بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

هذا هو تكملة الموضوع في الرد على أسئلة العضو جمال
نظرة إنجيل النصارى إلى النسخ والمنسوخ:

1 - الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه. فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها

بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟

أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ؟ (عدد 23: 19).

2 - الناسخ والمنسوخ ليس له وجود في اليهودية ولا المسيحية. قال المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ

لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ

الكُلُّ (متى 5: 17-18).

3 - الناسخ والمنسوخ يفتح باب الكذب والادعاء، فإذا قال مدَّعي النبوة قولاً وظهر خطؤه، أو إذا اعترض سامعوه عليه قال إنه

منسوخ ويأتي بقولٍ آخر فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (سورة الحج 22: 51).كما ينسخ إله محمد ما يلقيه عليه من قرآن (سورة

البقرة 2: 106)

4 - اعتبر الرسول أن الناسخ والمنسوخ مِن نفس كلام الله. فهل كان المنسوخ كلاماً إلهياً مكتوباً في اللوح المحفوظ؟ وهل يترتب

على نسخه في القرآن نسخه أيضاً في اللوح المحفوظ؟ وكيف يسمح الله لكلامه العزيز بالزوال والاهمال؟ وإلا فلماذا كتب؟

5 - الناسخ والمنسوخ متغلغل في جميع أجزاء القرآن بحيث يتعذر على الراسخين في العلم معرفة الناسخ والمنسوخ بطريقة لا تقبل

الشك، مما يجعل أقوال القرآن مبهمة ملتبسة. فقد قالوا إن السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ هي أربعون سورة، أولها

الأنعام ثم الأعراف، يونس، هود، الرعد، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، طه، المؤمنون، النمل، القصص، العنكبوت، الروم،

لقمان، المضاجع، الملائكة، الصافات، صَ، الزمر، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، قَ، النجم، القمر، الامتحان، نون،

المعارج، المدثر، القيامة، الإنسان، عبس، الطارق، الغاشية، التين، الكافرون