قناة تليفزيونية للجاليات

قناة تليفزيونية للجاليات

هذه خطوة موفقة وهامة، تأخرت كثيرا لكنها جاءت في أنسب الأوقات، فقد تولت المملكة منذ سنوات قيادة حملة عالمية لحوار الأديان والانفتاح على الثقافات، فكان حريا بها أن تنفتح على ثقافات وأوضاع حوالى ثمانية ملايين نسمة من الجاليات غير العربية المقيمة في البلاد للعمل، والقادمة من مختلف القارات، ومن شتى بقاع العالم، وحوالى ثلاثة ملايين حاج ومعتمر غير عربي، يزورون المملكة على مدار العام، ويقيمون في ربوعها من أسبوع الى شهر وربما أكثر.
لا عجب إذن أن تلقى هذه الخطوة المباركة ترحيبا واسعا، وتقديرا وثناء من الداخل والخارج، منذ أعلنها معالي الوزير الكريم الموفق الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، وقد لفت نظري أن معاليه قد أوضح أنه أحال المشروع الى جهات استشارية متخصصة، تدرس متطلباته وتحدد مراميه وأهدافه، وتضع الخطوط العريضة لبرامجه، وتستقطب وتؤهل الكوادر المهنية المطلوبة لإدارته، واللغات التي سيبث بها برامجه، وتستطلع رأي جمهور الجاليات الأجنبية المستهدف، وتقف على متطلباته وحاجته، وكل ذلك بأسلوب علمي يكفل إنضاج الفكرة واستشراف أبعادها، والإعداد الجيد المتميز لانطلاقها والمستوى المهني لأدائها.
* * *
وليس سرا أن كثرة من هذه الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد، تظل طوال سنوات إقامتها، ومن بعد عودتها الى بلادها، لا تعلم إلا القليل والسطحي عن ثقافة المجتمع السعودي وتقاليده وأنظمته، وأحكام الإسلام وتشريعاته، ودون أن تتعرف على المعالم الحضارية والجمالية والمواقع السياحية في هذه الرقعة الشاسعة من بلادنا، كذلك فإنه ليس من المبالغة القول بأن العديد من الحجاج والمعتمرين، يأتون الى هذه الديار المقدسة وهم يجهلون الأسس الصحيحة لأداء مناسك الحج والعمرة، ويفتقرون الى الوعي بما يحفظ صحتهم وأمنهم وسلامتهم، مما يستلزم إرشادهم ورعايتهم وتوعيتهم في كل هذه الجوانب.
ومن الحق أن نقول إن مجتمعنا السعودي لم يبذل في المقابل إلا أقل الجهد، للتعرف على هؤلاء الذين قدموا من مختلف أنحاء افريقيا وآسيا وأوروبا، للعمل في بلده والتعاون معه في تنمية وبناء اقتصاده وصناعاته ومشاريع نهضته، ولا على هؤلاء الذين يأتون على مدار العام للحج والعمرة في المشاعر المقدسة، التي شرفنا الله بخدمتها ورعاية الطائفين والركع السجود في جنباتها.
* * *
ان لدى هذه الجاليات الأجنبية المقيمة بين ظهرانينا ثقافات متنوعة، ولبلادهم حضارات قديمة ومحدثة، من واجبنا كقبلة للأمة ومثابة للناس كافة، أن نتعرف عليها ونطلع على عطاءاتها، ونتفهم التجليات العقلية والاجتماعية لها، مما يعيننا على التعامل مع أهلها وفتح آفاق التعاون مع أبنائها.
هو مشروع جليل ينبثق من عمق مسؤولياتنا كمهبط للوحي وقبلة للأمة ومنطلق للحضارة، ونستكمل به فريضة البلاغ التي أناطها المولى عز وجل برقابنا، ونتطلع الى انطلاقه بعون الله وفضله وتوفيقه، ونسأله سبحانه السداد لكل القائمين على إنجازه.
تنويه:
ورد في كلمة الأمس عبارة (حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا "روديسيا سابقًا" والصحيح أن الاسم السابق لجنوب أفريقيا هو "بريتوريا" وليس "روديسيا".

شكرا لك

» جديد العرب سات / قناة / نور
» قناة نيل للكوميديا
» قناة حياتنا
» قناة مواهب وأفكـــــــــــــار
» قناة بالمجان الان