السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
رغم تخلي كثير من العلماء الأفاضل عن القول بالنسخ في القرآن , إلا أن كثيرا من المسلمين , لا يزالون يسيئون لكتاب الله المجيد بالدفاع عن هذه العقيدة الخاطئة المسيئة الهدامة للإسلام الحنيف .
فها هو الشيخ الغزالي رحمه الله في كتابه نظرات في القرآن الكريم, ينفي هذه العقيدة المفلسة .بل يقول عن النسخ:(( بالإضافة إلى كونه فهما خاطئا فهو جرأة غريبة على الوحي , و ظلم لكتاب الله...)).
لكن جموع التائهين يقولون أن في القرآن نسخ و نقصان.
فبعضهم يرى أن الآيت المنسوخة, كثيرة و لا تحصى.بل يرون ذهاب سور بأكملها .منها سورة بحجم سورة براءة.
و سورة من ثلاث آيات سموها (( الخلع)) و أخرى من ست آيات سموها (( الحفد)).
و لا يزالون يتداولون كلمات ينسبونها لله تعالى.
و يزعمون أنها قرآن منسوخ:(( الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهم البتة))...
سبحان الله عما يصفون.
و يقولون أيضا:(( لو كان لابن آدم واديان من مال لتمنى ثالثا , و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب و يتوب الله على من تاب)).
سبحان الله عما يصفون.
فهل فشل الله تعالى في جمع كتابه, حتى يتداركه اقوام بهذه الكلمات؟.
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17.
ثم إن اختلاف هؤلاء في عدد الآيات المنسوخة و الناسخة, و في كونها إما ناسخة و إما منسوخة , يقضي على ترهاتهم و إلى الأبد.
فما سر اختلافهم في موضوع النسخ؟.
هل هو الشك و الريب و الحيرة في كتاب الله؟.
ألا يقرأ هؤلاء قول الله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2.
فهل سيدرك هؤلاء في يوم من الأيام مدى بشاعة هذه الإساءة في حق كتاب الله؟.
و لو سألنا بعضهم عن الداع للنسخ.فلا يملك هؤلاء غير الهروب الفاضح بأن يزعم هؤلاء أنها حكمة الله.
فهل من الحكمة أن يطعن الله في كتابه؟.
ليس للنسخ من داع سوى أن السابق من آياته لم يعد صالحا, فيأتي الله بما هو اصلح.
و هل الله تعالى برلمانا تنقصه الحكمة؟.فيفشل تشريعه ليتداركه بتشريع جديد؟.
ثم أين هم من قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9.
اي حفظ لكتاب الله إن ذهب منه قرآن كثير كما تعتقدون؟.
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم للحق؟.أما آن لهم أن يكفوا ألسنتهم عن الطعن في كتاب الله الحكيم.الذي أحكم آيات كتابه الحكيم؟.
لقد استغل أعداء الإسلام هذه العقيدة, الفاسدة, و هم ينصرون أبناء الإسلام بهذه الشبهات السقيمة التي كتبها أبناء الإسلام جهلا و غفلة.
الحمد لله على نعمة الفكر الإسلامي الأحمدي