السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
خلال تتبعي لمواقف علماء الأمة من الجماعة الإسلامية الأحمدية الطاهرة النقية, تبين لي أن علماءنا و للأسف الشديد اتبعوا سنن الذين من قبلهم شبرا بشبر و ذراع بذراع .فعلماؤنا ليسوا ببعيدين بموقفهم عن الفريسيين و الصدوقيين الذين كفرا المسيح الناصري عليه السلام, بعد طول انتظار دام 14 قرنا من الزمن.
و انقسم علماؤنا إلى أقسام في عدائهم للأحمدية.فمنهم من يكفر الأحمدية دون دليل شرعي , و منهم من لزم الصمت .و منهم من يفني أنفاسه في حرب يائسة خاسرة لا محالة ضد الأحمدية .و ليس لديهم من سلاح سوى ترويج البهتان و الكذب الفاضح لأهله.
و أحسنهم موقفا من حاول تكفير الأحمدية و ترفع عن السفالة و الإنحطاط .فالتزم الصدق خوفا من الإنغماس في الكذب.و لم يكن من الذين يروجون مآخذ واهية مؤسسة على الكذب المحض.و أبرزهم الشيخ الألباني.مع أنه يعترف بتناقض طرحه صراحة.
و لم تكن لديه سوى حجة واهية لتكفير الأحمدية , حيث ارتكز على إيمانها بنبي جاء بعد محمد خاتم النبيين , بمعنى آخرهم.
و كان الشيخ الألباني يكفر نفسه و يكفر جموع المسلمين , لأنه و لأنهم جميعا ينتظرون مجيء نبي رسول من بني إسرائيل.
لكن السؤال المهم: هل كل علماء الأمة على يقين بكفر الأحمدية , و بصحة عقائدهم هم؟.
الجواب بالتأكيد لا.
فعلماؤنا لهم من العلم و من معرفة التوحيد ما يجعلهم يعرفون يقينا صدق الأحمدية الطاهرة النقية .
فالإعتقاد بمجيء بشر كافر يشارك الله سبحانه و تعالى أفعاله و صفاته , شرك صريح بلا خلاف.
و من المؤكد أن التصور الأحمدي لفتنة الدجال , تصور صحيح لا يمكن رده مطلقا .
لكن , لو أن علماءنا اعترفوا بصحة الطرح الأحمدي في موضوع المسيح الدجال, لكان لزاما أن يقبلوا وفاة عيسى بن مريم , و أن نزوله لا يعني سوى مجيء رجل من أمة محمد-ص- تشبه مهمته بين المسلمين مهمة المسيح الناصري بين اليهود.
و هنا ينتهي الخلاف و إلى الأبد .
لكن كل عالم من علماء الأمة مقيد بقيود رهيبة الإحكام .فمنهم من تمنعه مكانته الدنيوية من قبول الحق.
و منهم من يخشى الغثاء كخشية الله تعالى.
و منهم من اقتفى أثر اليهود.فلا يمكنه قبول نبي أو رجل بار من غير العرب.
و منهم من كتب و صنف ضلالات كبيرة, و لا يمكنه الرجوع عليها.
و خلاصة القول أن علماءنا تصدق فيهم الآية الكريمة بكل المقاييس.يقول الله تعالى : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} (33) سورة الأنعام.
صدق الله العظيم.