مذيعة التليفزيون التى ماتت

من
أيام فقط عشت مع قصة مذيعة التليفزيون البريطانى «جودى جايد»، التى هزت كل
بيت فى بريطانيا بعد أن كشفت لمشاهديها على الهواء عن دخولها فى معركة
شرسة مع مرض السرطان.. جودى لم تتردد فى أن تعلن أن المرض أصبح يهدد
حياتها وأنها تعيش ضيفة على قيد الحياة، وأن الأطباء حددوا لها موعدًا مع
الموت، فقد تلبى نداء الخالق بعد أيام، ولذلك استعدت لكى تودع الحياة..
لكنها قررت أن تتزوج من خطيبها قبل
أن يأتى الميعاد.. وخرجت على الناس فى بريطانيا وهى تقول «سأتزوج، وسوف
أعيش ليلة العمر إن أراد الله لى أن يحقق أمنيتى».. واستجابت السماء لها..
وانتقلت كاميرات التليفزيون إليها وهى تسجل ليلة العمر.. ارتدت فستان
الفرح ورفضت أن ترتدى طرحة الزفاف وفضلت أن تبقى رأسها عاريًا عنوانًا
لإصابتها بمرض السرطان، حيث سقط شعرها بالكامل بعد جرعات الكيماوى وبدا
الرأس أملس لا يحمل خيوطًا سوداء أو شقراء.
وكان من نصيبى أن أشهد ليلة زفافها
فى التليفزيون البريطانى، شابة فى عمر الزهور تبلغ من العمر ٢٧ عامًا، أما
عريسها «جاك تويد»، الذى يصغرها بستة أعوام فكان لتوه قد خرج من السجن،
حيث سمحوا بخروجه للزواج ثم العودة إليه لاستكمال مدة عقوبته.. وقد فهمت
أنه كان زميلاً لها فى برنامج «الأخ الكبير» والذى كانت تقدمه فى تليفزيون
«الواقع» البريطانى وكانت تربطهما قصة حب رغم أنها مطلقة، ولها طفلان
«بوبى ٥ سنوات.. وفريدى أربع سنوات» وتوطدت العلاقة بين جودى وجاك
بالخطوبة إلى أن ألقت الشرطة البريطانية القبض على خطيبها فى قضية من
القضايا دخل على إثرها السجن.
المشهد الذى رأيته على شاشة
التليفزيون البريطانى تأثرت به، وأنا أرى خطيبها الشاب وهو يحتضن عروسه مع
طفليها.. والعروس الشابة تعلن للمدعوين أنها تتمنى أن تحقق لعريسها
السعادة حتى ولو لساعات قبل أن يأتى أجلها.. وفى هذه الليلة رقصت وغنت
وكانت تنصح عريسها الشاب بالامتناع عن الكحوليات حتى يتفرغ لها ويهتم بها
فى هذه الليلة.. وكان المدعوون يرتدون أحدث الموديلات وكأنهم فى كرنفال.
«جودى» تتنقل بينهم مثل الفراشة وهى تخفى آلامها، وتحاول أن توزع الفرحة
والابتسامات على الذين شاركوها حفل زفافها.
وتتعلق «جودى» فى رقبة عريسها وهى
تقول: «سوف تتركنى لتعود إلى السجن بعد زفافنا، ولا أدرى إن كنت سوف تشهد
المشهد الأخير وأنا أودّع الدنيا أم لا».. ولم يجد العريس كلمات يقولها
إلا أنه قال لها: «سأكون بجوارك وأنا داخل السجن».. ثم يشدها إلى حلبة
المرقص ليرقص معها وكأنه يريدها أن تعيش لحظة العمر بدون تفكير فى الوداع.
ولم تمض أيام على حفل الزفاف الذى
كان حديث الناس فى بريطانيا حتى تأتى المفاجأة فى يوم عيد الأم.. هم
يحتفلون بعيد الأم يوم ٢٢ مارس، ونحن نحتفل به يوم ٢١ مارس.. فقد دخل
الطفلان الصغيران على أمهما وهى فى غرفتها، يحملان لها الزهور وبطاقات
المعايدة فى عيد الأم، وتكتشف جدتهما والدة «جودى» أن ابنتها قد فارقت
الحياة، جسدها الجميل ممدود فوق السرير وعلى شفتيها ابتسامة، وكأنها تقول
