قصة ام الجماجم وحب في المقابر
قاد فارس سيارته المرسيدس مساء في شوارع مدينة الناصرة متوجها الى
احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره ..
توقف فارس على الاشارة الضوئية...وفي اقل من ثانية فتح باب السيارة وصعدت امرأة,وجلست بجانبه واغلقت الباب ورائها بهدؤ وثقة
وهو ينظر مذهولا مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث
كل ما يراه شبحا اسود ..او كتلة سوداء متحركة,جال ببصره من القدم
حتى الرأس لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء... رجل هو ام امرأة ولكن عبثا فلا عيون ولا وجه
ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد.... وامام هذه الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس .... بصوت انثوي جميل وهاديء وواثق:
عفوا ... هل تستطيع ان توصلني الى كفر كنا؟
ابتسم فارس وقال : عفوا.. ربما اخطأت انا لست سائق تاكسي...!
فقالت بهدؤ : اعلم ذلك هيا اوصلني الى كفر كنا ...؟!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى انه على
موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوت الملائكي ؟
وادار بوجهه نحوها وقال عفوا يا حجة...!
وعلى الفور ادارت وجهها نحوه وقالت له انا مش حجة...
قال عفوا بقصد شيخة قالت ومش شيخة كمان
قال اذن انتي متدينة لدرجة كبيرة ؟ قالت لا .. انا مش متدينة...!
قال عفوا هل انت مسلمة ؟ قالت : يمكن ...شو هذا بهمك...!؟
فقال مستفزا طيب ليش لابسة خمار ؟ قالت انا لابسته لاني لابسته..!!! فقال طيب مين انتي ؟
فردت عليه :انا قدرك يا فارس ...ذهل فارس .. فكيف علمت باسمه
وبدأ يفكر باشياء كثيرة وقال وهو يضحك...قدري انا ...قولي يا قدري
مين سلطك على وحكالك عن اسمي ؟
فقالت اه انا قدرك انت ..وكيف عرفت اسمك فهذا شغلي انا ..كنك ما بتأمن بالقدر ؟
فقال انا ما بأمن بشي ...! فقالت : اذا هيك تعلم من اليوم تأمن باشياء
كثيرة ...!
فقال لا بأس ساؤمن ...قولي لي ما هو اسمك ام سأناديك ,,انسة,,قدرك ام ,,مدام,,قدرك .
فقالت قدرك انت ...
قال :طيب يا قدري انا اكشفي عن وجهك علشان اشوفك ؟
فقالت علشان ايش بدك اتشوفني ؟
فقال مش قلت انك قدري .. بدي اشوف قدري ان كان حلو ولا يا ساتر؟ فقالت لا اتخاف قدر حلو كتير ومش يا ساتر ...ومش راح تشوفني هلىء,راح اتشوفني في الوقت المناسب .
وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله: بدي اشوفك هلىء ما دمتي
بتقولي انك قدري ؟
فقالت وقف السيارة ... اذا بدك تتأكد اني حلوة اتفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح اتشوف ... بس احسن الك ما تعملها هلأ ..
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين ان يمد يده ليرى ما يخفي هذا
الخمار .. ايفعل ذلك ام لا .. ولكن يده لم تتحرك...!! اما صاحبة الصوت الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في
شوارع كفر كنا ... لا احد يرى منها شيئا .. وعاد فارس الى الناصرة مسرعا لعله يلحق بلاشخاص الذين ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان
ابتسم وقال لنفسه :يا لقدري السيء ...لقد خسرت الصفقة .. خسرتها
لاشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف
هذا الخمار ...
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأة وما تخفيه ...
ونظر الى حيث كانت تجلس فرأى على الكرسي جمجمة بحجم كف
اليد وقد زرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان
يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس الضؤ عليهما ..
امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها
وحينما نظر الى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامة ..
ضحك فارس وقال في نفسه يا لقدري ... جمجمة وتبتسم .. احتار من
حاجة هذه المرأة الى هذه الجمجمة ؟ولماذا تركتها معه؟
ام انها نسيتها دون قصد ؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له
وهذا واضح بدليل انها تحمل جمجمة ...
مر اليوم وفارس ما يزال يفكر بامر هذه المرأة ...شعور غريب يشده اليها
لا يدري سببه ...!؟ هو الفضول ام شيء اخر لا يعرفه ..!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ,ذهب الى كفر كنا حيث نزلت
فربما يجدها هنا اوهناك .. ولكن دون جدوى وعندما عاد الى الناصرة
رأى نفس المرأة تجلس على ........
الجزء 1