<table class=contentpaneopen id=table2><tr><td vAlign=top colSpan=2>بقلم / الشيخ إحسان ظهير -------------------------------------------
اجتمع قواد الاستعمار البريطانى وزعماؤه فى لندن ، وخططوا خطة ضد الإسلام من أخطر خططهم بعد تفكير عميق وبحث دقيق بأنه لا توجد فى قارات العالم قوة تجابههم غير الاسلام ولذا لا بد لتدعيم القوة الاستعمارية ، أن تشتت قوى الإسلام ، ولكن لا بمهاجمتها ، بل بانشاء فرق باطلة منهم ، تكون حاملة اسم الإسلام وفى الأصل تكون هادمة لأصوله ومبادئه ، وتمد هذه الفرق بكل الامكانيات من المساعدات المالية وغيرها لتعمل على حسابهم ، وتتجسس على المسلمين ، فنسجت يد الاستعمار على هذا المنوال نسجا جميلا محكماً وبالفعل أرسلت بعثات خاصة فى البلاد المستعمرة للبحث عن الظروف وعن الخونة لكى تشترى منهم ضمائرهم وإيمانهم ، وأحاسيسهم ومشاعرهم ، ففتشت هذه الفئات الخبيثة عن الخونة وأى قوم يخلو عن مثل هؤلاء وكان أشدهم خطراً عميل الاستعمار الانجليزى فى الهند ، غلام أحمد القاديانى ، وفى إيران ميرزا حسين على المعروف ببهاء الله ولكن الآخر كان أشجع وأحمق ، فأظهر العداوة والبغضاء ضد الإسلام والمسلمين واجترأ وقال : أنه نسخ القرآن الكريم بكتابه المحشو من الأغلاط وأنه ناسخ لشريعة محمد ( عليه السلام ) – فكان خطره أقل ، ولكن الأول وهو القاديانى كان أمهر وأمكر ، ولذلك أخفى حقده وبغضه فظهر بمظهر التجديد مرة وبالمهداوية مرة أخرى ثم بعد ذلك قفز ووصل إلى النبوة وقال : أنه نبى مرسل ينزل عليه الوحى ولكنه ليس بنبى مستقل بل نبى متبع كهارون لموسى ، وحرف معانى القرآن وأولها بتأويل فاسد وروّج أفكاراً باطلة وأدى للاستعمار خدمات جليلة مع بقائه فى صفوف المسلمين لأنه ما كان يستطيع أن يخدمهم بخروجه عن الإسلام مثل ما استطاع وهو مظهر إسلامه ، فكان من أعظم خدماته لهم فتواه لا يجوز لمسلم أن يرفع السلاح فى وجه الانجليز لأن الجهاد قد رفع وأن الانجليز هم خلفاء الله فى الأرض فلا يجوز الخروج عليهم ، فسُرّ منه المستعمرون أيما سرور وقدموا له كل المساعدات من الحماية والمال وحتى أعطوه أناساً يتبعونه ويقلدونه ، فكان الرجل الذى ما رأى طوال حياته مائة جنيه يلعب بمئات الألوف يومياً والمسلم الذى كان موظفاً بسيطاً لا يأخذ أكثر من خمس جنيهات فى الشهر وينتقل بطلب المعاش من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية يبنى قصوراً شامخة ويركب عربات فخمة ويأخذ خدمه معاشاً أكثر مما كان يأخذ سيدهم ، فهذا كله كان من بركات الاستعمار البريطانى ، كما اعترف فى محضره الذى قدمه لملكة بريطانيا حينما زارت الهند ، فركز الاستعمار الجهود لتنمية هذه الشجرة وتربيتها ، وعرفوه إلى الناس ورفعوا منزلته فى كنفهم وشجعوه على الهجوم على المسلمين والإسلام ، وعلى أكابرهم وأئمتهم حتى تناول أعراض الأنبياء عليهم السلام ، وعرض سيد المرسلين ، كما تناول عرض أبنائه الحسن والحسين وعرض خلفائه ، وأصهاره ورحمائه ، أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأصحابه البررة رضوان الله عليهم أجمعين فكفر جميع علماء الأمة وافتوا بوجوب قتله لادعائه النبوة ولاهانته الأنبياء وسبابه للمسلمين ولانكاره أسس الدين الإسلامى الحنيف ولكن سيده الاستعمار دافع عنه ، وحفظه من غيظ المسلمين وغضبهم ، فما استطاعوا أن يعملوا ضده أى شئ ، إلا أن علماء المسلمين ناظروه وناقشوه ، وأظهروا الحق وأبطلوا الباطل ، وكان أبرزهم العالم الجليل الشيخ ثناء الله الأمر تسرى الذى انتصر عليه غير مرة ، وأقام عليه الحجة وأخيراً دعاه إلى المباهلة بأن الكذاب يموت فى حياة الصادق بموت غير عادى ، ومرة أخرى ظهر الحق ، وبعد مدة قليلة من هذه المباهلة مات غلام أحمد القاديانى بموت يكره الإنسان مجرد ذكره كما سنذكره بالتفصيل . ولكن وبالأسف الشديد أن هذه الفئة المرتدة ليس لها بالإسلام أية علاقة والإسلام برئ منها دخلت مرة أخرى فى صفوف المسلمين وأظهروا بأنهم يعتقدون كل ما يعتقده المسلمون وليس بينهم فرق إلا فى أشياء بسيطة فرعية ومرة أخرى ساعدهم سيدهم القديم بالمنشورات وغيرها فى أوروبا وأفريقيا وغيرها من بلاد العالم وكما نشرت لجنة مسيحية فى ضميمة خلف المنجد بأن القاديانية فرقة من فرق المسلمين سوى أنها تعتقد بعدم فرضية الجهاد على المسلمين . فلذلك أردت أن أدرس هذا المذهب الجديد دراسة علمية واسعة وخاصة بعد ما لقيت بعض الاخوان من مختلف أنحاء العالم فى الكعبة المشرفة وأدهشنى بأنهم يجدون فى بلادهم أناساً يدعون إلى القاديانية بدعوى أن قائدهم مجدد هذه الأمة ومصلحها وهم لا يجدون شيئاً يُقاومونهم به ، وحينما يسألهم علماء القاديانية أسئلة فلا يستطيعون أن يُجيبوهم لعدم مطالعة كتبهم ولعدم المعرفة بمعتقداتهم الأصلية – فها أنا ذا أقدم أقدم أول نجم متعهداً بالله بأنى لا آلوا جهداً حتى أكشف النقاب عن حقيقة هذا المذهب وبالله التوفيق . ولد غلام أحمد فى قرية قاديان من إحدى قرى البنجاب فى سنة 1839م فى أسرة عميلة للاستعمار الانجليزى وكان أبوه واحداً من الذين خانوا المسلمين وتآمروا عليهم وساعدوا الاستعمار لطلب العز والجاه كما ذكر غلام أحمد بنفسه فى كتابه – تحفة قيصرية : - بأن أبى غلام مرتضى كان من الذين لهم روابط طيبة وعلاقات ودية مع الحكومة الانكليزية وكان له كرسى فى ديوان الحكومة وهو ساعد الحكومة حينما ثار عليها أهل وطنه ودينه الهنديون مساعدة طيبة فى سنة 1851م ( ثورة معروفة ضد الاستعمار ) بل مدها بخمسين جندياً وخمسين فرساً من عنده وخدم الحكومة العالية فوق طاقته – ( الكتاب المذكور ص 16 ) ففى مثل هذه الأسرة إن لم يولد غلام أحمد ، فمن يولد غيره ؟؟ فولد وحينما بلغ الرشد درس بعض الكتب الأردية والعربية على يد أساتذة غير معروفين وقرأ شيئاً من القانون ثم توظف فى بلدة سيالكوت من إحدى بلاد باكستان الآن بخمسة عشر روبية شهرياً وكان رجلا بليداً (( حتى قيل له أن يأتى بالسكر من البيت فبدل أن يأتى بالسكر جاء بالملح ومن فرط بلاهته وسفاهته بدأ يأكله فى الطريق ولما وصل الملح إلى الحلقوم غُص به ودمعت عيناه )) ( سيرة المهدى لابنه بشير أحمد ) . وكان جبانا وما دخل فى المنازلات والمصارعات مع أنه ما كان أحد آنذاك من أبناء الشرفاء إلا وتعلم الفنون العسكرية ، ولذلك حينما أراد مرة أن يذبح فروجا قطع إصبعه وسال منها الدم فقام مستغفراً تائبا لأنه طوال حياته ما ذبح حيواناً ولا طائراً . ( سيرة المهدى ج2 ص 4 ) . وشب وترعرع فى بلهه وجبنه فكان من لوازم هذا ألا يشب وينشأ إلا ويكون مريضاَ ، وبالفعل أُصيب بمرض المراق شبه الجنون ، كما أُصيب بأمراض مختلفة أخرى ونشر مرة فى كجلة قاديانية – ريويو قاديلن - : - (( إن مرض مراق ما كان موروثاً لحضرة سيدنا بل كان لأسباب خارجية يعنى أنه ما كان أحد مبتلى بهذا المرض فى أسرة غلام أحمد قبله وهو الذى ابتلى به وظهر أثره بسبب ضعف الدماغ )) ( عدد أغسطس 1936م ) . فثبت بأنه كان مريضاً بمرض المراق وأيضاً كان كثير من أسرته مصابين بهذا المرض ومنهم ابن خاله ، وابنته ، وحتى زوجته ، كما ذكر ابنه فى سيرته وذكره هو بنفسه (( أن زوجتى مريضة بمرض المراق وهذه هى تمشى معى أحياناً للتنزه والتفرج كما أوصى الأطباء )) . فالآن نحن نبحث عن مرض المراق ما هو؟؟ لأن له علاقة بموضوعنا هذا ، فقد تبين الحكيم الرئيس أبو على سينا فى كتابه ( القانون ) ما هو ( المراق ) وقال : إن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار ، لأجل الخوف والفساد وتتوحش روح الذهن باطناً ويصير المريض مشوشاً لظلمة هذا المرض . وقال العلامة برهان الدين فى شرح الأسباب والعلامات لأمراض الرأس : أن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار الطبيعية إلى غير الطبيعية وحتى يصل إلى هذا الحد فإن المريض يظن أنه عالم الغيب وبعضهم يظنون أنهم ملائكة . فشب هذا المراقىّ المجنون فى أوهام وأخيلة وادعى بأنه مجدد ، ثم بأنه يُلهم أسرار الملكوت فاستغله ربيبه الاستعمار ووضع على رأسه تاج النبوة فكان هذا المتنبى نبيهم هم ، وهم آلهته كما اعترف بنفسه : أنى رأيت ملكاً فى صورة شاب انكليزى ما تجاوز عمره من عشرين سنة وهو جالس على كرسى وأمامه منضدة فقلت له أنك جميل جداً فقال : أى نعم ( تذكرة وحى المقدس ص 31 ) ثم أُلهم فى الانكليزية ( ..... ) يعنى أنا أحبك و ( .....) وأنا معك ( ......) وأنا أساعدك – ويُذكر بأنه ارتجف بعد ذلك جسمى وأُلهمت فى الانكليزية ( ......... ) نحن نستطيع أن نفعل ما نُريد ، ففهمت من التلفظ واللهجة كأنه انكليزى يتكلم عند رأسى ( براهين أحمدى تأليف غلام القاديانى ) وكيف وقد صدق وعده ونصر عبده فكان واجب عليه يشكرهم وخاصة حينما أرسل الله الملكة المعظمة قيصرة الهند سلمها الله تفضلت وتجلت فى بيته للتسلية والتشجيع كما يرويه بنفسه : رأيت فى الكشف أن الملكة المعظمة ( قيصرة الهند ) سلمها الله تجلت وتفضلت فى بيتنا فقلت لأحد من أصحابى أن الملكة المعظمة شرفتنا فى بيتنا فلابد لنا أن نشكرها ( مكاشفات الغلام للمنظور القاديانى ص 17 ) . </TD></TR></TABLE>
|