كان يوما من ألف يوم يمكن أن يفوز فيه فريق بني عبيد علي الزمالك, ومنذ انتهاء المباراة مكثت أتابع التعليقات والبرامج التليفزيونية التي تتحدث عن الخروج المهين من كأس مصر, وتلقيت عشرات الرسائل علي التليفون المحمول تحمل النكات عن الزمالك, وكيف أن رئيسه القادم سيكون مكرم عبيد, ومدربه العام عاطف عبيد, ومديره الفني نبيلة عبيد!
إنه هدف واحد أحرزه السيد المندوه هو الذي قلب الدنيا علي رأس الزمالك, الذي خسر هذا اللقاء علي الرغم من سيطرته الكاملة بسبب الاستهتار, والتعالي, والغرور, وحب النفس أكثر من حب الفريق, وهو أمر ليس بجديد علي الزمالك, وإنما هي حالة قديمة, ففي صفوف الزمالك لاعبون موظفون بالفعل يلعبون بالإكراه, وينتظرون الإفراج ولو بانقضاء نصف المدة, وهذا صنع التشتت, والعشوائية, وقتل الجماعية, والروح التي كانت قد عادت أمام اتحاد الشرطة وحلمت لها بطول البقاء لكنها لم تعش72 ساعة؟!
الزمالك أزمته كبيرة وعميقة, فمن جهة المدربين استبدل النادي سبعة, ومن جهة اللاعبين اشتري16 لاعبا, واستغني عن15 لاعبا, ومن جهة الإدارة ففريق الكرة الوحيد الذي تأثر بعدم الاستقرار, بينما لم تتأثر بعض الفرق الأخري مثل كرة السلة, فكيف يكون العلاج؟!
الحل في بداية شاملة, وتجديد ثوري, وبناء يحتاج إلي صبر, وأوله صبر الجمهور المكلوم, فالزمالك فقد هيبته, وكان نصف قوته تكمن في الخوف منه, ولم يعد هناك فريق واحد يخشاه, ثم مع فقدان الهيبة وكثرة الهجوم والنقد والغضب فقد اللاعبون ثقتهم في أنفسهم, وباتوا يلعبون وهم مرتعشون ومتوترون, وعودة الثقة والهيبة تحتاج إلي وقت, يضاف إلي ذلك وقت البناء من الصفر, مركز بمركز, ولاعب بلاعب وفقا لدراسة متأنية, لكن من يفعل ذلك.. اللجنة المؤقتة التي تنتهي مدتها بعد سبعة أشهر؟ أم المجلس الجديد المنتخب المقبل بعد الأشهر السبعة؟ أم مجلس معين جديد يدخل النادي العريق في الحلقة المفقودة نفسها؟!
القضية ليست من يبدأ بالإصلاح, وإنما كيف يكون الإصلاح, لأنه المفروض أنها سياسة واستراتيجية وإدارة تكمل عمل إدارة, لكن لأنها قصة أشخاص لن ينصلح حال الزمالك إلا بالانتخابات الجديدة, وبالصبر حتي تجري, فهي التي ستأتي بمجلس يجب أن ينسف حمامه القديم نسفا مدويا؟!
"نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية"