأمر الذي حوّل هذه
التحصينات الى مقابر للجنود الاسرائيليين.وقد تعرضت فرقة سيناء لخسائر
فادحة في الأفراد والمعدات، حيث تم تدمير معظم دباباتها.

ارتباك استدعاء الاحتياطي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يشير المؤلف إلى أنه بين عشية وضحاها تحول أكثر من 200 ألف مدني اسرائيلي
الى أفراد بالجيش. وعلى الرغم من أن الوحدات العسكرية لم تكن مستعدة
لاستقبال هذه الاعداد وتحضيرها وتجهيزها للمشاركة في الحرب. وبالاضافة الى
ذلك فإن الدبابات وضعت في المخازن بعد تفكيك أسلحتها، ولاعادتها مرة اخرى
لأفراد الاحتياط كان يتعين تجهيزها وتسليحها، كما تم في حالات كثيرة تخصيص
دبابات الاحتياط لعمليات التدريب وإعادتها الى ساحة العمليات يتطلب الكثير
من العمل.

وكان الجيش الاسرائيلي يفترض انه سيتلقى انذاراً قبل نشوب الحرب بأربع
وعشرين ساعة على الأقل، وبالتالي ستتاح له فرصة اصلاح مثل هذه الدبابات
وتجهيزها وتسليحها كما ان المستودعات لم تكن مستعدة لاستدعاء كل الاحتياط
في يوم واحد، ومن دون اشعار مسبق وفي بعض الأحيان كان جنود الاحتياط
يبحثون عن دباباتهم في العديد من القواعد، او يبحثون عن بدائل لها واضطر
أحد اللواءات الى البحث عن دباباته في ست قواعد مختلفة.

ولم تتوفر بعض الملحقات المهمة التي يتعين ان تكون مع الأفراد، مثل
المناظير والكشافات والخوذات والأخطر من ذلك أن لواءات بكاملها اضطرت
للتوجه الى الجبهة من دون مدافع رشاشة وهي التي قد تكون أكثر أهمية من
مدافع الدبابات، خاصة في المواجهات مع جنود المشاة المصريين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت الأخبار الواردة من الجبهة قليلة، لكن الجميع كان يدرك ان القوات
المحدودة تخوض معارك يائسة توجه احد الجنرالات المتقاعدين، ويدعى يشاياهو
جافيش، الى مقره القديم في بير سبع بعد ظهر «عيد الغفران» ليرى ما اذا كان
القائد الحالي الجنرال جونين، سيحتاج الى خدماته ووجده في مكتبه يقلب
أوراقه، فسأله: «كيف تسير الأمور؟»، فرد عليه: «على أفضل ما يرام».

دخل جافيش غرفة العمليات ليلتقط شبكة اللاسلكي لمعرفة ما يدور على الجبهة
وأصيب بالصدمة لما سمعه وقد تناهت إلى مسامعه صرخات يائسة من ضباط وجنود
على الجبهة وبعضهم كان يتساءل «أين السلاح الجوي؟» وآخرون كانوا يطلبون
المساعدة، فيما كانت أطقم الدبابات متورطة في معارك شرسة عاد جافيش الى
جونين وقال له إن الأمور ليست على ما يرام على الاطلاق فلوّح له جونين
بذراعه قائلاً: «إننا نسيطر على الموقف» عندئذ أدرك جافيش أنه ليس لدى
جونين ما يقدمه.

يقول المؤلف إن افراد الاحتياطي لم ينضموا الى الجنود المجندين الذين
تحملوا عبء الهجوم العربي الكبير، الا بعد يومين من المعارك كان الموقف
بالنسبة لأفراد الاحتياطي غير واضح، لكنهم ادركوا ان القتال يدور بشراسة
في كل مكان من الجبهة إلا أن الأمر الذي خفف هموم الجنود الاسرائيليين في
سيناء هو معرفتهم ان الوضع على جبهة الجولان أسوأ بكثير من الموقف الذي
يواجهونه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:12 pm

أسرار التقدم السوري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يوضح المؤلف ان القيادة العسكرية الاسرائيلية كانت منقسمة حول الجبهة التي
سيتركز عليها الهجوم السوري الرئيسي كان جهاز المخابرات العسكرية «أمان»
يعتقد أنه سيكون في الجزء الجنوبي من الجولان، حيث الأرض منبسطة نسبياً،
بينما اعتقدت القيادة الشمالية ان الهجوم سيتم شنه من القطاع الشمالي
بالقرب من مدينة القنيطرة.

وعلى الرغم ان الأرض وعرة إلا أن الهجوم من هذه المنطقة سيؤدي الى تقدم
القوات السورية بسرعة نحو قاعدة «نافاخ» الاسرائيلية الرئيسية على الجولان
والى جسر «بنات يعقوب» الذي يمثل البوابة الأساسية بين الجولان واسرائيل.
بدأ القتال على الجبهة الشمالية بقصف مدفعي كثيف من دون سابق إنذار على
عكس الحال في سيناء، حيث تم التقاط رسالة من مركز تابع للأمم المتحدة،
عرفت المخابرات الاسرائيلية منها ان المدفعية المصرية على وشك فتح
نيرانها.

غطت سحب الدخان كل شيء من مفترق الطرق إلى معسكرات الجيش والنقاط الحصينة
ومركز القيادة ومنطقة المستودعات ومركز الاتصالات على الهضبة كان قادة
الكتائب التابعة للواء السابع قد وصلوا لتوهم إلى قاعدة «نافاخ» لحضور
الاجتماع المقرر عقده في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السادس من اكتوبر
مع الكولونيل بن جال، عندما تعرض المكان لقصف جوي من طائرات ميج سورية.

يقول المؤلف ان الهجوم السوري المفاجيء أحدث فراغاً في القيادة
الاسرائيلية، التي تصارع عليها عدد من الجنرالات في ظل غياب الجنرال هوفي
عن الجولان لحضور اجتماع في تل أبيب مع الجنرال اليعازر تولى اللفتنانت
كولونيل يوري سمحوني ضابط عمليات القيادة الشمالية اصدار الاوامر وكان
الأمر الاول الذي أصدره سمحوني واحداً من أهم القرارات التي صدرت خلال
الحرب.

فقد ظل المحللون العسكريون يتناقشون لأعوام تلت حول ما إذا كان هذا القرار
سليماً أم لا. فبعد نصف ساعة من بدء القصف المدفعي، اصدر سمحوني توجيهاته
الى بن جال بإرسال كتيبة دبابات من كتائبه الثلاث الى الجزء الجنوبي من
الجولان ونشر الكتيبتين الأخريين شمالي القنيطرة، حتى تساند هذه الكتائب
كتيبتي الدبابات التابعتين للواء بن شوهام على خط المواجهة ويقوم هذا
القرار في جانب منه على معلومات واردة من الجبهة، فقد ذكرت التقارير ان
القطاع الجنوبي يحاول وقف تقدم السوريين، أما القطاع الشمالي فيشهد وضعاً
خطيراً، خاصة مع ما توصلت اليه القيادة الشمالية من ان الهجوم السوري
الرئيسي سيكون من منطقة القنيطرة.

وقد ارتكب سمحوني خطأً كبيراً، وانتهك واحدا من المباديء الاساسية للحرب
بنشر ثلاث كتائب في القطاع الشمالي وكتيبتين في القطاع الجنوبي وعدم ابقاء
أية قوة احتياطية في حالة حدوث أي تطور غير موات وعندما توقف قصف المدفعية
تقدمت مئات من الدبابات والعربات المدرعة، وعلى متنها جنود المشاة حاملين
بنادقهم دارت معارك شرسة بين الجانبين، ونجحت الدبابات السورية في التسلل
من منطقة خالية بعيدة عن النقاط الاسرائيلية الحصينة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول المؤلف إن الاستراتيجية السورية كانت تتلخص في ارهاق الدفاعات
الاسرائيلية المحدودة من خلال الهجوم على جبهة عريضة قدر الامكان واستغلال
النقاط الضعيفة بعثت الفرقة التاسعة في وسط الخطوط السورية بقوات ضد
القنيطرة في القطاع الشمالي، كما شنت هجوماً في الجنوب.
وعندما تحقق تقدم في الجنوب نقلت الفرقة ثقلها هناك مما زاد الضغط على
القوات الاسرائيلية بالجنوب وفي الساعة التاسعة مساء نفدت ذخيرة
الاسرائيليين بعد معارك دبابات شرسة، قتل فيها العديد من الضباط والجنود
الاسرائيليين وتمكن السوريون من تجاوز خط وقف اطلاق النار واحراز تقدم على
جبهة الجولان.

كان الاسرائيليون قد أقاموا فوق قمة جبل الشيخ مركزاً استخباريا ومحطة
انذار مبكر. وتم بناء نقطة محصنة كبيرة فوق الجبل معظم مبانيها تحت الارض.
وكانت الاجهزة الاليكترونية للمحطة ترصد التحركات السورية على طول الجبهة.


وفي يوم 6 اكتوبر كان هناك 55 رجلاً داخل مركز جبل الشيخ، معظمهم من افراد
الجيش والسلاح الجوي والمخابرات وبعض الفنيين كان المركز يمر بمراحله
الاخيرة لعملية اعادة بناء مكثفة، ويتكون افراد أمنه من عشرة جنود مشاة من
لواء جولاني، ثلاثة منهم تم الحاقهم بمركز مراقبة يبعد ميلاً واحداً عن
المبنى الرئيسي وترك هذه المنشأة ذات القيمة الكبيرة بدون تأمينها بقوة
أكبر يعكس سلسلة الاخطاء التي ارتكبتها القيادة الاسرائيلية، ومن بينها
الاعتقاد ان السوريين لن يستطيعوا مهاجمته.

وفي الواقع فإن السوريين وضعوا مركز جبل الشيخ الاسرائيلي على قمة قائمة
اهدافهم. وتلقى المقدم احمد رفاعي الجوجو قائد احدى سرايا الكتيبة الثانية
والثمانين التي تعد افضل الوحدات المقاتلة في الجيش السوري، التعليمات
الاخيرة حول مهمته صباح يوم السبت حيث ستقوم طائرات هليكوبتر بانزالهم على
بعد نصف ميل من المركز الاسرائيلي وسيتخذ رجاله مواقع لهم حول المركز
والطريق المؤدي اليه من هضبة الجولان.

وسوف يسير بقية أفراد الكتيبة التي تضم نحو مئتي جندي، على اقدامهم من
الجانب السوري. وسوف تهاجم هذه القوة الموقع، فيما سيقدم لهم رجال الجوجو
الحماية اللازمة. غادرت اربع طائرات هليكوبتر سورية في الساعة الثانية بعد
الظهر أي في لحظة اندلاع الحرب، واتجهت نحو الموقع الاسرائيلي. ويزعم مؤلف
الكتاب ان احدى طائرات الهليكوبتر تحطمت بينما وصلت الطائرات الثلاث
بسلام، وقفز الرجال منها، وهي تقترب من الارض وبحلول الساعة 2.45 بعد
الظهر وصلت بقية الكتيبة الى الموقع.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي ظل عدم وجود اية خنادق او مواقع لاطلاق النار لم يتمكن الاسرائيليون
سوى من اطلاق النار من المداخل الضيقة للمركز. وبعد تبادل لاطلاق النار
استمر 45 دقيقة انسحب ما تبقى من الاسرائيليين الى داخل المبنى وأغلقوا
الباب الحديدي. وبحلول الساعة الخامسة مساء تمكن السوريون من اقتحام
المبنى بعد ان ألقوا القنابل اليدوية وقنابل الدخان.

تمكن 11 اسرائيلياً من الفرار ولكن تمكن السوريون من قتل 13 اسرائيلياً
وأسر 31 منهم أربعة ظلوا مختبئين في سرادب تحت الارض لمدة سبعة ايام. بعد
ذلك وصل الخبراء السوفييت وقاموا بتفكيك المعدات الالكترونية الموجودة
داخل المركز، كما قام السوريون باستجواب الاسرى من افراد المخابرات
الاسرائيلية وحصلوا منهم على معلومات مهمة للغاية كان سقوط هذا المركز من
الامور المهينة التي تعرضت لها اسرائيل خلال حرب اكتوبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:13 pm

وعودة الى
جبهة القتال صعد السوريون من هجومهم وقبل حلول الظلام تم دفع لواءين
سوريين باتجاه القطاع الشمالي، بينما اتجهت اربعة ألوية للقطاع الجنوبي.
خسرت كتيبة اسرائيلية واحدة 12 دبابة خلال القتال الذي دار عصراً، وهو ما
يعادل ثلث قوتها. كما قتل خلال القتال ثلاثة من قادة السرايا، بينما اصيب
الميجدر ابسكاروف، نائب قائد الكتيبة.

عندما هبط الظلام بدأ السوريون في تعزيز هجومهم وطلب قائد القطاع الجنوبي
الاسرائيلي دعماً جويا ومساندة المدفعية ولكن من دون جدوى. اما في القطاع
الشمالي فقد خسرت كتيبة واحدة سبعة من دباباتها الثلاث والثلاثين.كان
الاسرائيليون يعتقدون ان العرب لا يميلون الى القتال الليلي ولذلك لم تهتم
القيادة الاسرائيلية بالأجهزة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء الموجودة لدى
الجيش السوري.

ولكن في هذه الليلة هاجمت الدبابات السورية مستخدمة اجهزة الاشعة تحت
الحمراء وكان بمقدور سائقي الدبابات السورية الانطلاق باستخدام لاشعة تحت
الحمراء التي تضييء الطريق وباستخدام ادوات تسليط ضوء بالأشعة تحت الحمراء
تضييء الاهداف امام رجال المدفعية من دون ان يدرك الاسرائيليون انهم في
بؤرة الضوء يقول المؤلف انه في هذه الليلة هاجمت الدبابات السورية بضراوة
ونجحت في التقدم داخل هضبة الجولان والسيطرة على مواقع مهمة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومع استمرار الهجوم قال اللفتنانت كولونيل ديني اجمون، ضابط المخابرات
الملحق بالقوات الاسرائيلية بالجبهة الشمالية، انه يبدو ان السوريين
يحاولون استعادة الهضبة كلها وليس مجرد مستوطنة او نقطة حصينة واذا كانوا
يحاولون ذلك، فانهم سيسعون الى الاستيلاء على جسر «بنات يعقوب».تشكك هوفي
قائد القوات الشمالية في ذلك، لكنه امر بتحذير وحدة هندسية بالقرب من
الجسر من احتمال تعرض الجسر لهجوم سوري.

وعلى امتداد ساعات بعد حلول الليل نفت القيادة الشمالية تقارير بحدوث
اختراقات سورية للقطاع الجنوبي وتقوم هذه التقارير على اساس افادات لوحدات
الدبابات بأن السوريين لم يشنوا اي هجوم عليهم، الا ان الحقيقة هي ان
السوريين كانوا يتسللون بكثافة بين النقاط الحصينة، ونظرا لقلة اجهزة
الرؤية الليلية المتوافرة لدى القوات الاسرائيلية لم يدرك احد ما يدور خلف
الجبهة مباشرة، وعندما سمع ضابط لاسلكي اسرائيلي صوت قائد لعداء سوري يبلغ
قيادته انه وصل بقواته الى الحوشنة فوق الجولان، سارعت القيادة الشمالية
بالكولونيا اسحق بن شوهام قائد اللواد 188 لتتأكد منه من صحة ذلك.

رد شوهام قائا انه لابد وان يكون القائد السوري قد اختلط عليه الامر، خاصة
وانه قد مر بالقرب من الحوشنة قبل فترة قليلة. الا ان قائد النقاط الحصينة
الجنوبية تلقى تقارير من رجاله تفيد بعكس ذلك، بل انها تشير الى ان
الدبابات السورية اصبحت في الجانب الاسرائيلي من الخط القريب من النقطة
116 الحصينة، وانها تندفع جنوبا باتجاه مستوطنة رامات ماجشميم، كما علم
قائد النقطة 111 الحصينة ان الدبابات السورية اخترقت الخط هناك، بينما
تحدث تقرير آخر عن اختراق سوري بين النقطتين 115 و116 عندما وصلت كل هذه
التقارير الى بنى شوهام رفض تصديقها.


انهيار القطاع الجنوبي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول مؤلف الكتاب ان انهيار القطاع الجنوبي بخط المواجهة بين السوريين
والاسرائيليين يرجع في جانب منه الى الطبيعة الجغرافية المنبسطة نسبيا
للمنطقة مما جعل مهمة اختراق الدبابات السورية لها مهمة سهلة، وفي جانب
آخر الى عدم وجود دبابات اسرائيلية كافية للدفاع عن هذا القطاع، بالمقارنة
مع القطاع الشمالي.

لكن المؤلف يعود ويعترف بان عدم ترابط الخطوط بالقيادة الشمالية
الاسرائيلية كان له دور مهم في انهيار القطاع الجنوبي، ففي القطاع
الشمالي، كان قائد القطاع بن جال متمركزا خلف خطوط الجبهة مباشرة، بينما
كان بن شوهام يدير المعركة خلال الساعات الاولى الحرجة من بدء الحرب من
غرفة محصنة تحت الارض في «نافاخ»، وكانت هذه الغرفة مكانا مناسبا في بداية
الامر، عندما كان يتولى قيادة كل القوات في الجولان اثناء وجود هوفي في تل
ابيب.

ولكن عندما عاد هوفي في الساعة 30,4 مساء ظل شوهام في «نافاخ» ساعتين
أخريين، ولم يتمكن بعد ذلك من الوصول الى الجبهة نتيجة للقصف المدفعي،
لكنه كان على اتصال لاسلكي بوحداته الا انه لم يتمكن من قراءة سير المعارك
وهو بعيد عنها. ومع نفيه للتقارير التي تؤكد حدوث هجوم سوري مكثف، فقد فشل
بن شوهام في متابعة التطورات الرئيسية في قطاعه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي القطاع الشمالي، وصل لواء ميكانيكي سوري الى مستوطنة رامات ماجشيميم.
ولم تكن هناك اية عقبات توقف تقدم اللواء الى الجنوب لمسافة 20 ميلا اخرى
الى الجانب الاسرائيلي من وادي الاردن، كما كان بامكان السوريين التقدم
غربا لمسافة عشرة اميال اخرى، لكن هذه لم تكن السيناريوهات التي رسمها
السوريون، فقد كان هدفهم الاساسي هو القاعدة الاسرائيلية الكبرى في
«نافاخ» وجسر «بنات يعقوب». كانت الخطة السورية تقضي بالتقدم حتى الوصول
الى جنوب الجولان ثم التحول شمالا، وان يقوم اللواء 51، الذي يضم مئة
دبابة، بالتقدم الى ان يصل الى الحوشنية ثم الاتجاه شمالا نحو «نافاخ».

كما سيقوم اللواء 43 بهجوم مواز ليصل الى طريق ريشيت، الذي لم تكن تحرسه
سوى سبع دبابات اسرائيلية، اما طريق التابلاين الذي ستمر منه الدبابات
السورية فلا توجد به اية دبابات اسرائيلية على الإطلاق.لم يدرك هوفي مدى
اتساع نطاق الهجوم السوري سوى مع حلول منتصف الليل فقد تمكنت 300 دبابة
سورية من التقدم داخل القطاع الجنوبي من الجولان، ولا توجد بالقطاع سوى
نحو ثلاثين دبابة اسرائيلية بدون ما يكفي من الذخيرة والوقود بعد عشر
ساعات من القتال المستمر، ولن تصل قوات كبيرة من الاحتياط قبل بعد ظهر
اليوم التالي.

نقل هوفي مخاوفه الى اليعازر فيما يتعلق بتعذر صد الهجوم، كان هوفي داخل
غرفة حصينة في قاعدة «نافاخ» حيث ساد الذعر بين جميع العسكريين بمختلف
رتبهم، ومع تزايد الحصار السوري للقاعدة نصح كبار الضباط هوفي بسرعة
مغادرتها قبل سقوطها وسلم هوفي قيادة الجولان الى الجنرال ايتان، وفر
هاربا على متن سيارة جيب الى اسرائيل
[/B


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:14 pm

الحلقة السابعة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


عندما فكرت مائير في الانتحار وتدمير 50 دبابة إسرائيلية في يوم واحد وسط قرارات متخبطة

تأليف :ابراهام رابينوفيتش


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يوضح المؤلف ابراهام رابينوفيتش أن اليعازر أبلغ مجلس الوزراء الاسرائيلي
ليلة السبت السادس من اكتوبر بأن الامور سيئة والتقارير الواردة من
الجبهتين المصرية والسورية لا تدعو إلى الارتياح

وقال: «نحن نحاول تلمس طريقنا وسط ضباب الحرب».كان يتعين على رئيس
هيئة الاركان الاسرائيلية ان يقرر قبل حلول الفجر اي جبهة في حاجة أكثر
للسلاح الجوي ولفرقة مدرعة من الاحتياط بقيادة الجنرال موش بيلير.

افادت تطورات الحرب، خلال الجزء الأول من الليل، ان الهجوم السوري خف
قليلاً، بينما يتقدم الهجوم المصري بايقاع سريع، فقرر اليعازر اعطاء
الاولوية للجبهة مع مصر. كما اصدر اوامره إلى هوفي باخلاء النقاط الحصينة
المعرضة للخطر والاستعداد للانسحاب إلى خط بالقرب من حافة هضبة الجولان.

حاول اليعازر تهدئة الوزراء، الذين كان بعضهم على وشك الانهيار العصبي،
فقال لهم: «هذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها الجيش الاسرائيلي معارك
دفاعية» كما حاول ديان ان يكون متفائلاً، مشيراً إلى أن قوات الاحتياط سوف
تبدأ في الوصول إلى ساحات المعارك غداً، لكنه لم يتمكن من تجنب الاشارة
إلى الخطر الذي يحوم في الافق. وقال انه اذا حققت مصر وسوريا انتصارات
كبيرة، فإنه من المحتمل ان ينضم العراق والاردن ولبنان الى الحرب.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يشير المؤلف الى انه حتى في الوقت الذي بدأت وحدات الاحتياطي تصعد هضبة
الجولان، كانت القيادة الشمالية تستعد للانسحاب من الجولان بكاملها وفي
الساعة 30,4 من فجر الاحد 7 أكتوبر صدرت الاوامر باخلاء قواعد الجيش من
أية وثائق مهمة. وبدأت الشاحنات في انزال الذخيرة من مستودع كبير بالقرب
من جسر «بنات يعقوب» في الوقت نفسه واصلت المدرعات السورية تقدمها، فيما
كانت القوات الاسرائيلية تتقهقر. وقبل الفجر هدأت حدة القتال على طول خط
المواجهة، فيما واصلت القوات السورية تدفقها على القطاعات غير المحصنة.

ديان والمعبد الثالث

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عندما وصل ديان على متن طائرة هليكوبتر إلى مقر القيادة الشمالية، ابلغه
هوفي، بكل وضوح وصراحة، بأنه يتعين اخلاء الجولان. وقال له انه ليس هناك
ما يكفي من القوات القادرة على منع السوريين من الاندفاع جنوباً من رامات
ماجشميم إلى وادي الأردن.كان الجنرال دان لانر قائد احدى فرق الاحتياطي،
متشائماً مثل هوفي، وقال: «ان القتال انتهى في جنوب الجولان، وقد خسرنا
المعركة. وليس بمقدورنا القيام بأي شيء لوقف التقدم السوري».

وواجهت هذه الصورة الكئيبة وزير الدفاع الاسرائيلي خلال الأيام التالية.
لم يتمكن ديان من الاتصال باليعازر، فاضطر الى الاتصال بقائد السلاح الجوي
بيني بيلير في الساعة الخامسة من صباح الأحد، وسأله عن خططه لهذا اليوم.
فقال له انه سيشن هجوما على كتائب الصواريخ المصرية.
فطلب منه ديان الغاء هذا الهجوم قائلا انه لا توجد سوى الرمال في سيناء،
كما ان قناة السويس تبعد 150 ميلا عن تل أبيب. وأوضح ديان ان الموقف أخطر
على جبهة الجولان، وان السلاح الجوي هو الوحيد القادر على وقف تقدم
السوريين الى ان تصل قوات الاحتياطي.

وتابع ديان انه اذا لم تشن الطائرات هجوما بحلول الظهر، فإن السوريين سوف
يصلون الى وادي الأردن.وهنا يستخدم ديان عبارة لأول مرة وسوف يكررها على
مدى الأيام المقبلة وسط استياء كل من يسمعها، فقد قال لبيليد ان «المعبد
الثالث في خطر». ويقصد بالمعبد الثالث اسرائيل، وكان المعبد الأول قد بناه
سليمان، وهدمه البابليون في 586 قبل الميلاد، بينما بنى المعبد الثاني
هيرود، ودمره الرومان في 70 ميلادية.يقول المؤلف ان هذا الأمر أثار دهشة
كبار ضباط السلاح الجوي خلال اجتماع عقد في غرفة العمليات.

فقد رأى كبار الضباط ان هذا الهجوم الجوي لن يقدم أي دعم للمعارك على جبهة
الجولان، خاصة وأن بطاريات سام ـ 6 السورية في حالة حركة مستمرة ومن الصعب
رصد مواقعها. وبالاضافة الى ذلك فليس هناك أي منطق يقف وراء الغاء هجوم
كان مقرراً على الجبهة الجنوبية لاحداث الاضطراب في صفوف القوات المسلحة
المصرية.

