| رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:55 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جورج برناردشو (1856 – 1950 ) كاتب مسرحي إنكليزي إيرلندي المولد تزخر أعماله بالظرف والسخرية .
ولد في دبلن بايرلندا من طبقة متوسطة واضطر لترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفاً.
كان والده سكيراً مدمناً للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته، كما كان نباتياً لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثراً في طول عمره وصحته الدائمة.
تركت أمه المنزل مغادرة إلى لندن مع ابنتيها ولحق بهم شو سنة 1876. ولم يعد لايرلندا لما يقرب الثلاثين عاماً.
ورث من والديه الظرف والسخرية من المواقف المؤلمة والجهر بالرأي وعدم المبالاة بمخالفة المألوف والتمرد على التقاليد السائدة.
رغم تركه للمدرسة مبكراً إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك كشكسبير الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي. فالمدارس برأي برناردشو " ليست سوى سجون ومعتقلات".
كان مناهضاً لحقوق المرأة ومنادياً بالمساواة في الدخل. سنة 1925 مُنح جائزة نوبل في الأدب فقبل التكريم ورفض الجائزة المالية ساخراً منها بقوله:
"إن جائزة نوبل تشبه طوق النجاة الذي يتم إلقاؤه لأحد الأشخاص بعد أن يكون هذا الشخص قد وصل إلي الشاطئ." كما أنه سخر من نوبل مؤسس الجائزة الذي جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت حيث يقول:
"إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل".
فقد عاش برناردشو حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنياً لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تُمنح أحياناً لمن لا يستحقها..
ولأن حياته كانت في بدايتها نضالاً ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفاً رئيسياً لكل ما يكتب وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق. ويظهر ذلك جلياً في مسرحيته "الرائد باربرا" التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية.
عندما غادر إلى لندن بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه الأمر الذي كان له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته. بدأت مسيرته الأدبية في لندن حيث كتب خمس روايات لم تلق نجاحاً كبيراً وهي:
" عدم النضج " و " العقدة اللاعقلانية" و "الحب بين الفنانين" و " مهنة كاشل بايرون " و" الاشتراكي و اللااشتراكي "
لكنه اشتُهِر فيما بعد كناقد موسيقي في أحد الصحف. ثم انخرط في العمل السياسي وبدأ نشاطه في مجال الحركة الاشتراكية socialism وانضم للجمعية الفابيّة (وهي جمعية انكليزية سعى أعضاؤها إلى نشر المبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية.)
كان شو معجباً بالشاعر والكاتب المسرحي النروجي هنريك إبسن (الذي يعتبر أعظم الكتاب المسرحيين في كل العصور. وكان السبّاق في استخدام المسرح لمعالجة القضايا الاجتماعية). فكان تأثير إبسن واضحاً على شو في بداياته.
بدأ سنة 1885 بكتابة المسرحيات. كتب ما يزيد على الخمسين مسرحية. أهمها:
" بيوت الأرامل "التي تصور النظام الرأسمالي فتنتقده ، وتسخر منه .
" العابث "
" مهنة السيد وارن "
"السلاح والإنسان"
" كانديدا "
" لن تستطيع أن تتنبأ "
" ثلاث مسرحيات للمتطهرين "
" حواري الشيطان "
"قيصر وكليوباترا"
" تحول الكابتن براس باوند "
" الإنسان و الإنسان الخارق"
"عربة التفاح"
''Apple cart"
"جزيرة جون بل الأخرى "
"الرائد باربرا"
"القديسة جوان"
" لا أكاد أصدق"
"على الثلج"
" جنيف"
حيرة طبيب
حول استغلال بعض الأطباء استغلالاً قبيحاً والمسرحية تؤكد هذه المقولة
Androcles and the Lion - 1912
"بيجماليون"
من أهم أعماله الكوميدية وتعالج موضوع الطبقات الاجتماعية والسلطة والعلاقات السياسية.
"بيت القلب الكسير"
وفيها يقول أن الإيمان بهدف والسعي من أجل تحقيقه يحمي الإنسان من السقوط والدمار.
ويدين فيها الإفلاس الروحي لأبناء جيله.
Back to Methuselah 1921
تتناول أسطوة الفتاة الفرنسية جان دارك التي تناضل لتحرر بلادها وعن هذه المسرحية نال جائزة نوبل.
تعتبر لغته من أهم ما قدم للّغة الانكليزية حيث أدخل النقاد صفة جديدة على اللغة الانكليزية وهي (Shavian) الشُّواني لتعبر عن براعته اللغوية
عاش برنارد شو أربعاً وتسعين سنة في قراءة الوعي والتساؤل والتبصر يقول: " لقد كسبتُ شهرتي بمثابرتي على الكفاح كي أحمل الجمهور على أن يعيد النظر في أخلاقه، وحين أكتب مسرحياتي أقصد أن أحمل الشعب على أن يصلح شؤونه وليس في نفسي باعث آخر للكتابة إذ إننَّي أستطيع أن أحصل على لقمتي بدونها".
وظلّت مواقفه إلى آخر عمره، كما كانت في بدايتها، فهو الذي رفض أن يزور الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا يرى سخرية القدر بوجود تمثال للحرية في بلدٍ يمتهن الإنسان أينما كان .. ذلك البلد - أمريكا- الذي انتقل من البدائية إلى الانحلال دون أن يعرف الحضارة. | |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:56 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول شو عن سخريته:
"إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة".
و "أنه عندما يكون الشيء مُضحكاً ابحث عن الحقيقة الكامنة وراءه".
كان شو يسخر من نفسه كما كان يفعل الجاحظ الذي كان يسخر من نفسه ومن الآخرين،
فيقول شو مثلاً عندما سُئِل عن حالة الاقتصاد العالمي :
"لحيتي كثيفة ورأسي أصلع كالاقتصاد العالمي، غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع".
وفي سخريته من استعباد الانكليز للتقاليد يقول:
" لن يكون الإنجليز أمّة عبيد، إنهم أحرار في أن يصنعوا ما تسمح لهم به الحكومة والرأي العام.."
وعن الذين يبالغون بالاهتمام بأناقتهم:
" إنه جنتلمان انظر إلى حذائه!! ".
عن العاطلين عن العمل وعن إسعاد الآخرين:
" لاحقَّ لنا باستهلاك السعادة بغير إنتاجها إلاّ كحقنّنا باستهلاك الثروة بغير إنتاج."
وعن المبالغة في تقديم الطعّام للضّيوف يقول
" إن الأكل الكثير يقلّل من حفاوة اللقاء لأن الإنسان لا يتكلم وهو يأكل ! وحين قابله أحدُ الصحفيين الذي استأثر بالحديث كلّه ولم يسمح له أن يتحدث كلمة واحدة قال :" فلّما انصرف سمحتُ له بنشر الحديث بشرط أن يكتفي بما قلت ويحذف كل ما قال!!".
لم يكّف برنارد شو عن السخرية حتى وهو على فراش الموت، حيث قال حول التزامه الطعام النباتي لمدة (64) سنة :
"لي الحق أن تُشيعّني قطعان من البقر والخراف والدجاج وأحواض الأسماك وأن تمشي كلّها في حدادٍ عليَّ..".
يذكر أن إحدى السيدات الأرستقراطيات سألت برناردشو "كم تقدر عمري؟"
فنظر اليها برناردشو واستغرق في التفكير، ثم قال اذا أخذت في اعتباري أسنانك الناصعة البياض والتي تتلألأ في فمك فسيكون عمرك 18 عاماً، واذا أخذت في اعتباري لون شعرك الكستنائي فيمكن تقدير عمرك 19 عاما، أما لو أخذت في اعتباري سلوكك فسيكون عمرك 20 عاما فقالت بعد أن أطربها ما سمعت:
"شكرا علي رأيك اللطيف ولكن قل بصدق كم تعتقد أني أبلغ من العمر؟" فأجابها على الفور: "اجمعي 18 + 19+20 تحصلي علي عمرك".
قبل اسبوعين من احتفال برناردشو بعيد ميلاده الثالث والتسعين كتب إليه مدير احدى الشركات السينمائية الجديدة راجيا فيه أن يأذن له بإخراج احدى رواياته لقاء اجر زهيد ، معتذرا بأن الشركة ما زالت ناشئة ولا تستطيع دفع مبلغ كبير له فرد عليه شو قائلا: "أستطيع أن انتظر حتى تكبر الشركة".
تقدم برنارد شو في حفل أرستقراطي إلى سيدة جميلة وطلب منها مراقصته لكنها رفضت وهنا سألها شو عن السبب فقالت ساخرة منه وبترفع : " لا أرقص إلا مع رجل له مستقبل "
وبعد قليل عادت المرأة إلى شو تسأله بدافع الفضول عن سبب اختياره لها بالذات ... فقال : " لأني لا أرقص إلا مع امرأة لها ماضي ! "
دعي جورج برنارد شو إلى حفلة ، وانزوى مع شابة جميلة في مكان ما يتحدثان فيه ، وبعد انقضاء ساعة ظل يتحدث خلالها مدحاً في نفسه وفي عمله التفت إلى الشابة وقال : " لقد أطلنا الحديث عني، وجاء دورك لتحدثيني عن نفسك ... ما رأيك بمسرحيتي الأخيرة ؟ "
ذات يوم قالت له امرأة رائعة الجمال: "يعتبرك الناس أذكى البشر ويعتبرونني أجمل النساء، فلو تزوجنا لجاء أولادنا أجمل الأولاد وأذكاهم." ابتسم برنارد شو وقال : " لكني أخشى يا سيدتي أن يأتي أولادنا على شاكلة أبيهم بالجمال، وعلى شاكلة أمهم بالذكاء، وهنا تكون المصيبة الكبرى ."
