<FONT style="FONT-SIZE: 20px; COLOR: #3300cc; FONT-FAMILY: verdana">
فضائيات “للخلف در”</SPAN>يبدو أن المستثمرين ورجال الأعمال قد استهوتهم فكرة إنشاء المحطات الفضائية التلفزيونية فزاد عددها بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة، إلا أن بعضها يخرج بصورة غير مدروسة تؤثر سلبا في شكل الشاشة وبالتالي يتجاهلها المشاهد، ورغم اعتماد بعضها على البداية القوية والدعاية الإعلامية الهائلة لاستقطاب الجمهور إلا أنها لا تستطيع الاستمرار في المنافسة الشرسة، وقد شهد عام 2008 انطلاق بعض هذه المحطات التي لم تترك بصمة حتى الآن في ساحة الفضاء العربي وهذا ما يجعلنا نرصد أسباب نجاح وفشل الفضائيات في التحقيق التالي.</SPAN>
</STRONG>
الدكتور سامي عبدالعزيز أستاذ الإعلام والخبير الإعلاني يرى أنه من الطبيعي أن تولد محطات فضائية جديدة خاصة أن رجال الأعمال يبحثون عن مزيد من الشهرة واستثمار أموالهم بشكل صحيح، وهذا يتطلب منهم تقديم خدمة إعلامية جيدة ذات مضامين هادفة لتحقيق مزيد من الدخل الإعلاني الذي سيعتمد عليه في التمويل بالفترة اللاحقة، لأن رجل الأعمال لن يظل ينفق على محطته لفترة طويلة. صحيح أن العائد من المحطة لن يتحقق إلا بعد فترة ثلاث سنوات إلا أنه لابد من اتباع خطوات إيجابية تحقق الهدف من إنشاء المحطة الفضائية.</SPAN>
</STRONG>
ويوضح عبدالعزيز أن بداية المحطة الفضائية لابد أن تكون قوية لأن الجمهور يعطي ثقته مبكرا لمن يخاطب اهتماماته، ولو بدأت ضعيفة فإنها من الصعب أن تستحوذ على ثقة الجمهور في فترة لاحقة.</SPAN>
</STRONG>
ويستكمل الدكتور صفوت العالم حديث الدكتور سامي ويقول: لم يعد من الصعب إنشاء فضائية تلفزيونية مثلما كان الحال في السابق لذلك فإن الفضائيات العربية انتشرت بصورة كبيرة حتى وصل عددها إلى ما يقرب من 483 محطة، وكذلك فإن من يرغب في المنافسة عليه اختيار أفكار برامجية جديدة والابتعاد عن استنساخ البرامج الغربية التي لا تتناسب مع تقاليدنا وطبيعتنا الشرقية، وللأسف هناك فضائيات تنطلق وهي لا تعرف أهدافها ولذلك تسقط سريعاً حتى إن الناس تسقط من ذاكرتها أسماءها فتتسبب بخسائر مادية جسيمة تدفع ملاكها لإغلاقها أو تحويلها لمحطة غنائية تعرض مجموعة من الكليبات بشكل عشوائي. ويضيف العالم: حتى المحطات الفضائية المتخصصة فشلت في إثبات ذاتها، فمثلاً محطات الرياضة تعتمد فقط على الدوريات المحلية التي تعرض على معظم القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية وتفشل في التعاقد على البطولات الكبرى لعدم وجود موارد مالية كافية، ونفس الحال بالنسبة إلى فضائيات الدراما حتى إنني شاهدت محطة تلفزيونية في رمضان المفروض أنها متخصصة في الدراما التلفزيونية ولكنها لم تشتر مسلسلاً واحداً فكيف لها أن تستثمر؟</SPAN>
</STRONG>
محمد عبدالمتعال مدير شبكة تلفزيون “الحياة” التي فرضت نفسها على الساحة </SPAN>الإعلامية العربية في الفترة الأخيرة يقول: النجاح مرتبط في البداية بالدعم المادي وهذا ما توفر لنا في “الحياة” فرئيس مجلس إدارتها رجل الأعمال السيد البدوي أنفق الملايين من أجل شراء مسلسلات جديدة وحصرية وجعل الجمهور يبحث عن المحطة بسبب برامجها القوية حيث استقطبت كبار نجوم الفن والرياضة الذين نجحوا في تجاربهم الإعلامية كمذيعين مثل أشرف عبدالباقي، إلهام عبدالغفور، أحمد شوبير، كما تم إنفاق ملايين الجنيهات في الدعاية وكل هذا لم يضع هباء ولفتت المحطة الأنظار وأصبح لها جمهورها، ورغم مرور فترة قصيرة على انطلاقها إلا أنها حققت نسب مشاهدة عالية في شهر رمضان والفترة التالية. ويضيف عبدالمتعال: كلامي هذا لا يعني أن وجود المال من دون تخطيط كفيل بنجاح أي فضائية، فهناك فضائيات أصحابها مليارديرات ولكنها محلك سر، فلا بد من وجود خطط مدروسة تحقق الأهداف المرجوة من انطلاق المحطات الفضائية، أما إذا كان أصحابها يبحثون فقط عن الشهرة فإن الأمر يختلف ومضمون ما تقدمه المحطة الفضائية أيضا يختلف فهي تقدم ما يشتهي صاحبها وليس ما يريده الناس.</SPAN>
</STRONG>
الإعلامي أحمد شوبير يقدم البرامج الرياضية بتلفزيون “الحياة” يؤكد هو الآخر نجاح المحطة في فرض اسمها في سماء الفضائيات العربية، ولأن الرياضة جزء أساسي من حياة الناس في مختلف أنحاء العالم كان من الطبيعي أن تولي المحطة اهتماماً خاصاً بها وهذا أحد معايير النجاح لأنك طالما تعرض ما يتناسب مع اهتمامات الناس فأنت إذاً قادر على التواصل معهم باستمرار.</SPAN>
</STRONG>
<div align=justify><STRONG><EM><U>شوبير يشير إلى أن “العمل في الفضائيات الجديدة سلاح ذو حدين فإما أن تواصل نجاحك وإما أن تعيش على ذكرى تميز سابق، وقد استمر تعلق المشاهد ببرامجي والذي بدأ منذ عملي بقناة “دريم” الفضائية وأيضاً في التلفزيون المصري وكانت خطوات انتقالي إلى تلفزيون “الحياة” مسألة صعبة، وقد وجدت أن الكوادر البشرية والإمكانات الإنتاجية التكنولوجية متوافرة عندهم ما حمسني للموافقة على العمل”.