دخل الكولونيل جيورا فورمان رئيس العمليات في مناقشة ساخنة مع بيلير وصلت
الى حد تبادل الكلمات. يقول المؤلف ان المنطق ربما يقف في صف كبار الضباط،
لكن بيلير كان الرجل الوحيد في الغرفة الذي سمع صوت ديان فجر يوم الاحد.
اغلق بعنف باب المناقشة قائلاً: «انني اتفهم وجهات نظركم، ولكن الطائرات
في طريقها الآن الى الجولان».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقبل الظهر اتجهت 60 طائرة فانتوم نحو هضبة الجولان كانت القوات السورية
المتقدمة منتشرة الآن على جانبي الخط البنفسجي ـ وهو الاسم الذي يطلق على
خط وقف اطلاق النار بسبب لونه على خريطة اسرائيل. وعندما حلقت الطائرات
على ارتفاع منخفض فوق رؤوس القوات السورية، انضم المشاة والدبابات على
المدافع المضادة للطائرات في عملية اطلاق النار إلى الطائرات.

فارتفعت الطائرات لتحديد مواقع بطاريات الصواريخ، لكن الطيارين اكتشفوا ان
كل بطاريات سام ـ 6 قد ذهبت ولم يجدوا سوى بطارية واحدة قاموا بتدميرها،
ولكن في المقابل تم اسقاط ست طائرات فانتوم بنيران المدفعية، وليس بصواريخ
سام.كانت نتائج اليوم كارثية بالنسبة للسلاح الجوي الاسرائيلي، ولكل الجيش
الاسرائيلي جرمته. وفي يوم واحد اهتزت سمعة الجيش كقوة عسكرية، كما اهتزت
كثيراً ثقة صانعي القرارات في قدراتهم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقول الجنرال ديفيد افري خلف بيلير في شهادة امام لجنة التحقيق بعد الحرب
انه لو تم تأجيل الهجوم الجوي لمدة ساعتين فقط، لتوفر لنا الوقت لاكمال
مهمة التقاط صور جوية لتحديد موقع صواريخ سام ولاعادة طائرات الهليكوبتر
الحاملة للمعدات الالكترونية من سيناء لتقوم بالتشويش على هذه الصواريخ.

وكان بيلير قد حذر كبار قياداته قبل يومين من أنهم قد يدخلون في مجال
النيران اذا لم يتم تدمير صواريخ سام. وقد حدث ذلك، فقد دخلوا في مجال
النيران التي سرعان ما التهمتهم، وذلك على حد تعبير الكاتب. ففي خلال
اليومين الاولين من الحرب خسرت اسرائيل 35 طائرة، ولم تصب دفاعات الصواريخ
العربية. ولم تتعرض القوات البرية العربية لأي تهديد يذكر من الجو. ولم
يحقق سلاح الجو الاسرائيلي أي نجاح يذكر، حتى ان القوات البرية
الاسرائيلية التي كانت تتعرض لهجمات وقصف مستمرين كانت تتطلع الى السماء،
وتتساءل: «أين السلاح الجوي؟».

مع حلول فجر يوم الأحد، دارت معركة عنيفة في جنوب الجولان بين المدرعات
السورية والاسرائيليين، شاركت فيها طائرات الميغ السورية. وبحلول الظهر
تلقى بن جال قائد اللواء السابع بجبهة الجولان تقريرا يفيد بمقتل الكثير
من الجنود. وبدأت الصورة تزداد قتامة بالنسبة لقيادات الجيش الاسرائيلي.
فقد خسروا معركة جنوب الجولان. وفي سيناء دمر المصريون خط بارليف، وأحرزوا
تقدما كبيرا على الأرض. وفي الجو اسقطت صواريخ ساغر أعداداً كبيرة من
الطائرات الاسرائيلية بطريقة متكررة وسهلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:16 pm

بدأت
طائرات سكاي هوك تحلق على ارتفاع منخفض فوق جنوب الجولان على الرغم من
امكانية تعرضها لصواريخ ساغر، وذلك في محاولة يائسة لابطاء تقدم الدبابات
السورية. ولكن في غضون ثوان اطلقت عليها صواريخ ساغر، فأصابتها جميعا.
وبعد دقائق طلعت اربع طائرات اخرى اسقطت صواريخ ساغر اثنتين منها، فتأكد
عندئذ الجنود الاسرائيليون ان الخلاص لن يأتي من الجو.

فقد حاولت الطائرات الاسرائيلية الهروب من صواريخ ساغر، الا ان ست طائرات
سكاي هوك تم اسقاطها، وهي تحاول وقف هجوم الدبابات السورية، بينما اصيبت
11 طائرة اخرى. وبدا وا ضحا ان الغارات الجوية لوقف التقدم السوري كانت
ذات تأثير هامشي.

يقول المؤلف ان القوات الاسرائيلية تعرضت طوال يوم الأحد لهجوم سوري قوي
يتجاوز نطاقه اي شيء تخيله الاسرائيليون. وعلى عكس الجبهة المصرية، فان
المعارك التي دارت على الجبهة السورية كانت معارك دبابات في مواجهة
دبابات. ويقول المؤلف ان المصريين لجأوا الى استخدام صواريخ «ساغر» وقذائف
«ار بي جي» بأعداد كبيرة خلال المعارك الاولى في سيناء نظرا لأن الدبابات
المصرية لم تتمكن من عبور القناة في الوقت المحدد للتصدي للمدرعات
الاسرائيلية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومع ذلك لم تتوقع القيادة المصرية ان تفقد اسرائيل ثلثي فرقة مدرعة في نصف
يوم فقط، خلال معركة كان ابطالها جنود المشاة وحدهم. ولم يكن السوريون، في
المقابل، يعانون من نقص في «الار بي جي» وصواريخ «ساغر»، لكنهم لم يلجأوا
لاستخدامها بأعداد كبيرة لأنهم لم يكونوا بحاجة للمشاة، فقد تمكنوا من
عبور الحواجز التي تفصلهم عن الخط الاسرائيلي وهذه الحواجز كانت عبارة عن
خنادق مضادة للدبابات وحقول ألغام، وواجهوا الدبابات الاسرائيلية
بدباباتهم.
في أي موقع تريدني؟

كان الهجوم السوري قويا مما دعا اليعازر الى التحدث مع هوفي عصر يوم الاحد
ليحثه على تشكيل خط دفاعي ثاني عند حافة الهضبة، بعد ان استعاد السوريون
معظمها.وقال اليعازر انه من المهم الابقاء على موطئ قدم فوق الهضبة الى ان
تصل فرقة موشي بيليد صباح الاثنين، لم يكن هوفي متأكدا من امكانية ذلك،
خاصة وان السوريين قد استولوا تقريبا على قاعدة «نافاخ».

أثارت هذه المحادثة قلق اليعازر. فعلى الرغم من احترامه لقائد الجبهة
الشمالية وادراكه انه لولا تحذيرات هوفي بشأن التعزيزات السورية، لكانت
هضبة الجولان قد سقطت الآن.لكنه شعر بأن هوفي يعاني من الاستنزاف، ويحتاج
الى ضابط كبير بجواره ليشاركه العبء الذي يتحمله بمفرده. قرر اليعازر
ارسال حاييم بارليف، الذي سبقه في تولي رئاسة هيئة الاركان، لتقويم الموقف
هناك.
وعندما طرح اليعازر الفكرة على غولدا مائير وديان، وافقا على الفور، كما
وافق بارليف، وسأل ديان عما يريده منه، فقال له انه كان يعتزم أصلا ان يحل
محل هوفي الذي يعاني من الانهيار والاجهاد نتيجة لاتساع نطاق الهجوم
السوري، لكن اليعازر استبعد الفكرة وبالتالي فإنه سيحل محله، ولكن دون
تعيين رسمي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي مقر القيادة الشمالية، لم يتغير الموقف الصعب كثيراً على الرغم من
وصول وحدات الاحتياطي، التي لم تتمكن من ان تفعل شيئاً يذكر أمام تدفق
المدرعات السورية وعندما وصل الجنرال موشي بيليد الى المقر وجد هوفي
مستلقياً في ركن مظلم بإحدى الغرف يحاول الحصول على قسط من الراحة فسأله
بيليد: «إن فرقتي ستصل الليلة.. في اي موقع تريدني؟».

