بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


الفرق بين العقل العربي و الغربي في العصر الحديث


أولا أنا عربي و فخورا بعروبتي و لا ضير منها و إنما العيب فينا نحن أولاد هذه الأمة فلا يفهم من مقالي إستهزاء أو محبة في الغرب لا والله إنما هي نصيحة أو بالأصح خاطرة طرأت علي و أنا أقرأ مقال أحد الأخوة عن المناهج في مجتمعنا


الفرق بين العقل العربي و الغربي و أقصد هنا في التفكير العلمي البناء لا في العقائد و الإيمانيات و الروحانيات فنحن العرب نملك ما لا يملكه غيرنا و مع هذا فلا نطبق ما نملك و إنما نثور للإساءة فيه ونخور لأذان المؤذن و كأننا أشبه بالمنافقين و أعذروني عن المصطلح و لكن هذه الحقيقة و لنا في قصة الدنمارك أكبر دليل حينما ثارت الأمة كلها و أحرقت السفارات و أزيلت المنتجات الغذائية من الجمعيات ثورة و حمية للمصطفى عليه الصلاة و السلام ولكن حينما يطلب منا إتباعه إتباعا حسنا لم نحرك ساكنا و لم نغير الصورة السيئة في عقول الغرب ......... إذا مازالت الصورة كما هي بل دعمناها بأفعالنا الهمجية و الله المستعان !!


نعود للمقال الفرق بيننا و بين الغرب في التفكير أنهم دائما ما يستوحون إبداعاتهم من الحياة و ما حولها بل في بعض الأحيان من أمور تافهة قد لا يستوعبها الملاحظ لها بل قد لا يتعب نفسه فالتفكير فيها فمثلا ولنا في هذه القصتين خير مثال


.................................................. ..

شاب نائم تحت شجرة تفاح مسترخي و ذاهب في سبات عميق فهو قبل قليل قد طرد من الفصل الدراسي من قبل معلمه الذي يراه غبي و أبله لا يفقه شيئا في الحياة سوى النوم و الكسل
ولكن
بينما هو في إسترخائه سقطت تفاحة من هذه الشجرة على الأرض أنتبه الفتى الغبي لما رآه و بدأ يسأل نفسه لماذا سقطت للأسفل و ليس للإتجاهات الثانية ( سؤال غبي صح !!) و لكن هل تعلمون أن هذا السؤال اخرج لنا ثاني أعظم شخص أثر في التاريخ نعم إنه


آسحاق نيوتن و تلك التفاحة اصبحت نظرية الجاذبية ...... فيا له من رجل غبي و عبقري و لكم في هذه الجملة التفكير !!

.................................................. .

و طفل أخر مصاب بمرض التوحد فهو لا يستطيع أن يحرك ساكنا لا يستطيع التحدث و لا يستطيع التعبير عما يريد أو لا يريد فقد أعياه المرض كثيرا و أصبح أباه الحنون خائف على ولده كثيرا فالأباء دائما ما يتمنون الخير لإبنائهم و قيل أن اكثر شخص يتمنى أن تصبح أفضل منه في الحياة هو أبوك


المهم تجرأ الأب و أشترى هدية لإبنه و وضعها في يديه الصغيرتين الجميلتين و التي قد أعييها المرض كانت الهدية شيء غريب كانت عبارة عن دبوس يتحرك يمين و شمال و لكن هناك أمرا غريب و هو حينما نضع العلبة بهذا الشكل يتوقف الدبوس عن الحركة اترى لماذا لم يتحرك الدبوس ( سؤال غبي !! ) فقد أهدي العديد من أطفالنا هدايا و أول ما يفعلون تكسيرها و لكن هذا الفتى لم يكسر الهدية بل فتحت له باب عظيم للتفكير لماذا يتحرك الدبوس هكذا؟؟ ...... لقد كانت هدية الوالد عبارة عن ( بوصلة ) و كان ذاك الفتى المريض هو


ألبرت آينيشتاين ......... صاحب نظرية الكم الفيزيائية !! و التي أكتشفها بطريقة غريبة جدا


يقال أنه و صديقه كانوا يمشون في إحدى شوارع ميونخ فدق جرس الساعات الموضوعة على أحد الأبراح في المدينة فأستغرب آينيشتاين من حركة دبوس الساعات والتي لا حظها من خلال المقارنة بين برجين يحملان ساعات و احدهما كان قريب منه ( احد الأبراج ) و الاخر بعيد فبقدرت قادر أستطاع آيشتاين أن يلاحظ الفرق بين الدبوسين بين الساعتين !! و كان نتاج هذه الملاحظة نظرية حمل آينشتاين جزائها بجائزة نوبل !!
................................................


و الكثير الكثير من القصص التافهة و التي ولدت لنا عباقرة و عظماء جعلوا الحياة أفضل بإبداعاتهم و لكني هنا أنوه بأننا نحن العرب نملك أروع من هذه القصص و لكنها في الماضي الغابر السحيق و أنا قصدت بمقالي العصر الحديث و إن أردت البحث فلك في ابو حنيفة و عبد الله بن مبارك خير دليل


لقد فهم نيوتن و آينيشتاين هذه الآية رغم أنهم لم يسمعها من قبل ولا في حياتهم على ما أعتقد وهي قوله تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }


وذلك من خلال التفكير في هذا العلم المبدع و المرسوم بشكل يجعل الشخص يفكر فيه فسقوط التفاحة تحدث آلاف المرات في اليوم و مع ذلك لم ينظر لها أحد على إنها معجزة حتى أتى نيوتن و أبدع فيها و الدبابيس مليئه في حياتنا و مع هذا لم ينظر لها أحد على إنها باب لإبداع فسبحان الله الذي لم يجعل سقوط التفاحة أمرا باطلا بل فيه معجزة كونية بني عليها علم الفيزياء الحديث !!


المشكلة أخواني أننا نبقى نتحاور و نفتح ابواب للمشاكل دون النظر للحل فقط المجادلة ليس إلا بينما أجيال تضيع مع سرعة النمو و التطور في العالم ونحن إلا الآن نتحاور حول المناهج الدراسية و لم نتحدث في يوم من الايام عن زرع الثقة والإبداع في عقول أبنائنا لم نفتح عيونهم حول الكون سر الإبداع الجميل سر بقائنا نحن البشر لا بل هل يجوز تغطية الصورة أم إيضاحها ؟؟


سئل نيوتن لماذا كشفت الجاذبية قبل غيرك ؟؟

فقال: لقد كنت أرى أبعد من الأخرين , و ذلك لأنني أقف على أكتاف العمالقة !!



ما أروع إيجابة نيوتن بالفعل أستطاع نيوتن أن يرى أكثر من غيره لأنه بدأ من حيث أنتهى العمالقة عمالقة العلم أرسطو و الخوارزمي و جاليليو و غيرهم الكثير


و ما زلنا نحن العرب نتحاور عن المناهج !! إذا سنظل نرى أقرب من الأخرين لأننا تحت أقدام العمالقة !!




أتمنى انني أوصلت الرساله وفلا تنسوني من طيب دعائكم وبارك الله فيكم

إبن الحكم

11/ 5 / 1429 هـ
__________________
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :

{رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب}