استمرت أسعار النفط بالانخفاض رغم قرار منظمة أوبك المصدرة للنفط بخفض الإنتاج الإجمالي لدول المنظمة بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من تشرين الثاني المقبل.
وكانت أوبك اتخذت خطوة خفض الإنتاج في محاولة لوقف تدهور أسعار النفط الخام, حيث تصل نسبة الخفض إلى حوالي 2.5 %من إنتاج أوبك اليومي وحوالي 2 % من مجمل الإنتاج العالمي.
وواصلت أسعار النفط تراجعها فقد انخفض سعر البرميل من الخام الأمريكي الخفيف 3 دولارات ليصل إلى 64.75 دولارا، كما انخفض سعر برنت في لندن بنفس المقدار, كما تراجع سعر برميل النفط الخام في أسواق لندن الجمعة إلى 66.62 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ 23 آذار الماضي.
وعلى الصعيد المحلي يؤدي انخفاض أسعار النفط حسب المؤشرات الاقتصادية إلى تراجع إيرادات سورية من النفط الخام الذي تصدره إلى الخارج, إلا أنه يؤثر إيجابا أيضا من خلال انخفاض أسعار المشتقات النفطية التي تستوردها.
يشار إلى أن هبوط أسعار النفط يعود إلى توقعات بتراجع الطلب عليه وسط مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود حاد بسبب الأزمة المالية العالمية.
وعن التأثيرات المباشرة للازمة العالمية على الاقتصاد السوري قال وزير المالية د.محمد الحسين في وقت سابق إن "أول هذه النتائج هو انخفاض أسعار النفط في العالم ما يعني تراجع مصدر مهم للإيرادات بالنسبة لسورية, إضافة إلى غيرها من النتائج المباشرة وغير المباشرة", مشيرا إلى أنه "بسبب عدم ارتباط اقتصادنا بشكل مباشر مع مراكز الزلزال المالي كانت النتائج أقل ضرراً".
وتعمل وزارة المالية والمصرف المركزي في سورية باستمرار ,وعلى مدار الساعة, على تحليل أي معطيات أو بيانات جديدة وتضع الخطط المناسبة في إطار الحكومة لتخفف الضرر إلى أقل درجة ممكنة حتى لا يكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد والمجتمع.
وكانت تصريحات المسؤولين السوريين تضاربت مؤخرا حول تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد السوري حيث قال مدير المصرف التجاري السوري دريد درغام سابقا إن "الأزمة سيكون لها اثر كبير", فيما قال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري أنه "لا تأثير سلبي للازمة المالية العالمية على سورية".
كما رأى الحسين إنه "لا بد من وجود آثار سلبية للأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السوري, فلسنا معزولين عن العالم, لكن الحكومة تسعى إلى تخفيف الضرر والحد منه".
وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال 16 شهرا وسط مخاوف من احتمال تراجع الطلب على النفط بسبب الكساد الذي يعاني منه الاقتصاد الدولي.