وداعا يا رجولتى

طرقت باب دارِ الحبيبِ ... فما رد من في الدار

فرماني الشوق والحنين .. للأعذارِ والأقدارِ

فأي قدرٍ هذا الذي أسكت من في الدار وما ردَّ من خلف البابِ لطرقاتِ أشواقي ؟؟

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

اليوم سأسقط منكِ حق القرار ..

وسأعلن لها وأقدِّمُ جلَّ اعتذاراتي .

فلتعذريني يا رجولتي لانحنائي وانكساري

فقد حان الآن موعد الإعتذارِ لمن هي بخلف باب الدارِ

لكن !!!

هل ستقبل اعتذاراتي ؟؟

وتنهي معاناتي وأوجاعي ؟؟

ولكنني !!!

سأعتذر وإن طال بباب الدار طول انتظاري .

فما عدت أحتملُ شجون أحزاني التي تعبت من الآهِ و الإهِ والأُهِ .. كضيقٍ بات في الصدرِ مخنوقِ .

فيا من في الدار عليَّ طُلِّ ... من شرفةِ الأشواقِ طُلِّ

فأنا ..

لستُ أفَّاكاً ولا دجَّالاً يفتح الكفَّ ويقرأ الفنجانِ .

وما كنتُ يوماً ساحراً أو مفسراً للأحلامِ .

لكنني !!!

عاشقٌ مجنونٌ يكتبُ الشعر بإحساس أنغام المطر البريء .

فاعذريني يا سيدتي ..

لأنَّ عِشقُكِ أصبح دمي الذي يجري من الشريانِ إلى الوريد .

لأنكِ نجمة ليلي .. وقمره السعيد .. وشمعة ميلادي .. وميلاد عشقي العفيف .. وقيثارة عمري المديد .

فاليوم لأجلكِ سأستسلمُ للريح للأقدارِ ..

وإليكِ أقدمُ اعتذاراتي .. يا سوسنة الدارِ .

فاقتربي مني .. فقد سقط المطر واشتدَّ الريحُ ونادى القدر .

فإليكِ مددتُ يداي وقد بللها المطر .

فاستجيبي

لنداء قلبي ولنرقص رقصة الرعد تحت المطر .

فما أجمل الاعتذارِ وأنتي بانحناء وانثناءٍ تداعب همساتك غصون الشجر .

وبين ذراعيَّ تغفين كفراشة بيضاءٍ أرهقها السهر .

ودموع الخريف بعد رحلة شوقٍ وسفر .

فاقتربي ..

قبل أن يتوقف المطر .. وتشرق الشمس ويذوب الثلج .. وتعلن الريح وقت الصفير .

ودعيني ..

أغفو بين ذراعيكِ .. تداعبني أصابعها ... تناغشني جفون عيناكِ وفيها ومنها أجمع وأقطف أفراحي

وأفراحك ... واسقط أحزاني وأحزانك .

أذوب كما الشمع في غابات جدائلك السمراء .. كما الليلِ الرقيقِ حين يرخي سدول جدائله .

فلا أجمل من ميناءٍ فيه أولد على مرفئ عيناكِ ... ولا أجمل من مرسى أحبو فيه أجمل من غابات اللوز

والحناء بين ذراعيكِ .

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

لاعتذاري وانكساري وانحنائي ..

فاليوم صار لي ميناءٌ ومرسى .. وما عدت أخشى الموت .. وما عدت الآن وحدي

فقد صار لي بيتٌ ومنفى .. وبات لي عنوانٌ ومأوى ... وأصبحت من في الدار لي ظلٌ ونورُ .. وصار من بالباب

أهلٌ لمن في الدارِ .

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

فهي لم تكن لي قدرٌ .. بل كانت اختياري

فما أجمل أن يكون لكِ ... بيتٌ على قمة قلبها الدافئ

وأن يصبح لكِ تاريخٌ .. وعروسٌ أجمل من بدرٍ تعانقه النجوم في ليلة سمرٍ شرقية .

فلتتقبلي يا رجولتي اعتذاراتي ..

فمنذ الآن لن أقدم إليكِ أعذاري ... فما عدت دمية الأقدارِ

وما عاد للقلب حملٌ للعذابِ ... وللأعذارِ

فمن في الدارِ صار لي ظلٌ ... وكان اختياري .

واليوم أنادي ولكن من يسمع أنين أشواقي .

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

فمنذ الآن لكِ حق الاختيارِ ... فاعذريني لسوء أخطائي

وها قد جئتكِ أحمل أسفاري وأوزاري وأوراق أحزاني

فإليكِ بسجل حرماني وشوق أيامي وسر معاناتي أقدم اعتذاراتي قبل الرحيلِ .

في قطار الموتِ ... قطار اللاعودة .. نحو مينائي الأخير .

فمنذ سنين أمشي وتمشي معي الأحلامُ ... أغفو وتغفوا معي ألامي وأحزاني .. لا أملك غير دموعي .. وريشة

عودي الرنانِ .

في طرقات الموت أمشي .. أعزف ألحان الموت ومأساتي .. أبحث في عين الشمس عن ذاتي .. فلا أرى

سواها وأحزاني ..

فأرحل مع موجِ البحر و أبدء كلماتي .. علَّها تحملني مفردات عيناها لأبحر فيها وأعود لأوراقي .

فتثملني روائح عطرها الفواح فأبدأ عزف جنونياتي كطائرٍ ترتعد تتخبط أضلاعه من شدة البردِ من بعدِ

مطرٍ كان ثلجاً .

فأحتار وتحتار كلماتي .. وتتوه ألحاني ... وتهرب دمعاتي فيذوب الحرف بين أنين همساتي .

فأتوه ويتوه الوصف في وصف مشاعر إحساسي .

فأهرب وتهرب وتعجز أمواج البحر من شدة أشواقي .

فأصمتُ وتصمت أوراقي .. وأغمض عيناي فأفتحها فحينها أدركِ بأني لن أرى شيئاً سوى !!!

شمعة مرأبي .. وباقةِ أزهاري .. ودموع مرآتي الحزينة .. وفروع ياسمينة تودع قمر ليلها الحزين .

في ليلة رحيل فصل الربيع .

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

لطول أحزاني .. وطول الطريق

لكنني ..

أرفض الرحيل .. وأكره الخوف من المجهول .. ولا أؤمن بشيء اسمه المستحيل .

لأنكِ أنتِ !!!

المجهول وأنتِ المستحيل ..

وأنتِ من ساقني لهذا السجن اللعين .

فكيف لي أن أؤمنكِ وأعطيكِ حق المصير ؟؟

وأنتِ من كان يجلدني طوال هذه السنين .. ومن دعاني لشرفة الموتِ وانتحاري .. ومن غرس السُمَّ في جسدي

النحيل ... ومن رماني على فراش المستحيل ... ومن دعاني للصمت والرحيل في ذاك المساءِ السقيم .

وأعلن ساعة موتي .. وحوَّل أوراقي لمحكمة الحياة وكأنكِ وحدكِ من يمتلك المصير .

فعذراً لكِ يا رجولتي عذراً ..

وفي اعتذاري الأخير ..

دعيني ..

أكتب حروفي الأخيرة وإليها وحده أكتب اعترافي قبل الرحيل ..

إني أحبكِ ..

فكوني خاتمتي ... ومنفاي والمصير

كوني ضوء سمائي ... ولحن الأمطارِ

كوني رعودي وطقوسي ..

كوني اليوم والأمس ..

كوني لحن العود وريشة أوتاري ..

كوني الريح والإعصار والبرقِ ..

كوني أنا ..

فأنا الميناء والمنفى ..

والآن إليكِ ..

سأغني أغنية الموتِ ... وسأعزف للحب أشواقي وأحزاني

وسأكتب في الإنجيلِ حكاياتي ..

يا سر كياني .. وحياتي .

فانتفضي .. واقتربي

ودعيني أذوب بين جناحيكِ

لأبدأ أغنية الموتِ ... بين ذراعيكِ

لأبصرَ في عينيكِ موتورة ألحاني .

وفي لحني الأخير دعينا ..

نعزف للربيع معاً .. لحن الخلود

للبحر وللنجوم وللخريف نغني .. أغنية الرحيلِ

للشتاء نغني أغنية ... المطرِ والحنينِ

للصيف سيمفونية الحب البريء

لليل قيثارة العاشقين

وللفجر أحلام العصافير

وفي الشطر الأخير

دعيني ..

أوقع على قلبك ... اعترافي الأخير

يا عطر الورد ... وروح الياسمين

يا ديمومة نبضي ... ومهدي والسرير

بأنكِ ..

عشقي الأول والأخير

ونهاية خاتمتي ... والمصير

وعلى شواطئ عينيكِ .. سأموت وأكتب بيتي الأخير

وبين ذراعيكِ سألقي بقلمي الحزين

لتكتبي من بعدي ... للشتاء وللربيع

علَّها تنبت فوق قبري ... أزهار الفل والياسمين

ويسطع في سمائي قنديل المساء ... ونجوم العاشقين

فعودي قبل أن تعلن ساعة الموت ... صافرة الرحيل

معلنةً موتي ونهاية أعذاري ... وموت بيوتِ الأشعارِ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» وداعا لكم
» الى اللقاء وداعا الى اجل قريب
» برنامج Pc Booster لتسريع الحاسوب وداعا للأكاديب
» فيلم عربى مصرى - وداعا للامس - للكبار فقط
» فيلم عربى مصرى - وداعا للامس - للكبار فقط