لا في فعلا ناس بتمشي ع الماء اكيد كل واحد بيملك قدره خارقه :roll:
وممكن يكون الناس اللي بتمشي ع الميه ديه لديهم جن يساعدهم ع ذلك

المكان / أكثر من موقع ..

الزمان / الساعة السادسة مساء ً..

الفكرة / محاولة اتصال بالله من اجل المشي على الماء ..

المكان …. مسجد صغير . قديم . في أحد الأحياء التاريخية التي تحمل هوية جده القديمة . مسجد يقبع في قلب ” الهنداوية ” أحد أحياء جده القديمة . حيث الأصالة والتاريخ والعبق الذي يملأ رئتيك .

الزمان …. عبارة عن ساعة مسائية جميلة تشاهد فيها ” البلد “- مسمى تقليدي لدى سكان جنوب جده - . ساعة تأتيك بعد صلاة المغرب مباشرة . تشعرك بنوع من الطهر والطمأنينة التي لا تتكرر إلا بعد أداء إحدى الصلوات .

الفكرة …. مجنونة نوعاً ما . كعادة أي شاب يشعر تمام الشعور ويعرف جيداً أن الكثير من خلايا دماغية ميتة إكلينيكياً ، وأتمنى التركيز على ” إكلينيكياً ” فهى لم تأتي من فراغ .


كنت منذ أن انطلقت من سكني القديم حيث الهنداوية - رائحة جده الحقيقة - إلى شمال جده والهجرة دوما نحو الشمال في أغالب العالم حيث الحياة المعلبة بكل معنى الكلمة . لابد من زيارة البلد دوما . أعتدت الصلاة في مسجد عتيق تفوح منه رائحة المصلين القدامى .. عمدة الحارة ” وكبارية ” الحارة وشباب الحارة الذين لا تنتهي تعليقاتهم و”محشاتهم الخبيثة ” كأغلب أبناء جده . كنت أصلي وأخرج مسرعاً نحو الخالة ( أم صابر ) امرأة عجوز . مازال بها بعض من قوى رغم طعن السن ، وما زال لسانها سليط حتى أخر عهدي بها . كنت معتاداً على لسانها رغم معرفتي بأنها تصلي المغرب معنا مثل سابق عهدي بنفس المسجد . ورغم معرفتي أن صلاتنا مازالت تدور في هذا المسجد إلا أنها كانت استعداد أن تشتم من يثير غرابة فكرها البسيط .

كنت أتقدم إليها أقبل رأسها احتراما لها . ثم أطلب منها الدعاء لي عند الله . كنت أشعر أنها قريبة من الله رغم شهرة لسانها السام . كانت تعرفني جيداً ولا تعرف أحداً من أسرتي . كانت دعواتي دوماً غريبة . وعند كل لقاء تقول لي : ” ايش حتطلب اليوم من يا واد من ربك ” ، وأقول لها ما أريد . كان أخر دعوة قد طلبت أن تدعو بها :

- السلام عليكم

- وعليكم السلام ..هلا ولدي كيف حالك ؟

- الحمد لله إنتِ كيف يا خاله أم صابر ؟

- الحمد لله .. هو وحده يستاهل الحمد .

- وكيف حال صابر ؟

- مبسوط الحمد لله .. كلمني قبل يومين من “سندي” ( سدني / استراليا ) . كأنه ناسيني يا ولدي .

- خلاص هانت كلها كم أسبوع ويرجع .

- ايش قلتلي أسمك يا ولدي ؟

- ميقات .. ميقات يا أم صابر

- ميقاااااات .. إيوه لا تبلانا يارب !!

- ليه اشبك مو عاجبك الاسم ؟

- إيوه .. إيش هو ميقات .. يعني الناس بتحج من عندك ؟!.. اشبها الاسماء حقتنا ؟ خلاص .. ليه ما تسمي نفسك مسجد كمان ؟!!..

- مسجد !! المهم ، أدعي لي يا خاله

- طيب وإن كنت شاكه فيك من زمااان واللهِ .. ايش تبغى هذي المرة .. شوف اسمعني تمام .. أوعى تقلي قولي لربي يرزقني جنية وحلو ” ومترستقه ” (مرتبه ) ما أدري ايش شكله أوعى ترى . فاهم .

- لا ما أبغى جنية

- إيوه .. طيب ايش تبغى ؟

- أدعي أن ربنا يخليني أمشي على المويه

- !!!!! فين تمشي ؟!!

- أبغى .. أمشي .. برجليني هذي اللي أمشي عليها على المويه .. يعني على البحر فهمتي خالتي ؟

- تخلخلت سنونك .. واد مجنون .. وابله قال ايه يمشي على المويه .. أول شئ أمشي صح على الارض بعدين المويه .. وبعدين ايـّت مويه هذي اللي تمشي عليها يا خرفان .

- اشبك يا خاله .. ليه عصبتي ؟

- هى انقلع من قدامي

- أم صابر

- أقول انقلع .. لا واللهِ ترى ادعي عليك .

- خلاص خلاص .. مع السلامة

- قال مويه قال .

- …………………………

قبل أيام بسيطة زرت ذلك المسجد وخرجت بعد الصلاة على آمل أن أجد أم صابر في مزاج يسمح لها بإطلاق دعوتي لفضاء السماء الرحب . إلا أنني بعد الخروج وجدت مكانها خالي . سألت عنها “عم عبده ” : أين ذهبت ؟ . قال : ” كانت أخر دعوة لها سمعها الجميع أن تموت بعد أن ترى ولدها ، وقد جاء صابر ورحلت أم صابر .



*أما بعد :

اللهم أرحم أم صابر، واجعلني أحقق ما أريد وأمشي على الماء فلم تعد الأرض طاهرة .

لا حول ولا قوة الا بالله

يااااه