عندئذ طلب منه هوفي ان يشكل خطاً دفاعياً على طول نهر الاردن، صدم بيليد
من هذا الامر الذي يعني التخلي عن الجولان، بل إنه تلقى صدمة أخرى، عندما
علم أن المهندسين يستعدون بالفعل لتفكيك الجسور بدا هوفي هادئاً، لكن
بيليد شعر بأنه منهك نتيجة لتطورات اليوم السابق.وعندما وصل بارليف إلى
مقر القيادة الشمالية، ذهل من حالة التخبط والفوضى التي يعاني منها
الجميع.
يقول المؤلف ان بارليف وبيليد اعدا معاً خطة لشن هجوم مضاد، من خلال
التقدم باتجاه الشمال الشرقي وقطع نقاط الدخول السورية الرئيسية لجنوب
الجولان وعندما تنقطع خطوط الامدادات ستضطر القيادة السورية الى سحب
قواتها.

قام الاسرائيليون بإخلاء تل فارس وتركوا النقطة 116 الحصينة لتكون المركز
الاسرائيلي الوحيد على طول الجزء الجنوبي من خط وقف اطلاق النار، وفي
الساعة الثامنة مساء اتجهت خمس دبابات سورية نحو هذه النقطة وحاصرتها
وبحلول صباح اليوم التالي، بدأت الدبابات في قصف الحصن، الذي سقط بعد مقتل
جميع الاسرائيليين بداخله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وعندما حل الظلام يوم الاحد، هدأت حدة المعارك في القطاع الأوسط طلب قائد
الوحدة من عدد من جنود المشاة تفقد ساحة المعركة بحثاً عن الدبابات
المعطلة والجرحى والقتلى كان هناك الكثير من المفقودين من بينهم قائدا
كتيبتين عثر المشاة على الكولونيل شافر وافراد طاقمه ممددين على الأرض في
حالة سيئة بجوار دبابتهم على الطريق من نافاخ الى القنيطرة، كانت احدى
عيني الضابط شافر قد فقئت بعد اصابتها بإحدى الشظايا، كما وصل هاريل، قائد
الكتيبة الثانية الذي اصيبت دبابته، سيراً على قدميه وهو في حالة سيئة هو
الآخر.

يقول المؤلف انه في ضوء الخسائر الثقيلة، كان من الضروري إعادة بناء
اللواء الاسرائيلي من الصفر مرة اخرى، خاصة بعد مقتل معظم قياداته.يقول
المؤلف انه خلال يومين من المعارك تكبد فيها الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة
إلا أنه تمكن من وقف الهجوم السوري. وبعد ان كانت القيادة الشمالية
الاسرائيلية تفكر صباح يوم الاحد في الانسحاب من كل الجولان، اصبحت تستعد
لشن هجوم مضاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:17 pm

بدأت
طائرات سكاي هوك تحلق على ارتفاع منخفض فوق جنوب الجولان على الرغم من
امكانية تعرضها لصواريخ ساغر، وذلك في محاولة يائسة لابطاء تقدم الدبابات
السورية. ولكن في غضون ثوان اطلقت عليها صواريخ ساغر، فأصابتها جميعا.
وبعد دقائق طلعت اربع طائرات اخرى اسقطت صواريخ ساغر اثنتين منها، فتأكد
عندئذ الجنود الاسرائيليون ان الخلاص لن يأتي من الجو.

فقد حاولت الطائرات الاسرائيلية الهروب من صواريخ ساغر، الا ان ست طائرات
سكاي هوك تم اسقاطها، وهي تحاول وقف هجوم الدبابات السورية، بينما اصيبت
11 طائرة اخرى. وبدا وا ضحا ان الغارات الجوية لوقف التقدم السوري كانت
ذات تأثير هامشي.

يقول المؤلف ان القوات الاسرائيلية تعرضت طوال يوم الأحد لهجوم سوري قوي
يتجاوز نطاقه اي شيء تخيله الاسرائيليون. وعلى عكس الجبهة المصرية، فان
المعارك التي دارت على الجبهة السورية كانت معارك دبابات في مواجهة
دبابات. ويقول المؤلف ان المصريين لجأوا الى استخدام صواريخ «ساغر» وقذائف
«ار بي جي» بأعداد كبيرة خلال المعارك الاولى في سيناء نظرا لأن الدبابات
المصرية لم تتمكن من عبور القناة في الوقت المحدد للتصدي للمدرعات
الاسرائيلية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومع ذلك لم تتوقع القيادة المصرية ان تفقد اسرائيل ثلثي فرقة مدرعة في نصف
يوم فقط، خلال معركة كان ابطالها جنود المشاة وحدهم. ولم يكن السوريون، في
المقابل، يعانون من نقص في «الار بي جي» وصواريخ «ساغر»، لكنهم لم يلجأوا
لاستخدامها بأعداد كبيرة لأنهم لم يكونوا بحاجة للمشاة، فقد تمكنوا من
عبور الحواجز التي تفصلهم عن الخط الاسرائيلي وهذه الحواجز كانت عبارة عن
خنادق مضادة للدبابات وحقول ألغام، وواجهوا الدبابات الاسرائيلية
بدباباتهم.
في أي موقع تريدني؟

كان الهجوم السوري قويا مما دعا اليعازر الى التحدث مع هوفي عصر يوم الاحد
ليحثه على تشكيل خط دفاعي ثاني عند حافة الهضبة، بعد ان استعاد السوريون
معظمها.وقال اليعازر انه من المهم الابقاء على موطئ قدم فوق الهضبة الى ان
تصل فرقة موشي بيليد صباح الاثنين، لم يكن هوفي متأكدا من امكانية ذلك،
خاصة وان السوريين قد استولوا تقريبا على قاعدة «نافاخ».

أثارت هذه المحادثة قلق اليعازر. فعلى الرغم من احترامه لقائد الجبهة
الشمالية وادراكه انه لولا تحذيرات هوفي بشأن التعزيزات السورية، لكانت
هضبة الجولان قد سقطت الآن.لكنه شعر بأن هوفي يعاني من الاستنزاف، ويحتاج
الى ضابط كبير بجواره ليشاركه العبء الذي يتحمله بمفرده. قرر اليعازر
ارسال حاييم بارليف، الذي سبقه في تولي رئاسة هيئة الاركان، لتقويم الموقف
هناك.
وعندما طرح اليعازر الفكرة على غولدا مائير وديان، وافقا على الفور، كما
وافق بارليف، وسأل ديان عما يريده منه، فقال له انه كان يعتزم أصلا ان يحل
محل هوفي الذي يعاني من الانهيار والاجهاد نتيجة لاتساع نطاق الهجوم
السوري، لكن اليعازر استبعد الفكرة وبالتالي فإنه سيحل محله، ولكن دون
تعيين رسمي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي مقر القيادة الشمالية، لم يتغير الموقف الصعب كثيراً على الرغم من
وصول وحدات الاحتياطي، التي لم تتمكن من ان تفعل شيئاً يذكر أمام تدفق
المدرعات السورية وعندما وصل الجنرال موشي بيليد الى المقر وجد هوفي
مستلقياً في ركن مظلم بإحدى الغرف يحاول الحصول على قسط من الراحة فسأله
بيليد: «إن فرقتي ستصل الليلة.. في اي موقع تريدني؟».

عندئذ طلب منه هوفي ان يشكل خطاً دفاعياً على طول نهر الاردن، صدم بيليد
من هذا الامر الذي يعني التخلي عن الجولان، بل إنه تلقى صدمة أخرى، عندما
علم أن المهندسين يستعدون بالفعل لتفكيك الجسور بدا هوفي هادئاً، لكن
بيليد شعر بأنه منهك نتيجة لتطورات اليوم السابق.وعندما وصل بارليف إلى
مقر القيادة الشمالية، ذهل من حالة التخبط والفوضى التي يعاني منها
الجميع.
يقول المؤلف ان بارليف وبيليد اعدا معاً خطة لشن هجوم مضاد، من خلال
التقدم باتجاه الشمال الشرقي وقطع نقاط الدخول السورية الرئيسية لجنوب
الجولان وعندما تنقطع خطوط الامدادات ستضطر القيادة السورية الى سحب
قواتها.

قام الاسرائيليون بإخلاء تل فارس وتركوا النقطة 116 الحصينة لتكون المركز
الاسرائيلي الوحيد على طول الجزء الجنوبي من خط وقف اطلاق النار، وفي
الساعة الثامنة مساء اتجهت خمس دبابات سورية نحو هذه النقطة وحاصرتها
وبحلول صباح اليوم التالي، بدأت الدبابات في قصف الحصن، الذي سقط بعد مقتل
جميع الاسرائيليين بداخله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وعندما حل الظلام يوم الاحد، هدأت حدة المعارك في القطاع الأوسط طلب قائد
الوحدة من عدد من جنود المشاة تفقد ساحة المعركة بحثاً عن الدبابات
المعطلة والجرحى والقتلى كان هناك الكثير من المفقودين من بينهم قائدا
كتيبتين عثر المشاة على الكولونيل شافر وافراد طاقمه ممددين على الأرض في
حالة سيئة بجوار دبابتهم على الطريق من نافاخ الى القنيطرة، كانت احدى
عيني الضابط شافر قد فقئت بعد اصابتها بإحدى الشظايا، كما وصل هاريل، قائد
الكتيبة الثانية الذي اصيبت دبابته، سيراً على قدميه وهو في حالة سيئة هو
الآخر.

