خواطر حول بعض آيات سورة الملك

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

<BLOCKQUOTE dir=rtl style="MARGIN-LEFT: 0px">

* قال تعالى- جل شأنه – لما أراد أن يوضح الحكمة من الحياة قال " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2) " فحياة الإنسان لم تكن إلا اختبار من الله أيحسن أم يكن من الجاحدين ؟

و لهذا قال" أحسن عملا " و لم يقل " أكثر عملا " فالأعمال إنما تكون بأحسنها و ليس بكثرتها و لهذا قال صلى الله عليه و سلم في حديث أمنا عائشة " أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل " تحقيق الألباني .

و تدبر معي كلمة " و إن قل " فكأن القليل مع المدوامة و الصبر عليه خير عند الله من الكثير مع الانقطاع و عدم المثابرة و لنطبق الآن الآية و الحديث في حياتنا :

كم مرة قرأت في كتاب الله في رمضان ؟؟

كم ركعة صليتها لله – دون الفرائض - في رمضان ؟؟

كم صدقة أخرجتها لله في رمضان ؟؟

كم دعوة دعوت بها الله وقت الشدة ؟؟

و الآن كم عبادة من تلك داومت عليها و أحسنت بها عملك أمام الله ؟؟؟؟؟؟

ألا يستحق الله منا أن ندوام و لو بالقليل على ما نحسنه من عمل ؟؟

وماذا تنتظر ؟؟ أغداً تتمناه و قد لا تراه أم يوم تعيشه لا تضمن حتى أن تصل منتهاه ؟؟

ابدأ من الآن و استعن بالله

داوم على قراءة ولو صفحة واحدة من كتاب الله يوميا بل و الله ولو حتى آية واحدة ولكن داوم عليها ما حييت.

اجعل لك نافلة لا تتركها يوميا – ولتكن صلاة الوتر و الضحى التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه و سلم –

اجعل من مرتبك – أو حتى مصروفك - و لو قروش معدودة كل شهر تخرجها صدقة تداوم عليها و تلقى الله بها

ثم تدبر حكمته تعالى في اسميه العزيز و الغفور في آخر الآية ،،

فهو عزيز أن ينتظر منا العبادة أو أن تزيد أعمالنا مهما حسنت من ملكه شيء سبحانه و تعالى فهو القائل " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " فصلت (46)

و هو غفور لعباده و كأنه يُريِ عباده أنه مهما أحسنوا من عمل فهم لا يزالوا يحتاجون لغفرانه و أن أعمالهم مهما حسنت لن تغني بهم عن مغفرته فلا تغتر بعملك مهما حسن.

* إذا كان الله تعالى قد هدد الكفار و توعدهم جزاء عنادهم و إصرارهم في قوله " أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ(16) " أليس أولى بالمسلم المصر على المعصية ألا يأمن مثل هذا المكر " أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ " الأعراف(99) ، وإذا كان مجرد تبييت النية للمعصية كانت سببا في عقاب أصحاب الجنة – كما سيضرب الله بهم مثلا في السورة التالية و هي سورة القلم - ،، فما بالك بمن بات و أصبح يعصى الله و يدعي الإيمان

أأمنت يا عبد الله و أنت تشاهد ما حرم الله على مواقع الزنى أن يخسف الله بك أو أن يذهب ببصرك فتصبح آخر ما تراه و تحشر عليه هو صور الزناة العراة

أأمنتي يا أمة الله يا من تساهلتي في حجابك أن يقبضك الله وأنتي على معصيته ، بدعوى أن الوقت لم يحن بعد و أن المستقبل أمامك

أأمنت يا كل متساهل مع الله بدعوى أن المستقبل أمامك لتتوب

فكم من شاب في ريعان شبابه من حولنا قبضه الله و لعله كان مثلك ينتظر الغد ليصلح من عمل لم يصلحه في يومه !!! فلا تأمن –أخي – مكر الله ، فلا عجب أن يصف الله من أمن مكره بالخاسر ، أتعلم لماذا ؟؟ لأن من أمن مكره تساهل في معصيته و من تساهل في معصيته قُبض عليها فخسر هنالك الدنيا والآخرة .

* يقول تعالى و وحده له المن على عباده " قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ(23) " و لا اختلاف على أن الشكر باللسان و دوام الذكر مطلوب و مرغوب و لكن .....

هلا جربت أن تشكر الله بجوارحك كما تشكره بلسانك و لو أفردنا لكل نعمة مذكورة في الآية صفحات ما كفيناها وصفا ولا شكرا و لكن دعنا نذكر فقط نبذة عن كل منها :

السمع : كم أغنية سمعتها اليوم ؟؟ و كم آية من كتاب الله سمعتها اليوم ؟؟

البصر : كم نظرة محرمة نظرتها اليوم ؟؟ و كم كتاب يتناول مفاهيم دينك نظرت فيه اليوم ؟؟

الفؤاد : كم مرة بغضت و خاصمت من أجل الدنيا ؟؟ و كم مرة سامحت و عفوت من قلبك ابتغاء مرضات الله ، إن النبي صلى الله عليه و سلم بشر عن أحدهم بالجنة ، فقط لأنه كان يبيت ولا يحمل في قلبه أي ضغينة لأحد ، فبالله عليك و بهذا المفهوم كم إنسان الآن في قلبك يبعدك عن الجنة ؟؟!!

* يقول تعالى في ختام السورة " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) " و قد أورد الإمام السيوطي في تفسيره " الجلالين " ( وتليت هذه الآية عند بعض المتجبرين فقال ‏:‏ تأتي به الفؤوس والمعاول فذهب ماء عينه وعمي نعوذ بالله من الجراءة على الله وعلى آياته. ) و لا اعرف أي قلوب هذه التي تهين عليها آيات الله ليجعل منها النكات و التندر فقد ظهر في الآونة الأخيرة – و لعل بعضكم سمعهم – من يجعل من آيات الله و كلمات الصحابة و الإيمان و الكفر و ما إلى ذلك من كلمات مادة لنكاته و تندره و هو لا يدري ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه أبو هريرة قال " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار” ‌. حديث صحيح – تحقيق الألباني . فاتقي الله فيما تقوله .

و الآن أخوتي انتهت خواطري حول الآيات ولكن معين كلمات الله لا ينضب فهو تعالى القائل " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ " القمر(17)

</BLOCKQUOTE>

» سورة الكوثر
» فضل سورة الكهف
» زوجات الملك الاربع
» دواء الملك
» فضل سورة ياسين