لاعب النردمن أنا لأقول لكم ما أقول
لكم....
وأنا لم أكن حجراً
صقلته المياه فأصبح وجهاً
ولا قصباً ثقبته الرياح
فأصبح ناياً...
أنا لاعب النرد...اربح
حيناً وأخسر حينا.. أنا مثلكم أو اقل قليلاً..
ولدت إلى جانب البئر
والشجرات الثلاث الوحيدات كالراهبات
ولدت بلا زفة وبلا
قابلة وسميت باسمي مصادفة...
...وانتميت إلى عائلة
مصادفة وورثت ملامحها وصفاتها وأمراضها
أولا: خللاً في شرايينها
وضغط دم مرتفع.
ثانياً:خجلا في مخاطبة الأم
والأب والجدة الشجرة.
ثالثاً:املاً في الشفاء
من الأنفلونزا بفنجان بابونجٍ ساخن.
رابعاً:كللاً في الحديث
عن الظبي والغجر.
خامساً:مللاً في ليالي
الشتاء.
سادساً:فشلاً فادحاً
بالغناء.
ليس لي أي دور بما
كنت...كانت مصادفة أن أكون ذكراً
ومصادفةً أن أرى قمراً شاحبا
مثل ليمونة يتحرش بالساهرات...
ولم اجتهد كي أجد شامة
في اشد مواضع جسمي سريةً..
كان يمكن أن لا أكون...كان
يمكن أن لا يكون أبي قد تزوج أمي مصادفةً....
أو أكون مثل أختي التي
صرخت ثم ماتت ولم تنتبه إلا أنها ولدت ساعةً واحدةً ولم تعرف الوالدة.
أو كبيض حمام تكسر قبل
انبلاج فراخ الحمام من الكلس...
كان مصادفةً أن أكون
انا الحي في حادث الباص حيث تأخرت عن رحلتي المدرسيَة
لأني نست الوجود وأحواله
عندما كنت اقرأ في الليل قصة حب تقمصت دور المؤلف فيها..ودور الحبيب الضحية
فكنت شهيد الهوى في
الرواية والحي في حادث السير....
لا دور لي في المزاح مع
البحر ...لكني ولد طائش من هواة التسكع في جاذبية ماء ينادي....تعال إلي.
ولا دور لي في النجاة
من البحر أنقذني نورس ادمي يرى الموج ليصطادني.
كان يمكن أن أصاب بخبر
المعلقة الجاهلية لو أن الدار كانت شمالية لا تطل على البحر
لو أن دورية الجيش لم
ترى نار القرى تخبز الليل
لو أن خمسة عشرة شهيداً
أعادوا بناء المتاريس..
لو أن ذاك المكان
الزراعيَ لم ينكسر.
ربما صرت زيتونةً أو
معلم جغرافيا أو خبيراً في مملكة النمل أو حارساً للصدى...
......نتابع لاحقاً مع
لاعب النرد
*مع جل
احترامي أخوكم أسامة السوري* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]