يقول المؤلف انه في ضوء الخسائر الثقيلة، كان من الضروري إعادة بناء
اللواء الاسرائيلي من الصفر مرة اخرى، خاصة بعد مقتل معظم قياداته.يقول
المؤلف انه خلال يومين من المعارك تكبد فيها الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة
إلا أنه تمكن من وقف الهجوم السوري. وبعد ان كانت القيادة الشمالية
الاسرائيلية تفكر صباح يوم الاحد في الانسحاب من كل الجولان، اصبحت تستعد
لشن هجوم مضاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:18 pm

على الجبهة المصرية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على الرغم من ان قائد القيادة الجنوبية جونين كان اكثر ثقة في نفسه من
نظيره، بالقيادة الشمالية هوفي، فإن وزير الدفاع الاسرائيلي ديان كان يرى
في ذلك مشكلة، فقد أبلغه جونين بأنه مع وصول فرق الاحتياطي، فإنه من
الممكن اخراج المصريين من سيناء، بل من الممكن العبور الى الضفة الغربية
من القناة، ورد عليه ديان قائلاً إنه ينبغي اعطاء الأولوية لتشكيل خط
دفاعي ثانٍ، والتخلي عن تحصينات بارليف، ويتعين على الأفراد الموجودين
داخل التحصينات المحاصرة ان يحاولوا الهروب منها سيراً على الاقدام عند
حلول الظلام.

وينبغي عدم بذل أية محاولات اخرى لاعادتها للسيطرة من خلال هجوم
بالدبابات، كما ينبغي ترك الجرحى غير القادرين على الحركة ليكونوا اسرى
لدى المصريين وأوصى وزير الدفاع بأن يكون خط الدفاع الجدير على طول طريق
المدفعية على بعد ستة أميال من القناة. بعد ان زار ديان الجبهتين الشمالية
والجنوبية شعر بالصدمة من اتساع نطاق الهجوم العربي، كما انتابته حالة من
القلق لم يشعر بها من قبل.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهو التعبير الذي استخدمه ديان نفسه في مذكراته عن الحرب بعد ذلك، لقد بنت
اسرائيل استراتيجيتها الدفاعية على اساس افتراض مفاده ان العرب الذين
سيواجهونهم في الحرب المقبلة سيكون هم انفسهم الذين هزمهم الاسرائيليون في
حرب يونيو 67. وهذا الافتراض هو الذي تسبب في هذا التقصير الخطير وأدى الى
نشر اعداد قليلة من القوات على طول خطوط المواجهة، وقد اظهرت معركة اليوم
الاول وحده بأن العرب قد تغيروا كثيراً.

فالمصريون والسوريون كانوا يهاجمون وفقاً لخطة مدروسة بعناية افضل كثيراً
من الخطة الاسرائيلية كما يمتلكون اسلحة حديثة، من بينها اسلحة لا تستطيع
اسرائيل التصدي لها، مثل صواريخ سام 6 و«ساجر». والاكثر أهمية من ذلك ان
الروح القتالية للمصريين والسوريين كانت عالية للغاية، ولم يتوقعها
الاسرائيليون، وعندما يتعرض الجنود العرب لهجوم عليهم فإنهم لا ينسحبون أو
يهربون ولكن يتمترسون في اماكنهم ويوجهون ضربات موجعة للمهاجمين
الاسرائيليين.

ويقول المؤلف هنا ان اسرائيل لم تضع ضمن حساباتها قوة الدفع النفسية
الحيوية التي استفاد منها العرب، بعد ان اخذوا بأيديهم زمام المبادرة.شعر
ديان بحالة من اليأس، على الرغم من انه كان يتحدث بتفاؤل بعد ساعتين فقط
من نشوب الحرب، عندما قال لعدد من رؤساء تحرير الصحف الاسرائيلية: «ان
المصريين اقحموا انفسهم في مغامرة لم يفكروا جيداً في عواقبها فبعد غد
عندما يبدأ افراد الاحتياطي في الوصول الى الجبهة سيدرك المصريون خطأهم،
ولا اتمنى ان اكون مكانهم». وقد جاء بعد غد ولاتزال اسرائيل هي التي تواجه
المتاعب، وليس العرب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عندما عاد ديان الى تل ابيب، وعقد على الفور اجتماعاً مع اليعازر وكبار
الضباط، قال لهم بنبرة حزينة: «اتدركون ما اخشاه من كل قلبي؟ ألا يكون لدى
اسرائيل أسلحة تمكنها من مواصلة القتال، بغض النظر عن المكان الذي سيتم
فيه رسم خط الدفاع الجديد. لن تكون لدينا دبابات وطائرات تكفي للمواجهة.

والأهم من ذلك ان يكون لدينا افراد مدربون بما فيه الكفاية. ان الحرب ليست
ضد مصر وسوريا، انها الحرب التي تخوضها اسرائيل ضد العرب، العالم العربي
كله». بعد ذلك قال ديان لاليعازر انه لا يفضل عملية انسحاب سريع، لكنه مع
رسم خط دفاعي جديد.

رغبة في الانتحار


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


في مذكراتها قالت مائير، بعد ذلك، انها بعد ان استمعت الى ديان وما يفكر
به انتابتها «رغبة في الانتحار» فقد حضرت اجتماع مجلس الوزراء مع ديان وهي
في حالة انهيار.كان وجهها شاحباً، وترتسم علامات اليأس على محياها، وبعد
الاجتماع استندت على جدار في الممر، وقالت لأقرب مساعديها بصوت منخفض
مهزوم: «ان ديان يتحدث عن الاستسلام».

ويقول المؤلف انه على الرغم من ان ديان لم يذكر هذه العبارة صراحة، إلا
انه تحدث عن الانسحاب من مواقع والتخلي عن خط بارليف، كما أعرب عن اعتقاده
باستحالة اجبار المصريين على التقهقر الى الجبهة الغربية من القناة. لقد
قدم ديان استقالته، لكن مائير رفضتها على الفور، وعندما سألته عن رد فعله
اذا صدر قرار من الامم المتحدة بوقف اطلاق النار قال ديان انه سيتمسك به،
حتى اذا كان ذلك يعني بقاء الجيش المصري على الضفة الشرقية للقناة.

لم يكن هذا الشعور باليأس والاحباط هو شعور ديان ومائير فقط، بل شعور معظم
الاسرائيليين، الذين احسوا بأن جيشهم قد تلقى ضربات موجعة خلال الساعات
الاولى من المعركة. كما ادرك كبار الضباط ان افتراضاتهم الاساسية التي
بنوا عليها ثقتهم في النفس كانت مجرد أوهام.

فالجندي العربي لا يهرب من أرض المعركة، كما أوهموا انفسهم بذلك، بل انه
يهاجم ويقاتل ببسالة، ويستخدم ببراعة أسلحة جديدة وبروح قتالية جديدة. ولم
يكن للسلاح الجوي الاسرائيلي أي دور يذكر في ساحة المعارك، بل تم اسقاط
طائراته بمعدل أثار رعب الاسرائيليين.

كما لم تتمكن الدبابات الاسرائيلية من الصمود على الجبهتين الجنوبية
والشمالية، باستثناء بعض المعارك بالقطاع الشمالي من جبهة الجولان. والأهم
من هذا كله ان المخابرات الاسرائيلية كانت خارج الصورة تماماً، بل انها
كانت مسئولة عن الخلل الرهيب الذي هدد اسرائيل بكارثة. لم يكن قد مرّ سوى
يوم واحد، وبدا كل شيء ينهار داخل المؤسستين العسكرية والسياسية
الاسرائيلية. فإذا كان العرب قد نجحوا في انجاز كل هذا في يوم واحد، فما
الذي سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة؟

أما الجنود الاسرائيليون على خط المواجهة فقد حاولوا ابعاد الأفكار
السوداء عن أذهانهم، ولكن كان بعضهم لا يتمكن من استبعاد هذه الأفكار، وفي
مقدمتهم الطيارون الذين يرون الصورة بشكل أوضح. وقد تصادف أن سألت إحدى
موظفات العمليات طيار فانتوم عاد لتوه إلى القاعدة من مهمة فوق الجولان
يوم الاحد عن الوضع، فقال لها ان المئات من الدبابات السورية تتقدم على
طول الجبهة، مثل حشود من النمال العملاقة، ولا توجد أي وسيلة لوقفها. أصيب
المدنيون الاسرائيليون بصدمة عنيفة وهم يحتفلون بعيد الغفران. ففي يوم
واحد فقدوا الثقة بالنفس، وانتابتهم حالة من الذعر والخوف أثرت بشدة على
حالتهم النفسية، وهي حالة لم يخرجوا منها لسنوات.

