دققت جرس المنزل ففتح الباب صديق العمر قد تواعدت
معه للنزول لشراء بعض الحاجيات لزوم رمضان اعاده الله علينا وعليكم
باليمن والبركات
ركبنا السياره وتوجهنا مباشره الى وسط البلد صففتها بالموقف ونزلنا
وتبادلنا الحديث وجرنا النقاش الى ما يحدث داخل حياتنا من امور غريبه
حوادث مؤلمه تمر على امتنا من دمار وسفك للدماء وتكالب الامم علينا
حتى بتنا الحلقه الاضعف على وجه هذه الخليقه لضعف منا ام اننا ارتضينا
ان نكون كذلك حتى اصبحنا لا نستطيع العيش بدون الم فقد تعودنا عليه
فقد بات علامه بارزه في حياتنا وجرنا الحديث عن المكان
الذي تاخذ منه ذلك الاجر الكبير مع انك لا تدفع مقابل هذا الاجر من جيبك
الا ما تجود به نفسك لقد انصب حديثنا عن المسجد كيف ادخل المسجد واخرج
واعطي برضى نفس ومع ذلك احصل على الاجر الكبير الذي لا يستطيع
ان يعطيني اياه اي من البشر ذلك الاجر الذي وعدنا به سبحانه وتعالى جنه
عرضها السماء والارض
بعكس الاماكن الاخرى مثل الملاهي او الاماكن الترفيهيه التي يدخلها
من يدخلها ويقوم بالدفع رغما عنه لا ما تجود به نفسه ولكن ما يحدده صاحب
هذا المكان ويخرج من هناك ويحمل على اكتافه ما تنوء الجبال عن حمله
انتهينا من التسوق فانزلت صديقي امام منزله وتابعت مسيري
وفي الطريق قمت بتعبئه السياره بالوقود واثناء المسير
اذن الموذن لصلاة الظهر فقمت بركن السياره على يمين
الشارع ونزلت منها مهرولا لالحق الصلاه فدخلت الى المسجد
وتوجهت الى الحمامات لاتوضأ فاصطدمت بشيئ غريب على باب حمامات المسجد
شخص قد جلس على باب الحمامات وامامه طاوله وجالس
على كرسي وكل من يريد ان يدخل للوضوء
يجب ان يدفع قطعه نقديه فوضعت يدي في جيبي فتذكرت
انني قد نسيت المحفظه في جيب السياره
فقد اخرجتها لدفع ثمن الوقود فنسيت ان اضعها في جيبي
فقلت له ان الصلاه قد اوشكت على البدء ادخل واخرج ومن بعد الصلاه
اتيك بالنقود وهو مصر على ان ادفع قبل
ان ادخل فكبر الامام وانا اقف امامه فقد قمت بركن السياره
بمكان يبعد بمسافه عن المسجد
وبين ذهابي وعودتي سوف تنتهي الصلاه فتقدم شخص من
خلفي ورمى امام هذا الشخص قطعه نقود ودفعني ان
اتقدم لاتوضأ فتوضأت وصليت والحمد لله وعند خروجي كان هذا
الشخص لا يزال في مكانه ويجلس خلف الطاوله فتوجهت
مباشره اليه وكنت اريد ان ابدا بالكلام ومن ثم تراجعت فقد
منعتني نفسي ان اكلمه فهو اولا واخيرا
موظف يقوم بما امروه به
فتركت هذا الامر وأستعنت بالله ومضيت في طريقي
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وسيرنا وخيرنا والحمد لله الذي
وضع فينا الصبر والجلد على ما نمر
به من ويلات
حتى المساجد التي حق من حقوقنا ان
نؤدي بها شعائر الله نجد انه قد تم وضع
العثرات لمن يريد الدخول اليها !
الصلاه حق من حقوق المسلم
وعلى الدوله ان توفر لهذا المسلم
كل السبل ليقوم بهذه الشعائر ولكن ماذا تفعل لو كنت مكاني
وقد تمنعك قطعه من النقد ربما لم تكن تملكها ان تؤدي صلاة الجماعه
فهل يجب ان نتسول حتى
نتمكن من ان نقوم بشعيره من شعائر الله
بعد ان انتشر الفساد في البر والبحر حتى كاد الرجل يخاف على نفسه
من الفتنه
ماذ نتوقع بعد ذلك ؟
وصل الأمر إلي الفرائض الدينيه
زاد الصمت وأستشري الفساد
حتي وصل إلي الامر الى الفريضه الرئيسه في حياة كل مسلم وهي الصلاه
لم يعد يبقي لنا أي أندهاش أو أنبهار
أو لحظه للتعجب
صدمات من واقعنا تهلكنا وتضيق صدورنا ولا نملك الا ندعوا الله ان يجعل
لنا امرنا رشدا وان يعيننا على مصائب الدنيا واهوالها ومحنها وان يهبنا
من انفسنا من يقي عثرتنا ويبدل ضعفنا قوه .
عزيزي عزيزتي مازال فكري يرهقني
ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