لما مُثّلت ملهاة برنارد شو " كانديدا " على أحد مسارح لندن صفق لها الجمهور تصفيقا حادا وتهافت الناس على تهنئة صاحبها بحرارة . إلا أن سيدة مسنة ، غريبة الأطوار ، التقته وهو خارج من المسرح وقالت له : " يا برنارد شو إن ملهاتك لم تعجبني أبدا " . فقال لها : " وأنا أيضا كذلك لم تعجبني، ولكن ماذا بوسعنا أنا وأنت وحدنا أن نفعل إزاء هذا الجمهور الغفير المعجب بها حتى الهوس ! "
كان برنارد شو صديقا حميما لونستون تشرشل ، رئيس وزراء بريطانيا ، وكان هذا يحب النكتة البارعة فيتحرش ببرنارد شو ليتلقى قوارص كلامه.
قال له تشرشل _وكان ضخم الجثة_ : أن من يراك يا أخي برنارد _ وكان نحيل الجسم جدا_ يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة ، وأزمة جوع خانقة. أجابه برنارد شو على الفور : " ومن يراك أنت يا صاحبي يدرك سبب الأزمة " .
التقى برنارد شو سيدة أنيقة جميلة فقال لها : " يا الله ما أروع حسنك فابتسمت " وقالت له : "شكرا. ليتني استطعت أن أبادلك هذا المديح " أجابها شو: " لا بأس يا سيدتي . اكذبي مثلي اكذبي "
توجه جورج برنارد شو الى إحدى المكتبات التي تبيع كتباً مستعملة بثمن بخس، فوقع نظره على كتاب يحوي بعض مسرحياته القديمة, ولما فتحه هاله أن يرى أن هذه النسخة كان قد أهداها إلى صديق له وكتب عليها بخط يده: "إلى من قدّر الكلمة الحرة حق قدرها، إلى الصديق العزيز مع أحر تحيات برنار شو". اشترى برنارد شو هذه النسخة من البائع وكتب تحت الإهداء الأول: "جورج برنارد شو يجدد تحياته الحارة إلى الصديق العزيز الذي يقدّر الكلمة حق قدرها" وأرسل النسخة بالبريد المضمون إلى ذلك الصديق.
سألت سيدة حسناء برنارد شو ما هو الفرق بين المتفائل والمتشائم فأجابها: "المتشائم يحكم علي من خلال سحنتي، والمتفائل يحكم علي من خلال أدبي الفكه. المتشائم ينظر إلى كعب حذائك والمتفائل ينظر إلى وجهك الجذاب.
كان برنارد شو منهمكا بالكتابة فقالت له سكرتيرته (وكانت جميلة) أن نسيبة لك جاءت لتراك لحظة واحدة لأنها مسافرة وتريد أن تقبلك قبلة الوداع. فأجابها برنار شو: ألا تعرفين أني منشغل جدا في هذا الوقت ولا أحب أن أقابل أحدا. ثم أضاف خذي منها أنت هذه القبلة ثم استردها أنا منك حين افرغ من عملي.
حضر برناردشو حفلة خيرية، وأثناء الأحتفال دعته إمرأة للرقص معها فوافق، وهو يراقصها سألها عن عمرها فقالت: خمس وعشرون !! فضحك وقال لها: النساء لا يقلن أعمارهن أبدا ً، وإن قلنها فهن يقلن نصف العمر فقط. فقالت غاضبة: أتقصد أنني في الخمسين من عمري يا سيدي ؟؟؟ فرد عليها: بالضبط . فصاحت به: إذا ً لماذا تراقصني ؟ رد عليها بكل هدوء: أنسيتي أننا في حفلة خيرية سيدتي. | |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:57 pm | |
| كان المثل الأعلى للشخصية الدينية عند برناردشو هو محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يتمثل في النبي العربي تلك الحماسة الدينية وذلك الجهاد في سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما في حياة النبي أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى.
قول برناردشو في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال برناردشو:
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
"لو تولى العالم الأوربي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشرائط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تُنُبِّئتُ بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوربا غداً وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم، ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم."
ويقول برناردشو: "إنه لحكمة عليا كان الرجل أكثر تعرضاً للمخاطر من النساء فلو أصيب العالم بجائحة أفقدته ثلاثة أرباع الرجال، لكان لابد من العمل بشريعة محمد في زواج أربع نساء لرجل واحد ليستعيض ما فقده بعد ذلك بفترة وجيزة.
يقال أن له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية. وأنه عندما كتب مسرحية جان دارك حاول أن يمرر من خلالها أفكاره عن الجهاد والاستشهاد والنضال في الإسلام. | |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:57 pm | |
| مقتبسات من أعمال برنارد شو أضغط هنا
أقواله في المرأة
تضحي المرأة بكل شيء من أجل الرجل الذي أحبته ولكنها لا تهتم بمن تشك في محبته لها.
لم أر في حياتي امرأة إلا ولها من القبح ما يغطي جمالها !
الشخص الوحيد الذي يأمر المرأة بالصمت فتطيعه ، هو المصور .
تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجا ، و يقلق الزوج على المستقبل بعد أن يجد زوجة !
الحياة الزوجية شركة يقوم فيها الرجل بالتدبير، والمرأة بالتبذير !
بعض النساء لديهن القدرة على تسلية أي رجل ....إلا الزوج !
علامة الحياء في الفتاة احمرار الوجه ...و في المتزوجة اصفراره .
هناك رواية بوليسية مسلسلة يقبض فيها على " الجاني " من أول فصل ....إنني أعني رواية الزواج .
لا توجد أم تحب أن تكون ابنتها طويلة اللسان مثلها .
مَن قال أن المرأة ليس لها رأي ! ....المرأة لها كل يوم رأي جديد .
اخلاص المرأة كالتوابل: الإكثار منها يضر والإقلاع يمنع اللذة.
النساء عباقرة في الحب، أما الرجال فيمكنهم تعلم هذا الفن باللامبالاة.
اذا أضحكت المرأة أحبتك.. ولم تحب مجلسك.
يشعر الرجل بقوته فيغدق رحمته على المرأة، وتشعر المرأة بضعفها فتقسو على الرجل.
سئل مرة برناردشو عن احدى النساء وهل هي جميلة أم لا.. فقال: دعني أراها عندما تستيقظ من نومها صباحاً. | |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:58 pm | |
| " العظيم هو أبعد الناس حديثاً عن نفسه "
نقدم برنارد شو نموذجاً لعقل متفتح يؤمن بالحياة، ويضع التطور فوق التقاليد ،كماأنه يصلح نموذجاً ليكون أديب أفكار، لا أديب ألفاظ ويصلح فوق ذلك ليكون مثالاً للتربيةالذاتية التي تقوم على الاختبار الفعّال في صنع النفس ، وأن التربية المدرسية أيّاً كانت درجتها، إنما هي تأهيل فقط وخطوط عريضة، عاش برنارد شو أربعاً وتسعين سنة، عاش ثمانين سنة منهافي قراءة الوعي والتساؤل والتبصر يقول:
" لقد كسبتُ شهرتي بمثابرتي علىالكفاح كي أحمل الجمهور علىأن يعيد النظر في أخلاقه ... وحين أكتب مسرحياتي أقصد أن أحمل الشعب على أن يصلح شؤونه وليس في نفسي باعث آخر للكتابة إذ إننَّي استطيع أن أحصل على لقمتي بدونها .. وبهذا نعلم أنه كان يقرأ ويكتب من أجل الآخرين لا لمصلحة شخصية ..
حياة دون طفولة:
تفتح " شو " على الحياة بين أبوين غير متفقين فاعتمد على نفسه وأحس المسؤولية ووضع لحياته هدفاً ..
أمضى بعض السنوات من طفولته في مدرسة ابتدائية كانت هي كلَّ ماكسب من التعليم المدرسي لأنه ترك المدرسة ليعمل مع أبيه محصلاً يجمع إيجارات المباني التي تملكها إحدى المؤسسات، مقابل أجر متواضع ،ولكن ذلك العمل أكسبه ما هو أروع، وهو دراسة أحوال الفقراء وكيف يستغلّهم المالكون؟
ولأن حياته كانت في بدايتهانضالاً ضد الفقر، فقد جعل من مكافحةالفقر هدفاً رئيسياً لكل ما كتب باعتبار أن الفقر عنده مصدر كلِّ آثام البشر، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق....
تحملّ برنارد شو مسؤولية العمل لكسب قوته وهوطفل .. وقضى زمناً لاطعام له غير البطاطس المسلوق ولا كساء غير بدلة واحدة يلبسها في كل الفصول ،وقد انسحب ذلك على كافة مراحل حياته فيما بعد ،إذ بلغ به التقشف على أن يقتصر طعامه على النبات ،لايقرب الخمر، ولا يقتني من الأثاث غير السهل البسيط، ولا يرى في الشهوات الجسدية ما يستحق أن يتهالك عليه ..
برنارد شو ضد القيود ...لماذا؟
لعل عدم خضوع شو للتقاليد وميله العارم نحو الحرية نابعٌ من أمرين: الأول عام،هو أصله الايرلندي والثاني خاص هو وضعه الأسري....
ولد في دبلن في ايرلندا والايرلنديون معروفون بالدأب في طلب الرزق ونزعة التمرد، مع حب الفكاهة، وقد ألجأهم الحكم الأجنبي البريطاني إلى التمرد وألجأهم الفقر إلى طلب الرزق والكدح وأعانتهم الفكاهة على الضحك ورفض السلطة..
وأما عن وضعه الأسري، فقد ولد عام 1856م لأسرة فقيرة وكان والده رجلاً معتداً بنفسه، حلو النكتة، سكيّراً ،ولعل هذا الأب أثر بابنه من الميل للسخرية وحبِّها .. وكانت الأم مولعةً بالموسيقى ترفض التقيد بالتقاليد .. وكان هذان الوالدان أميل إلى إهمال الأبن وتركه وشأنه في كل حال ... ووجد شو في جوِّ هذا البيت كلَّ مايؤهله لنموٍّ في شخصيته غير خاضع لسُنّة أو عُرف.
وإلى جانب الأب والأم كانت له أختان .. ويعلق شو على عدد أسرته بطريقته المعتادة في السخرية فيقول: " إن ميلادعبقري يحتاج إلى هذه التجربة التي سبقته بولادة بنتين لم يطل العمر بواحدة منهن، أما الأخرى فقد عاشت .....
يقول شو إنه مدين لوالدته بتوجيه فطرته فمنها ورث حب الموسيقى كما ورث عن أبيه الجهر بالرأي ولا يُبالي بمخالفة المألوف، ومن والدته ورث الصلابة، ومن والده ورث التمرد على سلطان التقاليد، كما ورث من البيت الدعوة ليصبح نباتياً لا يأكل اللحم .. أن العيش بين أبوين لا يتشاركان في غير الثورة على التقاليد كان له الأثر الكبير في حياة شو الفكرية . درج برنارد الصغير وهومتفتح الذهن والعينين وتعلم القراءة وهو في نحو الثالثة من عمره ،ومن أقواله المأثورة في ذلك " إنني ولدتُ قارئاً ولا أذكر زمناً كنت فيه من الأمييّن"!! .
تعلم شو الاعتزاز بالنفس من أبيه ولكن أهم مااستفاده منه هو تحريمه المسكرات على نفسه إذ أن عبودية الأب للمشروبات الروحية المسكرة ولّدت عند الابن ردّة فعل، فجعلها من المحرمات في حياته .
كان يقرأ منذ الخامسة من عمره وعند العاشرة اصبح الكتاب المقدس وآثار شكسبير جزءاً منه، وانتهى من قراءة أدب ديكنز في الثانية عشرة من عمره، وكانت قراءاته في طفولته بتوجيه الذين حوله، وقد أتى وهو دون العاشرة على" ألف ليلة وليلة " و" روبسنون كروزو " وعندما كبر قليلاً بدأ بالاطلاع واستعارة مالم يستطع شراءه من الكتب، وتعلم اللاتينية والإغريقية والفرنسية وأصبح يختار مايقرأ ،وكان يرود المكتبات العامة واضعاً نُصبَ عينيه أن العقل هو الوسيلة الوحيدة لفهم الحقائق والتفاهم معها.
شو.. ضد الإكراه في التعليم :
لأن شو لم يتعلم في المدرسةشيئاً ذا قيمة ،دعا دائماً إلى التّعلم الحر لأنه يستثير الشوق في النفس.. وله رأي في هذاالمجال وهو أنه يعتبر من الإجرام أن نحاول إكراه الأولاد على تعلّم أشياء رغم إرادتهم، إن إرغامهم على تعلم مالايحتاجون إليه مثل إكراههم على أكل النشارة.. ولعل إيمان شو بهذه القضية كان من أهم أسباب نجاحه حيث اختار طريقه بنفسه ولم تفارقه عادة التوسع في المطالعة منذ الطفولة حتى أدرك الرابعة والتّسعين .
وعن حُبّه للمعرفة يقول بسخريته المعروفة: " إنّني لم أحترم آدم دائماً لأنه انتظر حتى تغويه امرأة.. قبل أن يقطف التفاحة من شجرة المعرفة ..ولو كنتُ موضعه لأتيت على كل تفاحة في الشجرة عند أول فرصة يُدير صاحب الحديقة ظهره لي!.." .
الفن رسالة:
آمن شو دائماً برسالة المعرفة الاجتماعية وسخر دائماً من مذهب الفن للفن قال بأسلوبه للاذع "..... إنّني أنكر الفن للفن الفن بغير فائدة أو رسالة، لسبب واحد ذلك أنه أعظم من أن ينشده أحدٌ من الناس ...".
ورسالة الفن هذه تنبع عند برناردشو من إيمانه بتغيّر الطبيعة البشرية حين نريد ذلك يقول :" لاشيء أعظم قبولاً للتغيير من الطبيعة البشرية إذابادر الموكلون بهامبكرين في تعهدها وتهذيبها ....".
إن إيمانه بالمعرفة المفيدة جعله يقف ضد المعلومات الحشو التي تملأ الدماغ دون حاجة إليها أو استعداد لتقبلها ويقف مع المعرفة التي تنفذُ إلى الذوق والفطنة ،المعرفةالعملية المتصلة بحقائق الحياة..
يحدد برنارد شو درب العظمة التي يرى أنّها تتجاوزالسعادة الشخصية . يقول بطل مسرحيته قيصر وكليوباتره الذي اعتبره الكثيرون شو نفسه ليس المهم عندي ماأحب وما أكره إنما المهم عندي أن أفعل ما يلزم ولا متسع عندي للاشتغال بنفسي..
والعظيم عنده هو الذي لا ينشغل بماهو موجود، بل بما هو مستطاع، يقول: " إن فلتات الطبيعة التي نسّميها بالعظماء لا تسجل ماأدركته الإنسانية بل تطمح دائماً إلى ما هو مأمول ومستطاع.. كما أن العظيم عنده هو أبعد الناس حديثاً عن نفسه وحين يستطيع رجل عظيم أن يعرّفنا بقدره وجب علينا شنقه...؟!".
شو.. الإرادة وحرية الرأي
يُعتبر برنارد شو من المدافعين عن حرية الرأي وحرية النّقد وحرية الاجتماع، وتحدث أكثر من مرة عن جناية كبت الحريات من هؤلاء الذين يتحكمون بالآخرين، يقول: " إن الحضارة لن تتقدم بغير النقد ولا مناص لها كي تتجنّب العفن والركود من إعلان حريةالمناقشة .." وحق الحرية مُقدس عند برنارد شو) ويؤمن بأن حرية الإنسان تنمو بالتربية منذ الولادة وغاية الحرية هي البطولة ..
وعن دور الإرادة والعزم في الحياة نرى شو يقول:"... إذا لم تكن لك عينان وأردت أن تنظر وأصررتَ علىمحاولة النظر وجدتَ لك عينين ،وإن كانت لك عينان وأردت كماأراد الخُلد أو السمكة التي تعيش تحت الماء - ألا تنظر فقدت عينيك " وإذا كنتَ تحبُّ طعم الأوراق الطرية على رؤوس الشجر وجمعت إرادتك كلَّها في عنقك ،فسوف يكون لك في النهاية عنق طويلة كعنق الزرافة.."
وقال يُحدّد قانون الحياة عنده أقول لكم :" إني طالما أدركت أمامي شيئاً خيراً لن أهدأ حتى أبلغه أوأمهد إليه الطريق وذلك عندي هو قانون الحياة...".
ويحدثنا شو أن الحياة البسيطة يمكن أن تكون منْبعاً دائماً للإبداع وذلك حين يعترف: " لم أقم بمغامرات بطولية .. كل ماحدث أنني عشت حياة عادية ،وكلُّ ماكتبتُ في مؤلفاتي من كتب ومسرحيات هو قصة حياتي، وماعدا ذلك فهوالإفطار والغداء والعشاء لا يختلف عن أي روتين عادي...".
ويرى شو في شكسبير مثلاً على العبقرية المرتبطة بالعمل لأن شكسبير الطفل هجر المدرسة مبكراً ليساعد أباه، لكن ذلك لم يُبعده عن هدف حياته .. إن عمله هذا مع إرادته جعلا حياته القصيرة- التي لم تتجاوز الخمسين عاماً إلاّ بقليل - حافلة بالعطاء الخالد المتجدد مع الزّمان.
شو الذي تعلّمنا منه فيما ترك من آثار: ان الحياة الحقة هي التصميم على الحياة خارج الدورة العادية للحياة كما يعيشها العاديون من الناس لأنه يؤمن أن الجهد والفكر هما الأساس الفعلي لكل عطاء إنساني نبيل وهو القائل "إن طريق الحياة تمر عبر مصْنع الموت..".
مع الشباب والتجديد :
أما رأيه حول التجديد في الأدب، فيرى أن الأفكار الجديدة تستحدث لنفسها الصنّعة اللازمة لها كما تشق المياه المجرى الذي تسير فيه ورجلُ الصنّعة الذي لا أفكارله، يشبه في عدم جدواه مهندساَ يشق قناةً لا ماء لها.. ولابدَّ في البداية من التقليد في العمل إلى أن ينضج الشاب فتلحُ عليه الأفكار طالبة التغيير .. كما يقول: " إن الأعلام في كلِّ فنٍّ يبدؤون حياتهم بالتقليد ولا يزالون يزاولونه حتى تنضج أفكارهم الخاصة إلى الحد الذي يتيح لهذه الأفكار أن تلحّ عليهم طالبة التغيير ..".
