فهد عامر الاحمدي
في كل دولة لابد أنه توجد منطقة تشتهر بطول أعمار أهلها وكثرة المعمَّرين بينهم. ففي بلغاريا مثلاً هناك سكان الوادي الأزرق (حيث يستهلك الناس كميات مهولة من اللبن الرائب). وفي أمريكا اللاتينية هناك قرية فيلكابامبا في الأكوادور، وفي أوروبا يتجاوز الناس بسهولة سن المائة في قرية بيرشور وسط انجلترا.
ورغم أنني قرأت عن معمر مات في عرعر عن (141) عاماً.. ورغم أننا نسمع بين فترة وأخرى عن معمرين تجاوزوا هذا السن؛ إلاّ أن كتاب "غينيس" للأرقام القياسية يعتبر أن أكبر معمر في العالم رجل ياباني لم يتجاوز المائة والعشرين، وأكبر معمرة امرأة فرنسية بلغت المائة والحادية والعشرين فقط. والسر هنا أن "غينيس" للأرقام القياسية كتاب "توثيقي" لا يعترف إلاّ بمن تثبت (الأوراق الرسمية) ولادته في تاريخ معين وبشكل قاطع - وإن كنت أتساءل عمن يملك شهادة ميلاد صدرت قبل قرنين -!!
.. وبالتأكيد الأعمار بيد الله؛ ولكن ثبت أن النساء يعشن أطول من الرجال؛ وسكان الجبال أكثر من السهول؛ وأهل القرى أكثر من المدن، والمتزوجون أطول من العزاب؛ والنحاف أكثر من السمان؛ والطوال أكثر من القصار؛ والكائنات الكبيرة أكثر من الصغيرة؛ وآكلات العشب أكثر من اللواحم.. واليابانيون أكثر من أي شعب آخر.. وبدراسة الفروق التي تميز المعمرين عن عامة الناس، والجماعات التي تعيش أطول من غيرها؛ خرج العلماء بمعلومات مهمة بهذا الخصوص (مثل دور الوراثة ونوع الطعام وممارسة الرياضة وبيئة المنشأ.. إلخ).
* أما أكثر مكان - مرشح فيه الإنسان - لتجاوز المائة عام فهو قرية "فيلكابامبا" جنوب الأكوادور. ففي هذه القرية من المعتاد رؤية رجال تجاوزوا سن المائة يتسلقون الجبال وصولاً لمزارعهم التي تتدرج على سفوح الانديز. أما النساء - ممن تجاوزن ذلك السن - فيشغلن يومهن بغزل الصوف وإنتاج الفطائر وجمع القصب. أما نسبة المعمرين ككل (من بلغوا سن المائة) فتتجاوز في فيلكابامبا عشرة أضعاف النسب المعتادة في الدول الأخرى.
وظلت فيلكابامبا سراً مغلقاً حتى أعلن عنها الدكتور ميجيل سلفادور (أشهر جراح قلب في الأكوادور)؛ فقد اكتشف أن ما من شخص في تلك القرية مات إثر نوبة قلبية أو يعاني من مرض في القلب أو الشرايين. وبعد أن عاش بين سكانها لفترة لاحظ عظم الطاقة الحيوية والجنسية التي يتمتع بها الرجال، وقدرة النساء على الانجاب حتى سن متقدمة!!
.. وفيلكابامبا في لغة قبائل الكيتشوا الهندية تعني "الوادي المقدس" حيث يعتقد الجميع أن من يعيش فيها سيتجاوز سن المائة لا محالة. ولكن الحقيقة أن لهذه القرية ميزات جغرافية وطبيعية فريدة قد تكون السبب وراء هذه الظاهرة؛ فهي مثلاً تقع على ارتفاع 1500متر فوق جبال الانديز ولا تعاني من أي تلوث. كما يشرب السكان من نهر غني بمادة الحديد ويأكلون فواكه وخضروات طازجة ويعيشون بمعزل عن مساوئ المدينة الحديثة.
ويعتقد بعض العلماء أن ارتفاع القرية عن مستوى البحر ينتج عنه ارتفاع في نسبة كريات الدم الحمراء والبيضاء.. ومن المعروف أن ارتفاع نسبة الكريات الحمراء يعني صحة جيدة وقوة تحمل هائلة، أما ارتفاع الكريات البيضاء فيعني ارتفاع مناعة الجسم وعظم مقاومته للأمراض. أما مادة الحديد في المياه فتقي من أمراض القلب وارتفاع الضغط والتهاب المفاصل ولها مفعول جيد في شد البشرة ومنع التجاعيد.. وقد يكون الأهم من كل هذا أن سكان القرية لا يشغلون بالهم بما يجري حولهم.. لدرجة أنهم لا يعرفون اسم رئيس الجمهورية!
تعليقان

تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)
1
أقل الشعوب تعميرا

انا هيك و مكتفية من الدنيا ورافعة راية الاستسلام ومو مصدقة ايمتى اتكل لعند ربي !!
لكان لو عشت للـ 100 شو بيصير فيني ؟؟
الله يحسن خاتمتنا ويجعل حياتنا بالطاعات

شكراً أخي