ولد انجلوا عام 1475 م وهو يفوق ليوناردو دافنشي في الرسم والنحت , لكن دافنشي يسمو عليه
في الحكمة ولهذا السبب عاش دافنشي سعيدا , اما أنجل فقد كان يضيق بالناس وبنفسه وقد كان والده قاضيا واراد ان يربي ابنه على ان ينشأ تاجرا , ولكن عبقرية الصبي أبت الا الظهور والتفجر , واضطر
أبوه ان يلحقه بمرسم غرلندايو ولكن الصبي مال الى النحت اكثر مما مال الى الرسم . وحين صنع أنجل
تمثاله ( قوبيد ) وباعه الى احد الكرادلة في روما بعد ان أوهمه انها تحفة قديمة صنعها الاغريق ولكن
الكردينال عرف الغش ووقف على الحقيقة .. فرح لهذا الغش عندما تحقق له أن فتى أيطالي حديث السن
يمكنه ان يصنع تمثالا يشبه تماثيل قدماء الاغريق وبعث من فوره في طلب أنجل الذي قصد الى روما
وهناك بقي في رعاية الكردينال . وبقي مدة في روما وهو متشبع بالروح الوثنية ولكن وثنيته انتهت قبل
ان يبرح روما الى فلورنسا سنة 1501 م حيث صنع تمثالا ل داود . وبقي في فلورنسا 4 سنوات لم
يسعد فيها ....... ولذلك فأنه ما كاد البابا ( يوليوس الثاني ) يستدعيه الى روما حتى رحل اليها وهناك
عوض عليه البابا ان يبني له ضريحا . فسافر أنجل الى مقالع ( كرارة ) واقتلع المرمر الذي يحتاج اليه
ثم عاد البابا الذي سرعان ما أبدل رأيه , فأن أحد الذين حوله أوهمه ان بناء الضريح في حياته فال
سيئ , فأحجم البابا عن المضي في مشروعه وطرد أنجل من قصره . وعاد أنجل الى فلورنسا , سرعان
مع أستدعاه البابا فلما بلغ روما أخبره البابا بأنه يريد ان يكلفه رسم السقف في مصلى ( سستين ) وكان أنجل يؤثر النحت على الرسم فنصح له ان يستخدم ( رفائيل ) بدلا منه . لكن البابا أصر انفاذ كلمته
وفي سنة 1508 م كتب أنجل هذه العبارة (( اليوم أنا ميخائيل انجلوا المثال قد شرعت في رسم المصلى
وحدي )) . وفي السنة الثانية كتب يقول (( ليست هذه مهنتي ... فأنا أضيع وقتي )) وبعد 4 سنوات وهو
راقد على ظهره انتهى من رسم السقف الذي يعد الان من مفاخر الفن الايطالي , وقد أصيب أنجل بألام
واوجاع من بقائه 4 سنوات وهو مستلقي على ظهره كل يوم لكي يرسم السقف حتى بقي بعد ذلك مدة
اذا اراد أن يقرأ أو يرى شبئا جليا رفعه فوق رأسه على ما اعتاد عليه ايام الرسم .
عاد أنجل الى فلورنسا وقد ذاعت شهرته وصار اهلها يفاخرون به , وقادهم الحب له الى الاغترار
به , فأقاموه في ثورة لهم مديرا للتحصينات يقاتل أسرة ( مديتيشي ) وفر من المدينة التي انهزمت وعادت هذه الاسرة التي كان يحاربها فأستخدمته واذلته ولكن البابا ( بولس الثاني ) انقذه من الذل فكلفه
برسم ( يوم القيامة ) ثم عاد فكلفه بصبغ القبة التي ما تزال روا تفخر بها .
أنجل لم يكف عن النحت وقد صنع لنفسه خوذة يلبسها على رأسه ويضع فيها الشمعة فيقوم في الليل
ويكب على عمله على ضوء هذه الشمعة التي لم تكن تشغل احدى يديه .
وقبل ان يموت بيوم أحس بأقتراب الاجل المحتوم فاوصى وصيته بحضور خادمه وأصدقائه وجاء
فيها قوله انه (( يوصي بروحه لله ... وبجسمه للارض )) توفي أنجل عام 1564 م وكان عمره يناهز
89 سنة من عمره