كمايحث الشباب على الوضوح ،لأنه أعظم وأثمن المواهب، لأن موهبة المعلم الحقيقي هي الوضوح ،وأنا - يقول شو: يمكنني أن أوضح أي شيء لأي إنسان وأجد متعة في ذلك..
كماحاول شو أن يبـيّن للشباب خطر عدم المعرفة لأنها تحوّل الإنسان عن إنسانيته، وكذلك تفعل المعرفةعندما لا تقترن بالعمل ،فمن الأمان حقاً للشباب أن يعرف وأن يؤمن بمايعرف وأن يعمل بما يُؤمن ... وحين سأله أحد الشباب ماذا عليه أن يعمل كي يكون مؤلفاً ،أيتقن صناعة الكتابة؟، أجاب شو :" ليس هناك حاجة لأن تتعلم كيف تكتب إذا لم تكن قد اهتممت بموضوع ما تكتب عنه وفي نفسك شيء تقوله فإذا وجدت الموضوع ووجدت الاهتمام فإن الكلمات ترد إلىذهنك بسهولة...".
| |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 3:59 pm | |
| كما يحذّر شو الشباب من الإيمان الأعمى الذي يحجب التطور هذا التطور الذي يخشاه معظم الناس، ويدعو إلىالإيمان بالعقل لأن العقل لا يحل مشكلة إلاّ يثير جنبها عشرات المشكلات الجديدة وهنا يكمن التقدم المستمر .. ويرى شو أن أولئك الخياليين الباحثين عن السعادة الذاتية إنّما يعيشون في جحيم، وأن الشعور بالسعادة هو من نصيب أصحاب الواقع العمليين الذين يعيشون ويعملون ويواجهون الأشياء كما هي بعزيمة وإرادة..
برنارد شو والقارئ
إن أهمّ مايميز شو كتابةً أوحديثاً هو أنه يفاجئ القارئ أوالسامع ،وعدم مخاطبتهما بما يألفان أو ينتظران.. لأنه يرى أن هذا الإغراب في طرح القضية كالجرس الذي يُنبه السامع أو القارئ إلى ما سوف يأتي ،ثم يبدأبعرض ما يريد بظرفه وفكاهته ومقدرته على رسم الشخصيات، الأمر الذي يجعلنا بفضل فاعليته الفائقة نرى الشخصيات التي أبدعها أكثر واقعية في نظرنا من شخصيات الحياة الحقيقية ولهذا الكاتب مسرحيات عديدة لا يمكن نسيانها بسهولة لما فيها من مواقف تتصل عميقاً بحياتنا اليومية..فمن هذه المسرحيات مسرحية حيرة طبيب المصدرة بمقدمة طويلة حول استغلال بعض الأطباء استغلالاً قبيحاً والمسرحية تؤكد هذه المقولة..
ومن يقرأ مسرحيته بيت القلب الكسير يستقر في وجدانه معنى هام ونبيل: هو أن الحياة تمشي نحو الدمار عندما لا يكون للإنسان هدف وإن الإيمان بهدف ما والعمل من أجله يحمي الإنسان من السقوط..."
ولا ينسى قارئ شو ، مسرحيته الشهيرة جان دارك هذه الفتاةالتي اتخذت المسرحيةاسمها دفعت حياتها من أجل إيمانها الذي اختلف عن إيمان الآخرين .. وأنهاحين حققت ماكانت تصبو إليه - تحرير فرنسا وهزيمة أعدائها - تنظر حولها لتجد أخلص الناس يتخلّون عنها ويخونونها ويُدّبرون لها المؤامرات يريد شو أن يقول: إن البطلة عاجزة عن تدبير المؤامرات ضد الآخرين وقت السلم لكنها مليئةبالمواهب الخلاقة حين يكون الوطن في خطر زمن الحرب كماأن الأبطال مُجبرون دائماً علىالحرب في أكثر من جبهة ".
السخرية عند برنارد شو:
قال شو إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة، وقال أيضاً: إن أسلوبي هو أن أتعب غاية التعّب في استنباط ما ينبغي أن يُقال ومن ثم أقوله بأدنى العبارات إلى الاستخفاف.
وكان لـ شو من المفارقات البارعة ما جعلته مُنقطع النظير في العصر الحديث .حيث أظهر الكثير من الحقائق في ثوب الفكاهة وأظهر الفكاهة في ثوب الحقيقة..
وأدب شو حافل بالسخرية اللاّذعة لأنها أسلوبه في قول الحقيقة ونودُّ هنا أن نأتي على بعض سخرياته في مختلف الجوانب على سبيل الأمثلة فقط يقول عن تحرر الإنجليز من التقاليد مُشيراً إلى حقيقة استعبادهم للتقاليد:" لن يكون الإنجليز أمّة عبيد، إنهم أحرار في أن يصنعوا ما تسمح لهم به الحكومة والرأي العام.."
- وعن هؤلاء الذين يهتمون بأناقتهم لدرجة يرون أن الرجولة تبدو في الأناقة، يقول:" إنه جنتلمان انظر إلى حذائه!! ". -وعن العاطلين بالوراثة الذين يستغلون جهود غيرهم نراه يصرخ: " لاحقَّ لنا باستهلاك السعادة بغير إنتاجها إلاّ كحقنّنا باستهلاك الثروة بغير إنتاج."
وحين قابله أحدُ الصحفيين الذي استأثر بالحديث كلّه ولم يسمح له أن يتحدث كلمة واحدة قال :" فلّما انصرف سمحتُ له بنشر الحديث بشرط أن يكتفي بما قلت ويحذف كل ما قال!!".
وعن المبالغة في تقديم الطعّام للضّيوف يقول رأياً هو " إن الأكل الكثير يقلّل من حفاوة اللقاء لأن الإنسان لا يتكلم وهو يأكل ! وعندما اقترحت عليه فنّانه جميلة أن يتزوج بها عسى أن يرزقا طفلاً، له رأس أبيه العبقري ووجه أمه الجميل كان جوابه " اقتراح جميل ولكن أخاف من مكايد الوراثة فيأتي طفلنا وله رأس أمه الفارغ ووجه أبيه البشع.." .
يُروى أن رجلاً سميناً التقى شو فقال السّمين :" إن مَنْ يراك يا مستر شو يظن أن في بريطانيا مجاعة،وردّبرناردشو قائلاً: بل إن مَنْ يراك يظن أنّك سبب هذه المجاعة!!.
وسأله أحدهم عن رأيه في العالم حوله قال شو :" العالم مثل رأسي غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع " والمعروف عن شو غزارة شعر لحيته وطوله، بينما رأسه يكاد يخلو من الشعر.
لم يكّف برنارد شو عن السخرية حتى في أحرج لحظات عمره،قال وهو على فراش الموت، حول التزامه الطعام النباتي لمدة(64) سنة :" لي الحق أن تُشيعّني قطعان البقر وأسراب من الخراف والدجاج و أحواض تحوي الأسماك ..... من الحق أن تمشي كلّها في حدادٍ عليَّ..".
وبصورة عامة يرى شو أنه عندما يكون الشيء مُضحكاً أبحث عن الحقيقة المختفية، ويرى أن كل طُرفة هي كلمة مخلصة من أجل الحقيقة..
[size=21]مواقف في حياة برنارد شو:
عندما منحته لجنة نوبل جائزتها لعام 1925 رفضها وكتب إلى أمين سرِّ لجنتها يقول: " إن هذه الجائزة كطوق النجاة الذي أُلقي إلى السابح بعد وصوله إلى برّ الأمان..".
وعندما فرض عليه قبول المبلغ المترتب على هذه الجائزة، تبرع به من أجل قضايا فنية وأدبية .
عاش شو نباتياً -كأبي العلاء المعري في تراثنا العربي - يجتنبُ الخمر وهو يقول .. إنّني مدين بصحّتي الجبارة وذخيرتي الهائلة من النّشاط لهاتين الخصلتين لأن الذي يحشو بطنه بالأجسام المتينة لا يستطيع أن يقوم بأفضل عمل.."
وأما عن ظاهرة التدخين فهو يؤمن أنه من السّخف أن ندفع المال كي ننظف مداخننا بعد أن نكون قد ملأنا غُرفنا بالأدخنة القذرة المنبعثة عن السيجارة البالغة الأذى وكان يرى في التدخين عادة بعيدة عن الجمال لأنهاتُضايق الذين لايمارسونها.
كان شو مُناهضاً للاستعمار بكل ألوانه وللاستعمار البريطاني خاصة ودافع دفاعاً حاراً عن الفتى زهران الذي أعدمه الإنجليز في حادثة دنشواي الشهيرة في مصر العربية ،وجاءت كتاباته حول هذه القضية حارة بحيث لم تضارعها كتابةٌ في صدق الدفاع وشدة الغيرة على المظلومين ،وتحدث عنها حتى ربط غُلاة المستعمرين بين اسم شو وبين حادثة دنشواي لكثرة ما دافع وكتب ضد جرائم الاستعمار وبشكل عام فإن كتابات شو تقف مع المظلومين .. مع المرأة..مع الشباب .. مع حق الإنسان في العيش الكريم ،واستطاع أن يحول هذه المواقف التي يؤمن بها إلى أعمال فنيّة.."
في سنة 1882 م قرأ شو كتاب " التقدم والفقر" لـ "هنري جورج" كما قرأ في السنة ذاتها كتاب " رأس المال " لـ " ماركس".. وتركت هذه القراءات أثراً بعيداً في نفسه، بحيث صار يؤمن أنه من العبث محاربةالشرور الاجتماعية بالتعاليم الدينية، فالحرب والفقر والجريمة صمدت أمام المواعظ قروناً طويلة، وأن الكلام البليغ لا يقضي علىالفقر وأن الذي يقضي عليه هوالثورة الاجتماعية.
على الرغم من إيمان برناردشو بضرورة الثورة الاجتماعية،نراه أبرز أعضاء الجمعية الفابية، التي لا تؤمن بالثورة بل تدعو إلى الإصلاح دون عنف هذا في مواقفه الاجتماعية.. ولكنه في كثير من أعماله الفّنية غيرُ بعيد عن جوهر الماركسية عندما يربط بين الأخلاق وبين الأحوال المادية .. وعندما يؤمن بضرورة - القوة- الثورة لبناء المجتمع الاشتراكي ويعتقد شو أنه من الحظ الكبير للمثقف أن يهتدي إلى الفلسفة المادية منذ شبابه، لأنها تضيء العقل ،وتشدّ الإنسان إلى الواقع من أجل تغييره.
ترك شو موطن ولادته -إيرلندا- المستعمرة من قبل بريطانيا وهو في العشرين من عمره، ليذهب إلى انجلترا كغريب كأجنبي ،.كغازٍ كمنتصر.. وكأنه يقول: " لقد أخضعت إنجلترا بلدي ايرلندا وما علّي سوى أن أخضع بدوري انجلترا لي "، وتحقق له ما أراد إذْهو حسب قول البعض: قد قشط جلد لندن وأجبر كثيرين ألاّ يتحدثوا عنه فحسب بل عن أفكاره أيضاَ .. لذلك يمكن القول إن مغادرته لبلده -وهو في العشرين من عمره - لم تكن احتقاراً ولا خيانة لأنه ظل طوال حياته المديدة يحمل على كتفيه- آلام أول مستعمرة انجليزية.. من خلال نضاله من أجل تحرير بلده من الاستعمار البريطاني .
يُعطي شو للحرية معناها المحسوس القريب إلى أذهان العامة من الناس حين يصفهابقوله: إنها وقت الفراغ الذي يصنع فيه المرءُ ما يحلو له، لا ما يجب عليه.."
ويصف الكسل بأنه أحطّ الجرائم الاجتماعية، حين يتحدث عن العاطلين بالوراثة أولئك الذين يرتكبون جريمة الكسل والكسل شيء غير طبيّعي، ومُمّل، ولايمكن لأحدٍ أن يصبر عليه .
يقول شو : " إن جميع الممتازين بدؤوا حياتهم ثائرين، وأعظم هؤلاء الممتازين يزدادون ثورة كلّماتقدموا في العمر ولعل هذا القول لا ينطبق على إنسان مثلما ينطبق على قائله نفسه الذي ظلّ إلىالتسعين من عمره مثار إعجاب ودهشة حيث لم يبدُ عليه ضعف أو انحطاط .. وظلّت مواقفه إلى آخر عمره، كما كانت في بدايتها، فهو الذي رفض أن يزور الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا يرى سخرية القدر بوجود تمثال للحرية في بلدٍ يمتهن الإنسان أينما كان .. ذلك البلد - أمريكا- الذي انتقل من البدائية إلى الانحلال دون أن يعرف الحضاره..
برنارد شو هذا الذي حين مات أصدر جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند ورجلها العظيم أمراً بتعطيل الدراسة في المعاهد الهندية ثلاثة أيام حِداداً على وفاة أحد أفذاذا الأدب وأنصار الحريّة في العالم كان ذلك في عام 1950 والذي يبدو أن شعوب العالم قد استفادت من برنارد شو كثيراً من الدروس بينمابريطانيا ظلّت بعيدة عن أفكار وقيم هذا الرجل.
| |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 4:00 pm | |
| جورج برنارد شو
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جورج برنارد شو
جورج برنارد شو (26 يوليو 1856 - 2 نوفمبر1950) (بالإنجليزية: George Bernard Shaw)، مؤلف ايرلندي مشهور حول العالم. وُلِد في دُبلن، وانتقل إلى لندن حين أصبح في العشرينات. أول نجاحاته كانت في النقد الموسيقي والأدبي، ولكنه انتقل إلى المسرح، وألّف مايزيد عن ستين مسرحية خلال سنين مهنته. نموذجياً أعماله تحتوي على رشّة كوميديا، لكن تقريباً كلها تحمل رسائل اتهامات أمِل برنارد أن يحتضنها جمهوره. كان أحد مفكري ومؤسسي الإشتراكية الفابية، كانت تشغله نظرية التطور والوصول إلى السوبر مان وفكريا كان من الملحدين المتسامحين مع الأديان. يعد أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم. هو الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الأدب للعام 1925 وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو (عن سيناريو بيجماليون) في العام 1938.
حياته
ولد في 26 يوليو 1856 في دبلن عاصمة ايرلندا لأسرة بروستانتية، وكان أبوه موظفا في إحدى المحاكم وكان متلافأ سكيرا لايعنى بالدين إلا قليلا، أما أمه فكانت ابنة لأحد الإقطاعين (كبار ملاك الأراضي).
جائزة نوبل
تردد كثيرا في قبول جائزة نوبل حين عرضت عليه عام 1925، ولكنه قبلها أخيرا وقال: "إن وطني إيرلندا سيقبل هذه الجائزة بسرور، ولكنني لاأستطيع قبول قيمتها المادية، إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر"، وتبرع بقيمة الجائزة لتأسيس مؤسسة تشجع نشر أعمال كبار مؤلفي بلاد الشمال إلى اللغة الإنجليزية.
أعماله
ظل شو يكتب للمسرح لفترة ست وأربعين سنة، وقد بلغ عدد المسرحيات التي هي ما بين مسرحية طويلة ومتوسطة، كتب مايزيد على الخمسين مسرحية، وقد أخرج عددا كبيرا من هذه المسرحيات أثناء حياته في عواصم بلدان أوروبا وأمريكا ومن أشهر مسرحياته:
- بيوت الأرامل (بالإنجليزية: Widowers Houses).
- مسرحية الاسلحة والإنسان (بالإنجليزية: Arms and the Man).
- مسرحية جان أوف أرك (بالإنجليزية: Joan of Arc).
- مسرحية الإنسان والسوبرمان (بالإنجليزية: Man and Superman)
- مسرحية سيدتي الجميلة (بالإنجليزية: Pygmalion) (وهى المسرحية التي نالت جائزة نوبل).
- كانديدا (بالإنجليزية: Candida).
- الرائد باربرا (بالإنجليزية: Major Barbara).
- بيت القلب الكسير (بالإنجليزية: Heartbreak House).
أقوال مأثورة
- "ليس هناك سوى دين واحد بمئات من النسخ".
- "ان الرجل العاقل يتكيف مع العالم ، اماالرجل الغير عاقل يحاول تكييف العالم معه.فتقدم المجتمعات اذا" يعتمد على الرجل الغير عاقل"
- "السعادة مثل القمح ينبغي ألا نستهلكه إذا لم نساهم في انتاجه".
- "المرأة هي جمع للهموم، طرح للاموال ، ومضاعفة للاعداء وتقسيم للرجال".
| |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 4:01 pm | |
| قالوا عنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تربي علي الموسيقي في أسرة بروتستنتية، ليثور علي الدين وسلطته القهرية، وكان مثله الأعلى للشخصية الدينية هو محمد (صلى الله عليه وسلم)، فرأى في النبي العربي تلك الحماسة الدينية وذلك الجهاد في سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما في حياة النبي أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى.الفتي المتمرد
فعندما كان "برنارد شو" في التاسعة عشرة من عمره جاء إلي دبلن -عاصمة ايرلندا - بعض الدعاة الدينيين، وعقدوا اجتماعا دينياً حضره كثير من أهل المدينة، وعلقت الصحف عليه وأجمعت على أنه كان اجتماعاً ناجحاً، وأنه دليل على ما كان للشعور الديني من مكانة لدي الناس، ولكن الفتى برنارد شو يخرج على الناس بخطاب يحاول أن يحلل فيه العوامل التي دفعت الناس إلى هذا الاجتماع الديني، فهو يعزو الأمر جميعه إلى أسباب لا تمت إلى الدين بصلة!
وهو يرى أن الناس قد اجتمعوا لأن حبهم للاستطلاع دفعهم لرؤية هؤلاء الدعاة الدينيين، ولأنهم كانوا يريدون أن يروا العرض من دون أن يستمعوا إلى الوعظ الديني.
ونجد في المقابل إعجاب برنارد شوً بالنبي محمد (صلي الله عليه وسلم)، فقد كان يرى في حياة الجهاد التي عاشها النبي شبهاً بالحياة المثالية التي أراد هو نفسه أن يعيشها، وبلغ به الإعجاب أن حاول قبل سنة 1910م أن يكتب مسرحية عن "محمد". وقد أراد أن يدعو إلي ذلك الفكر الذي أمن به من خلال عرض مسرحي، فما كان له إلا أن يصور بطله الديني في مسرحية عامة، ثم هو يعلم أيضاً أن المسرحية لا تكتب لتمثل فقط، بل لنشر آراءه الدينية من حيث الكفاح في سبيل حرية الرأي، ومن حيث الخلاص من التعصب الأعمى، ومن حيث التحرر من استبعاد السلطة، لقد أراد أن يكتب مسرحية "محمد" ليلقي بآرائه هذه في صعيد واحد.
