من هو ابن ميادة الذيباني

إبن ميادة

149هـ * 766م

هو : الرماح بن أبرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني المري

أبوا شرحبيل ويقال أبو حرملة وميادة أمه اشتهر بنسبته إليها

شاعر رقيق هجاء من مخضرمي الدولة الأموية والعباسية

قالوا كان متعرضا للشر طالبا المهاجاة ومسباة الشعراء

مدح من الأمويين الوليد ابن يزيد وعبد الرحمن ابن سليمان

ومن الهاشميين المنصور وجعفر ابن سليمان

ومن العلماء من يرى

أنه أشعر غطفان في الجاهلية والإسلام

وأنه كان لقومه خيرا من النابغة

وقد أفرد الزبير بن بكارأخباره في كتاب

قال صاحب سمط اللآلي : شعراء غطفان المنسوبين إلى أمهاتهم ثلاثة

ابن مياد وأبوه أبرد وابن البرصاء وأبوه يزيد وأرطاة ابن سهية وأبوه زفر

أهاج لك الشوق الطلول الدوارس

عفاهن سفاسف من الترب يابس

منازل أسقــــــاهن غاد ورائح

وسار سرى من آخر اليل راجس

كأن وميض البرق في حجراته

مصابح رهبان سقاهن قابس

وآخر عهد الوصل من أم جحدر

بذي العش إذ ردت عليها العرامس

عرامس ماينطقن إلا تبغما

إذا ألقيت تحت الرجال الطنافس

وإني لئن ألقاك ياأم جحدر

ويحتل أهلانا جميعا لآيس

ومن أجلها كلفتها النص والسرى

وأشعث قد نبهته وهو ناعس

بذكراك حتى طار عن رأسه الكرى

كما طار فرخ البانة المتمايس

ونحن قتلنا الأصبغين كلاهما

ونحن حملنا الألف إذ هاج داحس

ونحن قتلنا ابن الرشيد فأصبحت

عذابره تعفوا عليها الروامس

موانع لايعطين حبة خردل

وهن دوان في الحديث أوانس

ويكرهن أن يسمعن في اللهو ريبة

كما كرهت صوت اللجام الشوامس

لطالما يرتبط الإنسان بالمكان الذي يسكنه ويلقي عليه ظلاله ويطلق فيه عصافير روحه وغيوم خيالاته لتسرح في الفضاء الرحيب، ولكنه عندما يرحل عن ذياك المكان المشبع بأنفاسه يترك أشباحاً لتعبث بالأطلال وأحجار الموقد وتبعثر التراب في عيون كل من يمر بالطلل. وهذا الشاعر ابن ميادة يرثي واصفاً الربع الذي كان عامراً بالأحبة وكيف أصبح بعد ما هجروه. ويطلب من كل من تسوقه الدرب أن يلقي التحية على الرسم المستعجم الذي عبثت به يد الزمان وغير معالمه مرور الوقت،

والقصيدة من البحر الطويل.

ابن ميادة

ألا حييا رسمــــــاً بذي العش مقـــــفراً
وربعاً بذي الممدور مستعجماً قفــــــراً

أضربـه حتـــــى تنكـر عهــــــــــــــده
حراجف يسفرن الرغام بها سفــــــراً

فذا العشِّ أسقيت الغمــــــــام ولا يزل
ترود بك الآجــال مغلولبــــــاً نضــرا

فأعجب دار دارهــــــــا غيــر أننـــي
إذا ما أتيت الــدار ترجعني صفـــــــراً

ألا لا تعد لي لوعــــة مثــــل لوعتـي
عليك بأدمى والهوى يرجع الذكــــرا

عشيــــة أثني بالرداء على الحشــى
كأن الحشى من دونه أسعرت جمــراً

يميل بنا شحـــــط النـوى ثم نلتقــي
عـــداد الثريا صادفت ليلـــــــة بــدرا

خلـــيلي من غيظ بـن مـــــرة بلغــا
رسائــل منـي لا تزيدكمـــــا وقـــــرا

ومراً على تيماء نسـأل يهــــودهـا
فإن لدى تيماء من ركبهـــــا خبــرا

وبالغمر قــد جازت وجــاز مطيهــا
فأسقى الغوادي بطـن نيّان فالغمـرا

فلمـــــا رأت أن قـــد قـربن أباتــــراً
عـــواسف سهب تاركات بنا ثجــرا

أثار لها شحــــط الديــار وحمحمــت
أموراً وحاجات نضيق بها صـــــدرا

إذا جاوزت بصري تقطــــع وصلهــا
وأغلق بوابان من دونهـــــا قصــراً

فلا وصــــل إلا أن تقـــــــارب بيننــا
قلائص يجسـرن الفلاة بنا جســــــرا

غــــريريّة الأنســاب أو مـــا طليــة
تنازع أيدي القــــوم ملــوية سمـــرا

إذا ركــدت شمس النهـــار ووضّعــت
طنافسها ولينهــا الأعيـــــــن الخــزرا

ألا ليت شعري هــــل إلى أم جحــــــدر
سبيل فأما الصبر عنها فــــلا صــبرا

ولو كـــــان نـــــذر مدنـــيا أم حجــدر
إليَّ لقـــــد أوذمت في عنقــــي نــذرا

ألا لا تلطِّي الستــــر يا أم جحـــــــدر
كفــــــى بذرا الأعلم من دوننا ستـرا

لعمري لئــــن أمسيتِ يا أم جحـــــدر
نأيت فقد أبليتُ في طلــــــب عــذرا

وإني لأستنشـــــي الحديث من أجلها
لأسمع عنها وهـــــــي نازحــة ذكــرا

وإني لأستحيي مـــــــــن الله أن أرى
إذا غدر الخلان أنــــوي لهــا غــدرا

تفاقد قومي إذ يبيعـون مهجــــــــتي
بجارية بهراً لهــم بعــــــدها بهـــرا

ألا ليت شعــــــري هل يحلّــنّ أهلنا
وأهلك روضات ببطــن اللوى خضـرا

وهل تطـــــرقن الريح تدرج موهنــاً
بريّاك تعـــروري بها الجــرع العفـرا

بريح خزامى الرمل بــات معانقـــــاً
فـروع الأقاحي تنضب الطل والقطـرا

:lol!: :lol!: :lol!: :lol!: