* الأدوية الوقائية تنقص الكسور بمعدل 40 في المائة * نسبة الكسور لدى النساء أعلى لأنهن يعشن فترة أطول * خطورة حدوث الكسور 15 في المائة لدى النساء نيويورك: «الشرق الأوسط» بينت إحدى الدراسات أن المعالجة بأحد دواءين مضادين لترقق العظام وينتميان للزمرة الدوائية نفسها، يمكن أن ينقص من خطر حدوث كسور الورك، التي يمكن أن تكون قاتلة عند النساء المصابات بترقق العظام (Osteoporosis). ويمكن أن ينقص الدواء نسبة الكسور بمعدل 40 في المائة.
«وهكذا يتوجب علينا أن نحدد النساء المصابات بترقق العظام أولا، من ثم نستخدم هذه الأدوية بغية إنقاص خطر حدوث كسور الورك»، هذا ما قاله الدكتور ميشيل مك كلونغ، مدير مركز اوريغون لترقق العظام في بورت لاند في أميركا، الذي أضاف «إذا كان لدى هؤلاء النسوة عوامل خطورة أخرى، فيجب التأكيد على وسائل الوقاية كالحد من حوادث السقوط وتأثيراتها».
وقد أجريت الدراسة على عقار الريزيدرونات، الذي يُسوق تحت اسم اكتونيل. ولكن النتائج تنطبق أيضا على عقار آليندرونات الصوديوم Alendronate، الذي يسوق تحت اسم فوساماكس (Fosamax)، وكلا العقارين ينتميان إلى عائلة البيفوسفونات، وكلاهما يعمل للمحافظة على كثافة العظم وقوته. وتقوم هذه الأدوية بتعزيز البناء العظمي عن طريق تثبيط عمل الخلايا الكاسرة للعظم، التي تقوم بقضم الهيكل العظمي في سياق عملية إعادة التشكيل، التي تحافظ على الشكل الطبيعي للعظم في الحالة الطبيعية، كما أنها في حالة الكسور تعمل في بؤرة الكسر وتعيد للعظم شكله الطبيعي.
وعلقت الدكتورة فيليسيا كوزمان، وهي متخصصة بترقق العظام، بقولها «إن ما هو مثير، أن الدواء المستخدم في الدراسة قد أظهر فعالية مضادة لكسور الورك»، وأضافت أنه على الأطباء والمرضى معرفة أن الأدوية المستخدمة في علاج ترقق العظام غير متساوية في فعاليتها.
وقالت الدكتورة كوزمان، إنه لم يبد في أي من الأدوية الأخرى، بما فيها الهورمونات والكالسيتونين، قدرة على إنقاص كسور الورك، وهي أهم مشكلة طبية تعاني منها النساء المسنات. ومعدل خطورة حدوث كسور الورك عند النساء على امتداد حياتهن %15، ومعدل الوفيات خلال السنة التالية للكسر يبلغ %20 وإن ربع النساء اللاتي يتعرضن لكسور الورك والبالغ عددهن ثلاثمائة ألف امرأة في الولايات المتحدة الأميركية يحتجن لرعاية تمريضية في المنزل. ويحمل الرجال أيضا خطورة لحدوث كسور الورك، إلا أن الخطورة لديهم أقل، ذلك يعود ببساطة لزيادة طول عمر النساء عن عمر الرجال. ولو أن عدد الرجال نفسه يصل للعمر نفسه، لكانت خطورة كسور الحوض متساوية.
شملت الدراسة التي قادها الدكتور كلونغ أكثر من تسعة آلاف امرأة بعمر سبعين عاما أو أكثر، ولديهن خطورة لكسور الورك، إما بسبب إصابتهن بترقق العظام المشخص بانخفاض الكثافة العظمية لعظم الفخذ، أو لوجود عوامل خطورة أخرى، كالوهن والضعف العام والميل للسقوط. وقد خضعت النسوة إلى معالجة بالريزيدرونات وبعضهن الآخر إلى معالجة وهمية غير فعالة، وتمت متابعتهن لفترة ثلاث سنوات.
وقد ظهر تأثير واضح للدواء في إنقاص كسور الحوض خلال مدة الدراسة، وانحصر هذا التأثير في النساء المصابات بترقق العظام، بينما لم يُظهر الدواء أي تأثير في النسوة غير المصابات. بلغ معدل كسور الورك عند النساء المصابات بترقق العظام %1.9 خلال ثلاث سنوات، وكان بالمقابل %3.2 عند اللواتي وضعن على معالجة وهمية. بينما كانت النتائج أقل وضوحا عند وجود عوامل الخطورة الأخرى، حيث بلغت نسبة كسور الورك %4.2 عند النساء المعالجات بالريزيدرونات، و%5.1 عند الموضوعات على دواء وهمي.
ومن هنا نرى بأنه يجب اتباع طرق علاجية أخرى عند المريضات غير المصابات بترقق العظام، كالتمارين المساعدة على تحسين التوازن وارتداء معدات خاصة للتقليل من الأذية العظمية في حالات السقوط.
وقد أوضحت الدكتورة كوزمان انه على كل امرأة لديها قصة عائلية لترقق العظام، أو حدث لديها كسر مهم، أن تخضع لاختبار قياس الكثافة العظمية بعد سن اليأس، وأن يجرى هذا الاختبار لجميع النساء بعد الستين من العمر ووضعهن على معالجة بالفوسفونات، إذا أبدى الاختبار وجود ضعف عظمي.
=