يقول المؤلف انه سرعان ما أشارت أصابع الاتهام الى رئيس هيئة الاركان
الاسرائيلي ديفيد اليعازر، فهو المسئول عن تبني الجيش الاسرائيلي لعقيدة
جعلته لا يتخذ الاستعدادات اللازمة لهذه الحرب، عقيدة تقلل كثيراً من قوة
الخصم العربي، كما انه يتحمل مسئولية الاعتماد على تقويم المخابرات
العسكرية بأن احتمال نشوب الحرب هو «احتمال ضعيف»، كما ان اليعازر لم
يسارع بإصدار أمر التعبئة الجزئية خلال الأيام التي سبقت الحرب. واعتمد
سياسة دفاعية ضعيفة على خط القناة، بخلاف كل القواعد العسكرية الأساسية،
كما انه وراء تعيين جونين رئيساً للقيادة الجنوبية.
ويرى المؤلف ان التغيير في القدرات الحربية العربية لا يرجع إلى تغير
مفاجيء في الشخصية، لكنه تغير حدث على مدى سنوات منذ حرب يونيو 1967، وذلك
في الوقت الذي تأثرت فيه اسرائيل سلباً بانتصارها ـفي 1967.في منتصف ليلة
الاحد 7 اكتوبر التقى اليعازر بهيئة الأركان، حيث طرح عليهم خطة الهجوم
المضاد على الجبهتين المصرية والسورية على ان يتم تنفيذها صباح يوم
الاثنين.
وكانت الخطة الاسرائيلية على الجبهة المصرية تقضي بالسيطرة على المنطقة
الممتدة بين القناة وطريق المدفعية داخل سيناء، وانقاذ الاسرائيليين
المحاصرين داخل النقاط الحصينة، واستعادة الدبابات المعطلة والاستعداد
لعبور قناة السويس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي الساعة الثانية من قبل فجر يوم الاثنين انطلقت فرقة الجنرال ابراهام
أدان باتجاه الغرب، وتحركت الدبابات ببطء، خوفاً من مواجهة قوات مصرية،
وذلك وفقاً لتعليمات قيادة الجبهة الجنوبية التي كانت لا تزال تعاني من
صدمة الهجوم المصري المفاجيء والتصميم والمعنويات العالية التي أظهرها
المصريون.

وفي الساعة الرابعة فجراً، تلقى أدان اتصالاً من الجنرال كالمان ماجن الذي
تولى قيادة قطاع بالوظة، حيث نقل له أوامر جديدة من جونيث تتعارض مع خطة
اليعازر مما جعل أدان يدرك ان هناك مشكلة خطيرة داخل القيادة
الجنوبية.يقول المؤلف إن اليعازر كان في نهاية القلق والحذر ولم يكن
متفائلاً مثل بقية أفراد هيئة الأركان. ويبدو أن قلق اليعازر كان في
موضعه، حيث ان اللواءات الثلاثة ضمن فرقة ادان كانت تتحرك من دون أي تنسيق
فيما بينها، كما ان اوامر جونين لادان كانت غير واضحة، كما كانت تتغير من
وقت لآخر، وفي بعض الاحيان كانت تتعارض فيما بينها.

بدأ ديان يشعر بالقلق واحس بأن الهجوم المضاد لا يحرز اية نتائج مهمة،
خاصة وان فرقة ادان لم تواجه حتى الآن اية مدرعات او قوات مصرية، كما شكك
ديان في تقرير افاد بأن المصريين يتراجعون، وقال: ان المصريين يواصلون
التقدم» وصدق اليعازر على وجهة نظر ديان، وابدى عدم ارتياحه تجاه الطريقة
التي تتطور بها المعركة ولم يتمكن اليعازر من الحصول على صورة واضحة
للموقف من جونين، كما لم تكن لديه فكرة مما يحدث لفرقة ادا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:20 pm

وفي ظل
كل هذا التخبط تحول يوم الثامن من اكتوبر الى وصمة عار في التاريخ العسكري
الاسرائيلي، فقد نجح المصريون في تدمير عشرات الدبابات وفي قتل واصابة
الكثير من الضباط والجنود، وقد تعرضت كتيبة مدرعات اسرائيلية بقيادة عساف
ياجوري لقصف مصري مكثف بصواريخ «ساجر» والآر بي جي» من ثلاثة اتجاهات،
وفقد ياجوري معظم قيادات دباباته.

وحاول الانسحاب مع القليلين الذين تبقوا على قيد الحياة وجميعهم كانوا
خمسة فقط من بينهم ضابط عمليات الكتيبة، لكن أحد الضباط المصريين تمكن من
اللحاق بهم وامرهم بالتوقف، وتم اسر عساف يا جوري والآخرين ونقلوا على متن
عربة مدرعة، كما تعرضت كتيبة اسرائيلية اخرى لخسائر فادحة،، اذ لم تتمكن
سوى اربع دبابات فقط من الانسحاب، وذلك من اصل 18 دبابة.

يقول المؤلف ان المشهد كان مأساويا بحق، فعلى مدى البصر كانت عشرات
الدبابات الاسرائيلية تحترق، فيما يحاصرها مئات الجنود المصريين ووراء هذا
المشهد كانت هناك نحو مئة دبابة وعربة مدرعة مصرية تصطف في تشكيل استعدادا
للهجوم.

بالنسبة للعديد من الضباط الاسرائيليين كانت هذه هي اسوأ ازمة تعرضوا لها
على مدى اربع حروب، فبالاضافة الى الخسائر الثقيلة خسر الاسرائيليون
الكثير من المواقع الاستراتيجية المهمة. ومع حلول الظلام انسحبت كل القوات
الاسرائيلية من ساحة القتال، لينتهي اسوأ يوم في تاريخ اسرائيل لم تكن
المفاجأة في ذلك اليوم في القدرة القتالية العالية للمصريين فقط، بل حالة
التخبط وعدم وضوح الرؤية للقيادة الاسرائيلية التي تأكدت انه هذه الحرب لن
تكون حرباً سريعة او سهلة.
لقد فقدت الفرقة الاسرائيلية التي شنت اول هجوم مضاد في حرب اكتوبر نحو 60
دبابة، والاهم من ذلك انها فقدت الثقة في النفس.يقول المؤلف ان الفشل
الاسرائيلي كان شاملا، واصبح واضحا للجميع ان هناك دروسا يتعين الاستفادة
منها بعد هذا اليوم العصيب

الحلقة الثامنة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ملامح اليوم الأسوأ في تاريخ إسرائيل وتل أبيب تعد السلاح النووي تحسباً لانهيار الجيش

تأليف :ابراهام رابينوفيتش


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يوضح المؤلف ابراهام رابينوفيتش ان اليعازر كان يشعر بالقلق تجاه تطورات
الاوضاع على الجبهة الشمالية حيث قال لمساعديه ان السوريين قد تقدموا
كثيراً على هضبة الجولان،

وليست هناك دبابة واحدة تقف في مواجهتهم حتى حيفا، ومن السهولة الاندفاع
من حيفا الى تل ابيب، ودعا الى تشكيل خط دفاعي عند حافة الهضبة والتركيز
على الجولان، اذا ان القناة بعيدة عن حدود اسرائيل، الامر الذي يتيح
الفرصة لانسحاب تكتيكي، بينما الوضع في الجولان مختلف تماماً.

حاول الاسرائيليون انقاذ المحاصرين داخل مركز الاستخبارات في جبل الشيخ
الذي تمكن السوريون من الاستيلاء عليه. واتجهت كتيبة الى المركز، ودارت
معركة انتصر فيها السوريون من جديد، وانسحبت القوات الاسرائيلية، بعد ان
تكبدت 25 قتيلاً و57 جريحاً.

وفي غرفة العمليات بتل أبيب، اقترح الجنرال طال التخلي عن خطط عبور
القناة، وارسال قوة برمائية عبر خليج السويس بدلاً من ذلك لاحداث ثغرة بين
الجيشين الثاني والثالث وتهديد حقول البترول المصرية بل ووادي النيل
ايضاَ.

ولم يرفض ديان الخطة، لكنه كان يفضل مهاجمة الطرف الآخر من الخط المصري
والاستيلاء على مدينة بورسعيد عند مدخل القناة الشمالي. وعندما قيل له ان
ارييل شارون مصمم على عبور القناة، رد ديان قائلاً: على حد معرفتي بشارون
فإنه يريد التوجه مباشرة الى القاهرة وكسب المزيد من الاصوات لصالح
الليكود».

إلا ان شارون كان مقتنعاً بأن فرصة تغيير مسار الحرب قد ضاعت هذا اليوم مع
فشل الهجوم المضاد الذي تم شنه بفرقتين واحدة يقودها هو والاخرى يقودها
ادان، وعلى الرغم من ان شارون لم يفقد الأمل تماماً، فإنه لم تعد لديه ثقة
في اولئك الذين يديرون الخطط القتالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق تراب مصر
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
المساهمات : 45
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش   كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش I_icon_minitimeالخميس يناير 08, 2009 8:21 pm

ومع ذلك فإنه كان يرى ان الامكانية لاتزال قائمة لشن هجوم مضاد جديد، لكنه حذر من ان كل يوم يمر يزيد هذه المهمة صعوبة.

اما ادان فإن لم يشارك شارون تقويمه للموقف، وتوقع انه في ظل معاناة الجيش
الاسرائيلي في الجبهة الجنوبية وعدم تنظيم صفوفه وضعف قواته، فإن أي هجوم
شامل يمكن ان يؤدي الى كارثة أكبر.

أجواء متوترة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت الاجواء في مقر جونين، حيث تجمع كبار القادة الاسرائيليين، متوترة
للغاية، كان ادان آخر من وصل من قادة الفرق، وكان يشعر بمرارة الفشل الذي
تعرض له اليوم، لكنه كان ساخطاً لانه وضع في موقف لا يحتمل نتيجة للأوامر
المتضاربة التي تلقاها من جونين ونتيجة لتعرض فرقته لقصف مدفعي عنيف من
جانب المصريين، في الوقت الذي كان ينتظر الدعم الجوي، الذي توقعه وفقاً
للخطة، لكنه لم يتحقق أبداً.

وفي طريق عودتهما الى تل ابيب بالهليكوبتر غرق ديان واليعازر في التفكير.
لقد بدا واضحاً لهما ان استراتيجية الحرب تحتاج الى اعادة دراسة، خاصة بعد
الفشل الكبير للهجوم المضاد في سيناء، وبعد فشل لواء الجولان في استعادة
جبل الشيخ في وقت سابق من اليوم.وفي غرفة العمليات بتل ابيب قال وزير
الدفاع لاعضاء هيئة الأركان ان اسرائيل تواجه ازمة خطيرة، وانه يتعين
احداث تعديلات مؤلمة.

واضاف ان الحرب اثبتت خطأ الكثير من الافتراضات الاساسية التي اعتمد عليها
الجيش الاسرائيلي، وأوضح قائلاً: لقد اعتقدنا ان دباباتنا بإمكانها منع
المصريين من تركيب الجسور على القناة، لكننا لم نتصور مدى الدور الذي يمكن
ان تلعبه الصواريخ المضادة للدبابات، وكانت لدى السلاح الجوي خطط لتدمير
هذه الصواريخ، لكن هذه الخطط لم تنجح، لقد اصبح العالم العربي يمتلك قدرات
قتالية اكبر، ويجب علينا ان نفهم انه ليست هناك تركيبة سحرية لمواجهة ذلك.

ودعا ديان إلى توقع إمكانية مواجهة صراع طويل، وطالب بتعزيز أفراد الجيش
وتوسيع نطاق التعبئة، بحيث تشمل أفراداً في أعمار متقدمة وشباباً تحت
الثامنة عشرة، ورأى ضرورة مطالبة الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل بكميات
اضافية من السلاح والذخيرة، وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات، المماثلة
لتلك التي في أيدي أفراد المشاة المصريين.


وقال ديان انه ينبغي توزيع مثل هذا السلاح على جميع الاسرائيليين في حالة
وصول المدرعات المصرية الى قلب اسرائيل وجسد هذا الاقتراح المذهل مدى
اتساع نطاق الخطر الذي يشعر به ديان.وبالنسبة لجبهات القتال، اقترح ديان
تشكيل خط دفاعي خلف المضايق في سيناء، بينما قال إنه ينبغي ألا نعطي أي
مجال للتراجع على جبهة الجولان.

وكان ديان قد أبلغ اليعازر بعد زيارته للقيادة الشمالية صباح يوم الاحد
بأن هوفي يشعر بالاجهاد والاحباط وان جزءاً من المشكلة يكمن في انه كان
جندي مشاة وليس ضابط مدرعات واقترح ديان ايفاد قادة أكفاء الى الجبهة
الشمالية، لتعزيز الوضع، ووضع ضابط كبير بجانب هوفي لمساعدته في اتخاذ
القرارات الحاسمة.أما بالنسبة لجونين فرأى ديان ضرورة تغييره اذ ان أوضاع
الجبهة الجنوبية اصعب من قدرات جونين وكان المرشحان المحتملان هما شارون
أو بارليف.

وقال ديان انه من الضروري التركيز على الجبهة الشمالية، لأنها الأقرب الى
اسرائيل وينبغي القيام بأي شيء حتى لو أدى الأمر الى قصف العاصمة السورية،
دمشق، بالقنابل. ويقول المؤلف هنا إن هنري كيسنجر كان قد شجع اسرائيل على
التحرك نحو العاصمة السورية من أجل تعزيز الموقف الاسرائيلي على طاولة
المفاوضات، بعد انتهاء الحرب.

وبعد ان غادر ديان غرفة العمليات، أبلغ اليعازر هيئة أركانه بأنه يتعين
على سلاح الجو ان يوقف هجماته على القواعد الجوية السورية، ويتجه بدلاً من
ذلك الى قصف أربع مدن رئيسية، هي دمشق وحمص وحلب واللاذقية مع التركيز على
محطات الكهرباء والمرافق الرئيسية.


مائير والحقيقة المؤلمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تم كشف النقاب عن الحقيقة المؤلمة للموقف العسكري الذي تتعرض له اسرائيل
أمام رئيسة الوزراء غولدا مائير، وذلك خلال اجتماع عقد في الساعة 30,7 من
صباح يوم الثلاثاء وحضر الاجتماع ديان واليعازر وأقرب مستشاري مائير
والوزيران اسرائيل جاليلي وايجال ألون وبدأ ديان الاجتماع بالقول انه ليست
هناك في الوقت الراهن امكانية للاقتراب من القناة أو عبورها ويجب أن يكون
تركيز الجيش الاسرائيلي على سوريا حتى تقبل وقفاً لاطلاق النار، ولتحقيق
ذلك اقترح قصف عدد من الأهداف العسكرية في دمشق، إلا أنه لم يستبعد
امكانية ان يلحق الضرر بالمدنيين في هذا القصف.

اعترضت مائير على ضرب أهداف مدنية في دمشق، وقالت إنه اذا وقعت خسائر بين
المدنيين، فإن واشنطن ستوقف اي امدادات للأسلحة والذخيرة ولكن عندما دعت
الوزير جاليلي لابداء رأيه قال: «إن قصف دمشق أمر لابد منه». عندئذ أذعنت
مائير، وطالبت بتوجيه رسالة الى دينتز تطالبه فيها بتوضيح هدف القصف لهنري
كيسنجر.

يقول المؤلف إن المهمة تم تنفيذها بخسائر على الجانبين، إلا أن قصف
المنشآت السورية الحيوية لم يحقق الهدف من ورائه، وهو اضعاف الموقف السوري
على جبهة القتال، كما أدت الأحوال الجوية السيئة في ذلك الوقت الى فشل
الطائرات في تحديد الأماكن العسكرية المهمة التي كان من المفترض قصفها،
وسقطت بعض القنابل على بعض المنشآت المدنية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب حرب اكتوبر تأليف :ابراهام رابينوفيتش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» صور من حرب اكتوبر لو كانت بتنطق كانت ترد على من يدعى هزيمة مصر فى اكتوبر واشهد يا زمان
» هذه ليلتي - تأليف جورج جرداق - غناء أم كلثوم
» حرب 6 اكتوبر بالصور
» حرب 6 اكتوبر بالصور 2
» ملحمة النصر والعزه والكرامه صور يوم العبور يوم السادس من اكتوبر 1973

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السخاني منتدى كل العرب :: القسم الثقافي :: المنتدى السياسي والاخبار اليوميه والصحافه العامه-
انتقل الى: