سبحان الله--- المقدسيون يكتوون بنار الاحتلال ويتجمدون أمام الصقيع والإهمال العربي والإسلامي........!!!
حسني شاهين:
يأتي مقالنا هذا في حمى الاتصالات و الحوارات و اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية و العربية الفلسطينية انتهاء باللقاء المعلن الأخير بين فتح وحماس في 26 من هذا الشهر و ما يتخللها من جسور من اللقاءات بين رام الله و غزة و القاهرة, بعد مسلسل ذبح دامي طال العشرات من أبناء غزة و الضفة كقرابين لتتويج توافق على وحدة وطنية فلسطينية رفضتها إسرائيل مسبقا بهدير الجرافات و الآليات في الشيخ جراح وسلوان والطور والصوانة ورأس خميس و و و.......الاقتحامات والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى و قبة الصخرة المشرفة المدرسة التي ترمي الحركات الصهيونية وبدعم من حكومة الاحتلال إلى تحويلها إلى الهيكل المزعوم لأنهم أدركوا كغيرهم قادة الحركة الصهيونية مكانة هذا المكان علماً بأن أصحاب المكان الأصليين من عرب و مسلمين و حتى بعض الفلسطينيين يتجاهلون هذا الخطر الذي يتعرض له الأقصى يوميا .. و هكذا دواليك فهم ماضون بلا كلل و ملل لتنفيذ مرحلة جديدة من حرب جديدة بشكلها و مضمونها تستهدف تحطيم الإنسان و اقتلاعه من جذوره المكانية و الروحية, متسلحين بإرادة دولية و بقوى إقليمية تظهر من صداقتها غير ما تبطنه من حقد يمتد لقرون خلت, و نحن نلهث خلف السياسة و السياسيين .. و برغم كل استبشارنا بما تحقق في لقاء القاهرة أو غزة .. كإعلان الدولة الذي غدا زعماً ووهماً, و رفع الحصار الذي قد يفتح كوة صغيرة لتسلل بعض الأموال إلينا بينما يقايض بكل دولار يصل جدار هنا و كانتوناً هناك, ناهيكم عن المداهمات و الاعتقالات و جبال الأسلاك الشائكة التي أصبحت اللوحة الأكثر صدارة في المشهد الإنساني الفلسطيني, و إطارا تشكيليّاً بطالعك أينما يممت وجهك في هذا المسمى جزافاً وطن ...
لا أرض, لا إنسان, لا صديق و لا حتى شبه صديق, صرنا محاصرين من كل صوب و حدب. و حكومة الوحدة الوطنية شأنها في إسرائيل و محافلها سيكون شأن الكثير من القرارات لتكون الأكثر مؤهلة للشطب من طرف واحد, و هذا الواحد هو الذي يدير دفّة العالم منفرداً من أقصاه إلى أقصاه.
و أمام ذلك و غيره سنظل و الفضل لساستنا من نفوّضهم التحكم بمصائرنا و هم الذين لا يملكون الحد الأدنى من هذا الامتياز و هو حماية مصائرهم و تطاير رقابهم على أعواد مشانق السياسة العالميّة و أيضا الإقليمية. لقد علمونا هؤلاء أن نخترع التبريرات و نصدقها, و نمضي معهم يداً بيد (( على النجدة هيا يا رجال )) نسوقها لهم و معهم لتصبح مصطلحات خرق أبسط الحقوق الإنسانية , و الشجب و التنديد و الرباعية و الثلاثية, و أرقام القرارات الدوليّة من 242 و قبله 194 حتى المليون مفردات أساسية في قاموسنا الفلسطيني, و مانشيتات أولى في صحافتنا و إذاعاتنا و فضائياتنا .
أما ما يثير حنقي فذلك البرنامج التي تصاحبنا فضائيتنا الفلسطينية و أيضا تهدينا لنغفو عليه ليلاً و هو برنامجنا العتيد (( صباح الخير يا قدس)) ليصبح ليلنا صباحنا و صباحنا ليلنا .. " مع احترامي الشديد لمقدمة البرنامج و الطاقم الإعلامي المشرف عليه." فكان الله في عونهم, منهم و نحن في الهم شرق, و أقول لهم: أي صباح و أي خير تنتظرونه للقدس و تهاودونها به؟ و هي محاطة بغول الجدار الذي يحرم صمت العصافير من التحليق فوقها خاصة إذا ما كانت تحمل من ألوان و سمات فلسطينية..