ولكن حرصا علي رضا السفير التركي لدي بريطانيا في ذلك الوقت، فقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض أن يمثل النبي العربي علي خشبة المسرح. محمد في جان دارك
ولكن رغم منعه من نقل إعجابه عن طريق مسرحية (محمد) فإنه نقل تلك الأفكار عن طريق رائعته (جان دارك) التي كتبها بعد ذلك بعشرة أعوام، ففي هذه القصة حاول أن يصور الفتاة الفرنسية في صورة القديسة التي تؤمن بالوحي الإلهي، ثم أن يجعلها في موقف تدافع فيه عن الفكرة لا بلسانها فحسب، ولا بقلبها فقط، ولا بيدها لا غير، بل تدافع عنها بكل ذلك وبحد السيف أيضاً، والعلاقة واضحة بين اختياره موضوع النبي وبين اختيار موضوع جان دارك، وهي واضحة من الفقرات الكثيرة التي يتحدث فيها النبي في محاكمة جان دارك. فنجد في "جان دارك" ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات، وهذا رد (ورك) وهو نبيل انجليزي علي (كوشون)- وهو أسقف بوفيه الفرنسي-.
فيقول (ورك): "أنا رجل حرب لا رجل دين، وقد حججت إلى بيت الله المقدس، ورأيت بعضا من أتباع محمد، فلم أجدهم من سوء الأدب بالمكانة التي أفهمونيها قبلاً، بل وجدت لهم أدبا لا يقل من بعض الوجوه عن أدبنا".
ولم تظهر أراء برنارد شو سواء السياسية منها أو العقائدية في "جان دارك" فقط بل كانت كل مسرحية تعبر عن موقف ورأي يتبناه، ففي عام 1900 كتب مسرحية "تحول الكابتن براس باوند"، ثم هناك مسرحيته "الإنسان والإنسان الخارق" التي كتبها عام 1905 والتي يعتبرها النقاد من أفضل المسرحيات الكوميدية التي كتبت في القرن التاسع عشر وهي مسرحية تظهر تأثر شو بكل من داروين وبيرجسون، وغيرها العديد من المسرحيات. المدارس كالسجون
ولد برنارد شو في دبلن في يوليو 1856، وكان أبوه موظفاً في أحدى المحاكم، ثم اشتغل بالتجارة، أما أمه فكانت ابنة لأحد ملاك الأراضي. تلقى شو مبادئ التعليم الأولى على يد قريب له كان قسيسا بروتستانتيا، ثم دخل إحدى المدارس الدينية في سن العاشرة، ولكنه تركها إلى مدرسة ثانية، ثم إلى ثالثة، ليكتشف انه عاجز عن تعلم أي شيء لا يروقه، فاتجه إلى القراءة بشكل مكثف، وقد كان رأيه عن المدارس إنها: " ليست سوى سجون ومعتقلات"، لذا فهو لم يتعلم من المدارس. وقد أحب شو الرسم، لكنه اكتشف أنه لا يملك موهبته، فاكتفى بزيارات لقاعات المتحف القومي الايرلندي، وفي سن الخامسة عشرة، أصبح شو على قدر كبير من النضج ومن الثقافة التي اكتسبها بمجهوده الخاص، وحين بلغ الثالثة والعشرين، قرر أن يشتغل بكتابة الروايات، ووضع لنفسه برنامجا يقضي بأن يكتب خمس صفحات يوميا على الأقل، وألزم نفسه بتنفيذ هذا البرنامج، فألّف خمس روايات في أربع سنوات.
وقد كان برنارد شو يعتمد في إعالة نفسه على أمه وبعض الكتابات الصحفية من نقد فني وموسيقى وعرض للكتب في الصحف والمجلات .
كان شو خجولا بطبيعته، ولكنه تعلم في جمعيات المناظرة التي كان يتردد عليها، كيف يتغلب على خجله، فقد كان يوجه للخطيب أو المتحدث، أسئلة لم يكن يتوقعها، وظل اثنتي عشرة سنة يتحدث في (الجمعية الفابية) بلا مقابل، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، وكان بعض أحاديثه ومحاضراته، تتم على قارعة الطريق.
وفي العقد الثالث من عمره تخللت حياته بعض العلاقات مع عدة نساء، إلا أنه عزم حين بلغ الثالثة والأربعين من عمره أن يعيش مع رفيقة عمره وهي "تشارلوت بيتاونشيد" فتزوجها عام1898، ولكن دون ممارسة الحب ودون إنجاب، وهي امرأة أيرلندية كان قد التقي بها في أجواء الفابيين، وقد شاعت أيضا أقاول حول محبة شو للممثلة "باتريك كامبل".نوبل من أجل الشعب
وقد عرض على شو أكثر من مرة أن يرشح نفسه لعضوية مجلس العموم البريطاني، ولكنه كان يرفض، وظل يقاوم طيلة حياته كل محاولات التكريم وكان يعتبر كل عرض يتلقاه من احدي الجامعات لمنحه الدكتوراه الفخرية أو لتقليده وساما، اعتداء على استقلاليته، وقد تردد كثيرا في قبول جائزة نوبل، حين عرضت عليه عام 1925، ولكنه قبلها وقال: "إن وطني ايرلندا سيقبل هذه الجائزة بسرور، ولكنني لا أستطيع قبول قيمتها المادية، إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر"، وتبرع بقيمة الجائزة لتأسيس منشأة تشجع نشر أعمال كبار مؤلفي بلاد الشمال إلى اللغة الانجليزية. شو .. المرح الساخر
وقد كان شو مرحاً بطبيعته، وقد عرف كيف يستغل هذه الطبيعة في بث أفكاره، وقد اكتشف أن الإنسان إذا أنت أضحكته، يكون مستعدا لقبول كل ما تقوله، حتى إذا كان يختلف معك، ..وعندما كان صديقاً حميماً لونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، وكان الأخير يحب النكتة ويسعى لبرنارد شو ليداعبه، قال له تشرشل(وكان ضخم الجثة): "أن من يراك يا أخي برنارد (وكان نحيل الجسم جداً) يظن أن بلادنا تعاني أزمة اقتصادية حادة، أزمة جوع خانقة". فأجابه برناردشو على الفور: "ومن يراك أنت يا صاحبي يدرك رأساً سبب الأزمة".
وكان شو يرى أن الفقر هو عدو الإنسانية الأكبر، وأنه أصل جميع ما في العالم من جهل ومرض وشرور. وقد سخر من بريطانيا التي كانت تسمي نفسها (بريطانيا العظمى) حيث لم يعترف بعظمتها، ولا بشيء مما قاله الشعراء والكتّاب عنها، ويضحك من كل ذلك، ويتنبأ لها بأفول نجمها يوم تصحو المستعمرات من سباتها، وكان مسرحه مدرسة يتلقى فيها عامة الناس ثقافة مبسطة تتناول معظم ميادين المعرفة. | |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: رد: رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 4:02 pm | |
| كان برنارد شو ساخراً في حياته فقد كان يقيم في دبلن جاردن ستي في مبنى من مباني القرن العشرين قضى فيه الاربعة والاربعين سنة الاخيرة من حياته وقد عرف منزله في هذه المدينة بـ زاوية شو كما كان يطلق عليه الناس
سأله احد الصحفيين العرب ذات مرة وهو جالس في الغرفة التي كان يستقبل بها ضيوفه من صحفيين وكتاب هل كنت تكتب شيئاً قبل ان آتي فقال له :
لا وراح يحدثه عن الادب المعاصر وعن الفلسفة وراح الصحفي يصغي باهتمام الى ما يقوله برنارد شو فكان مما قاله ( سيعم الاسلام اوربا ) وستصبح انكلترا مسلمة في نهاية هذا القرن فضحك الضيف
وقال
اليست هذه من احدى نوادرك
فقال له بل انا جاد فيما اقوله اننا اليوم أكثر اسلاماً من المسلمين انفسهم لقد انتقلت فضائلكم الينا ومساوئنا اليكم ثم رفع الصحفي الضيف بصره الى صورة احد عظماء انكلترا الذين يعجب بهم وقبل ان يعلق بشيء عاجله برنارد شو بقوله لو كانت لمحمد صورة لوضعتها فوق هذه الصورة فقد كان بطلاً وكان اول زعيم اشتراكي في العالم وبعد هنيهة صمت سادت بينهما قال شو متسائلاً :
هل ترجم شيء من كتبي الى العربية
فقال الضيف :
نعم وعلى رأسها كتاب البربرية تبحث عن الله فنهض برنارد شو من مكانه وقدم له نسخة منه بخط يده وعليه توقيعه
لقد كان جورج برنارد شو كاتباً مسرحياً ولد في دبلن في 62 من تموز يوليه سنة 6581 وقدم الى لندن سنة 1876 حيث عمل في الصحافة وكان صحفياً فاشلاً لتسع سنوات وكتب ما بين 1879 و 1883 خمس روايات بينهما الحب عند الفنانين والاشتراكي اللا اشتراكي فرفضت كلها من قبل الناشرين يومذاك واعتنق الاشتراكية سنة 1882 واصبح ناقداً ادبياً وموسيقياً لصحيفة « ستار » وصحيفة بول مول وغدا فيما بعد ناقداً مسرحياً لمجلة السبت re v i e w . s a t r d a y
وقام في ذات الوقت بدعاية واسعة النطاق للاشتراكية ولا سيما بعد ان اصبح عضواً في الجمعية الفابية التي انبثق منها حزب العمال الحاكم في بريطانيا اليوم وكتب للجمعية المذكورة عدة مؤلفات صغيرة ورسائل وعلا نجمه كمناقش بارع لا كمؤلف رغم انه كان يومذاك قد نشر كتابين واربعة مسرحيات وانتقل بعد هذه مرحلة جديدة وهي نشر مسرحياته بمقدمات مطولة
وقد اشتهر فيما بعد بمقدماته هذه حتى نشرت في مجلدات قائمة بذاتها ونجحت مسرحيته كانديرا في المانيا بينما منعت مسرحيته مهنة السيدة دارن في انكلترا سنة 1893 وبقيت ممنوعة حتى سنة 1902
وكان اول نجاح مسرحي له سنة 1903 في مسرحية الانسان الاعتيادي والمثالي او الانسان السوبر مان وتعاقبت بعد ذلك مسرحياته الناجحة ممثلة في مسرحيات جزيرة جون بول الاخرى ، وحيرة الطبيب ، وفي طريق الزواج ، واندركليس ، وجاندارك بعد بلوغه الستين .
وتتميز مسرحياته ببراعة الحوار والنكتة اللاذعة والمرح والمبالغة وتعالج مشكلات الفلسفة والدين وقد نال برناردشو جائزة نوبل في الادب سنة 1925 ويوم انتقل برنارد شو الى المنزل الذي ذكرناه كان في الخمسين من عمره وقد مضى على زواجه ثماني سنوات وذلك سنة 1906 وبقي فيه حتى تشرين الثاني من سنة 1950 وهي السنة التي توفي فيها في سن الرابعة والتسعين
ومما عرفه بعض اصدقائه عنه ان كان بارعاً بأخذ الصور الضوئية مولعاً بها وبقي نصف قرن او يزيد شديد التعلق بآلات التصوير كما انه معروف عنه انه يحب الجلوس كثيراً في غرفة الطعام وانه يطالع اثناء تناوله طعامه ولقد خصص مكتباً صغيراً الى يسار مكتبه الكبير لسكرتيرته الآنسة باتش
اما الغرفة التي تلي المكتب فهي صالة استقبال وكانت في الحقيقة غرفة زوجته فهناك صورتها بريشة سارتوريو رسمها لها قبل زواجها بثلاث سنوات وذلك عندما كانت في روما وقلما دخل برنارد شو هذه الغرفة بعد وفاة زوجته سنة 1943 إلا لاستقبال زواره
وفي هذه الغرفة تمثال لجاندارك وآخر لشكسبير وعلى المنضدة يد برنارد شو منحوتة من الرخام ويوجد غرفة مجاورة لغرفة الاستقبال كان يضع بها اغراضه الشخصية من نحو قلم وحبر ونظارات طبية ذات اطار معدني وساعة جيب اعتيادية وبطاقة دخول الى قاعة المطالعة في المتحف البريطاني مؤرخة سنة 1880 يوم كان لا يتجاوز الرابعة والعشرين وبطاقة عضوية نادي المتجولين على الدراجات مؤرخة سنة 1950 اي سنة وفاته وهذا من اعجب العجب ومما يلفت النظر ايضاً وجود قطعة نقدية ذهبية ضربت على عهد شارل السابع ملك فرنسا عندما كانت جاندارك ماتزال على قيد الحياة ربما قدمت له هدية بعد ذيوع صيت مسرحية الشهيرة جاندارك
لقد احب برنارد شو الحياة وسخر منها وقد احب زوجته حباً شديداً وكان لا يضارع حبه لها إلا حبه للمثلة آلن تيري التي اوصى ان يوضع غصن من حديقة منزلها على نعشه وكانت زوجته تقول دائماً كان شو سيسعد اكثر لو تزوجها لقد كانت حياة شو شاقة كما وصفها هو وساخرة كان يسخر حتى من نفسه حتى من حبيبته الممثلة آلن تيري
عندما قالت له ذات يوم
لو نتزوج انا وانت وننجب طفلاً بجمالي انا وذكائك انت سيكون قنبلة عصره
فأجابها بسخرية
اخشى ان يكون بجمالي انا وذكائك انت فيكون كارثة عصره
لقد احب شو الاطعمة النباتية وكان يكثر من اكل السكر والحلوى فإذا ما سمع بائعاً قادماً ترك ما هو فيه من مطالعة او كتابة وهرع كالطفل ليبتاع كمية كبيرة من الحلوى وكان يفرط في اكل الكعك والعسل كما تقول طباخته المسز السن ليدن بل انه احياناً يجلس بعد العشاء وفي حضنه كوب مليء بالسكر الناعم كانت نهاية هذا الكاتب ساخرة مثل كتاباته
فقد كانت توجد شجرة في يسار حديقته فشاهد غصناً ناشزاً فصعد على السلم يشذبه بمقص طويل كان بيده غير ان طول المقص وطول قامته لم يجديا في الوصول اليه فاستطال بقامته اكثر فأكثر حتى مال الى جانب السلم فسقط ارضاً وانكسر عظم وركه فعولج فما اجدى معه علاج فكان في ذلك منيته .
| |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: دليل المرأة الذكية ـ إلى الاشتراكية والرأسمالية والسوفيتية والفاشية الإثنين أغسطس 17, 2009 4:03 pm | |
| لاحظ جورج برنارد شو أن كتاب الاقتصاد يمعنون في التعقيد ، بل يتعمدون التعقيد فيما يكتبونه حتى لا يفهمهم أحد ، أو كما يقول عنهم ، حتى لا يكتشف أحد أنهم لا يفهمون ما يكبون ، حرصاً على إحاطة أنفسهم بالأهمية والغموض والرهبة كما يفعل الأطباء بتذاكرهم الطبية . كما لاحظ أنهم في كتاباتهم يخاطبون الرجل دائماً ، ولا يعترفون للمرأة بوجود بل الحق لا يعترفون بوجود رجل أو امرأة إن هي إلا أرقام وأرقام جافة ، واصطلاحات لا حياة فيها ولا إنسانية ، وإن لم تخل من سخافة .
وهذا الكتاب " دليل المرأة الذكية ـ إلى الاشتراكية والرأسمالية والسوفيتية والفاشية " تأليف جورج برنارد شو ، وترجمة عمر مكاوي ومراجعة علي أدهم ، هو أكبر كتب شو على الإطلاق ، توافر عليه ثلاث سنوات كاملة ، لم يكتب خلالها مسرحية واحدة ، ولم يربح منه شيئاً يذكر إذا قيس بأرباحه من مسرحية واحدة لا تكلفه ثلث الوقت ولا عشر الجهد الذي بذله فيه ، وصفه ونستون تشرشل بأنه أعظم أعماله ، ولم يعبأ به كثيرون واعتبروه مضيعة لوقت شو ، وتعطيلاً لملكته الفنية وأنه لم يصنف جديداً في ميدان العلوم السياسية والاقتصادية ، ومن هؤلاء جود ، وهو حواريه ومترجم حياته . لكن الكتاب يعتبر حدثاً فذاً في عالم الأدب والاقتصاد السياسي معاً ، فلأول مرة يكتب أديب عظيم كتاباً في الاقتصاد ، لأول مرة يدفع الحياة فنان عظيم في الأرقام والإحصائيات ، ويحولها بقدرته الخلاقة إلى حقائق إنسانية نابضة ، قريبة إلى النفوس ، اعتزم شو أن يضع كتاباً جامعاً ، بل موسوعة كاملة في الاقتصاد السياسي ، أو العلم السياسي كما يحلو للجمعية الفابية أن تسميه ، ويخص المرأة فيه بالخطاب دون الرجل ، ووضع فيه خلاصة تجاربه وقراءاته في السياسة واقتصاد والاجتماع والدين وغير ذلك مما حفل به الكتاب ، والحقيقة أنه ليس من أديب غير شو يمكنه أن يخوض في مثل هذه الموضوعات الجافة ، ثم يعالجها بأسلوبه الفريد وخفة ظله . أما الفكرة الأساسية في الكتاب هي فكرة المساواة المطلقة في توزيع الدخل القومي بين الأفراد ، بصرف النظر عن السن أو الجنس أو المهنة ، بل سواء كانوا متعطلين أو عاملين ، وهي فكرة تبدو لأول وهلة غريبة ، أو مثالية ، ولكنها هي بعينها التي نادى بها كارل ماركس وأوجزها في شعاره عن المجتمع الشيوعي المرجو وهو: من كل بحسب طاقته ، ولكل بحسب حاجته ، وذلك بعد أن ينتقل المجتمع من المرحلة الاشتراكية الراهنة التي يسود فيها مبدأ " من كل بحسب طاقته ولكل بحسب عمله " وهو المبدأ الذي نبذه شو على أنه غير واقعي ، ففكرة المساواة التي ينادي بها شو تلتقي مع فكرة ماركس عن المجتمع الشيوعي على أساس أن احتياجات البشر المادية ، لا تتفاوت كثيراً بين فرد وآخر كما بيَّن شو ، ويلتقي شو مع ماركس في أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بعد تأميم جميع وسائل الإنتاج ، وإن اختلفا اختلافاً أساسياً في الوسيلة ، فماركس يؤمن بالعنف والطفرة ، وشو يؤمن " بحتمية التدرج " والطريق البرلماني . وشو يعتبر هذه المساواة في الدخل الشرط الأساسي لضمان استقرار أي مجتمع إنساني ، وهي سبيل الخلاص الوحيد بعد ويلات الحضارة الرأسمالية التي تجري إلى مصيرها المحتوم بسرعة مذهلة لا ضابط لها . وقد استند شو في ذلك على حجة طريفة ، هي أن فرص اختيار الأزواج والزوجات المتاحة للناس في مجتمع طبقي تتفاوت فيه الإيرادات والثقافات تفاوتاً كبيراً ، هي فرص محدودة بحدود الطبقة التي ينتمي إليها الشخص ، فإذا ما تحققت المساواة المنشودة في الدخل اتسعت فرص الاختيار أمام الراغبين في الزواج ، بحيث تشمل أبناء المجتمع كله بلا غضاضة أو حرج أو قيود ، وفي هذا الضمان أي ضمان لتحسين سلالة الجنس البشري ، ومن ثم بقاؤه . وفي الكتاب ومضات رائعة ، بل ومضات عبقرية ، عندما عالج مشاكل المرأة في سوق العمل ، بل مشاكل الرجل عندما يضطر لبيع ذمته وضميره من أجل لقمة العيش فيستوي مع المرأة التي تبيع جسدها ، بل إن خطره الاجتماعي مضاعف . وتعريفه للحرية ذلك التعريف الفريد ، وهي أنها وقت الفراغ الذي يصنع المرء فيه ما يروقه لا ما يجب عليه ، وفي وصفه للعاطلين بالوراثة باللصوصية لارتكابهم أحط أنواع الجرائم الاجتماعية ، وهي جريمة الكسل . وبالرغم ما قاله شو في الديموقراطية إلا أنه كان يؤمن بها كأفضل النظم الممكنة ، ولم يفضل عليها الفاشية التي تنبأ لها بالانهيار قبل أن يتم ذلك بسنوات طويلة . وقد خص شو كتابه هذا بالمرأة لأنه يرى ـ كما كان يرى إبسن ـ فيها أمل الإنسانية ، فهي تقوم بأعظم عمل في الوجود وهو الحفاظ على النوع البشري من الانقراض ، فرسالة المرأة الغريزية هي البناء بعكس الرجل الذي ينزع إلى الحرب والتدمير ، وبحكم وظيفتها في البيت فإنها مدربة على السياسة والحكم أكثر من الرجل بل هي في رأي شو أقدر على معالجة المشكلات الاقتصادية من الرجل . أما لماذا خص المرأة الذكية من النساء فذلك يعود لأنه كان ذكياً وكان معلماً ، والمعلم الذكي المخلص في عمله يفترض سلفاً حسن الفهم أو على الأقل الرغبة في حسن الفهم من تلاميذه ، وكتابه هذا خير دليل على ذلك ، وقد جاء عبر سؤال سألته له إحدى السيدات ، وهو : ما هي الاشتراكية ؟ فصنع هذا الكتاب موضحاً فيه كل الأمور السابق ذكرها ، بداية من تعريفه للاشتراكية التي يرى أنها رأي أو وجهة نظر في طريقة توزيع الدخل في البلاد ، توزيع هذا الدخل ليس ظاهرة طبيعية ، إنه مسألة تنظيم ، عرضة للتغيير كأي تنظيم آخر ، وقد أصابه التغيير في خلال المدة التي تعيها ذاكرة الأحياء إلى حد أنه كان ليبدو في نظر الملكة فيكتوريا أمراً شائناً بعيداً عن أن يصدق ، ولا يزال في تغيير مستمر من عام إلى عام ، ولذلك فإن ما يجب علينا أن ننظر إليه بعين الاعتبار ، لا هل يتغير نظام التوزيع عندنا أم لا ، بل إلى التغيرات التالية التي نرغب في حدوثها لكي نصل إلى استقرار اجتماعي مزدهر ، وهذه هي المسألة المطوية ، التي أعيد بحثها في القرن التاسع عشر تحت لواء الاشتراكية ؛ ولكنها مسألة يجب على كل إنسان أن يكون فيها رأيه الشخصي الأصيل دون أن يتلقاه من الاشتراكيين . كذلك يوضح شو أن عملية التوزيع ليست استحداثاً ثورياً ، ولا هي من الطقوس الموسومة ، إنها حدث ضروري لا يمكن تأجيله ، يتكرر في الحياة المتحضرة كل يوم وكل ساعة ، وبما أن الثروة تتكون من طعام ، والطعام إذا لم يستهلك في الحال ، يصبح غير صالح للأكل ، وتتكون من مواد تبلى بالاستعمال ، وتهلك إذا احتفظ بها بدون استعمال ، فلا بد إذن من توزيع الثروة واستهلاكها في الحال ، والادخار مستحيل فالأشياء لا تبقى طويلاً صالحة ، أما ما يسمى ادخاراً فهو صفقة تعقد بين شخص يمتلك طعاماً فائضاً ، وآخر يريد استهلاكه ، فيسمح الأول للثاني باستهلاكه في مقابل خدمة أو شيء يقدمه له في المستقبل ، وفيما بين الاثنين لا يوجد شيء يدخر ، لن أحدهما يستهلك ما يدخره الآخر ، أما القول بأن على كل إنسان أن يدخر ، فهو سخف وهراء محض ، والأمة تتوقف عن العمل ، لا بد أن تهلك في غضون أسبوعين حتى ولو كان كل فرد فيها ادخر مليوناً . ويرى شو أنه يجب أن ننظر للشيوعية بدون تحيز شخصي أو سياسي أو مذهبي ، على أنها طريقة للتوزيع أية طريقة أخرى ، وكانت هي الطريقة التي اتبعها الحواريون قديماً وهي تمارس في أنحاء العالم ، في نطاق العائلة ، ولا غنى عنها في نطاق المدن الحديثة ، وهي طريقة مرضية للتوزيع ، ولا يمكن الجدال فيها ، لدرجة أن الذين على وعي بها ، قد يتساءلون لماذا لا يصبح كل شيء شيوعياً ؟ ما الأسباب التي تحول دون ذلك ؟ كما أن رأس المال لا غنى عنه للحضارة ، ولكن الامتلاك الفردي لرأس المال يصبح في النهاية عقبة في سبيل ، ويقلب نظام الأفضلية في استخدامه . وبالرغم من أن رأس المال يبدأ من الجهة الخطأ إلا أنه يساق في النهاية إلى الجهة الصواب : الاختراع والمخترعون ، الآلات التي توفر الجهد ، القوة : المائية والبخارية والكهربائية ، البضائع المصنوعة باليد والبضائع المصنوعة بالآلات ، رخص الأسعار . بالرغم من أن الثورة الصناعية قد اصطبغت بالشر إلا أنها ليست شراً في حد ذاتها . الرجوع إلى الوراء ليس ممكناً ولا هو مرغوب فيه . " .
| |
|
| |
دينا عضو خارق للعادة
الجنس : المساهمات : 11860 انا مزاجي : العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
| موضوع: صفحة مطوية من تاريخ برنارد شو الإثنين أغسطس 17, 2009 4:04 pm | |
| في حياة المبدعين صفحات مجهولة سواء قدموها هم أنفسهم أم اكتشفها الآخرون فإنها جديرة بالمتابعة وإلقاء الضوء عليها ومن هؤلاء برناردشو الكاتب الشهير وصاحب مدرسة كاملة في الأدب المسرحي الذي قضى سنوات طويلة من شبابه يبحث عن منفذ ضيق يخرج منه إلى الجمهور ويدخل إليه منه شيء من المال يقيم به جسده النحيل.
ومن الأعمال التي تسكعت فيها عبقريته في بداية القرن العشرين الكتابة في الصحف الصغيرة والمجلات المصورة والرياضية الرخيصة التي لم تكن تهم أحداً.
وطلب من شو أن ينضم إلى تحرير مجلة أسبوعية سياسية رياضية وغدا داعية لنشر الاشتراكية التي كانت الكتابة عنها حينذاك نوعاً من الهذيان في الصحف ومجرد الحديث عنها يكفي لإثارة سلطات الأمن وجمهور القراء وكان صاحب المجلة رجلاً طيب القلب لم يواجه شو بقرار الفصل قبل أن يقبض أول مرتب, فطلب منه نوعاً آخر من الكتابة ومضت في ذهن شو فكرة تحرير عمود أسبوعي في النقد الموسيقي ورحب صاحب المجلة بالفكرة لأن الموضوع لا يهم أحداً ولا ضرر من الكتابة فيه وواجه شو أول مشكلة وهي مشكلة التوقيع بأسفل المقال ولا سيما أنه غير معروف لأحد, فاختار اسم »كورنودي باسيتو« أول توقيع مستعار وهو اسم آلة موسيقية نادرة الاستعمال لحنها أقرب إلى اللحن الجنائزي, حتى شو لم يكن يعرف نغمة هذه الآلة. وإنما قرأ عنها واعترف فيما بعد أنه لو سمع نغمتها ما كان له أن يختار اسمها لتوقيع مقالاته الأولى ولو عرف في الوقت المناسب حقيقة صوتها الأجش الذي يتنافى مع اللمعان والتوهج اللذين كان يرمي إليهما الناقد الموسيقي الشاب برناردشو في تلك السنين الأولى.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات صُقلت مواهب الناقد الشاب ووجد نفسه على رأس المدرسة الحديثة في الصحافة التي تقوم على الدراسة والثقافة وتكافح جهل الصحفيين بالموضوعات التي يتعرضون لها واستغلالهم واستغفالهم لجهل القراء وألقي على عاتقه مهمة التخلص من التهذيب والحياء كي يصحح للجمهور وللزملاء مقاييسهم العقلية والفنية ومعلوماتهم الثقافية بشكل عام.
| |
|
| |
| رحلة مع الكاتب الساخر..جورج برنارد شو | |
|