القلق السياسي

يقال ان رجال السياسة هم اكثر الناس قلقاً ولكن ماهو السر في حالة القلق تلك التي يعيشونها وماهو السبب ياترى؟؟ ولمعرفة ذلك لابد ان نعرّج اولاً على مفهومي الكذب والقلق والعلاقة فيما بينهما حتى نعطي الموضوع صورة شمولية .

يعرّف الكذب على انه اخبار الانسان عن شيءِ ما بخلاف الحقيقة ...وله انواع كثيرة منها ماهو جزئي ومنها ماهو كلي ...ومنها ايضاَ ماهو مبتدع من العدم وكذلك ماهو محرف او مزيف ... كما وأنّ له اهداف كثيرة تختلف باختلاف مصلحة الشخص الذي يستخدمه .

امّا القلق فيعرف على انّه حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر وكثرة التوقعات وينجم القلق اما عن الخوف من المستقبل ... او عن صراع في داخل النفس البشرية بسبب ماتعيشه تلك النفس من تناقضات ...الخ.

مايعنينا هنا هو الاجابة على تساؤلين مهمين الاول: هل هناك علاقة بين الكذب والقلق "بمعنى هل يعيش الشخص الذي يكذب حالة من القلق "؟؟ والثاني : هل يمكن عملياً تتبع الشخص الذي يكذب من خلال قلقه؟؟.

وفي الحقيقة انّ كلا التساؤلين يمكن الاجابة عليهم بنعم ... لأن الشخص عندما يكذب يعيش فعلاً حالة من القلق كفيلة بكشفه لدى من يتتبعه .

فالشخص الذي يكذب قد اختار الكذب باعتباره قيمة من القيم الانسانية لتحقيق هدف معين يصبو اليه ...ولكنه ايضاَ عندما يكذب يعلم مسبقاً ان الناس لايكذبون مثله ويبدأ بلوم نفسه لنفس الحجة السابقة ومن هنا فهو شخص غير مرتاح الضمير"قلق" لأن عملية الكذب تتضمن انه اختار الكذب لكل الناس كي يمارسوه مثلما هو يمارسه باعتباره قيمة اختارها لنفسه ولكل الناس... ولكنه بالحط من الكذب ولوم نفسه عليه"قلقه" ينكره كقيمة ومن هنا يأتي تخبط مثل هذاالنوع من الكاذبين وتخبط ضمائرهم معهم .. وهو اذ يخفي كذبه من ناحية يكشفه قلقه من ناحية اخرى ...

نعود الى موضوعنا والسبب في قلق الدبوماسيين او رجال السياسة ...هل يمكن ان يكون خوفهم على مصالح شعوبهم التي يقومون برعاية شؤونها... لا اعتقد ذلك اطلاقاً بدليل ان الكثير منهم اتضح خيانتهم لشعوبهم.......ولكن السبب في كثرة قلقهم هو باختصار كثرة كذبهم والقاعدة السابقة تنطبق عليهم قلباً وقالباً...

فالمعروف ان السياسيين "دبلوماسيين" وهذه الدبوماسية تجيز لهم الكذب في كل شيء وحدهم دون سواهم لتحقيق كل مايريدون بغض النظر عن المستفيد من يكون... وشيئاً فشيئاً تطور الكذب لدى رجال السياسة حتى سمي بالدبلوماسية ...

وفي الآونة الأخيرة تطور الوضع بشكل كبير حيث اصبحت الدبوماسية رمزاً يشار له بالبنان وكلمة تدل على الفخر فكثيراً ما تجد ان أحد العامة او الرعاع يتغنى امامك بأنه شخص دبلوماسي وعندما تقول له "كذاب يعني"... لاتنفك من بين يديه الا بعد الاعتذار له على مااقترفته من ذنب وبعضهم يطالبك بالتكفير عن ذنبك عمليّاً بتقبيل رأسه او أي شيء من شأنه رد اعتباره كما يظن "وعجبي من هؤلاء" ... وايضاً نجد ان الدبلوماسية تدل على المدح ..اذ بمجرد مانسمع ان فلان من الناس "دبلوماسي" الاّ وتنهال عليه عبارات الثناء من كل صوب وحدب وكأنه شخص خارق للعادة او شخص نبيل وهو في الحقيقة غير ذلك حيث انه عند معايشته يتضح انه شخص قلق جداً وعند تتبعه بدقة نجد ان السبب الحقيقي الذي يقف وراء قلقه هو باختصار كثرة كذبه .

من هنا ايها الاخوه يمكن تعديل المقولة السابقة "إن رجال السياسة هم اكثر الناس قلقاً " الى المقولة التالية "إن رجال السياسة هم اكثر الناس كذباً" ويمكن القول ايضاً " إن الدبلوماسيين هم اكثر الناس كذباً" .. ومن هنا ايضاً يجب ان يُفهم ان الدبوماسية لاتحمل في طياتها ولاتنطوي الا على الكذب ولاينبغي التغني بها ابداً ابداً.
منقول

موضوع جميل جدا وهذا ما نراه ليس مع السياسيين بل مع كل من نتعامل معهم يوميا

نورتي اختي فرحيه واشكر مروك الطيب

» علاج القلق
» الفساد السياسي
» هيا ادخل معي لتعرف معنى الفساد السياسي؟؟؟
» الوضع السياسي والاقتصادي المترديأدى إلى التفكك الأسري
» الاخوان المسلمين والعمل السياسي المحظور شارك برأيك