إن التهالك على أعتاب العدو و التجميل في حل القضية الفلسطينية أو ما يطلقون عليه اصطلاح الحل النهائي (( هذا حسب فهمنا )) أما فهمهم فهو (( الحل ألانتهائي )) .. بالسلام الذليل خطوة ستترك بصمات سوداء كالحة في تاريخ أمتنا, إننا مع اعترافنا بالضعف بسبب الاملاءات من كل جانب المسلطة على رقابنا .. هذه الاملاءات المتسلطة على شعبنا و وضوح انحرافها عن الحق, إلا أن قدرتنا على الصمود مع الأعداد السليم و توفير الحريات لشعبنا ليقول لساسته كفى إذلالا و تسولا على عتبات نتنياهو و ليبرمان و بذلك لا بد أن يتحقق لنا النصر نهاية.
إن تساوقنا مع خطوات هذا السلام الذليل المهين الذي كان أخرهذا التساوق من شأنه تكريس ثقة أعدائنا
ببقائهم واستمرارهم ، ولا أدل على ذلك من الارتياح الحذر الذي عبرت عنه مختلف الأوساط اليهودية العالمية.
إننا وان كنا قد خسرنا جميع الجولات الماضية مع الإسرائيليين والأمريكيين ومن يجثم على أرضنا وصدورنا وأرواحنا وينبشوا بقبور شهدائنا وينكلوا بمعتقلينا وأسرانا ويدنسوا مقدساتنا ويقوضوا دعائمها ، ويمكنوا أنفسهم فيها ، فإننا لن نعترف بشرعية وجودهم وقانونيه كيانهم ، لأننا لن نساوم على أرضنا ولا شرفنا اعتقادا منا إن في الذود عن هذا الوطن الذي ليس لنا من وطن سواه ، وعن قدسنا التي حولوها إلى مكب لنفاياتهم .
وأقول للساسة وللمتحاورين والمفاوضين وللعرب الساعين لإصلاح ذات البين وليس لإعداد العدة لاسترجاع القدس المغتصب المباح يتيما ولو بشعرة واحدة استغفلت قلنسوة صلاح الدين و بيبرس ، إن حق النطق بالقضية الفلسطينية هو ليس حق الفلسطينيين والعرب وحدهم ، فقضيه فلسطين وتحديدا بيت المقدس التي أبكت بن غور يون حين احتل القدس الغربية في نكبه عام 48 لو انه استكمل حربه ليكون له الاستيلاء على حائط البراق " فقضية فلسطين والقدس تحديدا اكرر هي قضيه كل مسلم وعربي والأرض هي ارض المسلمين والعرب فمن الخطأ التصور إن هذه القضية تتوقف على فئة معينة تتحمل مسؤوليتها وتساوم العدو عليها ، وهنا يطرح سؤال هام ومنطقي .متى يقوم العرب و المسلمون لاسترداد أرضهم واستعادة كيانهم ؟
نقول إن الحرب سجال ولئن سرت في كيان امتنا عوامل الضعف والتفكك بابتعادهم عن منهج عقيدتهم وعروبتهم فلا بد يوما إن ينجلي الليل وتنطلق الأمة من عقالها وتصحو من رقادها ، وغفلتها آخذه بأسباب القوة والنصر القائمة على قوه العقيدة والقوة التي لا تتحقق إلا بالوحدة الشاملة .
ومن موقعي كمكلف بنقل هموم القدس ومكلف برعاية أمور احد المؤسسات المقدسية التي تعمل في القدس كما القابضة على الجمر أناشدكم باسم هلالها وصليبها محمدها و مصطفا ها الأمين و يسوع ها عليه السلام. كافه الأنظمة والشعوب والهيئات والمنظمات الإنسانية العمل بحزم على إيقاف الهجمة الشرسة على اؤلي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وتقديم كافه الإمكانيات المتاحة لتعزيز صمود أبنائها الذين يتعرضون لحمله ترحيل وقمع جماعي من مصادرة لهويات وحرمان من ابسط الحقوق والخدمات المدنية ، فالقدس ليست مباني وحجارة وأسوار وأبواب فقط فكما هي كذلك أولا هي أيضا قضيه إنسان مقدسي ينوء تحت أثقال ستضره إذا ما استمر هذا التسخين الإسرائيلي وخاصة المتطرف منه من مدرسه وتلاميذه ليبرمان وكهانا وإمام الصقيع والإهمال العربي والإسلامي إلى الرحيل ، ليخلو الميدان لحميدان يصول ويجول فيها وبذلك يكون له متسقا اكبر ليس لبناء الهيكل المزعوم ، بل لنقل الكنيست الإسرائيلي على أطلال المسجد الأقصى ، ومعراج نبيه محمد .. و اللهم وإياكم يكفينا شرور الاتفاقات القادمة الجديدة التي ستفتح أبوابها لا حصر لها من أبواب الشر على العالم العربي والإسلامي دون استثناء، وبعدها سبحان من سيغلقها ؟ ؟؟؟؟؟؟؟.
حسني شاهين-مركز صامد للتثقيف المجتمعي -القدس