لطفليها «وداعًا»، لقد رحلت كما أرادت..
فقد تمنت ألا يراها أحد وهى تلتقى
مع الرفيق الأعلى، وتمنت أن يكون الزوج بجوارها لحظة الوداع.. لكن كل شىء
تم فى هدوء ليسدل الستار على قصة مذيعة التليفزيون «جودى جايد» التى ظلت
تصارع الورم الخبيث أكثر من سبعة أشهر، وعندما فشلت قررت أن تعلن
لمشاهديها عن قصة صراعها مع هذا المرض وكأنها تطلب منهم أن يصلوا لها..
لقد كان مستقبل طفليها هو الشغل
الشاغل لها، لذلك حرصت أن تبيع البث التليفزيونى لليلة زفافها بعد أن تلقت
عروضًا مغرية من محطات عديدة انتهت إلى أن اتفقت مع إحداها على دفع مليون
جنيه إسترلينى، وقد وهبت هذا المبلغ لطفليها لتأمين مستقبلهما بعد
رحيلها.. كما خصت مجلة «أوكيه» البريطانية بالانفراد بعمل ملفات صحفية
لمشوار حياتها منذ نجوميتها كمذيعة تليفزيون فى بريطانيا حتى بعد إصابتها
بالمرض الخبيث.. ثم ملف آخر كامل عن ليلة زفافها وهى «قرعة» بدون شعر
وبدون طرحة زفاف.. فقد قبلت هذه المواقف الحرجة من أجل تأمين مستقبل
طفليها.
إن قصة «جودى» تذكرنى بقصة ليلى
الفتاة المصرية التى تبناها أستاذنا الراحل على أمين فى صحف «أخبار اليوم»
فى الستينيات بعد إصابتها بمرض السرطان.
فقد كانت «ليلى» فى عمر الزهور..
وكانت تستعد لزفافها من ابن عمها، إلا أنها اكتشفت إصابتها بهذا المرض
فتسرب اليأس إليها وقررت يومها أن تعيش فى عزلة، والمصيبة أن الأطباء
أكدوا لها أنهم لا يضمنون لها الحياة أيامًا معدودة، لأن المرض سيطر على
جميع أجزاء جسدها، فازدادت بؤسًا وقررت الانتحار.. علمت «أخبار اليوم»
بقصتها فطرقت بابها وهى تنقل إليها الأمل، ونجح أستاذنا الراحل فى أن
يخرجها من عزلتها ويرسم على شفتيها ابتسامة وهى تستقبل الحياة..
وبعد أن كانت قد امتنعت عن الأكل
بدأت تأكل وتستعيد صحتها من جديد فشعرت ببارقة أمل.. ويومها طلبت من
«أخبار اليوم» أن يغنى لها عبدالحليم حافظ فى فرحها بعد أن وافقت على
الزواج من ابن عمها.. وتحققت الأمنية وأقام على أمين لها فرحًا حضره كل
النجوم وغنى لها عبدالحليم حافظ.. وعاشت «ليلى» ليلة العمر وهى تغنى
وترقص.. نسيت كل آلامها.. دبت الفرحة فى قلبها.. كانت طرحة الزفاف على
رأسها.. نسيت شيئًا اسمه المرض.. ونسيت ما قاله الأطباء.. فقد عاشت «ليلى»
أكثر من عام..
فى حين أن الأطباء أكدوا أنها سوف
تفارق الحياة بعد أيام.. لكن الأمل عندما طرق بابها جعلها تنتصر على اليأس
وتخرج للناس بوجه متفائل.. صحيح أن أجلها قد حان.. ثم فارقت الحياة لكن فى
الميعاد الذى لا يعرفه إلا الله.. فالعمر لا يستطيع الطبيب أن يضع له
نهاية، حتى ولو كان هذا الطبيب عالمًا لأن العلم دائمًا عند الله.

زائر

المشاركة 523
الله يرحمنا جميعا

المشاركة604

ان لله وان اليه راجعون

» حوار مذيعة مع شاب سنة 2050
» مذيعة عشقها الجني وهي مراهقة.. وتزوجها
» ديكورات روعـــه لإخفاء هيكل التليفزيون
» مذيعة قناة الشروق تبكي على شهداء غزة إثر الإجتياح الإسرائيلي الغاشم يوم 27 ديسمبر فيديو
» البث المباشرلقنوات التليفزيون الاوروبي مجانا على النت