كنتُ كما كانوا ... وضعت وما ضاعوا , حزنتُ , قتلت , تمزقتُ ,

وفي نهاية الألم كان دوائي هو الموت ....
دفنوني وانا أراقبهم وهم يرشون الابتسامات على قبري

بعد كل حفنة رمل ... يا آلهي ...

ما أبشع أن يكون المرء نكرة ً والناس كلهم معارف ...

ما أقبح الخزي ... ما أوجع الظلم ...

ثم ذهبوا بعد أن تأكدوا أنني متّ وغادرتُ بلا رجوع ...

وجاءت أول ليلة ٍ إليّ ... وصاحبكم يراقب خوفه لكي لا يخاف

يضرب جدران قبره صائحا ً : أخرجووووووووووووووني أخرجووووووووووووووني

... ولا أحدٌ سامعاً ندائي وصراخي ... وبعد برهتين ...

جاءت إلي جهنّم وقرأت فاتحةً فوق قبري ... وذهبت

... وهكذا كانت تفعل كل ليلة ٍ ...

وبعد أن سمعتُ الصيحة الكبرى قمتُ من قبري ورأيتُ ضوء النهار

... ورأيت التلّة الحلوة الشكل وهي ترشّ شعاع الشمس قليلاً قليلاً

... وما كانت الصاعقة إلا أن لا أحداً قام معي بعد الصيحه ...

قمتُ وحدي أسير على التراب ...

وخلفي عقد لحود ٍ سمعتُ صوتاً خارجاً من نايها ...

توهّمتُ ان هذا الصوت هو صوت المتنبي ..

ولكن يا للأسف تأكدت بعدها أنه هو بلا شك ...

نادى عليّ وقال لي يا ولدي عد لقبرك َ كفاك َ هراء ً تعال...

كنا أنا ورفاقي نمزح معك ... فماذا دهاك ؟ ....

وأنا أسير دون اكتراث له ... حتى أوصلتني قدماي إلى نبعة ِ ماء فشربت ُ

منها وإذا بجهنّم تخرج لي وتضمني إلى صدرها ...

مثل أمي تماما ً ...

قالت تعال الى صدر خالتك يا ولدي واستحم ّ بلهيبي لتدرأ عنك َ درن َ الحياة الدنيا ...

وما هي إلا غيبوبة ٌ بعد غيبوبة ٍ ...

ثم قمت ُ ولا أدري ما حصل ...

ولكن ما اعرفه هو أنني وجدت ُ عرشا ً كبيرا ً على تلّة

ٍ صغيرة ٍ يساورها سرب ُ غيث ٍ نقي ّ الآلئ ...

وبعد أن جلست ُ على العرش تقدمتْ نحوي صفوف

ٌ من الغيوم من هنا ... وسرب ُ أشجار تفاح ٍ جميل ٍ وقالوا لي

: لم تأخرت يا سيدي ؟؟؟ كنا ننتظرك منذ أمد ... لم تأخرت ؟؟؟ لم تأخرت ؟؟؟؟

وحينها أدركت ُ أنني كنت ُ كما كانوا وضعت وما ضاعوا .....

إلا أنني صرت ُ وما صاروا ... صرت ُوما صاروا ... ما صاروا.............

هذه الخاطره منقوله ولكنها تعبر عن ما بعد الموت من الجنه والنار

ارجو ان تنال اعجابكم

اخوكم المشرف

angel