المخدرات والوقوع في شباكها وحبالها------------- حين نتحدث عن المخدرات وانتشارها في فلسطين وخصوصا في القدس ولدى فئة الشباب ننظر اليها كظاهرة معقدة نشأت في جو تتشابك فيه وتتفاعل مجموعة كبيرة من العوامل لتبدأ بأن الشباب يبحث عن الهدوء والهروب من القلق والتوتر النفسي مما يؤدي الى عجزه عن التواصل الاجتماعي وتحمل الضغوط الناشئة عن هذا الوضع السياسي المتأزم والفلتان الأمني والأخلاقي والخلافات السياسية العقيمة وطول فترة نضال هذا الشعب والحلم بالوصول الى الاستقلال والحرية والأعداد التي ضحت بنفسها للحصول عليها"الحرية" كل هذا يؤدي الى
تحمل ضغوط ناشئة عن كل ما ذكرناه. واذا وصل الشباب الى حالة من الاستقرار او الاسترضاء نراها لا تستمر طويلا اذ ان الاحتلال مستمر والاعتقالات والمطاردات والبطالة والجدار والعزل والقهر مستمر لا ينتهي مما يؤدي الى الحرمان من سعادته ونجاحه الاجتماعي ومن هنا نرا ان الكثير يهرب الى الانحراف ومن ثم الى المخدرات التي هيأها الاحتلال واعوانه له لكي يهرب اليها نتيجة لكل الضغوطات التي صنعها له وللأسف. كان لقيادتنا المشاركة في صنعها ، وشبابنا في ظل تماسهم اليومي مع الاحتلال ومواجهته للمشاكل المتلاحقة التي لا تنتهي والتي اثرت على حالته
النفسية مما ذفع للبعض منهم للإنحراف والإدمان وتعاطي المخدرات بكافة انواعها وسقوطهم في مستنقع الضياع والوهم . ليدخلوا في حالة من التسمم الدوري او المزمن والذي يتلف العقل والجسد معاً. ونحن كمجتع فلسطيني نام ونعبر مرحلة التحرر الوطني ونواجه كل الضغوطات الخارجية والانقسامات والتشرذمات الداخلية كان من نصيبنا ان نصاب بهذا الوباء"المخدرات" وحيث يقدرعدد المتعاطين ب80 الف وعشرة آلاف مدمن وفي القدس عاصمة الدولة الأبدية عشرون الف متعاط وأكثر من خمسة آلاف مدمن . أفلا يستحق هذا العدد وقفة جادة وحكيمة من قبل المسؤولين والمؤسسات الرسمية
والأهلية ألا نشعر بأن هذا العدد الهائل دخل مستنقع الوهم والضياع مما يؤثر سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنا جميعا، ألا تستحق هذه المشكلة أو الآفة نظرة من القيادة لعلاجها ووضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات للقضاء عليها وخصوصا اننا نمر في مرحلة تحرر وطني ، الا تستحق هذه المصيبة التشبيك والتنسيق بين المؤسسات والافراد المعنييين بوقف هذا التدهور الخطير. كثيرا ما يذكر عن اسباب تعاطي المخدرات رفاق السوء وضعف الوازع الديني والاخلاقي والاسرة والمدرسة والتسرب من المدارس ....الخ . لكن وان سألناانفسنا السوال التالي :-
من اين تأتي كل هذه الأسباب ؟ الا يمكن ان يكون الجواب هو الاحتلال وضعف القيادة وعدم وجود الخطط والاساليب التي يمكن ان تحل كل هذه المشاكل أليس من واجب الدولة العمل لتهيئة جيل يلتزم بالأخلاق والمباديء والقيم وحب الوطن وصقل قيادة شابة لتحمي وتقودالوطن في المستقبل . فنحن نعلم بأن أكثر من 55% من مجتمعنا شاب تقل اعمارهم عن 22 عام وجميعنا نطرح بأن الشباب هم امل المستقبل وقيادته ، أفلا يستحق هذا الأمل وهذا النصف من الشعب التفرغ لإدارة شؤونه ومتابعة آماله وتطلعاته في حياة حرة مستقرة آمنة. التضحية بوقتنا وجهدنا بدلا من الاهتمام بخلافاتنا
وتناقضاتنا وصراعاتنا التي لا نرى نهاية لها إلا من خلال وحدة حقيقية تتحطم على صخرة قوية لنتمن من العمل جاهدين من التخلص من اكثر الآفات تدميرا للشعوب وفئة الشباب على وجه الخصوص الا وهي المخدرات لنصنع من هذا الجيل املا ومستقبلا زاهرا واثقا من نفسه مؤمنا بالله والوطن والشعب والقضية. لنقدر ان نخرج انفسنا وان ننقذ شبابنا من مستنقع الضياع والوهم "المخدرات" فلا بد وان نعمل من خلال الحفاظ على اسرة مترابطة وان نقلل الفرص التي تؤدي الى تفكك الاسرة وانعدام الجو الاسري وفساد رب الاسرة والعمل على الحد من البطالة والفقر ووضوح الرؤيا والهدف
القومي وتنمية القيم الروحية والاخلاقية والعمل على تجفيف منابع ضخ المخدرات ومحاربة الاحتلال والعملاء فكل هذا يمكن لنا ان ننقذ انفسنا وشبابنا من هذا المستنقع وبعكس ذلك سندفع بشبابنا للدخول بأنفسهم الى هذا المستنقع الخطير لنمكن هذه الآفة منهم ومن عقولهم واجسادهم. كشف الذات وعلاج الادمان وتعزيز قوة التفاعل الاجتماعي وتحسين الأداء والعصيان ومجاراة ضغط الرفاق وتكوين الهوية والهروب من ضغط الحياة ومشكلاتها ، باختصار كل ذلك من الاسباب المؤدية الى التعاطي وادمان المخدرات والوقوع في شباكها وحبالها ، وللتخلص من كل هذا وجب على
المؤسسات الرسمية والأهلية والمسجد والمدرسة والمراكز الشبابية والجامعات والنقابات والاسرة بالعمل والتشبيك والتنسيق فيما بينها للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بشبابنا وفلذات اكبادنا أعز ما نملك

والله يا أخ حسني
الف شكر على مهودك الرائع
في الكتابة بمثل هذه المواضيع

المخدرات دمار العقول والبيوت

والله يصلح شبابنا ويبعدهم عن الافه

تحياتي لك